كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
105 - شرح تجلي التقرير
105 - متن تجلي التقرير
طلب الحق منك قلبك . ووهبك لك كلك . فطهره وحَلِّه بالحضور والمراقبة والخشية .
كما أشار إليك بقوله تعالى : " إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً " [المزّمِّل : 7] .
فأعطاك أربعاً وعشرين ساعة ، وخصص منها أوقات فرائضك ما يكون فيها نصف ساعةٍ أبداً.
وقال لك : اشتغل بجميع أوقاتك في مباحاتك وأكوانك، وفرِّغ لي هذا القدر من الزمان.
وقد قسمته لك على خمسة أوقات ، حتى لا يطول عليك .
فانظر يا أخي ! أيَّ عبدٍ تكون ؟
انظر هذا اللطف العظيم من الجبار العظيم !
لو عكس القضية ما كنت صانعاً ؟
ثم مع هذا اللطف في التكليف ، أضاف إليه لطف الإمهال عند المخالفة . فأمهلك ، ودعاك ، وقنع منك بأدنى الخاطر وأقل لمحة . بالله ، يا مسكين ! من يفعل معك ذلك غيره ؟ ـ تبارز مثل هذا السيد الكريم ؟
لا يغرنك إمهاله ! فإن بطشه شديد : " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ .
إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ. إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " [هود : 102] .
مالك قرية سوى نفسك ، فإذا أخذها مثل هذا الأخذ ! فمن يقرأ ومن يتعظ ؟ الشقي من وعظ نفسه .
وما وعظ الله أحداً بنفسه .
حتى وعظه بغيره ـ من لطفه ـ فانظر أي عبدٍ تكون ؟ .
السباق السباق في حلبة الرجال .
لا يغرنك من خالف فجوزي بإحسان المعارف ووقف في أحسن المواقف وتجلت له المشاهد . هذا ، كله ، مكر مكرٌ به واستدراج ، من حيث لا يعلم .
قل له : إذا احتج بنفسه :
سوف ترى إذا انجلى الغبار . . . افرسٌ تحتك أم حمار ؟
105 - إملاء ابن سودكين :
«ومن شرح تجلي التقرير، وهذا نصه : «طلب الحق منك قلبك . أفرس تحتك أم حمار».
قال جامعه : شرح هذا التجلي فيه لكونه ظاهر المعاني . وهو تجلي التوبيخ للعبد وإنباء عن أمر محقق يقتضي الأدب الإلهي ويستدعي الحضور التام وعمارة القلب دايما والله يقول الحق » .
105 - شرح تجلي التقرير
492 - (طلب الحق منك قلبك) ليقوم لأحدية جمعه بكمال المحاذاة ، وليكون مطمح جلاله ومنصة جماله ومجلی كماله .
(ووهبك لك كلك) من القوى الباطنة والظاهرة والأبعاض والأعضاء لتستعملها في مهامك العاجلة والآجلة ، ومطالب العالية والدانية ، ولتقيمها كالحرس على قلبك لئلا ينقلب عن محاذاة الحق إلى مطالعة السوی .
(فطهره وحله) عن صدأ الأكوان وقتر آثارها، (بالحضور والمراقبة والخشية) ونحوها (كما أشار إليك في هذا بقوله تعالى :
"إن لك في النهار سبحا طويلا" [المزمل:7] . فأعطاك أربعا وعشرين ساعة ، وخصص منها أوقات فرائضك ما يكون فيها نصف ساعة أبدا وقال لك : اشتغل بجميع أوقاتك في مباحاتك وأكوانك ، وفرغ الي هذا القدر من الزمان . وقد قسمته لك على خمسة أوقات حتى لا يطول عليك).
493 - (فانظر يا أخي أي عبد تكون. انظر هذا اللطف العظيم من الجبار العظيم لو عکس القضية ما كنت صانعا ، ثم مع هذا اللطف في التكليف أضاف إليه لطف الإمهال عند المخالفة . فأمهلك ودعاك وقنع منك بأدن خاطر وأقل لمحة . بالله يا مسكين من يفعل معك ذلك غيره ؟ تبارز مثل هذا السيد الكريم ؟ رب هذا اللطف العظيم والصنع الجميل ، بالمخالفات ولا تستحی).
494 - (لا يغرنك إمهاله فإن بطشه شديد . "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهی ظالمة إن أخذه أليم شديد" [هود:102]. ما لك قرية سوى نفسك ، فإذا أخذها مثل هذا الأخذ فمن يقري ومن يتعظ . الشقي من وعظ بنفسه . وما وعظ الله أحدا بنفسه) أي بالأخذ والهلاك .
(حتى وعظه بغيره) من الأنبياء والرسل وصالحي العلماء (من لطفه) وامتنانه (فانظر أي عبد تكون). أي ممن اتعظ بهم أو أعرض عن ذكرهم.
495 - ( السباق السباق في حلبة الرجال . لا يغرنك من خالف فجوزي بأحسن المعارف ووقف في أحسن المواقف وتجلت له المشاهد. هذا كله مكر به واستدراج من حيث لا يعلم . قل له : إذا احتج عليك بنفسه) وما أعطى لها من سوانح المعارف ونفائس الحكم :
(سوف ترى إذا انجلي الغبار …. أفرس تحتك أم حمار).
.
105 - شرح تجلي التقرير
105 - متن تجلي التقرير
طلب الحق منك قلبك . ووهبك لك كلك . فطهره وحَلِّه بالحضور والمراقبة والخشية .
كما أشار إليك بقوله تعالى : " إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً " [المزّمِّل : 7] .
فأعطاك أربعاً وعشرين ساعة ، وخصص منها أوقات فرائضك ما يكون فيها نصف ساعةٍ أبداً.
وقال لك : اشتغل بجميع أوقاتك في مباحاتك وأكوانك، وفرِّغ لي هذا القدر من الزمان.
وقد قسمته لك على خمسة أوقات ، حتى لا يطول عليك .
فانظر يا أخي ! أيَّ عبدٍ تكون ؟
انظر هذا اللطف العظيم من الجبار العظيم !
لو عكس القضية ما كنت صانعاً ؟
ثم مع هذا اللطف في التكليف ، أضاف إليه لطف الإمهال عند المخالفة . فأمهلك ، ودعاك ، وقنع منك بأدنى الخاطر وأقل لمحة . بالله ، يا مسكين ! من يفعل معك ذلك غيره ؟ ـ تبارز مثل هذا السيد الكريم ؟
لا يغرنك إمهاله ! فإن بطشه شديد : " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ .
إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ. إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " [هود : 102] .
مالك قرية سوى نفسك ، فإذا أخذها مثل هذا الأخذ ! فمن يقرأ ومن يتعظ ؟ الشقي من وعظ نفسه .
وما وعظ الله أحداً بنفسه .
حتى وعظه بغيره ـ من لطفه ـ فانظر أي عبدٍ تكون ؟ .
السباق السباق في حلبة الرجال .
لا يغرنك من خالف فجوزي بإحسان المعارف ووقف في أحسن المواقف وتجلت له المشاهد . هذا ، كله ، مكر مكرٌ به واستدراج ، من حيث لا يعلم .
قل له : إذا احتج بنفسه :
سوف ترى إذا انجلى الغبار . . . افرسٌ تحتك أم حمار ؟
105 - إملاء ابن سودكين :
«ومن شرح تجلي التقرير، وهذا نصه : «طلب الحق منك قلبك . أفرس تحتك أم حمار».
قال جامعه : شرح هذا التجلي فيه لكونه ظاهر المعاني . وهو تجلي التوبيخ للعبد وإنباء عن أمر محقق يقتضي الأدب الإلهي ويستدعي الحضور التام وعمارة القلب دايما والله يقول الحق » .
105 - شرح تجلي التقرير
492 - (طلب الحق منك قلبك) ليقوم لأحدية جمعه بكمال المحاذاة ، وليكون مطمح جلاله ومنصة جماله ومجلی كماله .
(ووهبك لك كلك) من القوى الباطنة والظاهرة والأبعاض والأعضاء لتستعملها في مهامك العاجلة والآجلة ، ومطالب العالية والدانية ، ولتقيمها كالحرس على قلبك لئلا ينقلب عن محاذاة الحق إلى مطالعة السوی .
(فطهره وحله) عن صدأ الأكوان وقتر آثارها، (بالحضور والمراقبة والخشية) ونحوها (كما أشار إليك في هذا بقوله تعالى :
"إن لك في النهار سبحا طويلا" [المزمل:7] . فأعطاك أربعا وعشرين ساعة ، وخصص منها أوقات فرائضك ما يكون فيها نصف ساعة أبدا وقال لك : اشتغل بجميع أوقاتك في مباحاتك وأكوانك ، وفرغ الي هذا القدر من الزمان . وقد قسمته لك على خمسة أوقات حتى لا يطول عليك).
493 - (فانظر يا أخي أي عبد تكون. انظر هذا اللطف العظيم من الجبار العظيم لو عکس القضية ما كنت صانعا ، ثم مع هذا اللطف في التكليف أضاف إليه لطف الإمهال عند المخالفة . فأمهلك ودعاك وقنع منك بأدن خاطر وأقل لمحة . بالله يا مسكين من يفعل معك ذلك غيره ؟ تبارز مثل هذا السيد الكريم ؟ رب هذا اللطف العظيم والصنع الجميل ، بالمخالفات ولا تستحی).
494 - (لا يغرنك إمهاله فإن بطشه شديد . "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهی ظالمة إن أخذه أليم شديد" [هود:102]. ما لك قرية سوى نفسك ، فإذا أخذها مثل هذا الأخذ فمن يقري ومن يتعظ . الشقي من وعظ بنفسه . وما وعظ الله أحدا بنفسه) أي بالأخذ والهلاك .
(حتى وعظه بغيره) من الأنبياء والرسل وصالحي العلماء (من لطفه) وامتنانه (فانظر أي عبد تكون). أي ممن اتعظ بهم أو أعرض عن ذكرهم.
495 - ( السباق السباق في حلبة الرجال . لا يغرنك من خالف فجوزي بأحسن المعارف ووقف في أحسن المواقف وتجلت له المشاهد. هذا كله مكر به واستدراج من حيث لا يعلم . قل له : إذا احتج عليك بنفسه) وما أعطى لها من سوانح المعارف ونفائس الحكم :
(سوف ترى إذا انجلي الغبار …. أفرس تحتك أم حمار).
.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin