حكم زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتب بواسطة: أبو هاشم السيد الشريف
من السنن المؤكَّدة قصد المدينة المنوَّرة مُهاجر الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمشاهدة الروضة المطهّرة التي هي روضةٌ من رياض الجنّة، قال صلى الله عليه وسلم:
«ما بين بيتى ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة...» متفق عليه من حديث أبي هريرة وعبد الله زيدوفى رواية مسند أحمد( مابين قبرى).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد
الاخوة أحباب المصطفى
فى هذه الأيام المباركة يفد الحجاج من كل فج عميق متجهين إلى المدينة المنورة فى طريقهم لأداء فريضة الحج
فما حكم زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؟؟؟
إليكم هذا المبحث عن هذا الموضوع الهام
1ـ حُكم زيارته صلى الله عليه وسلم
من السنن المؤكَّدة قصد المدينة المنوَّرة مُهاجر الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمشاهدة الروضة المطهّرة التي هي روضةٌ من رياض الجنّة، قال صلى الله عليه وسلم:
«ما بين بيتى ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة...» متفق عليه من حديث أبي هريرة وعبد الله زيدوفى رواية مسند أحمد( مابين قبرى).
وزيارة سيد الخلق المبعوث رحمةً للعالمين ولكافة الناس بشيراً ونذيراً لقوله صلى الله عليه وسلم:«منْ حجَّ البيت ولم يزرني فقد جفاني» رواه الدارقطني.
وفي حديث آخر:«مَنْ وَجَدَ سعَةً ولم يفد إليَّ فقد جفاني».
إنَّ هذه الزيارة للسيد الأعظم صلى الله عليه وسلم بعد مماته كزيارته في حياته فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: «من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي»رواه الدارقطني وغيره.
2ـ أدب الزيـارة
وينبغي لمن أراد زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُكثر من الصلاة والسلام عليه في مسيره إلى تلك الزيارة الشريفة، فإذا لاح له حرم المدينة المنوَّرة وبدت له أشجارها أكثرَ من الصلاة والسلام على رسول الله، فإذا شارف المدينة فعليه أن يدخلها ماشياً إن أمكن ثم يغتسل ويتنظَّف ويلبس أحسن الثياب ويتطيَّب ظاهراً، حتى إذا بلغ المسجد النبوي فعل ما يفعله المرء حين يريد الدخول على العظماء فوقف قليلاً كالمستأذن، وعند دخوله المسجد النبوي الشريف يقصد الروضة المطهَّرة وهي ما بين قبره صلى الله عليه وسلم ومنبره فيُصلي ركعتين تحية المسجد بجانب المنبر والأوْلى أن تكون في المحل الذي كان يُصلِّي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ يدعو بما يشاء مُعِدّاً نفسه للمثُول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إعداداً باطناً ثم ينهض للزيارة.
3ـ فائدة الزيارة وغايتها
تُرى لماذا حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الزيارة؟. وما هو المقصود منها؟. أم ماذا يجد الإنسان في زيارته؟. وماذا يجنيه من الخير؟.
وفي الجواب عن هذا نقول:
للإنسان نفسٌ وروح وجسد:
فالروح:هي ذلك النور الإلهي الساري في الجسد والذي بسببه تقوم الحياة فيه فينمو ويتحرك ويباشر الأعمال.
وأما النفس:فهي ذات الإنسان المعنوية الشاعرة، مستقرها في الصدر وأشعتها ساريةٌ في جميع أنحاء الجسم، وهي العنصر الأساسي في هذا الإنسان فهي التي تغضب وترضى، وهي التي تخاف وتخشى، وهي التي تسرّ وتفرح، وتتنعَّم وتتألم وتُحبّ وتكره، وهي التي تُوصف بالكفر والإيمان، وهي التي تُجزى وتُحاسب على الأعمال، وهي التي ترقى وتترقى متنقِّلةً في محبة الله تعالى من حال إلى حال أعلى.
وكلما زادت النفس تقديراً لخالقها زادت إقبالاً عليه سبحانه وبالتالي اكتسبت منه سمواً ورفعةً وكمالاً، وهي عنصر نوراني لا يصيبه البلى ولا تمتد إليه يد الفناء، وما الجسد إلاَّ ثوب النفس ولباسها، فهو الحامل لها وبواسطته تُباشر أعمالها، وعن طريق الحواس تتعرَّف إلى ما حولها، فإذا ما فارقت الروح الجسد ومات هذا الإنسان لبست النفس الحال الذي كانت قد وصلت إليه في الحياة الدنيا. وما القبر الذي يضم الجسد إلاَّ مركز لتلقيِّ شعاع النفس المستنيرة ومهبط لأشعةٍ من النفس الميمونة، وتكون النفس المؤمنة أو التقية والحالة هذه كالشمس جرمها في السماء وأشعتها سارية في كل ناحية من أنحاء الفضاء تملؤها بالنور والضياء، وما هذا إلاَّ مثالٌ يُقرِّب لك الحقيقة، والنفس المؤمنة أسمى بكثير وأرفع مما يمكن أن يتصوَّره إنسان، فحالها بعد الوفاة لا يختلف عن حالها في الدنيا من حيث الإقبال على الله، بل إنها ترقى في هذا الإقبال لحظةً فلحظة وآناً بعد آن، والنفس المؤمنة تسري مع نفس رسولها الكريم من الكعبة سارية بتجليات ربّها وإن كانت من حيث علاقتها بجسدها في حال برزخي إشرافي غير أنها تسمع وترى، إذ تصبح النفس التقية بعد الموت كلّها أعين وكلها آذان، فهي أسمع وأشدُّ شهوداً ورؤية مما كانت عليه في الدنيا، وهكذا إذا أنت ذهبت لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقفت أمام ضريحه الشريف تسلِّم عليه فنفسه صلى الله عليه وسلم تشاهدك وتراك وتسمع سلامك وتسري إليك عن طريق الكعبة إلى ضريح جسده الطاهر المقدَّس غامرة إياك بفيوضات ربِّها الأعلى، إن كنت مؤمناً حقّاً وممَّن وصل إلى حال نفسي رفيع استطعت أن تُعاين ذلك وتسمع منه صلى الله عليه وسلم ردّ السلام عليك.
ولذا إذا دنوت من مقامه صلى الله عليه وسلم فقف بعيداً عنه بقدر أربعة أذرع مقابلاً رأس النبي r ووجهه الأكرم متأدِّباً غاية الأدب، خاشعاً وقل بصوتٍ خافت:
السلام عليك يا سيدي يا رسول الله، السلام عليك يا سيدي يا حبيب الله.
السلام عليك يا سيدي يا أشرف رسل الله، السلام عليك يا سيد المرسلين.
السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك وأزواجك وذرّيتك وسلِّم تسليماً.
جزاك الله عنا وعن أمتك خيراً فلقد بلَّغت الرسالة وأدَّيت الأمانة وأوضحت الحجة وكشفت الغمة، ونصحت العباد، وجاهدت في سبيل الله حقّ الجهاد.
وقد يغلب عليك أثناء الزيارة الحال النفسي من حيث صلة نفسك بنفس رسول الله r ويتعطل اللسان عن الكلام ويختلط شعاع هذه النفس الزائرة بنفس رسول الله r الزكية الطاهرة فتقبل بمعيَّتها على الله، وتعرج بصحبتها في معارج القدس الرفيعة وتحصل لها الرفقة الحقيقية والشفاعة وتغدو نفسك مع نفسه صلى الله عليه وسلم واقفة في حضرة الله فانية في شهود كمال الله كأن النفسين نفسٌ واحدة وتلك هي حال من أحوال الشفاعة الدنيوية التي ما فاز بها مؤمن إلاَّ وغدا إنساناً إنسانياً ومؤمناً كريماً وعالماً حكيماً وإلى هذه الشفاعة، وإن شئت فقل إلى هذه الرفقة والصحبة المعنوية في إقبال النفسين معاً على الله خلال هذه الزيارة الشريفة، أشار صلى الله عليه وسلم بقوله:«من زار قبري وجبت له شفاعتي» رواه الدارقطني والبيهقي.
فهي شفاعة صحبة ورفقة في الإقبال بمعيته صلى الله عليه وسلم على الله والإئتمام به في الوجهة إلى الله، تبدأ بك منذ زيارته هذه وتمتد بك حتى آخر لحظةٍ من لحظاتك في هذه الحياة، بل تُلازمك ولا تُفارقك إلى ما بعد الوفاة فما تزال نفسك مرافقة مصاحبة تلك النفس السامية حتى تقف للحساب بين يدي الله، قال تعالى:
{يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة التحريم :الآية (.
تلك هي الغاية من زيارتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحقيقة لا يعرف قدر هذه الزيارة إلا امرؤٌ آمن بالله حقَّ الإيمان يتوِّج حجَّه بتلك الزيارة العالية ويسمو بنفسه إلى منازل المؤمنين الصادقين.
كتب بواسطة: أبو هاشم السيد الشريف
من السنن المؤكَّدة قصد المدينة المنوَّرة مُهاجر الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمشاهدة الروضة المطهّرة التي هي روضةٌ من رياض الجنّة، قال صلى الله عليه وسلم:
«ما بين بيتى ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة...» متفق عليه من حديث أبي هريرة وعبد الله زيدوفى رواية مسند أحمد( مابين قبرى).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد
الاخوة أحباب المصطفى
فى هذه الأيام المباركة يفد الحجاج من كل فج عميق متجهين إلى المدينة المنورة فى طريقهم لأداء فريضة الحج
فما حكم زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؟؟؟
إليكم هذا المبحث عن هذا الموضوع الهام
1ـ حُكم زيارته صلى الله عليه وسلم
من السنن المؤكَّدة قصد المدينة المنوَّرة مُهاجر الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمشاهدة الروضة المطهّرة التي هي روضةٌ من رياض الجنّة، قال صلى الله عليه وسلم:
«ما بين بيتى ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة...» متفق عليه من حديث أبي هريرة وعبد الله زيدوفى رواية مسند أحمد( مابين قبرى).
وزيارة سيد الخلق المبعوث رحمةً للعالمين ولكافة الناس بشيراً ونذيراً لقوله صلى الله عليه وسلم:«منْ حجَّ البيت ولم يزرني فقد جفاني» رواه الدارقطني.
وفي حديث آخر:«مَنْ وَجَدَ سعَةً ولم يفد إليَّ فقد جفاني».
إنَّ هذه الزيارة للسيد الأعظم صلى الله عليه وسلم بعد مماته كزيارته في حياته فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: «من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي»رواه الدارقطني وغيره.
2ـ أدب الزيـارة
وينبغي لمن أراد زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُكثر من الصلاة والسلام عليه في مسيره إلى تلك الزيارة الشريفة، فإذا لاح له حرم المدينة المنوَّرة وبدت له أشجارها أكثرَ من الصلاة والسلام على رسول الله، فإذا شارف المدينة فعليه أن يدخلها ماشياً إن أمكن ثم يغتسل ويتنظَّف ويلبس أحسن الثياب ويتطيَّب ظاهراً، حتى إذا بلغ المسجد النبوي فعل ما يفعله المرء حين يريد الدخول على العظماء فوقف قليلاً كالمستأذن، وعند دخوله المسجد النبوي الشريف يقصد الروضة المطهَّرة وهي ما بين قبره صلى الله عليه وسلم ومنبره فيُصلي ركعتين تحية المسجد بجانب المنبر والأوْلى أن تكون في المحل الذي كان يُصلِّي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ يدعو بما يشاء مُعِدّاً نفسه للمثُول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إعداداً باطناً ثم ينهض للزيارة.
3ـ فائدة الزيارة وغايتها
تُرى لماذا حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الزيارة؟. وما هو المقصود منها؟. أم ماذا يجد الإنسان في زيارته؟. وماذا يجنيه من الخير؟.
وفي الجواب عن هذا نقول:
للإنسان نفسٌ وروح وجسد:
فالروح:هي ذلك النور الإلهي الساري في الجسد والذي بسببه تقوم الحياة فيه فينمو ويتحرك ويباشر الأعمال.
وأما النفس:فهي ذات الإنسان المعنوية الشاعرة، مستقرها في الصدر وأشعتها ساريةٌ في جميع أنحاء الجسم، وهي العنصر الأساسي في هذا الإنسان فهي التي تغضب وترضى، وهي التي تخاف وتخشى، وهي التي تسرّ وتفرح، وتتنعَّم وتتألم وتُحبّ وتكره، وهي التي تُوصف بالكفر والإيمان، وهي التي تُجزى وتُحاسب على الأعمال، وهي التي ترقى وتترقى متنقِّلةً في محبة الله تعالى من حال إلى حال أعلى.
وكلما زادت النفس تقديراً لخالقها زادت إقبالاً عليه سبحانه وبالتالي اكتسبت منه سمواً ورفعةً وكمالاً، وهي عنصر نوراني لا يصيبه البلى ولا تمتد إليه يد الفناء، وما الجسد إلاَّ ثوب النفس ولباسها، فهو الحامل لها وبواسطته تُباشر أعمالها، وعن طريق الحواس تتعرَّف إلى ما حولها، فإذا ما فارقت الروح الجسد ومات هذا الإنسان لبست النفس الحال الذي كانت قد وصلت إليه في الحياة الدنيا. وما القبر الذي يضم الجسد إلاَّ مركز لتلقيِّ شعاع النفس المستنيرة ومهبط لأشعةٍ من النفس الميمونة، وتكون النفس المؤمنة أو التقية والحالة هذه كالشمس جرمها في السماء وأشعتها سارية في كل ناحية من أنحاء الفضاء تملؤها بالنور والضياء، وما هذا إلاَّ مثالٌ يُقرِّب لك الحقيقة، والنفس المؤمنة أسمى بكثير وأرفع مما يمكن أن يتصوَّره إنسان، فحالها بعد الوفاة لا يختلف عن حالها في الدنيا من حيث الإقبال على الله، بل إنها ترقى في هذا الإقبال لحظةً فلحظة وآناً بعد آن، والنفس المؤمنة تسري مع نفس رسولها الكريم من الكعبة سارية بتجليات ربّها وإن كانت من حيث علاقتها بجسدها في حال برزخي إشرافي غير أنها تسمع وترى، إذ تصبح النفس التقية بعد الموت كلّها أعين وكلها آذان، فهي أسمع وأشدُّ شهوداً ورؤية مما كانت عليه في الدنيا، وهكذا إذا أنت ذهبت لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقفت أمام ضريحه الشريف تسلِّم عليه فنفسه صلى الله عليه وسلم تشاهدك وتراك وتسمع سلامك وتسري إليك عن طريق الكعبة إلى ضريح جسده الطاهر المقدَّس غامرة إياك بفيوضات ربِّها الأعلى، إن كنت مؤمناً حقّاً وممَّن وصل إلى حال نفسي رفيع استطعت أن تُعاين ذلك وتسمع منه صلى الله عليه وسلم ردّ السلام عليك.
ولذا إذا دنوت من مقامه صلى الله عليه وسلم فقف بعيداً عنه بقدر أربعة أذرع مقابلاً رأس النبي r ووجهه الأكرم متأدِّباً غاية الأدب، خاشعاً وقل بصوتٍ خافت:
السلام عليك يا سيدي يا رسول الله، السلام عليك يا سيدي يا حبيب الله.
السلام عليك يا سيدي يا أشرف رسل الله، السلام عليك يا سيد المرسلين.
السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك وأزواجك وذرّيتك وسلِّم تسليماً.
جزاك الله عنا وعن أمتك خيراً فلقد بلَّغت الرسالة وأدَّيت الأمانة وأوضحت الحجة وكشفت الغمة، ونصحت العباد، وجاهدت في سبيل الله حقّ الجهاد.
وقد يغلب عليك أثناء الزيارة الحال النفسي من حيث صلة نفسك بنفس رسول الله r ويتعطل اللسان عن الكلام ويختلط شعاع هذه النفس الزائرة بنفس رسول الله r الزكية الطاهرة فتقبل بمعيَّتها على الله، وتعرج بصحبتها في معارج القدس الرفيعة وتحصل لها الرفقة الحقيقية والشفاعة وتغدو نفسك مع نفسه صلى الله عليه وسلم واقفة في حضرة الله فانية في شهود كمال الله كأن النفسين نفسٌ واحدة وتلك هي حال من أحوال الشفاعة الدنيوية التي ما فاز بها مؤمن إلاَّ وغدا إنساناً إنسانياً ومؤمناً كريماً وعالماً حكيماً وإلى هذه الشفاعة، وإن شئت فقل إلى هذه الرفقة والصحبة المعنوية في إقبال النفسين معاً على الله خلال هذه الزيارة الشريفة، أشار صلى الله عليه وسلم بقوله:«من زار قبري وجبت له شفاعتي» رواه الدارقطني والبيهقي.
فهي شفاعة صحبة ورفقة في الإقبال بمعيته صلى الله عليه وسلم على الله والإئتمام به في الوجهة إلى الله، تبدأ بك منذ زيارته هذه وتمتد بك حتى آخر لحظةٍ من لحظاتك في هذه الحياة، بل تُلازمك ولا تُفارقك إلى ما بعد الوفاة فما تزال نفسك مرافقة مصاحبة تلك النفس السامية حتى تقف للحساب بين يدي الله، قال تعالى:
{يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة التحريم :الآية (.
تلك هي الغاية من زيارتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحقيقة لا يعرف قدر هذه الزيارة إلا امرؤٌ آمن بالله حقَّ الإيمان يتوِّج حجَّه بتلك الزيارة العالية ويسمو بنفسه إلى منازل المؤمنين الصادقين.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin