8ـ العهد الثاني (اتباع السنة النبوية)(3)
مقتطفات من كتاب العهود المحمدية للشعراني
مقدمة الدرس:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الإمام الشعراني رحمه الله تعالى في العهد الثاني:
ولنشرع في بيان جملة من الأحاديث الحاثَّة على اتِّباع الكتاب والسنة فنقول وبالله التوفيق:
الحديث الأول: روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، وقال المنذري: وهذا حديث حسن صحيح، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا. فقال: أوصيكم بتقوى الله، والعمل، والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي مجدَّع الأطراف، فإن من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار).
أقول أيها الإخوة الكرام:
يجب علينا أن نستفيد من هذا الحديث الشريف بعض الفوائد العملية، والتي من أهمها:
أولاً: أن ننظر في تأثيرنا في غيرنا ممن ولاَّنا الله تعالى عليهم، من زوجة وولد وأخ وأخت وصاحب وصديق وما شاكل ذلك، هل نؤثر فيهم تأثيراً إيجابياً، في دعوتهم إلى الله تعالى أم لا؟
ومن المسلَّم فيه أن الإنسان لا يكون مؤثِّراً إلا بعد أن يكون متأثِّراً، ويجب على كلِّ واحد منا أن ينظر في نفسه بمن هو متأثِّر؟ البعض تأثر بشرق أو غرب، وظهر أثر هذا التأثُّر على من هو في ولايته وعنايته.
وهناك من تأثَّر بالحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وظهر التأثُّر على من هم في ولايته.
نعم، أيها الإخوة الأحبة: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان متأثِّراً بالقرآن العظيم، وهذا ما أشارت إليه أمُّنا الطاهرة الصدِّيقة بنت الصدِّيق، حبيبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، عندما سئلت عن أخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فقال: (كان خلقه القرآن) رواه الإمام أحمد.
لقد تأثَّر به تأثُّراً شديداً حتى صار كأنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قرآن يمشي على الأرض، وقد ظهر تأثُّره الشريف بالقرآن العظيم بأصحابه الكرام رضي الله عنهم، حيث وعظهم موعظة بليغة، يعني بلغت القلوب حتى وجلت، وذرفت لها الدموع.
وكذلك أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تأثَّروا من الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأثَّروا في التابعين وهكذا إلى يوم القيامة، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ) رواه مسلم عن ثوبان رضي الله عنه. هؤلاء متأثِّرون ومؤثِّرون.
لينظر كلُّ واحد منا إلى نفسه وإلى تأثُّره بالحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وإلى تأثيره في زوجته وولده وصاحبه ومن يلوذ به، اللهم اجعلنا متأثِّرين بالحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومؤثِّرين بغيرنا. آمين.
ثانياً: أعظم وصية قدَّمها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأصحابه الكرام رضي الله عنهم هي تقوى الله، وهذه هي وصية الله تعالى لخلقه أجمعين الأولين والآخرين، قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ}.
ثالثاً: وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية لله عز وجل، وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.
المؤمن لا يهمُّه شخص الأمير، ولكن يهمُّه أمر الأمير ، فإن كان يأمر بطاعة الله عز وجل، وطاعة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فمرحباً وأهلاً ولو كان عبداً حبشياً، لأن المظهر لا يهمُّنا ولكن يهمُّنا المخبر.
رابعاً: الاعتصام بالكتاب والسنة، وخاصة عند الاختلاف، لأن الاعتصام بما جاء به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو العاصم لنا من جميع الفتن، وإذا كان هذا الخطاب في الحديث الشريف موجَّهاً للصحب الكرام، فلنا نحن من باب أولى وأولى.
ملاحظة لطيفة:
لماذا قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (عَلَيْكُمْ بسُنَّتي وَسُنَّةِ الْخُلُفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ)؟ أما تكفي سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟
الجواب والله تعالى أعلم، في ذلك إشارة إلى أن ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، ولا مانع من الاجتهاد في قضية (ما) إذا لم نجد لذلك دليلاً من الكتاب والسنة، وهذا ما أقرَّه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حديثه لسيدنا معاذ رضي الله عنه: (كيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلا آلُو، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ) رواه أبو داود.
وسيدُنا عمر رضي الله عنه جمع الناس على أُبيِّ بن كعب فصلى بهم صلاة التراويح عشرين ركعة، وقال سيدنا عمر رضي الله عنه: (نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ) رواه البخاري عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري رضي الله عنه.
الحديث الثاني الذي ذكره الشعراني رحمه الله تعالى:
وروى الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ، قَالَ: وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي) رواه الترمذي.
أقول أيها الإخوة الكرام:
يجب علينا أن نستفيد من هذا الحديث بعض الفوائد، أهمها:
أولاً: الحرص على أكل المال الحلال، لأن العبد يعمل من جنس ما يأكل، فإن أكل الحلال وُفِّق للطاعات، وإن أكل الحرام وقع في المعاصي والمنكرات، وفي الحديث الشريف الذي رواه البيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به).
ثانياً: العمل في السنة، وذلك بأن نضبط أنفسنا بالهدى الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، كما في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) أخرجه الحسن بن سفيان، وصححه النووي في الأربعين.
أين نحن الآن من سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ البعض صار يعتقد بأن السنة لا حرج في تركها، والمكروه لا حرج من فعله، وهذا من تسويل الشيطان، فالعمل بالسنة والاتباع للحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو سبب لدخول الجنة كما في هذا الحديث الشريف.
ثالثاً: أن يسلم المسلمون من لسان الإنسان ويده ، وفي الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنه، أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ).
سل نفسك هل سلم المسلمون من لسانك ويدك؟ والمؤمن الحق هو الذي يسلم الخلق جميعاً منه، سواء كانوا مؤمنين أم كافرين، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه.
الحديث الثالث الذي ذكره الإمام الشعراني رحمه الله تعالى:
هو ما رواه الإمام البخاري ومسلم عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ).
وهذا درس عمليٌّ لنا بالاقتداء، عرفنا العلة والغاية أم لم نعرفها، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}.
وكلام سيدنا عمر رضي الله عنه واضح بأنَّ الحجر بذاته لا يضرُّ ولا ينفع، وهذه الحقيقة ثابتة لا مجال لإنكارها، لأن الفاعل على الحقيقة إنما هو الله تعالى.
وسيدنا علي رضي الله عنه قال له: (بلى يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع. قال: ثم قال: بكتاب الله تبارك وتعالى. قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب، وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك. قال: ففتح فاه، فألقمه ذلك الرق وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود، وله لسان ذلق، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد) رواه الحاكم.
خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:
أيها الإخوة الكرام: إن الاتباع لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثمراته كثيرة، من أهمها:
أولاً: سبب لمحبة الله تعالى للمتبع، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}.
ثانياً: سبب لدعاء حَمَلة العرش ومَنْ حولَهُ للمتَّبع مع الاستغفار له، قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم}.
ثالثاً: سبب لرفعة المتَّبع، وجعله وسطاً بين الناس وشهيداً عليهم، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم}.
رابعاً: سبب لنيل رحمة الله تعالى يوم القيامة للمتَّبع، قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ}.
خامساً: سبب لتنوير بصيرة المتَّبع، قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين}.
سادساً: سبب لنفي الضلال والشقاء عن المتَّبع، قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى}.
سابعاً: سبب لنفي الخوف والحزن عن المتَّبع، قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون}.
ثامناً: سبب لنيل المتَّبع رضا الله تعالى، قال تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير}.
تاسعاً: وأخيراً الاتباع سبب لدخول الجنة مع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.
نسأل الله تعالى أن يكرمنا بالاتباع ويجنِّبنا الابتداع، حتى نلقى الله تعالى وهو راض عنا. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
مقتطفات من كتاب العهود المحمدية للشعراني
مقدمة الدرس:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الإمام الشعراني رحمه الله تعالى في العهد الثاني:
ولنشرع في بيان جملة من الأحاديث الحاثَّة على اتِّباع الكتاب والسنة فنقول وبالله التوفيق:
الحديث الأول: روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، وقال المنذري: وهذا حديث حسن صحيح، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا. فقال: أوصيكم بتقوى الله، والعمل، والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي مجدَّع الأطراف، فإن من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار).
أقول أيها الإخوة الكرام:
يجب علينا أن نستفيد من هذا الحديث الشريف بعض الفوائد العملية، والتي من أهمها:
أولاً: أن ننظر في تأثيرنا في غيرنا ممن ولاَّنا الله تعالى عليهم، من زوجة وولد وأخ وأخت وصاحب وصديق وما شاكل ذلك، هل نؤثر فيهم تأثيراً إيجابياً، في دعوتهم إلى الله تعالى أم لا؟
ومن المسلَّم فيه أن الإنسان لا يكون مؤثِّراً إلا بعد أن يكون متأثِّراً، ويجب على كلِّ واحد منا أن ينظر في نفسه بمن هو متأثِّر؟ البعض تأثر بشرق أو غرب، وظهر أثر هذا التأثُّر على من هو في ولايته وعنايته.
وهناك من تأثَّر بالحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وظهر التأثُّر على من هم في ولايته.
نعم، أيها الإخوة الأحبة: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان متأثِّراً بالقرآن العظيم، وهذا ما أشارت إليه أمُّنا الطاهرة الصدِّيقة بنت الصدِّيق، حبيبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، عندما سئلت عن أخلاق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فقال: (كان خلقه القرآن) رواه الإمام أحمد.
لقد تأثَّر به تأثُّراً شديداً حتى صار كأنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قرآن يمشي على الأرض، وقد ظهر تأثُّره الشريف بالقرآن العظيم بأصحابه الكرام رضي الله عنهم، حيث وعظهم موعظة بليغة، يعني بلغت القلوب حتى وجلت، وذرفت لها الدموع.
وكذلك أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تأثَّروا من الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأثَّروا في التابعين وهكذا إلى يوم القيامة، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ) رواه مسلم عن ثوبان رضي الله عنه. هؤلاء متأثِّرون ومؤثِّرون.
لينظر كلُّ واحد منا إلى نفسه وإلى تأثُّره بالحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وإلى تأثيره في زوجته وولده وصاحبه ومن يلوذ به، اللهم اجعلنا متأثِّرين بالحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومؤثِّرين بغيرنا. آمين.
ثانياً: أعظم وصية قدَّمها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأصحابه الكرام رضي الله عنهم هي تقوى الله، وهذه هي وصية الله تعالى لخلقه أجمعين الأولين والآخرين، قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ}.
ثالثاً: وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية لله عز وجل، وذلك لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}.
المؤمن لا يهمُّه شخص الأمير، ولكن يهمُّه أمر الأمير ، فإن كان يأمر بطاعة الله عز وجل، وطاعة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فمرحباً وأهلاً ولو كان عبداً حبشياً، لأن المظهر لا يهمُّنا ولكن يهمُّنا المخبر.
رابعاً: الاعتصام بالكتاب والسنة، وخاصة عند الاختلاف، لأن الاعتصام بما جاء به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو العاصم لنا من جميع الفتن، وإذا كان هذا الخطاب في الحديث الشريف موجَّهاً للصحب الكرام، فلنا نحن من باب أولى وأولى.
ملاحظة لطيفة:
لماذا قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (عَلَيْكُمْ بسُنَّتي وَسُنَّةِ الْخُلُفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، عضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ)؟ أما تكفي سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟
الجواب والله تعالى أعلم، في ذلك إشارة إلى أن ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، ولا مانع من الاجتهاد في قضية (ما) إذا لم نجد لذلك دليلاً من الكتاب والسنة، وهذا ما أقرَّه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حديثه لسيدنا معاذ رضي الله عنه: (كيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟ قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلا آلُو، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ) رواه أبو داود.
وسيدُنا عمر رضي الله عنه جمع الناس على أُبيِّ بن كعب فصلى بهم صلاة التراويح عشرين ركعة، وقال سيدنا عمر رضي الله عنه: (نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ) رواه البخاري عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري رضي الله عنه.
الحديث الثاني الذي ذكره الشعراني رحمه الله تعالى:
وروى الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ، قَالَ: وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي) رواه الترمذي.
أقول أيها الإخوة الكرام:
يجب علينا أن نستفيد من هذا الحديث بعض الفوائد، أهمها:
أولاً: الحرص على أكل المال الحلال، لأن العبد يعمل من جنس ما يأكل، فإن أكل الحلال وُفِّق للطاعات، وإن أكل الحرام وقع في المعاصي والمنكرات، وفي الحديث الشريف الذي رواه البيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به).
ثانياً: العمل في السنة، وذلك بأن نضبط أنفسنا بالهدى الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، كما في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) أخرجه الحسن بن سفيان، وصححه النووي في الأربعين.
أين نحن الآن من سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ البعض صار يعتقد بأن السنة لا حرج في تركها، والمكروه لا حرج من فعله، وهذا من تسويل الشيطان، فالعمل بالسنة والاتباع للحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو سبب لدخول الجنة كما في هذا الحديث الشريف.
ثالثاً: أن يسلم المسلمون من لسان الإنسان ويده ، وفي الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنه، أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ).
سل نفسك هل سلم المسلمون من لسانك ويدك؟ والمؤمن الحق هو الذي يسلم الخلق جميعاً منه، سواء كانوا مؤمنين أم كافرين، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه.
الحديث الثالث الذي ذكره الإمام الشعراني رحمه الله تعالى:
هو ما رواه الإمام البخاري ومسلم عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ).
وهذا درس عمليٌّ لنا بالاقتداء، عرفنا العلة والغاية أم لم نعرفها، لأن الله تعالى يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}.
وكلام سيدنا عمر رضي الله عنه واضح بأنَّ الحجر بذاته لا يضرُّ ولا ينفع، وهذه الحقيقة ثابتة لا مجال لإنكارها، لأن الفاعل على الحقيقة إنما هو الله تعالى.
وسيدنا علي رضي الله عنه قال له: (بلى يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع. قال: ثم قال: بكتاب الله تبارك وتعالى. قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} خلق الله آدم ومسح على ظهره فقررهم بأنه الرب، وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك. قال: ففتح فاه، فألقمه ذلك الرق وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود، وله لسان ذلق، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد) رواه الحاكم.
خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:
أيها الإخوة الكرام: إن الاتباع لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ثمراته كثيرة، من أهمها:
أولاً: سبب لمحبة الله تعالى للمتبع، قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}.
ثانياً: سبب لدعاء حَمَلة العرش ومَنْ حولَهُ للمتَّبع مع الاستغفار له، قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيم}.
ثالثاً: سبب لرفعة المتَّبع، وجعله وسطاً بين الناس وشهيداً عليهم، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم}.
رابعاً: سبب لنيل رحمة الله تعالى يوم القيامة للمتَّبع، قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُون * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ}.
خامساً: سبب لتنوير بصيرة المتَّبع، قال تعالى: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين}.
سادساً: سبب لنفي الضلال والشقاء عن المتَّبع، قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى}.
سابعاً: سبب لنفي الخوف والحزن عن المتَّبع، قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون}.
ثامناً: سبب لنيل المتَّبع رضا الله تعالى، قال تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير}.
تاسعاً: وأخيراً الاتباع سبب لدخول الجنة مع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.
نسأل الله تعالى أن يكرمنا بالاتباع ويجنِّبنا الابتداع، حتى نلقى الله تعالى وهو راض عنا. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin