كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
21 - شرح تجلي الحيرة
21. متن تجلي الحيرة :
جل جناب الحق العزيز الأحمى عن أن تدركه البصار فكيف بالبصائر فأقامهم في الحيرة فقالوا زدنا فيك تحيراً إذ لا تحيرهم إلا بما يتجلى لهم فيطمعون في ظيط ما لا ينضبط فيحارون فسؤالهم في زيادة التحير سؤالهم في إدامة التجلي .
21 - إملاء الشيخ ابن سودكين على هذا الفصل :
«قال الشيخ في أصله المشروح : ((جل جناب..» فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : لما قرئ عليه : ((جل جناب الحق أن تدركه الأبصار فكيف البصائر».
قيل : فأيهم أشرف وأصدق ؟
فقال : الحس أصدق ، فإنه لا يغلط ولذلك اتخذه العقل دليلا فلا يقوم الدليل عند العاقل إلا ببرهان الحس ، وهو البرهان الوجودي وكذلك الأوليات ، الزهی واسطة بين الحس والعقل .
فلو جاز الغلط علة الحس لما صح أن يكون صادقا فيما يدل عليه ولشرف الحس انتهی حکم التجلي إليه في الدار الآخرة فقال عليه الصلاة والسلام : "إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر".
ولما لم يكن بين الحق سبحان، وبين خلقه وجه من المناسبة أصلا، ثم حصل التجلي في الحس كالشمس والقمر، قامت الحيرة للعقل ولا بد.
فتحقق هذا فهو بحر متسع والوسائط في التجلي في دار الدنيا، هي ثلاث :
الحس والعقل والطور الذي هو وراء طور العقل وجميع هذه المدارك ، يدركها البصر في الدار الآخرة ، فيكون التجلي ، في ذلك، تجلية بصرية.
فالبصر أخص نسبة من النسب جميعها على هذا الحكم» .
21 - شرح تجلي الحيرة
212 - يريد حيرة العقل في حصر وجوه المطلق وضبطها عند تجليها في سعة ظهوره وبطونه وجمعهما.
فتحیره ، حالتئذ، ي تردد بصيرته لضبط ما لا ينضبط ، قال قدس سره : (جل تجلي الدعوى جناب الحق العزيز الأحمی) من حيثية ذاته المطلقة ووجوهها الأسمائية ، الغير المتناهية .
(أن تدركه الأبصار فكيف البصائر) فلما عز على العقل إدراكه بالأبصار والبصائر، في الطور الذي وراء العقل ، وصف الحق بـ "العزيز"، ليشعر بأنه في شرف ذاته القاضي برفع المناسبة بينه وبين مدرکه ، عديم النظير، ومع شدة الحاجة إليه قليل الوجدان ثم وصفه بـ «الأحمی» ليشعر بأنه تعالی من حيثية إطلاقه الذاتي.
أنزه وأعلى أن يتعلق به إدراك المدركين إحاطة ، ثم استبعد، قدس سره ، أن تدركه الأبصار، فضلا عن البصائر.
فإنه قدس سره رجح الأبصار ، حيث قال : إن البصر في إدراكه أصدق ، فإنه لا يغلط ولذلك اتخذه العقل دليلا. فلا يقوم الدليل المحقق عند العاقل إلا بالبراهين الحسية ، وهي البراهين الوجودية .
فلو جاز الغلط على الحس لما صح أن يكون صادقا فيما يدل عليه ، ولذلك انتهى حكم التجلي في دار الآخرة إليه ، فقال صلى الله عليه وسلم : «إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس وترون القمر».
والوسائط في التجلي، في دار الدنيا ثلاثة : الحس والعقل والطور الذي هو وراء العقل.
وجميع هذه المدارك ، يدركها البصر في الدار الآخرة ، فيكون التجلي ، في ذلك الموطن ، تجليا بصريا.
فالبصر أخص نسبة من النسب جميعها، على هذا الحكم». هكذا أملاه قدس سره .
212 - فلما عز أن تقبل ذات الحق ، من حيثية إطلاقها ووجوهه الغير المتناهية ، الضابطة العقلية ، قال : (فأقامهم في الحيرة) حتى عرفوا أن لا محيد لهم عنها ؛ (فقالوا: زدنا فيك تحيرا إذ لا يحيرهم إلا بما يتجلى لهم) أي من وجوه إطلاقه . والباء في «بنا» للسببية .
فهم بما في قوتهم من السعة والسراح والإطلاق يحسبون أن في قوة عقولهم أن تظفر بالإحاطة كشفا وشهودا (فيطمعون ضبط ما لا ينضبط فيحارون: فسؤالهم في زيادة التحیر ، سؤالهم في إدامة التجلي ) والله يقول الحق ويهدي السبيل.
21 - شرح تجلي الحيرة
21. متن تجلي الحيرة :
جل جناب الحق العزيز الأحمى عن أن تدركه البصار فكيف بالبصائر فأقامهم في الحيرة فقالوا زدنا فيك تحيراً إذ لا تحيرهم إلا بما يتجلى لهم فيطمعون في ظيط ما لا ينضبط فيحارون فسؤالهم في زيادة التحير سؤالهم في إدامة التجلي .
21 - إملاء الشيخ ابن سودكين على هذا الفصل :
«قال الشيخ في أصله المشروح : ((جل جناب..» فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : لما قرئ عليه : ((جل جناب الحق أن تدركه الأبصار فكيف البصائر».
قيل : فأيهم أشرف وأصدق ؟
فقال : الحس أصدق ، فإنه لا يغلط ولذلك اتخذه العقل دليلا فلا يقوم الدليل عند العاقل إلا ببرهان الحس ، وهو البرهان الوجودي وكذلك الأوليات ، الزهی واسطة بين الحس والعقل .
فلو جاز الغلط علة الحس لما صح أن يكون صادقا فيما يدل عليه ولشرف الحس انتهی حکم التجلي إليه في الدار الآخرة فقال عليه الصلاة والسلام : "إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر".
ولما لم يكن بين الحق سبحان، وبين خلقه وجه من المناسبة أصلا، ثم حصل التجلي في الحس كالشمس والقمر، قامت الحيرة للعقل ولا بد.
فتحقق هذا فهو بحر متسع والوسائط في التجلي في دار الدنيا، هي ثلاث :
الحس والعقل والطور الذي هو وراء طور العقل وجميع هذه المدارك ، يدركها البصر في الدار الآخرة ، فيكون التجلي ، في ذلك، تجلية بصرية.
فالبصر أخص نسبة من النسب جميعها على هذا الحكم» .
21 - شرح تجلي الحيرة
212 - يريد حيرة العقل في حصر وجوه المطلق وضبطها عند تجليها في سعة ظهوره وبطونه وجمعهما.
فتحیره ، حالتئذ، ي تردد بصيرته لضبط ما لا ينضبط ، قال قدس سره : (جل تجلي الدعوى جناب الحق العزيز الأحمی) من حيثية ذاته المطلقة ووجوهها الأسمائية ، الغير المتناهية .
(أن تدركه الأبصار فكيف البصائر) فلما عز على العقل إدراكه بالأبصار والبصائر، في الطور الذي وراء العقل ، وصف الحق بـ "العزيز"، ليشعر بأنه في شرف ذاته القاضي برفع المناسبة بينه وبين مدرکه ، عديم النظير، ومع شدة الحاجة إليه قليل الوجدان ثم وصفه بـ «الأحمی» ليشعر بأنه تعالی من حيثية إطلاقه الذاتي.
أنزه وأعلى أن يتعلق به إدراك المدركين إحاطة ، ثم استبعد، قدس سره ، أن تدركه الأبصار، فضلا عن البصائر.
فإنه قدس سره رجح الأبصار ، حيث قال : إن البصر في إدراكه أصدق ، فإنه لا يغلط ولذلك اتخذه العقل دليلا. فلا يقوم الدليل المحقق عند العاقل إلا بالبراهين الحسية ، وهي البراهين الوجودية .
فلو جاز الغلط على الحس لما صح أن يكون صادقا فيما يدل عليه ، ولذلك انتهى حكم التجلي في دار الآخرة إليه ، فقال صلى الله عليه وسلم : «إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس وترون القمر».
والوسائط في التجلي، في دار الدنيا ثلاثة : الحس والعقل والطور الذي هو وراء العقل.
وجميع هذه المدارك ، يدركها البصر في الدار الآخرة ، فيكون التجلي ، في ذلك الموطن ، تجليا بصريا.
فالبصر أخص نسبة من النسب جميعها، على هذا الحكم». هكذا أملاه قدس سره .
212 - فلما عز أن تقبل ذات الحق ، من حيثية إطلاقها ووجوهه الغير المتناهية ، الضابطة العقلية ، قال : (فأقامهم في الحيرة) حتى عرفوا أن لا محيد لهم عنها ؛ (فقالوا: زدنا فيك تحيرا إذ لا يحيرهم إلا بما يتجلى لهم) أي من وجوه إطلاقه . والباء في «بنا» للسببية .
فهم بما في قوتهم من السعة والسراح والإطلاق يحسبون أن في قوة عقولهم أن تظفر بالإحاطة كشفا وشهودا (فيطمعون ضبط ما لا ينضبط فيحارون: فسؤالهم في زيادة التحیر ، سؤالهم في إدامة التجلي ) والله يقول الحق ويهدي السبيل.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin