كتاب: مزج جوهرة الاسرار الرفاعية ـ محمد ابن المبارك

مزج جوهرة الاسرار الرفاعية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نُورِكَ الأَسْبَقِ” لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين“ صِرَاطِك المستقيم الْمُحَقَّقِ. أول العابدين والسر المتقلب في الساجدين” الرحمن علم القرءان خلق الإنسان “الَّذِي أَبْرَزْته رَحْمَةً شَامِلَةً للِوُجُودِ، وَأَكْرَمْته بالخلافة في كل دوائر الشهود. نُقْطَةِ مَرْكَزِ الْبَاءِ الدَّائِرَةِ الأَوَّلِيَّةِ الجمعية السحقية المحقية. وَسِرِّ أَسْرَارِ الأَلِفِ الْقُطْبَانِيَّةِ عنوان الاحدية وكهف الالوهية. عرش الصفات الابدية” ألست بربكم قالوا بلى“ الَّذِي كان الوجود مرتوقا بنبوته وفتقه الاصطحاب برسالته.
رسالته قرءان، ونبوته سلطان، وهيكله الشريف برهان، وأميته سدرة منتهى الثقلان، وحد محدود لأهل المعرفة والعرفان. صفات لا متناهية ومراتب لا محدودة، وكمالات لا معدودة.
وَأَقْسَمْتَ بِحَيَاتِهِ فِي كِتَابِكَ الْمَشْهُودِ” لعمرك“. لأَهْلِ الْكَشْفِ وَالشُّهُودِ، بلا حلول، ولا اتحاد، ولا وحدة وجود فالنبوة ظاهرة، و مع كل تجل حاضرة، ”فأينما تولوا فثم وجه الله” “مَنْ رَأَنِي فَقَدْ رَأَى الحَقَّ “ ولا يقوم مقام الحق إلا الحق .
فَهُوَ سِرُّكَ الْقَدِيمُ الذي في الاسماء والصفات سارِ.
وَمَاءُ جَوْهَرِ الْجَوْهَرِيَّةِ الذي في كل ذرات الوجود جَارِ. الَّذِي أَحْيَيْتَ بِهِ الاعيان الثابتة واخرجتها من ظلمة العدم وليل العتم فعَرَّفَ الخلائق بالخالق” وَإِن مِّن شَيءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ“” كُلّ قَد عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسبِيحَهُۥ“ ”ولِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ والارض “
قَلْبِ الْقُلُوبِ الممد لجميع الموجودات في عالمي الأرواح والأشباح، النور الذي في حجب الهوية ساح قبل الدهور، وقبل الازمنة والعصور، فكانت حقيقته للتجليات جسر لطف وعبور، ولبس رداء الاسماء فكان الظهور، وأنيط باسمه الشريف التشريع، كذا الأيام والشهور. إِعْلاَمِ الْكَلِمَاتِ الطَّيِّبَاتِ الرحموتية. والواسطة في كل التجليات الالهية والعطاءات الربانية، الرحمة العامة الشامِلَة، لِلخَلاَئق مُلكِيَّة وملَكُوتِيَّة.
الْقَلَم الأَعْلَى وَالْعَرْشِ الْمُحِيطِ رُوحِ جَسَدِ الْكَوِنَيْنِ وَبَرْزَخِ الْبَحْرَيْنِ. وَثَانِي اثْنَيْنِ. وَفَخْرِ الْكَوِنَيْنِ. الواسطة بين حضرتين بويع بيعتين وجمع بين الضِّدَّيْنِ. النذير من النذر الاولى، وسيد الاخرة والاولى. صاحب الوسيلة العظمى، والشفاعة الكبرى. سَيِّدْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الذي أَرْسَلْهُ الله بَشِيراً وَنَذِيراً. وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً .
هو السر الظاهر، والنور الباطن الباهر، المستور خلف حجب”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قبله ٱلرُّسُل“ .العبد الجامع بين الحقية والخلقية، والبرزخ الفاصل بين الربوبية والمربوبية، تجلَّى فيه الحق فطلبه الخلق .الدال على الله بالله، ابي القاسم، قاسم خزائن الله، عَبْدِ الله، وَنَبِيِّ الله ،وَحَبِيبِ الله ،وَرَسُولِ الله ،النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الطيب ابي الطيب وَعَلَى آلِهِ الطيبين وَصَحابِتهِ الصديقين، وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً بِقَدرِ بطون احديتك، وعَظَمَةَ الوهيتك، ووحدانية صفاتك وأفعالك، وعدد تجلياتك ”لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك “. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمُ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ.
محمد ابن المبارك