مشروعية اتخاذ السبحة والذكر بالعدد
في هذا الموضوع نجد قاعدة أصولية استنبطها العلماء الأصوليون و قالوا "كل ما يجمع العبد بمولاه فهو مباح" و لا شك أن السبحة واحدة من هؤلاء الذين يجمعون العباد بربهم لأنها وسيلة من أهم وسائل العد في الذكر.
فالأوراد ذوات الأعداد الكثيرة يحتاج المرء للوفاء بها إلى إعانة وسيلة من وسائل العد . و العد و الإحصاء بمقادير مطلوب في الشرع فلم يوجب الله على العباد أداء شعائر الصلاة و الصيام و الزكاة مطلقة مهملة يأتي منها الإنسان ما يحلو له ما يشاء و إنما فرضها سبحانه بمواقيت و مقادير معينة.
و العد في الذكر أكيد لأنه لكي يفعل فعله في كينونة العبد زيادة على الأجر يحتاج الذاكر فيه إلى أمور ثلاثة و هي :
* مراعاة معنى الذكر , فخاصية كل ذكر في معناه.
* إلتزام عدد الذكر لأن كل سره في عدده.
* وجود إرادة قوية في تلاوته لأن الإجابة على القدر الهمة.
و قد دلت النصوص على أعداد و أوصل اجتهاد رجال التربية و المعرفة إلى استنباط أعداد أخرى , و الصواب بالنسبة لما هو معين في الوقوف مع العدد الذي جاء معينا من قبل الشرع دون زيادة و نقصان. هو ما رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين فتلك تسعة و تسعون و قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير, غفرت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر). و قد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة ).
و حول فضل العدد في الذكر يروي البخاري و مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة , كانت له عدل عشر رقاب و كتبت له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي و لم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه). فكان الفضل الكبير في العدد الكثير و الكثرة تعرف بالعدد.
و لكي نضبط العد و العدد في الذكر فنحن بحاجة إلى استعمال و سيلة , و السبحة تفرض وجودها خاصة إذا كان الذكر بالآلاف. و علاقة السبحة بالذكر كعلاقة الإناء بالوضوء و المسجد بالصلاة . و إن أول من أقر استعمال هذه الوسيلة هو الرسول صلى الله عليه و سلم و ذلك يوم أن أمر ابنته فاطمة و قال ( يكفيك هكذا) و عدد بأصابعه بينما كانت هي تعدد بالحصى . و التعداد بالأصابع أو الحصى وسيلة من وسائل العد.
فالوسائل قد تختلف حسب الأزمنة و الأمكنة . و لكن الحكم الشرعي يبقى قائما بوجوب أمر الله بالذكر الوارد في القرآن و السنة لا بالوسيلة المستعملة لضبط العدد . و إن كانت ضرورية فعملا بالقاعدة الأصولية الأخرى التي تقول ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب )
و قد أخرج الترمذي و الحاكم و الطبراني عن أم المؤمنين صفية رضي الله عنها قالت( دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن).
و صح أنه كان لأبي هريرة أيضا خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به .
و صح أنه كان لفاطمة بنت الحسين خيط معقود تسبح به . و كذلك كان لسعد بن أبي وقاص و أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه و على آله و سلم و أبي الدرداء أكياس من النوى يسبحون بها . و كما جاء في مسند الفردوس للديلمي عن علي مرفوعا قال "نعم المذكر السبحة ". و ذكر ابن خلكان عن أبي القاسم الجنيد أنه سئل عن السبحة فقال طريق وصلت به إلى ربي فلا أفارقه ). و سئل فيها الحسن البصري فقال ( أحب أن أذكر الله بقلبي و يدي و لساني و كلي).
و قال الإمام السيوطي ( و قد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم و يؤخذ عنهم و يعتمد عليهم فلو لم يكن في اتخاذها غير موافقة هؤلاء السادة و الدخول في سلكهم و كفى)
إن الأحاديث والآثار في هذا الباب كثيرة قد أقرت السبحة و النوى و الحصى و العقد بالأنامل. و أخيرا إنما الأمور تأخذ بمقاصدها و غاياتها , و دين الله يسر كما جاء في حديث عائشة "أنه ما اعترض لرسول الله صلى الله عليه و سلم أمران إلا اختار أيسرهما".
و السبحة مثلا أيسر و أخف من تسبيح صفية بأربعة آلاف نواة. و هي مفيدة حتى بالنسبة للذي له القدرة على الإحصاء من ذاته لأن شغله بالمذكور أفضل من انشغاله بالعد. و هي تبقى مساعدة على و تذكر بالذكر و سبب لجمع الفكر و تحصيل الحضور.
فالذكر قد تختلف صيغه و وسائله و أنواعه و تعددا و المذكور سبحانه واحد لا يتعدد.
في هذا الموضوع نجد قاعدة أصولية استنبطها العلماء الأصوليون و قالوا "كل ما يجمع العبد بمولاه فهو مباح" و لا شك أن السبحة واحدة من هؤلاء الذين يجمعون العباد بربهم لأنها وسيلة من أهم وسائل العد في الذكر.
فالأوراد ذوات الأعداد الكثيرة يحتاج المرء للوفاء بها إلى إعانة وسيلة من وسائل العد . و العد و الإحصاء بمقادير مطلوب في الشرع فلم يوجب الله على العباد أداء شعائر الصلاة و الصيام و الزكاة مطلقة مهملة يأتي منها الإنسان ما يحلو له ما يشاء و إنما فرضها سبحانه بمواقيت و مقادير معينة.
و العد في الذكر أكيد لأنه لكي يفعل فعله في كينونة العبد زيادة على الأجر يحتاج الذاكر فيه إلى أمور ثلاثة و هي :
* مراعاة معنى الذكر , فخاصية كل ذكر في معناه.
* إلتزام عدد الذكر لأن كل سره في عدده.
* وجود إرادة قوية في تلاوته لأن الإجابة على القدر الهمة.
و قد دلت النصوص على أعداد و أوصل اجتهاد رجال التربية و المعرفة إلى استنباط أعداد أخرى , و الصواب بالنسبة لما هو معين في الوقوف مع العدد الذي جاء معينا من قبل الشرع دون زيادة و نقصان. هو ما رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين فتلك تسعة و تسعون و قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير, غفرت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر). و قد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة ).
و حول فضل العدد في الذكر يروي البخاري و مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة , كانت له عدل عشر رقاب و كتبت له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي و لم يأتي أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه). فكان الفضل الكبير في العدد الكثير و الكثرة تعرف بالعدد.
و لكي نضبط العد و العدد في الذكر فنحن بحاجة إلى استعمال و سيلة , و السبحة تفرض وجودها خاصة إذا كان الذكر بالآلاف. و علاقة السبحة بالذكر كعلاقة الإناء بالوضوء و المسجد بالصلاة . و إن أول من أقر استعمال هذه الوسيلة هو الرسول صلى الله عليه و سلم و ذلك يوم أن أمر ابنته فاطمة و قال ( يكفيك هكذا) و عدد بأصابعه بينما كانت هي تعدد بالحصى . و التعداد بالأصابع أو الحصى وسيلة من وسائل العد.
فالوسائل قد تختلف حسب الأزمنة و الأمكنة . و لكن الحكم الشرعي يبقى قائما بوجوب أمر الله بالذكر الوارد في القرآن و السنة لا بالوسيلة المستعملة لضبط العدد . و إن كانت ضرورية فعملا بالقاعدة الأصولية الأخرى التي تقول ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب )
و قد أخرج الترمذي و الحاكم و الطبراني عن أم المؤمنين صفية رضي الله عنها قالت( دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن).
و صح أنه كان لأبي هريرة أيضا خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به .
و صح أنه كان لفاطمة بنت الحسين خيط معقود تسبح به . و كذلك كان لسعد بن أبي وقاص و أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه و على آله و سلم و أبي الدرداء أكياس من النوى يسبحون بها . و كما جاء في مسند الفردوس للديلمي عن علي مرفوعا قال "نعم المذكر السبحة ". و ذكر ابن خلكان عن أبي القاسم الجنيد أنه سئل عن السبحة فقال طريق وصلت به إلى ربي فلا أفارقه ). و سئل فيها الحسن البصري فقال ( أحب أن أذكر الله بقلبي و يدي و لساني و كلي).
و قال الإمام السيوطي ( و قد اتخذ السبحة سادات يشار إليهم و يؤخذ عنهم و يعتمد عليهم فلو لم يكن في اتخاذها غير موافقة هؤلاء السادة و الدخول في سلكهم و كفى)
إن الأحاديث والآثار في هذا الباب كثيرة قد أقرت السبحة و النوى و الحصى و العقد بالأنامل. و أخيرا إنما الأمور تأخذ بمقاصدها و غاياتها , و دين الله يسر كما جاء في حديث عائشة "أنه ما اعترض لرسول الله صلى الله عليه و سلم أمران إلا اختار أيسرهما".
و السبحة مثلا أيسر و أخف من تسبيح صفية بأربعة آلاف نواة. و هي مفيدة حتى بالنسبة للذي له القدرة على الإحصاء من ذاته لأن شغله بالمذكور أفضل من انشغاله بالعد. و هي تبقى مساعدة على و تذكر بالذكر و سبب لجمع الفكر و تحصيل الحضور.
فالذكر قد تختلف صيغه و وسائله و أنواعه و تعددا و المذكور سبحانه واحد لا يتعدد.
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin