من أقوال الربانيين 99 ـ الشيخ عباس السيد فاضل الحسني

"الطاعة والتحقيق"

بسم الله الرّحمن الرّحيم

"أيُّ سادة": الشريعة الغراء هي النظر بالنور ـ لإضاءة الطريق دليلا، والسير إلى الله ـ عزَّ وجلَّ، سيرًا بهذا النور ـ دينًا قويما، كما قال تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. وحفظ هذا النور سيرًا إلى الله ـ جلَّ وعلا ـ قصدًا وإخلاصًا عظيما، وعظيم السير إلى منازل القرب فيه ـ صفاءً جليلا، وأنس الطريق عروجًا إلى المولى ـ ذكرًا وحضورا، ونهاية الطريق إلى مقام الوصول والرضا ـ حبًا وعرفانا، وما أعظم الافتقار بذلك ـ ذلًا وانكسارا، فو الله؛ رأيت باب الحضرة شامخًا كبيرا، والدخول فيه ـ مزدحمًا كثيرا، ورأيت باب الذلِّ والافتقار؛ فارغًا متواضعًا جليلا؛ فدخلت فيه إلى الحضرة؛ فرأيت الباب المرتفع الكبير مبنيًا من داخله، وما دخل فيه واحدٌ صغيرًا كان أو كبيرا، وباب الذل والانكسار فارغًا ـ فدخلت إلى الحضرة؛ فحصل لنا من الحبيب ـ صلّى الله عليه وسلّم، مقامًا كريما.

حضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني