تأملات في القران الكريم ح464 سورة الكافرون الشريفة
حيدر الحدراوي
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1}
تستهل السورة الشريفة بخطاب للنبي الكريم محمد "ص واله" ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) , قل يا محمد "ص واله" للكافرين .
لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2}
تستمر الآية الكريمة ( لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ) , لا اعبد ما تعبدون من الاصنام .
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3}
تضيف الآية الكريمة ( وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ) , ولا انتم تعبدون الله تعالى الذي اعبده .
وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ) , ولا انا عابد ما تعبدونه من الاصنام , وهي تدل على الاستقبال على رأي السيوطي , اما على رأي الفيض الكاشاني واخرون دلت على الحال , اما ( لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ) , فتدل على الحال على رأي السيوطي , اما على رأي الفيض الكاشاني واخرون فقد دلت على الاستقبال , بدلالة ان ( لا ) لا تدخل الا على الفعل المضارع .
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5}
تستمر الآية الكريمة ( وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ) , استقبال او حال على اختلاف الآراء .
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6}
تختتم الآية الكريمة ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) , لكم دينكم "الشرك" الذي انتم مصرون على اتباعه , ولن تتركونه , ولي ديني "الاسلام" , لا ابغي ولا اطلب غيره , ولن اتركه .
مما يروى في سبب النزول , إن نفرا من قريش اعترضوا لرسول الله صلى الله عليه وآله منهم عتبة بن ربيعة وامية بن خلف والوليد بن المغيرة والعاص بن سعد فقالوا يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشرك نحن وأنت في الامر فان يكن الذي نحن عليه الحق فقد أخذت بحظك منه وان يكن الذي أنت عليه الحق فقد أخذنا بحظنا منه فأنزل الله تبارك وتعالى السورة قيل في سبب التكرير ان الاول فيما يستقبل فان لا لا تدخل إلا على مضارع بمعنى الاستقبال والثاني في الحال أو فيما سلف . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
سورة النصر الشريفة
للسورة الشريفة جملة من الفضائل والخصائص , لعل ابرزها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : من قرأ إذا جاء نصر الله في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه وجاء يوم القيامة ومعه كتاب ينطق قد أخرجه الله من جوف قبره فيه أمان من جسر جهنم ومن النار ومن زفير جهنم فلا يمر على شيء يوم القيامة إلا بشره وأخبره بكل خير حتى يدخل الجنة ويفتح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمن ولم يخطر على قلبه .
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1}
تستهل السورة الشريفة بخطاب للنبي الكريم محمد "ص واله" ( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) , النصر على الكفار , والفتح فتح مكة , على اغلب الآراء , الا ان السورة الشريفة قد نزلت بعد فتح مكة , وهي من اواخر ما نزل من القرآن الكريم , بالتحديد نزلت قبل ثمانية عشر يوما من وفاته "ص واله" , يقول السيوطي في تفسيره الجلالين "وكان فتح مكة في رمضان سنة ثمان وتوفي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة عشر" , فلو كان الفتح فتح مكة لكان يستلزم نزولها قبله لا بعده , على ذلك , يرى اصحاب الرأي , ان الفتح المشار اليه بالسورة الشريفة هو فتح مستقبلي , في اخر الزمان , عصر ظهور المهدي وعيسى "عليهما السلام" , وهو ما اشارت اليه الآيات الكريمة :
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33 .
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28 .
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }الصف9 .
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2}
تستمر الآية الكريمة ( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ) , ورأيت الناس يدخلون في الاسلام على شكل جماعات كثيرة , يرى المفسرون ان تلك الجماعات كانت من قبائل العرب من مختلف البلدان ، ويرى غيرهم إنها جماعات من مختلف الشعوب والأقوام على إعتبار ان الأمر مستقبلي .
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3}
تختتم الآية الكريمة ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) , نزهه جل وعلا حامدا اياه على صدق وعده , ( وَاسْتَغْفِرْهُ ) , لنفسك او لأمتك , ( إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ) , يقرر النص المبارك انه جل وعلا كثير التوبة عن عباده .
مما يروى بهذا الخصوص , عن القمي قال نزلت بمنى في حجة الوداع فلما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وآله نعيت إلي نفسي قيل ولعل ذلك لدلالتها على تمام الدعوة وكمال أمر الدين .
( عن الصادق عليه السلام إن أول ما نزل اقرأ باسم ربك وآخره إذا جاء نصر الله .
عن ام سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله بآخره أيامه ولا يقوم ولا يقعد ولا يجئ ولا يذهب إلا قال سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فسألناه عن ذلك فقال إني امرت بها ثم قرأ هذه السورة ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
سورة المسد او تبت او ابي لهب الشريفة
روي في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : إذا قرأتم تبت يدا أبى لهب وتب فادعوا على أبي لهب فانه كان من المكذبين بالنبي وبما جاء من عند الله تعالى .
بسم الله الرحمن الرحيم
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{1}
تستهل السورة الشريفة ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) , خسرت وهلكت , التباب يعني الخسران المؤدي للهلاك , اما ذكر اليدين مجازا في عدة معاني , منها :
1- اي هو نفسه الخاسر , لان اليدين تزاول اكثر الافعال والاعمال .
2- خسر الدنيا والاخرة .
( وَتَبَّ ) , هي اخبار بعد اخبار , او دعاء بعد دعاء .
مما يروى في هذا الشأن , ان النبي الكريم محمد "ص واله" خوفه بالعذاب فقال إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفتدي منه بمالي وولدي نزل .
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ{2}
تستمر الآية الكريمة ( مَا أَغْنَى عَنْهُ ) , ما نفعه , ( مَالُهُ ) , امواله , ( وَمَا كَسَبَ ) , من الاولاد .
مما يروى بشأنه انه مات ببدر بعد عدة ايام , وترك جسده هناك ثلاث ايام , لم يدفن , حتى تعفن , واستؤجر بعض العبيد لدفنه عليه اللعنة .
سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ{3}
تضيف الآية الكريمة ( سَيَصْلَى نَاراً ) , سيدخل في النار , ( ذَاتَ لَهَبٍ ) , متأججة , ملتهبة .
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ{4}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) , ام جميل اخت ابي سفيان , ( حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) , كانت تحمل حزم الشوك والحسك , لتضعها في طريقه "ص واله" , وكذلك دورها الكبير في حث وتحريض زوجها على ايذائه "ص واله" .
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ{5}
تختتم الآية الكريمة مضيفة ( فِي جِيدِهَا ) , عنقها , ( حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ) , حبل مفتول "ممسود" محكم الفتل , من الليف الخشن .
مما يروى بهذا الخصوص , عن القمي تبت يدا أبى لهب قال أي خسرت لما اجتمع مع قريش في دار الندوة وبايعهم على قتل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان كثير المال فقال الله ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نار ذات لهب عليه فتحرقه وامرأته حمالة الحطب قال كانت ام جميل بنت صخر وكانت تنم على رسول الله صلى الله عليه وآله وتنقل أحاديثه إلى الكفار حمالة الحطب أي احتطبت على رسول الله صلى الله عليه وآله في جيدها أي في عنقها حبل من مسد أي من نار قال وكان اسم أبي لهب عبد مناف فكناه الله لان منافا صنم يعبدونه .
( عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الاية صعد رسول الله صلى الله عليه وآله على الصفا فقال يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا مالك قال أرأيتكم ان أخبرتكم ان العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني قالوا بلى قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال أبو لهب تبا لك الهذا دعوتنا جميعا فأنزل الله عز وجل تبت يدا أبى لهب وتب السورة . وفي قرب الاسناد عن الكاظم عليه السلام في حديث آيات النبي صلى الله عليه وآله قال ومن ذلك أن ام جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبت ومع النبي صلى الله عليه وآله أبو بكر بن أبي قحافة فقال يا رسول الله هذه ام جميل محفظة أي مغضبة تريدك ومعها حجر تريد أن ترميك به فقال إنها لا تراني فقالت لابي بكر اين صاحبك قال حيث شاء الله قالت لقد جئته ولو أراه لرميته فانه هجاني واللات والعزى إني لشاعرة فقال أبو بكر يا رسول لم ترك قال لا ضرب الله بيني وبينها حجابا ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
حيدر الحدراوي
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1}
تستهل السورة الشريفة بخطاب للنبي الكريم محمد "ص واله" ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) , قل يا محمد "ص واله" للكافرين .
لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ{2}
تستمر الآية الكريمة ( لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ) , لا اعبد ما تعبدون من الاصنام .
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{3}
تضيف الآية الكريمة ( وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ) , ولا انتم تعبدون الله تعالى الذي اعبده .
وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ{4}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ) , ولا انا عابد ما تعبدونه من الاصنام , وهي تدل على الاستقبال على رأي السيوطي , اما على رأي الفيض الكاشاني واخرون دلت على الحال , اما ( لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ) , فتدل على الحال على رأي السيوطي , اما على رأي الفيض الكاشاني واخرون فقد دلت على الاستقبال , بدلالة ان ( لا ) لا تدخل الا على الفعل المضارع .
وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ{5}
تستمر الآية الكريمة ( وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ) , استقبال او حال على اختلاف الآراء .
لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ{6}
تختتم الآية الكريمة ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) , لكم دينكم "الشرك" الذي انتم مصرون على اتباعه , ولن تتركونه , ولي ديني "الاسلام" , لا ابغي ولا اطلب غيره , ولن اتركه .
مما يروى في سبب النزول , إن نفرا من قريش اعترضوا لرسول الله صلى الله عليه وآله منهم عتبة بن ربيعة وامية بن خلف والوليد بن المغيرة والعاص بن سعد فقالوا يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشرك نحن وأنت في الامر فان يكن الذي نحن عليه الحق فقد أخذت بحظك منه وان يكن الذي أنت عليه الحق فقد أخذنا بحظنا منه فأنزل الله تبارك وتعالى السورة قيل في سبب التكرير ان الاول فيما يستقبل فان لا لا تدخل إلا على مضارع بمعنى الاستقبال والثاني في الحال أو فيما سلف . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
سورة النصر الشريفة
للسورة الشريفة جملة من الفضائل والخصائص , لعل ابرزها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : من قرأ إذا جاء نصر الله في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه وجاء يوم القيامة ومعه كتاب ينطق قد أخرجه الله من جوف قبره فيه أمان من جسر جهنم ومن النار ومن زفير جهنم فلا يمر على شيء يوم القيامة إلا بشره وأخبره بكل خير حتى يدخل الجنة ويفتح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمن ولم يخطر على قلبه .
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1}
تستهل السورة الشريفة بخطاب للنبي الكريم محمد "ص واله" ( إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) , النصر على الكفار , والفتح فتح مكة , على اغلب الآراء , الا ان السورة الشريفة قد نزلت بعد فتح مكة , وهي من اواخر ما نزل من القرآن الكريم , بالتحديد نزلت قبل ثمانية عشر يوما من وفاته "ص واله" , يقول السيوطي في تفسيره الجلالين "وكان فتح مكة في رمضان سنة ثمان وتوفي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة عشر" , فلو كان الفتح فتح مكة لكان يستلزم نزولها قبله لا بعده , على ذلك , يرى اصحاب الرأي , ان الفتح المشار اليه بالسورة الشريفة هو فتح مستقبلي , في اخر الزمان , عصر ظهور المهدي وعيسى "عليهما السلام" , وهو ما اشارت اليه الآيات الكريمة :
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33 .
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28 .
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }الصف9 .
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2}
تستمر الآية الكريمة ( وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ) , ورأيت الناس يدخلون في الاسلام على شكل جماعات كثيرة , يرى المفسرون ان تلك الجماعات كانت من قبائل العرب من مختلف البلدان ، ويرى غيرهم إنها جماعات من مختلف الشعوب والأقوام على إعتبار ان الأمر مستقبلي .
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3}
تختتم الآية الكريمة ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ) , نزهه جل وعلا حامدا اياه على صدق وعده , ( وَاسْتَغْفِرْهُ ) , لنفسك او لأمتك , ( إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ) , يقرر النص المبارك انه جل وعلا كثير التوبة عن عباده .
مما يروى بهذا الخصوص , عن القمي قال نزلت بمنى في حجة الوداع فلما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وآله نعيت إلي نفسي قيل ولعل ذلك لدلالتها على تمام الدعوة وكمال أمر الدين .
( عن الصادق عليه السلام إن أول ما نزل اقرأ باسم ربك وآخره إذا جاء نصر الله .
عن ام سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله بآخره أيامه ولا يقوم ولا يقعد ولا يجئ ولا يذهب إلا قال سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فسألناه عن ذلك فقال إني امرت بها ثم قرأ هذه السورة ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
سورة المسد او تبت او ابي لهب الشريفة
روي في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : إذا قرأتم تبت يدا أبى لهب وتب فادعوا على أبي لهب فانه كان من المكذبين بالنبي وبما جاء من عند الله تعالى .
بسم الله الرحمن الرحيم
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{1}
تستهل السورة الشريفة ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) , خسرت وهلكت , التباب يعني الخسران المؤدي للهلاك , اما ذكر اليدين مجازا في عدة معاني , منها :
1- اي هو نفسه الخاسر , لان اليدين تزاول اكثر الافعال والاعمال .
2- خسر الدنيا والاخرة .
( وَتَبَّ ) , هي اخبار بعد اخبار , او دعاء بعد دعاء .
مما يروى في هذا الشأن , ان النبي الكريم محمد "ص واله" خوفه بالعذاب فقال إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفتدي منه بمالي وولدي نزل .
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ{2}
تستمر الآية الكريمة ( مَا أَغْنَى عَنْهُ ) , ما نفعه , ( مَالُهُ ) , امواله , ( وَمَا كَسَبَ ) , من الاولاد .
مما يروى بشأنه انه مات ببدر بعد عدة ايام , وترك جسده هناك ثلاث ايام , لم يدفن , حتى تعفن , واستؤجر بعض العبيد لدفنه عليه اللعنة .
سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ{3}
تضيف الآية الكريمة ( سَيَصْلَى نَاراً ) , سيدخل في النار , ( ذَاتَ لَهَبٍ ) , متأججة , ملتهبة .
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ{4}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) , ام جميل اخت ابي سفيان , ( حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) , كانت تحمل حزم الشوك والحسك , لتضعها في طريقه "ص واله" , وكذلك دورها الكبير في حث وتحريض زوجها على ايذائه "ص واله" .
فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ{5}
تختتم الآية الكريمة مضيفة ( فِي جِيدِهَا ) , عنقها , ( حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ) , حبل مفتول "ممسود" محكم الفتل , من الليف الخشن .
مما يروى بهذا الخصوص , عن القمي تبت يدا أبى لهب قال أي خسرت لما اجتمع مع قريش في دار الندوة وبايعهم على قتل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان كثير المال فقال الله ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نار ذات لهب عليه فتحرقه وامرأته حمالة الحطب قال كانت ام جميل بنت صخر وكانت تنم على رسول الله صلى الله عليه وآله وتنقل أحاديثه إلى الكفار حمالة الحطب أي احتطبت على رسول الله صلى الله عليه وآله في جيدها أي في عنقها حبل من مسد أي من نار قال وكان اسم أبي لهب عبد مناف فكناه الله لان منافا صنم يعبدونه .
( عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الاية صعد رسول الله صلى الله عليه وآله على الصفا فقال يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا مالك قال أرأيتكم ان أخبرتكم ان العدو مصبحكم أو ممسيكم ما كنتم تصدقونني قالوا بلى قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال أبو لهب تبا لك الهذا دعوتنا جميعا فأنزل الله عز وجل تبت يدا أبى لهب وتب السورة . وفي قرب الاسناد عن الكاظم عليه السلام في حديث آيات النبي صلى الله عليه وآله قال ومن ذلك أن ام جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة تبت ومع النبي صلى الله عليه وآله أبو بكر بن أبي قحافة فقال يا رسول الله هذه ام جميل محفظة أي مغضبة تريدك ومعها حجر تريد أن ترميك به فقال إنها لا تراني فقالت لابي بكر اين صاحبك قال حيث شاء الله قالت لقد جئته ولو أراه لرميته فانه هجاني واللات والعزى إني لشاعرة فقال أبو بكر يا رسول لم ترك قال لا ضرب الله بيني وبينها حجابا ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin