..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: ينابيع المودة ـ الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:59 من طرف Admin

» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:56 من طرف Admin

» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:51 من طرف Admin

» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:47 من طرف Admin

» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:35 من طرف Admin

» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:33 من طرف Admin

» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:27 من طرف Admin

» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:25 من طرف Admin

» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:23 من طرف Admin

» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:20 من طرف Admin

» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:16 من طرف Admin

» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Emptyأمس في 19:09 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68472
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني Empty كتاب: ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى ـ للشعراني

    مُساهمة من طرف Admin 9/10/2020, 12:33

    ترجمة سيدى لإبراهيم الدسوقى رضى الله عنه

    قال الإمام الشعرانى رضى الله عنه :

    ومنهم الشيخ العارف بالله تعالى سيدي إبراهيم الدسوقي القرشي
    رضي الله عنه
    هو من أجلاء مشايخ الفقراء أصحاب الخرق، وكان من صدور المقربين، وكان صاحب كرامات ظاهرة ومقامات فاخرة، ومآثر ظاهرة، وبصائر باهرة، وأحوال خارقة، وأنفاس صادقة، وهمم عالية، ورتب سنية ومناظر بهية، وإشارات نورانية، ونفحات روحانية، وأسرار ملكوتية، ومحاضرات قدسية له المعراج الأعلى في المعارف، والمنهاج الأسنى في الحقائق، والطور الأرفع في المعالي، والقدم الراسخ في أحوال النهايات، واليد البيضاء في علوم الموارد، والباع الطويل في التصريف النافذ، والكشف الخارق عن حقائق الآيات، والفتـح المضاعف في معنى المشاهدات، وهو أحد من أظهره الله عز وجل إلى الوجود وأبرزه رحمة للخلق، وأوقع له القبول التام عند الخاص، والعام، وصرفه في العالم، ومكنه في أحكام الولاية، وقلب له الأعيان، وخرق له العادات، وأنطقه بالمغيبات، وأظهر على يديه العجائب، وصومه في المهد رضي الله عنه، وله كلام كثير عال على لسان أهل الطريق.

    ومن كلامه رضي الله عنه من لم يحن مجتهداً في بديته لا يفلح له مريد فإنه إن نام نام مريـده، وإن قام قام مريده وإن أمر الناس بالعبادة وهو بطال أو توبهم عن الباطل، وهو يفعله ضحكوا عليه، ولم يسمعوا منه.
    وكان ينشد كثيراً إذا قيل له انصحنا، وأرشدنا بمثالين من قول بعضهم:
    لا تعدلين الحراير حتى تكوني مثلهن … يقبح على معلولة تصف دواء للناس

    وكان رضي الله عنه يقول: يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدسـتور شيخه إن كان جسمه حاضراً، وإن كان غائباً يستأذنه بالقلب، وذلك حتى يترقى إلى الوصول إلى هذا المقام، في حق ربه عز وجل، فإن الشـــيخ إذا رأى المريد يراعيه هذه المراعاة رباه بلطيف الشراب، وأسقاه من ماء التربية، ولاحظه بالسر المعنوي الإلهي فيا سعادة من أحســن الأدب مع مربيه، ويا شقاوة من أساء،

    وكان رضي الله عنه يقول: من عامل الله تعالى بالسرائر جعله على الأســرة، والحضائر، ومن خلص نظره من الاعتكاس سلم من الالتباس

    وكان رضي الله عنه يقول: من لم يكن متشرعاً بتحققاً نظيفاً عفيفاً شريفاً فليس من أولادي، ولو كان ابني لصلبي، وكل من كان من المريدين ملازماً للشـريعة والحقيقة، والطـريقة، والديانة، والصيانة، والزهد، والورع، وقلة الطمع فهو، ولدي، وإن كان من أقصى البلاد.

    وقيل له مرة ما تريد؟ فقال: أريد ما أراد الله عز وجل، وكان رضي الله عنه يقول: ما كل من وقف يعرف لذة الوقوف، ولا كل من خدم يعـرف آداب الخدمة، ولذلك قطع بكثير من الناس مع شدة اجتهادهم،

    وكان رضي الله عنه يقول: سألتكم بالله يا أولادي أن تكونوا خائفين من الله تعالى فإنكم غنم السكين، وكباش الفناء، وخرفان العلف يا من تنور شـواهم قد أوهج، ويا من السكين لهم تحد، وتجذب: ” قوا أنفسـكم وأهليكم نارا ” ” التحريم: 6 ” ،

    وكان رضي الله عنه يقول: لا يكمل الفقير حتى يكون محباً لجميع الناس مشفقاً عليهم سـاتراً لعوراتهم فإن ادعى الكمـال، وهو على خلاف ما ذكرناه فهو كاذب،

    وكان يقول: لا تنكروا على فقير حـاله، ولا لباسـه، ولا طعامه، ولا على أي حال كان، ولا على أي ثوب يلبس ولا إنكار على أحد إلا إن ارتكب محظوراً صرحت به الشـريعة، وذلك أن الإنكار يورث الوحشة والوحشة سبب لانقطاع العبد عن ربه عز وجل، فإن الناس خاص وخاص الخـاص، ومبتدي، ومنته، ومتشـبه، ومتحقق، ويرحم الله تعالى البعض بالبعض، والقوي ما يقدر أن يمشـي مع الضعيف وعكسه والفقراء غيث، وهو سـيف فإذا ضحك الفقير في وجه أحدكم فاحذروه، ولا تخالطوه إلا بالأدب،

    وكان رضي الله عنه يقول: الشـريعة أصـل، والحقيقة فرع فالشريعة جامعة لكل علم مشروع، والحقيقة جامعة لكل علم خفي، وجميع المقامات مندرجة فيهما
    وكان رضي الله عنه يقول: يجب على المريد أن يأخذ من العلم ما يجب عليه في تأديته فرضه، ونفله، ولا يشتغل بالفصـاحة، والبلاغة فإن ذلك شــغل له عن مراده بل يفحص عن آثار الصالحين في العمل، ويواظب على الذكـر،

    وكان رضي الله عنه يقول: توبة الخواص محو لكل ما سوى الله تعالى ولا يتطلعون إلى عمل، ولا قول يتوبون عن أن يختلج في أسـرارهم أن لي أو يتوهمون أن علـي، ويخشـون من قول أنا فهـم يراعون الخطرات،

    وكان يقول: يا مريدي اجمع همة العزم، وقوة شدة الحزم لتعرف الطريق ، لإدراك لا بالوصف فأي مقام، وقفت فيه حجبك بل ارفض كل ما يحجبك عن مولاك فإن كل ما دون الله تعالـى باطل،

    وكأن رضي الله عنه يقول: الأعراض تورث الأعراض، وكان يقول: دعني يا ولدي من البطالات، وتجرد من قالبك إلى قلبك، وكان رضي الله عنه يقول: احذر يا أخـي أن تدعي أن لك معاملة خالصـة أو حالا، واعلم أنك إن صـمت فهو الذي صـومك، وإن قمت فهو الذي أقامك، وإن عملت فهو الذي استعملك، وإن رأيت فهو الذي أراك، وإن شربت شراب القوم فهو الذي أسـقاك، وإن اتقيت فهو الذي وقاك، وإن ارتفعت فهو الذي رقى منزلتك، وإن نلت فهو الذي نولك، وليس لك في الوسط شيء إلا أن تعترف بأنك عاص مالك حسنة، واحدة، وهو صحيح من أين لك حسنة، وهو الذي أحسن إليك، وهو الحاكم فيك إن شاء قبلك، وإن شاء ردك،

    وكان رضـي الله عنه يقول: ولد القلب خير من ولد الصلب، فولد الصلب له إرث الظاهر من الميراث وولد القلب له إرث الباطن من السر.

    وكان رضي الله عنه يقول: أصحاب العطاء كثير، وأهل هذا الزمان ما بقي عندهم إلا المنافسـة إما يسـألون عن معنى الصــفات أو معنى الأسماء أو معنى مقطعات حروف المعجم، وهذا لا يليق بالمبتدئ السؤال عنه وأما المتمكن فله أن يلوح بذلك لمن يستحق فإن علمهـا طريقة الكشف لا غير، وأما من اشتغل بحفظ كلامه الناس أو جمع الحقائق، ولسان المتكلمين في الطريق، والطرائق فمتى يعيش عمراً آخر حتى يفرغ من عمر الفناء إلى عمر البقاء فإن القوم كانوا محبين.وكل منهم يتكلم بلسان محبته وذوقه فهو كلام لا يحصـر، وبحر غرق فيه خلق كثير، ولا، وصل أحد إلى قعره، ولا إلى ساحله، وإنما يذكر العارف كلام غيره تستراً على نفسه أو تنفيساً لما يجده من ضيق الكتمان آه آه آه، ولقد شـهد الله العظيم أني ما أتكلم قط أو أخط في قرطاس إلا، وأتوخى أن يكون ذلك شـاكلا أو بياناً لمعنـى غامض على الناس لا غير فإن الصدق قد ذهب من أكثر الناس

    وكان يقول: أول الطريق الخروج عن النفس، والتلف، والضيق، والحظ فإن الفلاح، والنجاح والصـلاح، والهـدى، والأرباح لا تصـح إلا لمن ترك الحظ، وقابل الأذى، والشر بالاحتمال، والخير، ووسع خلقه والفقير لا يكون له يد، ولا لسان، ولا كلام، ولا صرف، ولا شطح، ولا فعل رديء، ولا يصـرفه عن محبوبه صارف ولا ترده السـيوف، والمتالف،

    وكان رضـي الله عنه يقول: أكل الحرام يوقف العمل، ويوهن الدين، وقول الحرام يفسـد على المبتدئ عمله، والطعام الحرام يفسـد على العامل عمله، ومعاشرة أهل الأدناس تورث الظلمة للبصر، والبصـيرة،

    وكان رضـي الله عنه يقول: إن الله عز وجل يحب من عباده أخوفهم منه وأطهرهم قلبــاً، وفرجاً ولسـاناً ويداً وأعفهم وأعفاهم، وأكرمهم، وأكثرهم ذكراً، وأوسعهم صدراً.

    وكان يقول: إياكم، والدعوات الكاذبة فإنها تسود الوجه، وتعمي البصيرة، وإياكم ومؤاخاة النساء، وإطلاق البصر في رؤيتهن، والقول بالشاهد والمشي مع الأحداث في الطرقات فإن هذا كله نفوس، وشهوات، ومن أحدث في طريق القوم ما ليس فيها فليس هو منا، ولا فينا قال الله تعالى ” وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا ”

    وكان رضي الله عنه يقول: عليك بالعمل، وإياك، وشقشقة اللسان بالكلام في الطريق دون التخلق بأخلاق أهلها، وقد كان صلى الله عليه وسلم يجوع حتى شد الحجر على بطنه، وقام حتى تورمت قدماه ثم تبعه أكابر الصحابة رضي الله عنهم على ذلك فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا تنهد يشم لكبده رائحة الكبد المشوي، وأنفق ماله في سبيل الله كله، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد العمل، والكد حتى رقع دلقه بالجلود، ولف رأسه بقطعة خش، وكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن قائماً كل ليلة على أقدامه، وكان علي رضي الله عنه من زهاد الصحابة، ومجاهديهم حتى فتح أكثر بلاد الإسلام هؤلاء خواص الصحابة رضي الله عنهم مع قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كان عملهم هذا كان اجتهادهم، وزهدهم، وجوعهم فأحكموا الحقيقة والشريعة ولا تفرطوا إن أردتم أن تكونوا يقتدى بكم وما سميت الحقيقة حقيقة إلا لكونها تحقق الأمور بالأعمال، وتنتج الحقائق من بحر الشريعة،

    وكان رضي الله عنه يقول: ما دام لسانك يذوق الحرام فلا تطمع أن تذوق شيئاً من الحكم، والمعارف.

    وكان رضي الله عنه يقول: أحببه يحبك أهل الأرضين، والسماء، وأطعه يطع لك الجن، والإنس، ويجف لك البحر والماء، ويطع لك الهواء، وكان يقول: يا ولدي عليك بالتخلق بأخلاق الأولياء لتنال السعادة، وأما إذا أخذت، ورقة الإجازة، وصار كل من نازعك تقول: هذه إجازتي بالمشيخة دون التخلق فإن ذلك لا شيء إنما هو حظ نفس لكن اقرأ الإجازة، واعمل بما فيها من الوصايا، وهناك تحصل على الفائدة، ويحصل لك الاصطفاء، وهذه طريق مدارج الأولياء قرناً بعد قرن، وجيلا بعد جيل إلى آخر الدنيا،

    وكان رضي الله عنه يقول: إذا اشتغل المريد بالفصاحة، والبلاغة فقد تودع منه في الطريق، وما اشتغل أحد بذلك إلا وقطع به، وأما حكايات الصالحين، وصفاتهم فمطالعتها للمريد جند من أجناد الله تعالى ما لم يقنع بها في الطريق، وكان يقول: العلم كله مجموع في حرفين أن يعرف العبودية، ويعبده فمن فعل ذلك فقد أدرك الشريعة، والحقيقة، وليس في هذا تعطيل العلماء بل العلم ابن للعمل، وإنما قلنا ذلك من أجل قول الله تعالى: ” فاقرءوا ما تيسر منه ” ” المزمل: 20 ” ولكل فرقة منهاج، وإلا فقد يجمع الله العلم، والعمل في رجل واحد، يفيد الناس كل الفوائد فالشريعة هي الشجرة، والحقيقة هي الثمرة،

    وكان رضي الله عنه يقول: يا أولادي طوبى لمن وصل إلى حال تقرب العباد من الله تعالى ثم وقف يدعوهم إليها فكونوا داعين إلى الله تعالى بإذن الله،

    وكان رضي الله عنه يقول: رأس مال المريد المحبة، والتسليم، وإلقاء عصا المعاندة، والمخالفة، والسكون تحت مراد شيخه، وأمره فإذا كان المريد كل يوم في زيادة محبة وتسليم سلم من القطع فإن عوارض الطريق، وعقبات الالتفاتات، والإرادات هي التي تقطع عن الإمداد، وتحجب عن الوصول.

    وكان رضي الله عنه يقول: يا أولادي إذا لم يحسن أحدكم أن يعامل مولاه فلا يقع في أحوال لا يدريها فإن القوم تارة يتكلمون بلسان التمزيق، وتارة بلسان التحقيق بحسب الحضرات التي يدخلونها وأنت يا ولدي لم تذق حالهم، ولا تمزقت، ولا دخلت حضراتهم فمن أين لك أنهم على الضلال أفتعوم يا ولدي البحر، ولست بعوام ثم إذا غرقت فقد مت ميتة جاهلية لأنك ألقيت نفسك للمهلك، والحق قد حرم عليك ذلك بل الواجب عليك يا ولدي أن تطلب دعاء القوم، وتلتمس بركاتهم هذا إذا لم تجد قدرة على عملهم، فإن وجدت قدرة على ذلك سعدت أبد الآبدين، واعلم يا ولدي أن ألسن القوم إذا دخلوا الحضرات مختلفة، وفي إشاراتهم وكلماتهم ما يفهم ومنها ما لا يفهم، وكذلك من أحوالهم ما يعبر عنه، ومنها ما لا يعبر وكذلك في أسرارهم ما لا يصل إليه مؤول، ولا معبر، ولا معطل، ولا مفسر لأن أسرارهم موضع سر الله تعالى، وقد عجز القوم عن معرفة أسرار الله تعالى في أنفسهم فكيف في غيرهم فيجب عليك يا ولدي التسليم لله في أمر القوم وحسن الظن بهم لا غير فإني ناصح لك يا ولدي وإذا رميت من يحبه الله تعالى بالبهتان والزور وتجرأت على من قربه الله تعالى أبغضك الله تعالى، ومقتك فلا تفلح بعد ذلك أبداً، ولو كنت على عبادة الثقلين،

    وكان رضي الله عنه يقول: من قام في الأسحار، ولزم فيها الاستغفار كشف الله له عن الأنوار، وأسقى من دن الدنو من خمار الخمار وأطلعت في قلبه شموس المعاني، والأقمار فيا ولد قلبي اعمل بما قلته لك تكن من المفلحين،

    وكان يقول: إن أردت أن تجتمع على ربك فطهر باطنك، وضميرك من الخبث، والنية الردية، والإضمار بالسوء لأحد من خلق الله عز وجل

    وكان رضيى الله عنه يقول: إياك يا ولدي أن تقبل فتوى إبليس لك في الرخص فتعمل بها بعد عملك بالعزائم فإنه إنما يأمرك بالغي، والبغي في حجة رخصة الشرع لا سيما إن أوقعك في محظور ثم قال لك هذا مقدور أيش كنت أنت فإنك تهلك بالكلية. واعلم يا ولدي أن الله تعالى ما أمرك إلا باتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد نهاك عن كل شيء يؤذيك في الدنيا، والآخرة فما بالك تخالفه، وإن كنت يا ولدي تقنع بورقة تزعم أنها إجازة فإنما إجازتك حسن سيرتك، وإخلاص سريرتك، وشرط المجاز أن يكون أبعد الناس عن الآثام كثير القيام، والصيام مواظباً على ذكر الله تعالى على الدوام فإن العبد كلما خدم قدمه سيده على بقية العبيد فهذه هي الإجازة الحقيقية، وأما إذا ادعيت المشيخة، وعصيت ربك قال لك أف لك أما تستحي أين دعواك القرب منا أين غسلك أثوابك المدنسة لمجالستنا كم توعى في بطنك من الحرام، وكم تنقل أقدامك إلى الآثام كم تنام، وأحبابي قد صفوا الأقدام أنت مدع كذاب، والسلام.

    وكان يقول: الله خصم كل من شهر نفسه بطريقتنا، ولم يقم بحقها، واستهزأ بنا،

    وكان يقول: من خان لا كان، ومن لم يتعظ بكلامنا فلا يمشي في ركابنا، ولا يلم بنا، ولا خب من أولادنا إلا الشاطر المليح الشمائل وذلك يصلح لوضع السر فيه فيا أولادي ناشدتكم الله تعالى لا تسوءوا طريقي، ولا تلعبوا في تحقيقي ولا تدلسـوا، ولا تلبسوا، وأخلصوا تتخلصوا فكلما أحببناكم، واخترناكم فلا تكدروا علينا ولا ترموا طريقنا بالكلام، وكما وفينا لكم حقكم في التربية، والنصح فوفوا لنا بالاستماع، والاتعاظ وإنما أمرتكم بما أمركم به ربكم فهو أمر الله لا أمري فإن نقضتم العهد فإنما هو عهد الله وإن كنتم لا تأخذون منا إلا أوراقاً فلا حاجة لنا بكم، وكان يقول: بايعت الله تعالى على أني لا ألتمس أموالكـم ولا آخذ تراثكم، ولا أدنس خرقتي بما في أيديكم فاسمعوا، وأطيعوا، وعلى أموالكم الأمان منـي، ومن جماعتي الذين أخلصوا معي.وأسأل الله تعالى أن يلحق بقية أولادي بمن خلص معي، ويجعلهم مثلهم فيشفقون على إخوانهم، وينصحونهم مع تجنب أموالهم،

    وكان رضي الله عنه يقول: من لم يزعم أن هلكته في طاعته فهو هالك فإن طاعتنا من جملة فضله، ومالنا في الوسط شيء،

    وكان يقول: يا ولدي احذر أن تقول أنا فإن الله يعجز المدعين، ولو كنت على عمل الثقلين هبطت أو صاحب منزلة سقطت،
    وكان يقول: من غفل عن مناقشة نفسه تلف، وإن لم يسارع إلى المناقشة كشف،

    وكان يقول: ما ابتلى الله عز وجل الفقير بأمر إلا وهو يريد أن يرقيه إلى منازل الرجال فإن صبروا كظم الغيظ وحلم، وعفا وتكزم رقاه إلى الدرجات، وإلا أوقفه وطرد،

    وكان رضي الله عنه يقول: لا يعصي أحدكم ربه عز وجل، ويمر على الهوام الضعيفة إلا وتوفى أن الله تعالى يعطيها قوة لتبطش به غيره على جناب الحق تعالى، ولا يمر على الطيور والوحوش إلا ويستعيذون بالله تعالى من رؤيته، ولا يرد ماء إلا ويود أن لا يشربه، ولا يمر في الهواء إلا، ويود أن لا يكون مر به.

    وكان يقول: إذا صدق الفقير في الإقبال على الله تعالى انقلبت له الأضداد فعاد من كان يبغضه يحبه، ومن كان يقاطعه يواصله، ومن كان لا يشتهيه يثني عليه، ولا يصير يكرهه إلا مجرم أو منافق،

    وكان يقول: ما قطع مريد ورده يوماً إلا قطع الله عنه الإمداد ذلك اليوم، واعلم يا ولدي أن طريقتنا هذه طريق تحقيق، وتصديق، وجهد، وعمل، وتنزه، وغض بصر وطهارة يد، وفرج، ولسان فمن خالف شيئاً من أفعالها رفضته الطريق طوعاً أو كرهاً،

    وكان يقول: يا أولادي كم غروركم لهو كم لعب كم غي كم هوى كم افتراء كم نكدكم غدركم سهوكم نسيان كم غفلة كم زلة كم إجرام كم زوركم فتوركم، وعظ تسمعون، ولا تتعظون ما أنتم إلا كالأموات،

    وكان يقول: إذا كان المقتدي بالشرائع والكتاب واقفاً بين الأمر، والنهي كان فتحه حقيقياً حتى يفك به كل مشكل، ويحل به كل طلسم، ويعرف به كل مبهم، وأما إذا كان فتحه حفظ كلام، وترتيب، وصف مقامات فذلك ليس بفتح إنما هو حجاب له عن إدراك الإدراك، وعن مشاهدة علوم الحق وليس من وصف كمن عرف، وحمل، ونطق بلسان العرفان، وكم من حملته العناية حتى شاهد، ومع ذلك فلو سئل عن وصف المقامات ما وصفها، ومقصودي لجميع أولادي أن يكونوا ذائقين لا واصفين، وأن يأخذوا العلوم من معادنها الربانية لا من الصدور، والطروس فإن القوم إنما تكلموا عما ذاقوا وقلوبهم كانت ملآنة بعطاء الله تعالى ومواهبه ففاضت منها قطرات من ماء الحياة التي فيها فانفجرت علومهم عن عين عين عين عين عن حاصل ماء الحياة، وأما الوصاف فإنما هو حاك عن حاك غيره، وعند التخلق، والفائدة لا يجد نقطة، ولا ذرة من فوق القوم، وينادي عليه هذا الذي قنع بالقشور في دار الغرور، ولقد أدركنا رجالا، وأحدهم يستحي أن يذكر مقاماً لم يصل إليه، ولو نشر بالمناشير ما وصفه فيا جميع أولادي إذا سألكم أحد عن التصوف مثلا أو عن المعرفة، والمحبة فلا تجيبوه قط بلسان قالكم حتى يبرز لكم من صدق معاملتكم ما برز للقوم فيكون كلامكم عن حاصل، وعن محصول فإذا قام أحدكم بالأوامر الدينية، وصدق في العمل ترجم لسانه بالفوائد التي أثمرت من صدقه، وكل من ادعى الصدق، والإخلاص، ولم يحصل عنده ثمرة الأدب، والتواضع فهو كاذب، وعمله رياء، وسمعة لا يثمر له إلا الكبر، والعجب، والنفاق، وسوء الأخلاق شاء أم أبى.

      الوقت/التاريخ الآن هو 24/9/2024, 05:23