إتحاف الأحباء بخصوصية الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء
أذكار واوراد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
قد ورد في الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء حديثٌ مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أذكره ثم أورد تخريجه والحكم عليه من كلام أئمة الحديث، ثم أورد بعض أقوال أهل العلم في تخصيص هذه السنة وأنها من الأزمنة التي ترجى فيها الإجابة.
حديث جابر:
عن جَابِر ابْن عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ. قَالَ جَابِرٌ: فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ.
وروى عمر بن شبة النميري البصري (المتوفى: 262هـ) في تاريخ المدينة لابن شبة (1/ 60) عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا يَوْمَ الْإِثْنَيْنَ فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ، وَاسْتُجِيبَ لَهُ عَشِيَّةَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ» قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ يَذْكُرُ، أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجَبَلِ، هُوَ الْيَوْمَ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ الْوُسْطَى الشَّارِعَةِ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ الْأَعْلَى.
تخريج الحديث:
رواه الإمام أحمد في مسنده برقم (14563)، والبخاري في الأدب المفرد برقم (704)، والبيهقي في شعب الإيمان برقم (3591)، وغيرهم، قال الإمام الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4/13): (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ).
وجَوَّدَ إسنادَهُ الإمام المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 143) فقال: (رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَغَيرهمَا وَإسْنَاد أَحْمد جيد)، وقوى إسناده العلامة علي بن عبد الله السمهودي الشافعي (المتوفى: 911هـ) في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (3/39) فقال: (ورُوِّيْنَا في مسند أحمد برجال ثقات).
ووردت آثار أخرى تتعلق بمسجد الفتح، منها:
ما رواه عمر بن شبة النميري البصري (المتوفى: 262هـ) في تاريخ المدينة (1/59): عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَعَدَ عَلَى مَوْضِعِ مَسْجِدِ الْفَتْحِ وَحَمِدَ اللَّهَ، وَدَعَا عَلَيْهِ، وَعُرِضَ أَصْحَابُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ.
وما رواه الطبراني في المعجم الأوسط (9/49): عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَطَلَبَهُ فِي بُيُوتِهِ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَاتَّبَعَهُ فِي سِكَّةٍ سِكَّةٍ حَتَّى دُلَّ عَلَيْهِ فِي جَبَلِ ثَوَابٍ، فَخَرَجَ حَتَّى رَقِيَ جَبَلَ ثَوَابٍ، فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَبَصُرَ بِهِ فِي الْكَهْفِ الَّذِي اتَّخَذَ النَّاسُ إِلَيْهِ طَرِيقًا إِلَى مَسْجِدِ الْفَتْحِ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَهَبَطْتُ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى أَسَأْتُ بِهِ الظَّنَّ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَسَأْتُ بِكَ الظَّنَّ، وَظَنَنْتُ أَنَّكَ قَدْ قُبِضْتَ، فَقَالَ: «جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: مَا تُحِبُّ أَنْ أَفْعَلَ بِأُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَنِي، فَقَالَ: إِنَّهُ يَقُولُ: لَا أَسُوءُكَ فِي أُمَّتِكَ، فَسَجَدْتُ، فَأَفْضَلُ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ السُّجُودُ.
لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ.
أقوال أهل العلم في استحباب الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء:
وأول من نورد قوله في ذلك هو راوي الحديث الصحابي الجليل جابر رضي الله تعالى عنه فقد قال:
((فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ)). فمن يتحاذق على صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يتجاسر على وصف فعل هذا الصحابي الجليل بالبدعة.
وقد نص على ذلك جماعات من الأئمة، كالبيهقي وأبي حيان الأندلسي والسيوطي والمناوي الشافعيين، وابن عبد البر والقرطبي المالكيين، وابن الجوزي وشمس الدين ابن مفلح وابن عادل الحنبليين.
وهذه بعض أقوالهم:
قال الإمام البيهقي في شعب الإيمان (2/ 375): (ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فيها الإجابة. فأما الأوقات فمنها: ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء ...).
وقال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (2/ 313): (وللدعاء أوقات وأحوال يكون الغالب فيها الإجابة، وذلك كالسحر ووقت الفطر، وما بين الأذان والإقامة، وما بين الظهر والعصر في يوم الأربعاء، وأوقات الاضطرار وحالة السفر والمرض، وعند نزول المطر والصف في سبيل الله. كل هذا جاءت به الآثار، ويأتي بيانها في مواضعها).
قال الإمام أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (المتوفى: 745هـ) في البحر المحيط في التفسير (2/207): (وترتجى الإجابة من الأزمان عند السحر، وفي الثلث الأخير من الليل، ووقت الفطر، وما بين الأذان والإقامة، وما بين الظهر والعصر في يوم الأربعاء، وأوقات الاضطرار، وحالة السفر والمرض، وعند نزول المطر، والصف في سبيل الله، والعيدين، والساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة: وهي من الإقامة إلى فراغ الصلاة: كذا ورد مفسرا في الحديث، وقيل: بعد عصر الجمعة، وعند ما تزول الشمس.
ومن الأماكن: في الكعبة، وتحت ميزابها، وفي الحرم، وفي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، والجامع الأقصى.
وإذا كان الداعي بالأوصاف التي تقدمت غلب على الظن قبول دعائه، وأما إن كان على غير تلك الأوصاف فلا ييأس من رحمة الله، ولا يقطع رجاءه من فضله، فإن الله تعالى قال: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وقال سفيان بن عيينة: لا يمنعن أحد من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله تعالى قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس: قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون).
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجعلنا ممن إذا دعاه أجابه، وإذا سأل أعطاه، والحمد لله رب العالمين
أذكار واوراد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
قد ورد في الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء حديثٌ مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أذكره ثم أورد تخريجه والحكم عليه من كلام أئمة الحديث، ثم أورد بعض أقوال أهل العلم في تخصيص هذه السنة وأنها من الأزمنة التي ترجى فيها الإجابة.
حديث جابر:
عن جَابِر ابْن عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ. قَالَ جَابِرٌ: فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ.
وروى عمر بن شبة النميري البصري (المتوفى: 262هـ) في تاريخ المدينة لابن شبة (1/ 60) عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا يَوْمَ الْإِثْنَيْنَ فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ، وَاسْتُجِيبَ لَهُ عَشِيَّةَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ» قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ يُوثَقُ بِهِ يَذْكُرُ، أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجَبَلِ، هُوَ الْيَوْمَ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ الْوُسْطَى الشَّارِعَةِ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ الْأَعْلَى.
تخريج الحديث:
رواه الإمام أحمد في مسنده برقم (14563)، والبخاري في الأدب المفرد برقم (704)، والبيهقي في شعب الإيمان برقم (3591)، وغيرهم، قال الإمام الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4/13): (رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْبَزَّارُ، وَرِجَالُ أَحْمَدَ ثِقَاتٌ).
وجَوَّدَ إسنادَهُ الإمام المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 143) فقال: (رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَغَيرهمَا وَإسْنَاد أَحْمد جيد)، وقوى إسناده العلامة علي بن عبد الله السمهودي الشافعي (المتوفى: 911هـ) في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (3/39) فقال: (ورُوِّيْنَا في مسند أحمد برجال ثقات).
ووردت آثار أخرى تتعلق بمسجد الفتح، منها:
ما رواه عمر بن شبة النميري البصري (المتوفى: 262هـ) في تاريخ المدينة (1/59): عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَعَدَ عَلَى مَوْضِعِ مَسْجِدِ الْفَتْحِ وَحَمِدَ اللَّهَ، وَدَعَا عَلَيْهِ، وَعُرِضَ أَصْحَابُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ.
وما رواه الطبراني في المعجم الأوسط (9/49): عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَطَلَبَهُ فِي بُيُوتِهِ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَاتَّبَعَهُ فِي سِكَّةٍ سِكَّةٍ حَتَّى دُلَّ عَلَيْهِ فِي جَبَلِ ثَوَابٍ، فَخَرَجَ حَتَّى رَقِيَ جَبَلَ ثَوَابٍ، فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَبَصُرَ بِهِ فِي الْكَهْفِ الَّذِي اتَّخَذَ النَّاسُ إِلَيْهِ طَرِيقًا إِلَى مَسْجِدِ الْفَتْحِ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَهَبَطْتُ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى أَسَأْتُ بِهِ الظَّنَّ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ قُبِضَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَسَأْتُ بِكَ الظَّنَّ، وَظَنَنْتُ أَنَّكَ قَدْ قُبِضْتَ، فَقَالَ: «جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذَا الْمَوْضِعِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: مَا تُحِبُّ أَنْ أَفْعَلَ بِأُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَذَهَبَ ثُمَّ جَاءَنِي، فَقَالَ: إِنَّهُ يَقُولُ: لَا أَسُوءُكَ فِي أُمَّتِكَ، فَسَجَدْتُ، فَأَفْضَلُ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ السُّجُودُ.
لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ.
أقوال أهل العلم في استحباب الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء:
وأول من نورد قوله في ذلك هو راوي الحديث الصحابي الجليل جابر رضي الله تعالى عنه فقد قال:
((فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ)). فمن يتحاذق على صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يتجاسر على وصف فعل هذا الصحابي الجليل بالبدعة.
وقد نص على ذلك جماعات من الأئمة، كالبيهقي وأبي حيان الأندلسي والسيوطي والمناوي الشافعيين، وابن عبد البر والقرطبي المالكيين، وابن الجوزي وشمس الدين ابن مفلح وابن عادل الحنبليين.
وهذه بعض أقوالهم:
قال الإمام البيهقي في شعب الإيمان (2/ 375): (ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يرجى فيها الإجابة. فأما الأوقات فمنها: ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء ...).
وقال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (2/ 313): (وللدعاء أوقات وأحوال يكون الغالب فيها الإجابة، وذلك كالسحر ووقت الفطر، وما بين الأذان والإقامة، وما بين الظهر والعصر في يوم الأربعاء، وأوقات الاضطرار وحالة السفر والمرض، وعند نزول المطر والصف في سبيل الله. كل هذا جاءت به الآثار، ويأتي بيانها في مواضعها).
قال الإمام أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي (المتوفى: 745هـ) في البحر المحيط في التفسير (2/207): (وترتجى الإجابة من الأزمان عند السحر، وفي الثلث الأخير من الليل، ووقت الفطر، وما بين الأذان والإقامة، وما بين الظهر والعصر في يوم الأربعاء، وأوقات الاضطرار، وحالة السفر والمرض، وعند نزول المطر، والصف في سبيل الله، والعيدين، والساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة: وهي من الإقامة إلى فراغ الصلاة: كذا ورد مفسرا في الحديث، وقيل: بعد عصر الجمعة، وعند ما تزول الشمس.
ومن الأماكن: في الكعبة، وتحت ميزابها، وفي الحرم، وفي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، والجامع الأقصى.
وإذا كان الداعي بالأوصاف التي تقدمت غلب على الظن قبول دعائه، وأما إن كان على غير تلك الأوصاف فلا ييأس من رحمة الله، ولا يقطع رجاءه من فضله، فإن الله تعالى قال: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وقال سفيان بن عيينة: لا يمنعن أحد من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله تعالى قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس: قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون).
نسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجعلنا ممن إذا دعاه أجابه، وإذا سأل أعطاه، والحمد لله رب العالمين
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin