كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
43- شرح تجلي القلب
43. متن نص تجلي القلب :
الجهل حالة الوقفة عند مصادمة الضاد على نقطةٍ واحدة فيتمانعان .
فصاحبه في ظلمة أبداً فليس بصاحب علم .
والشك حالة الشروع في العمل على غير قدم صدق .
لكنه اتباع لظاهر ما هم الخلق عليه لعلهم يكونون على حق فيتهم نفسه ويتهم الخلق .لكن يغلب عليه لائمته لنفسه .
والظن حالة التقليب فانته ينظر بعين القلب والقلب لا ثبات له على حالٍ سريع التقلب ، ما سمي القلب إلا من تقلبه ، والعالم حالة الصدق فإنه ينظر بعين الحق فيصيب ولا يخطيء .
43 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
"ومن تجلي القلب ونصه : الجهل حاله .. فإنه ينظر بعين الحق فيصيب ولا يخطئ " .
43 - شرح تجلي القلب
275 - القلب من شأنه التردد بين حالاته الأربع : وهي حالة جهله وحالة شکه وحالة ظنه وحالة علمه .
وله في كل حالة منها حكم فحكمه في حالة جهله ، الوقفة .
وهي حالة يرتفع بها عن القلب الميل بالكلية ، فلا يحيد إلى قصد واقعة.
ولذلك قال قدس سره :
276 - (الجهل حاله الوقفة عند مصادمة الأضداد على نقطة واحدة) وسطية (فيتمنعان) في حقه فيرتفع عنه حكم القاسر فلا يتقيد بميل وهو مقصور عليه .
فإن ظهر القلب بهذا الحال قبل الكشف ، (فصاحبه في ظلمة أبدا فليس بصاحب عمل ) إذ لا قاسر في وقفته على النقطة الوسطية على ميله والعمل إنما يكون منه بالميل .
فهذه الظلمة في حقه هي سواد الطبيعة . والقلب فيه النائم في ظلمة سواد الليل .
وإن ظهر بها بعد الكشف والشهود، فصاحبه متحقق بالمقام المطلق ، في عين الجمع والوجود . فلا يقبل صبغة بميل . ولا تقييدا بحكم قاسر.
فهو كما قيل :
بالقادسية فتية …… ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهود …… ولا مجوس ولا نصارى
فافهم.
277 - (والشك حالة الشروع في العمل على غير قدم صدق) فإن القلب في هذه الحالة على تساوي حكم الميل وعدمه . فإذا مال إلى قصد ، فهو في ذلك على غير قدم صدق . فإنه لا يعلم إذ ذاك أنه في ميله مصيب أو مخطئ .
(لكنه) أي لكن شروعه في العمل (اتباع لظاهر ما هم الخلق عليه) في توجهاتهم وأعمالهم ونياتهم .
فيقول القلب في عمله اتباعا لهم : (لعلهم يكونون على حق) وقدم صدق ؛ (فيتهم نفسه ويتهم الخلق ) في تشككه في حقيقة أمره وأمرهم.
(لكن يغلب عليه قمة نفسه) فإن الشك في احتماله كونه على حق وصدق ، أقوى . فإن الإنسان على نفسه بصيرة.
278 - (والظن حالة التقلب) فإنه دائما منقلب إلى الحكم الراجح. فهو في كل آن، مع ما ترجح في القلب وانقلب القلب إليه (فإنه ينظر) إذ ذاك (بعين القلب ، و القلب لا ثبات له على حال) فهو (سريع التقلب) إلى ما ترجح حكمه فيه.
ولذلك قيل : (ما سمي القلب إلا من تقلبه).
279 - (والعلم حاله الصدق) فإنه إدراك الشيء على ما هو عليه . ولا يتم الصدق إلا أن يكون علمك بالشيء يطابق علم الحق به . ولا يكون ذلك إلا أن تدرکه بالحق. ولذلك قال : (فإنه ينظر بعين الحق، فيصيب ولا يخطئ).
.
43- شرح تجلي القلب
43. متن نص تجلي القلب :
الجهل حالة الوقفة عند مصادمة الضاد على نقطةٍ واحدة فيتمانعان .
فصاحبه في ظلمة أبداً فليس بصاحب علم .
والشك حالة الشروع في العمل على غير قدم صدق .
لكنه اتباع لظاهر ما هم الخلق عليه لعلهم يكونون على حق فيتهم نفسه ويتهم الخلق .لكن يغلب عليه لائمته لنفسه .
والظن حالة التقليب فانته ينظر بعين القلب والقلب لا ثبات له على حالٍ سريع التقلب ، ما سمي القلب إلا من تقلبه ، والعالم حالة الصدق فإنه ينظر بعين الحق فيصيب ولا يخطيء .
43 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل:
"ومن تجلي القلب ونصه : الجهل حاله .. فإنه ينظر بعين الحق فيصيب ولا يخطئ " .
43 - شرح تجلي القلب
275 - القلب من شأنه التردد بين حالاته الأربع : وهي حالة جهله وحالة شکه وحالة ظنه وحالة علمه .
وله في كل حالة منها حكم فحكمه في حالة جهله ، الوقفة .
وهي حالة يرتفع بها عن القلب الميل بالكلية ، فلا يحيد إلى قصد واقعة.
ولذلك قال قدس سره :
276 - (الجهل حاله الوقفة عند مصادمة الأضداد على نقطة واحدة) وسطية (فيتمنعان) في حقه فيرتفع عنه حكم القاسر فلا يتقيد بميل وهو مقصور عليه .
فإن ظهر القلب بهذا الحال قبل الكشف ، (فصاحبه في ظلمة أبدا فليس بصاحب عمل ) إذ لا قاسر في وقفته على النقطة الوسطية على ميله والعمل إنما يكون منه بالميل .
فهذه الظلمة في حقه هي سواد الطبيعة . والقلب فيه النائم في ظلمة سواد الليل .
وإن ظهر بها بعد الكشف والشهود، فصاحبه متحقق بالمقام المطلق ، في عين الجمع والوجود . فلا يقبل صبغة بميل . ولا تقييدا بحكم قاسر.
فهو كما قيل :
بالقادسية فتية …… ما إن يرون العار عارا
لا مسلمين ولا يهود …… ولا مجوس ولا نصارى
فافهم.
277 - (والشك حالة الشروع في العمل على غير قدم صدق) فإن القلب في هذه الحالة على تساوي حكم الميل وعدمه . فإذا مال إلى قصد ، فهو في ذلك على غير قدم صدق . فإنه لا يعلم إذ ذاك أنه في ميله مصيب أو مخطئ .
(لكنه) أي لكن شروعه في العمل (اتباع لظاهر ما هم الخلق عليه) في توجهاتهم وأعمالهم ونياتهم .
فيقول القلب في عمله اتباعا لهم : (لعلهم يكونون على حق) وقدم صدق ؛ (فيتهم نفسه ويتهم الخلق ) في تشككه في حقيقة أمره وأمرهم.
(لكن يغلب عليه قمة نفسه) فإن الشك في احتماله كونه على حق وصدق ، أقوى . فإن الإنسان على نفسه بصيرة.
278 - (والظن حالة التقلب) فإنه دائما منقلب إلى الحكم الراجح. فهو في كل آن، مع ما ترجح في القلب وانقلب القلب إليه (فإنه ينظر) إذ ذاك (بعين القلب ، و القلب لا ثبات له على حال) فهو (سريع التقلب) إلى ما ترجح حكمه فيه.
ولذلك قيل : (ما سمي القلب إلا من تقلبه).
279 - (والعلم حاله الصدق) فإنه إدراك الشيء على ما هو عليه . ولا يتم الصدق إلا أن يكون علمك بالشيء يطابق علم الحق به . ولا يكون ذلك إلا أن تدرکه بالحق. ولذلك قال : (فإنه ينظر بعين الحق، فيصيب ولا يخطئ).
.
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin