ثانيا : الطفرة الروحية في إقناع والدي بالطريقة
فلقد عاد والدي في تلك الليلة بوجه غير الذي ذهب به ونفس غير تلك التي كانت بين جنبيه،وباطمئنان لم يكن يحلم به ،كما يذكر الرواة في قصة مصعب بن عمير ودعوته لأسيد بن حضير ثم بعده سعد بن معاذ وعودته بوجه غير الذي ذهب به!
فلئن كان القياس هنا بعيدا نوعا ما؛لأن والدي مسلم ومؤمن ابتداء،إلا أن المهم عندنا هو هذا التحول الفجائي الشبيه بيولوجيا بالطفرة التي يصفها علماء الأحياء،والتي تتمثل في بقاء الجوهر مع تحول الأشكال والصور والأحوال بأسلوب غير خاضع للتفسير والمقدمات ولا للوسائط وتسلسل المحفزات ...
بحيث سيكون هذا حال والدي لما سألته عن موقفه ونظرته إلى الشيخ رغم أنه كان لا يريد أن يبدي مشاعره أو يعترف بما طرأ عليه في الحين،وذلك لما كان يطبع شخصيته من عناد وتمنع وأنفة لم تروضها وعلى مستويات ودرجات سوى صحبة هذا الشيخ المبارك سيدي حمزة! .
أخيرا سيصرح لي بأنه لما كان جالسا بجانب الشيخ شعر وكأن قوة مغناطيسية تخترق ضلوعه وتتسرب إلى باطنه؛ وبالأخص قلبه،كشعور غريب وملموس لم يعهده من قبل في حياته.
هذا الحال قد مثل بالنسبة إليه عاملا قويا على الاعتراف بخصوصية الشيخ الروحية وأنه بكل المقاييس المنطقية والواقعية والفيزيائية والروحية ليس رجلا عاديا فارغ الوفاض.
كما أنه ليس مجرد شيخ تبركي أو مدعي روحي كما عليه حال كثير من الأدعياء في زماننا ،ممن قد غرروا وما زالوا يغررون بحشود من الأغمار والأغبياء؛وكذا الدهماء من الناس بل حتى المثقفين منهم والمتوهمين المنطق العلمي والحداثة في أنفسهم!.
بحيث أن الشيخ سيدي حمزة يختلف جملة وتفصيلا عن كل هذه التوهمات بواسطة الحال والمقال وقوة الاستدلال،وذلك باعتباره طاقة روحية ذات الضغط العالي المركزي الذي يحرك الجوامد ويفتت الصلب والصامد،كما أنه يبسط ويشع على القلوب أنوارا –لايْزيريَّة-لا تحجبها صفائح أو عوازل ونوازل!!!.
فلقد كنت شديد الحرص على أن لا يضيع والدي هذا المكسب وعلى أن لا تبرد حرارة باطنه تلك بسبب الإهمال وعدم المتابعة،أو انقطاع الاسترسال في تدعيم هذا الغيث الروحي الذي ابتدأ به حاله مع الطريقة وشيخها،خاصة وأنه كان قد أخذ الورد والتزم المصافحة في تلك الليلة بالذات.
لهذا فقد كان جل حديثي معه يتمحور حول الطريقة وشيخها وأحواله...كما كان من بين وصايا الشيخ له أن يحضر إلى الزاوية لمزاولة الأذكار والمشاركة في إلقاء بعض الدروس التوجيهية التي سيصبح آخذا بزمامها في الزاوية وحريصا على انضباطها والتزام مواضيعها الموجهة والهادفة .
بحيث أن الشيخ سيدي حمزة هو الذي يحدد المواضيع والكتب التي ينبغي أن تدرس في كل الزوايا على شكل مقرر عام ومنظم يخول للفقراء التفقه والتدرج في التكوين العلمي والسلوكي والروحي...
في البداية لم تطاوع والدي نفسه للاستجابة إلى هذا الأمر كما صرح لي بذلك شخصيا وتعبيرا :"كنت أقول في نفسي كيف أستطيع أن أجلس في هذه الزاوية وفيها من فيها من الحرفيين والمهنيين والبطالين الشباب وغيرهم ...إلخ".
فلقد كان معتادا الجلوس في النادي نادي تطوان على الأرائك وبين ثلة من المثقفين وذوي الهيئات والمكانة الاجتماعية وما إلى ذلك من المزيفات الإنسانية والمغررات الوهمية،التي أصبحت العائق الأكبر لكثير من المرضى دون طلب علاجهم ودوائهم من بيوت الله تعالى والزوايا التي تعالج فيها القلوب وتطمئن النفوس!
لكن رغم هذا، فسرعان ما تغلب والدي على هذه الأوهام والعوارض، وفجأة وجد نفسه داخل الزاوية يحضر الأذكار ويساهم فيها بالدروس وإصلاح وتلقيح الأفكار...
فلقد كان دور الشيخ هنا كما تقول القصيدة:
يربي النفوس ويقهرها ويجلي القلوب من خبث الران
على إثر هذا الإنجاز تمت فرحتي وحدث لدي اطمئنان على المستقبل الروحي لوالدي،وشعرت بأنني قد نجحت نجاحا باهرا أنساني رسوبي في الامتحانات الدراسية وفتح على نفسي أملا بأنني مقبل على مسلك لم أندم بعده أبدا!
فلقد كان صعب المراس وشديد النقد وصريحا فيه لغاية الإحراج،ومع هذا فقد وصلت به إلى يدي شيخي الذي سيغير من سلوكه الشيء الكثير وسيحبه أكثر من الكثير.
فلقد قال لي شيخي سيدي حمزة يوما عنه:"إنني كلما ذكرت والدك حضر أمامي بصورته أو روحه،ثم أشار بأصبعه هاهو هنا!".
في المقابل سيعبر له والدي في جلسة خاصة بينهما،كما حكاه لي شيخي نفسه:"لقد قال لي والدك يوما :إني أطلب من الله تعالى إن كان سيأخذ عمرك أن لا يتركني في هذه الدنيا بعدك ولو لحظة أو يوما واحدا !!!".
ثم سيعقب شيخي على هذا القول:" فقد أحرقني في داخلي لما سمعت منه هذا الكلام "فقلت له:" إن لك مثل هذا الاعتقاد في أهل الله،فكيف تخيب؟كلا،أبدا!".
إنها نار المحبة وذوبان الروح بغير حدود أو قيود تلك التي غرسها شيخي في والدي،قد أبى إلا أن يكملها بالجمع والصهر بين شرف النسب والنسبة لما زوجني بابنة عمه،السيدة الشريفة نسبا ودينا وسلوكا: صباح بنت سيدي عبد الحفيظ بن سيدي المكي بن سيدي المختار القادري بودشيش.
فلقد عاد والدي في تلك الليلة بوجه غير الذي ذهب به ونفس غير تلك التي كانت بين جنبيه،وباطمئنان لم يكن يحلم به ،كما يذكر الرواة في قصة مصعب بن عمير ودعوته لأسيد بن حضير ثم بعده سعد بن معاذ وعودته بوجه غير الذي ذهب به!
فلئن كان القياس هنا بعيدا نوعا ما؛لأن والدي مسلم ومؤمن ابتداء،إلا أن المهم عندنا هو هذا التحول الفجائي الشبيه بيولوجيا بالطفرة التي يصفها علماء الأحياء،والتي تتمثل في بقاء الجوهر مع تحول الأشكال والصور والأحوال بأسلوب غير خاضع للتفسير والمقدمات ولا للوسائط وتسلسل المحفزات ...
بحيث سيكون هذا حال والدي لما سألته عن موقفه ونظرته إلى الشيخ رغم أنه كان لا يريد أن يبدي مشاعره أو يعترف بما طرأ عليه في الحين،وذلك لما كان يطبع شخصيته من عناد وتمنع وأنفة لم تروضها وعلى مستويات ودرجات سوى صحبة هذا الشيخ المبارك سيدي حمزة! .
أخيرا سيصرح لي بأنه لما كان جالسا بجانب الشيخ شعر وكأن قوة مغناطيسية تخترق ضلوعه وتتسرب إلى باطنه؛ وبالأخص قلبه،كشعور غريب وملموس لم يعهده من قبل في حياته.
هذا الحال قد مثل بالنسبة إليه عاملا قويا على الاعتراف بخصوصية الشيخ الروحية وأنه بكل المقاييس المنطقية والواقعية والفيزيائية والروحية ليس رجلا عاديا فارغ الوفاض.
كما أنه ليس مجرد شيخ تبركي أو مدعي روحي كما عليه حال كثير من الأدعياء في زماننا ،ممن قد غرروا وما زالوا يغررون بحشود من الأغمار والأغبياء؛وكذا الدهماء من الناس بل حتى المثقفين منهم والمتوهمين المنطق العلمي والحداثة في أنفسهم!.
بحيث أن الشيخ سيدي حمزة يختلف جملة وتفصيلا عن كل هذه التوهمات بواسطة الحال والمقال وقوة الاستدلال،وذلك باعتباره طاقة روحية ذات الضغط العالي المركزي الذي يحرك الجوامد ويفتت الصلب والصامد،كما أنه يبسط ويشع على القلوب أنوارا –لايْزيريَّة-لا تحجبها صفائح أو عوازل ونوازل!!!.
فلقد كنت شديد الحرص على أن لا يضيع والدي هذا المكسب وعلى أن لا تبرد حرارة باطنه تلك بسبب الإهمال وعدم المتابعة،أو انقطاع الاسترسال في تدعيم هذا الغيث الروحي الذي ابتدأ به حاله مع الطريقة وشيخها،خاصة وأنه كان قد أخذ الورد والتزم المصافحة في تلك الليلة بالذات.
لهذا فقد كان جل حديثي معه يتمحور حول الطريقة وشيخها وأحواله...كما كان من بين وصايا الشيخ له أن يحضر إلى الزاوية لمزاولة الأذكار والمشاركة في إلقاء بعض الدروس التوجيهية التي سيصبح آخذا بزمامها في الزاوية وحريصا على انضباطها والتزام مواضيعها الموجهة والهادفة .
بحيث أن الشيخ سيدي حمزة هو الذي يحدد المواضيع والكتب التي ينبغي أن تدرس في كل الزوايا على شكل مقرر عام ومنظم يخول للفقراء التفقه والتدرج في التكوين العلمي والسلوكي والروحي...
في البداية لم تطاوع والدي نفسه للاستجابة إلى هذا الأمر كما صرح لي بذلك شخصيا وتعبيرا :"كنت أقول في نفسي كيف أستطيع أن أجلس في هذه الزاوية وفيها من فيها من الحرفيين والمهنيين والبطالين الشباب وغيرهم ...إلخ".
فلقد كان معتادا الجلوس في النادي نادي تطوان على الأرائك وبين ثلة من المثقفين وذوي الهيئات والمكانة الاجتماعية وما إلى ذلك من المزيفات الإنسانية والمغررات الوهمية،التي أصبحت العائق الأكبر لكثير من المرضى دون طلب علاجهم ودوائهم من بيوت الله تعالى والزوايا التي تعالج فيها القلوب وتطمئن النفوس!
لكن رغم هذا، فسرعان ما تغلب والدي على هذه الأوهام والعوارض، وفجأة وجد نفسه داخل الزاوية يحضر الأذكار ويساهم فيها بالدروس وإصلاح وتلقيح الأفكار...
فلقد كان دور الشيخ هنا كما تقول القصيدة:
يربي النفوس ويقهرها ويجلي القلوب من خبث الران
على إثر هذا الإنجاز تمت فرحتي وحدث لدي اطمئنان على المستقبل الروحي لوالدي،وشعرت بأنني قد نجحت نجاحا باهرا أنساني رسوبي في الامتحانات الدراسية وفتح على نفسي أملا بأنني مقبل على مسلك لم أندم بعده أبدا!
فلقد كان صعب المراس وشديد النقد وصريحا فيه لغاية الإحراج،ومع هذا فقد وصلت به إلى يدي شيخي الذي سيغير من سلوكه الشيء الكثير وسيحبه أكثر من الكثير.
فلقد قال لي شيخي سيدي حمزة يوما عنه:"إنني كلما ذكرت والدك حضر أمامي بصورته أو روحه،ثم أشار بأصبعه هاهو هنا!".
في المقابل سيعبر له والدي في جلسة خاصة بينهما،كما حكاه لي شيخي نفسه:"لقد قال لي والدك يوما :إني أطلب من الله تعالى إن كان سيأخذ عمرك أن لا يتركني في هذه الدنيا بعدك ولو لحظة أو يوما واحدا !!!".
ثم سيعقب شيخي على هذا القول:" فقد أحرقني في داخلي لما سمعت منه هذا الكلام "فقلت له:" إن لك مثل هذا الاعتقاد في أهل الله،فكيف تخيب؟كلا،أبدا!".
إنها نار المحبة وذوبان الروح بغير حدود أو قيود تلك التي غرسها شيخي في والدي،قد أبى إلا أن يكملها بالجمع والصهر بين شرف النسب والنسبة لما زوجني بابنة عمه،السيدة الشريفة نسبا ودينا وسلوكا: صباح بنت سيدي عبد الحفيظ بن سيدي المكي بن سيدي المختار القادري بودشيش.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin