..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض Empty كتاب: ولكن رسول الله وخاتم النبيين (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب") بقلم:د. إبراهيم عوض

    مُساهمة من طرف Admin 7/4/2021, 11:40

    ولكن رسول الله وخاتم النبيين
    (صفحات من تفسيرى لسورة "الأحزاب")
    د. إبراهيم عوض

    "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين": إنه عليه السلام أبو فاطمة ورقية وأم كلثوم، وكان له ابن من خديجة هو القاسم، وبعض الروايات تجعل له أولادا ذكورا ثلاثة منها لا واحدا فحسب، لكنهم جميعا ماتوا، وكان له ابن آخر من مارية القبطية ومات أيضا، فهو أب لهؤلاء الذين أتوا من صلبه لكنه ليس أبا لأى شخص لم ينجبه. وبالتالى فزيد ليس ابنه ولا يمكن أن يكون. ثم تضغط الآية على كونه رسول الله وأنه خاتم النبيين. ولهذا رُفِضَتْ رفضا باتا حاسما قاطعا دعاوَى مسيلمة والأسود العنسى وسجاح فى النبوة لأن باب النبوة قد أغلق إغلاقا نهائيا إلى الأبد. وانطلاقا من هذه الآية رفض المسلمون على مر التاريخ نبوة أى متنبئ ونسبوه إلى الكذب. وقال النبى عليه السلام وهو يشير بإصبعيه الوسطى والسبابة: "بعثت أنا والساعة كهاتين"، ومعناه أنه لا نبى يأتى بعده فيفصل بينه وبين الساعة، وليس معناها كما يفهم بعض الناس أن الساعة وشيكة الوقوع بعد مجىء النبى بالإسلام. ولو كان هذا صحيحا فكيف نفسر تنبؤه بإطلاع من ربه له أن الإسلام سوف ينتشر فى كل بلاد العالم، وأن المسلمين سوف يصيرون سادة أعزاء مرهوبى الجانب ثم يتحولون مع القرون ضعفاء ضائعين خانعين وغثاء كغثاء السيل، أى تافهين لا قيمة ولا تأثير لهم ولا جدوى منهم ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم بعد أن كانوا سادة العالم بل يدفعون للدول الكبرى جزية رهيبة؟ إن هذا كله يأخذ وقتا. وهناك نبوءة فتح القسطنطينية، وقد تحققت بعد قرون. وهناك نبوءة فتح رومية، ولم تتحقق بعد. وهناك نبوءة المعركة التى ستقع بين المسلمين واليهود، ولما تحدث. وهذا كله يستغرق قرونا وقرونا. وعلاوة على ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: "أنا العاقب فلا نبى بعدى"، ويقول أيضا: "إِنِ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ"، ويقول كذلك: "كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي".
    لكن للبهائيين موقفا آخر من ختم النبوة. وتعرض هذا الموقف د. سوسن حسنى محمود الأستاذة السابقة فى جامعة الأزهر التى صارت فيما بعد بهائية. فقد وجدتُ لها حوارا على المشباك فى مجلة "هسبريس" المغربية بتاريخ الأول من أغسطس 2014م مع الصحفى إسماعيل عزام، وتحت عنوان "سوسن حسني: لَسْنَا مُرتدِّين، والبهائية هي الأكثر انتشاراً في العالم"، نجدها تجيب خلاله على سؤاله التالى: "يؤكد الإسلام أن الرسول محمد هو آخر الرسل، ولا يمكن أن يأتي رسول بعده، وبالتالي كيف يمكن مخالفة هذا التأكيد الذي ورد في الديانة الإسلامية؟" قائلة: "في الحقيقة فإن هذا الموضوع مثار للجدال ليس لأصحاب الدين الإسلامي فحسب، بل أيضا لأصحاب الديانات الأخرى. فكل يدعي بأن رسوله هو آخر الرسل، ودينه هو الخاتم علما بأن الآية الوحيدة في القرآن الكريم التي جاءت فيها كلمة "خاتَم"، وهي بفتح التاء، كانت هي الآية 40 من سورة "الأحزاب": "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا". وهذه الآية جاءت في سياق الحديث عن مكانة الرسول (ص) وردا على اليهود الذين أشاعوا بأن زيد سيرث النبوة من محمد (ص) كما كان يحدث في الديانة اليهودية بأن يتوارث الأبناء النبوة، وبالإضافة إلى ذلك إبطال عادة جاهلية، وهي أن الابن المتبنّى يرث مثله في ذلك مثل الابن المولود. في الآية التالية من سورة "غافر" على سبيل المثال ما يؤكد أن ادعاء الختم هذا موجود في كل أمة: "وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ". فدائما وأبدا يقابل المبعوث الإلهيّ التالي بالتكذيب والتشكيك. ففي هذه الآية كانت الرسالة الجديدة تتمثّل في ظهور موسى عليه السلام، وهنا ادعى قوم يوسف بأنّه هو خاتم المرسلين، وذلك إمعانا في تكذيب الرسول الآتي من الله. لذا فعلينا أن نتأمّل في الرّدّ الإلهيّ ببطلان هذا الادّعاء الجائر بإغلاق أبواب الرحمة الإلهية، مؤكدا على أنّ هذا هو طريق الضلال الذي يهيم فيه كلّ مسرف في الأوهام ومغال في الظنون التي ليس لها أساس من الصحّة. لذا فهناك حقيقة أساسيّة هي أنّ كلّ رسول كان شاهدا على من جاء من قبله، وكان مبشرا بمن سيأتي من بعده، وكان نذيرا لأمّته من عاقبة التكذيب بمن يظهره الله في حينه ووقته. هذه التحذيرات التي لم يبخل بها رسول من الرسل على قومه حماية لهم وحتّى لا يجادلوا في آيات الله بغير سلطان أتاهم."
    والحق أن كلامها مشوش وغير منضبط، ففى استشهادها بآية "الأحزاب" لم توضح لنا رأيها فى وصف الله تعالى لنبيه محمد بأنه "خاتم النبيين". لقد قالت إن الآية نزلت ردا على اليهود الذى أشاعوا أن زيدا سيرث نبوة محمد كما كان الأنبياء اليهود يرثون النبوة عن آبائهم. وكنا نود لو أتت بالنص الذى يقول إن اليهود أشاعوا ذلك، لكنها لم تفعل لأن اليهود لم يفعلوا. إنما هو كلام من عندياتها. وحتى على هذا التفسير فإن الآية تضرب كلامها فى الصميم، إذ معناها أن زيدا لن يرث النبوة لأن النبوة قد ختمت بمحمد. أما لو كان تفسيرها سليما، وهو ليس بسليم، لقد كان الأحرى أن يقال مثلا: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولن يكون زيد بعده نبيا لأن ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم". وكذلك لا ندرى من أين استقت د. سوسن أن النبوة عند اليهود وراثية. نرجو أن توافينا بالمرجع الذى استندت إليه وتعطينا أمثلة تدل على أن النبوة لدى اليهود وراثية. لو كان الأمر كما تزعم لانحصرت النبوة فى أسرة واحدة منذ يعقوب حتى عيسى، لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق. لقد مات يعقوب ولم يرث عنه ابنه النبوة، ومات يوسف ولم يرث ابنه عنه النبوة، ومات موسى، ولم يرثه ابنه، ومات كل نبى من بنى إسرائيل دون أن يكون ابنه نبيا، اللهم إلا زكريا وابنه يحيى. صحيح أن هناك أيضا سليمان وداود أباه، بيد أن اليهود لا يعدونهما نبيين بل ملكين. ولكن لا بد أن نسارع إلى القول بأن داود، الذى هو نبى عندنا نحن المسلمين، لم يورث النبوة لسليمان بل الله هو الذى اختاره نبيا. ثم من أى أب يا ترى ورث عيسى النبوة، وهو بلا أب أصلا؟ إذن فدعوى وراثة النبوة عند اليهود، ونقولها بالصوت العالى ونكتبها بالبنط العريض، هى كلام فارغ
    وننتقل إلى كلامها عن يوسف، الذى تريد من خلاله تفنيد النص القرآنى ونصوص الأحاديث التى تؤكد أن محمدا خاتم الأنبياء. فهى تقول إن اليهود، حين جاءهم موسى، أنكروا نبوته لأنهم كانوا يعتقدون أن يوسف هو آخر الأنبياء. ومرتكزها هنا على ما جاء فى سورة "غافر": "حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا"، موهمة القارئ أن قائلى هذا هم الذين آمنوا بيوسف واتبعوه. ونحب هنا أن نحاكمها إلى ما قالته من أن النبوة لدى اليهود وراثية. فلو كان الأمر كما تقول لما اعترض اليهود على أى نبى لأن النبوة تنتقل من الأب لابنه تلقائيا حسبما يؤمنون، ومعنى هذا أنها قد وصلت لموسى بهذه الطريقة، ومن ثم فلا موضع لاعتراضهم، وإلا كذبوا أنفسهم بأنفسهم وتضاربت اعتقاداتهم فى النبوة. وهذا لو كان النص القرآنى الخاص بيوسف هو كما فهمتْه، وهى بكل يقين لم تفهمه، إذ الذين قالوا هذا لم يكونوا من المؤمنين بيوسف أصلا، فكيف يقولون إن النبوة ختمت به؟ كما أن موسى حين جاء إلى بنى إسرائيل قد آمنوا به ولم يقولوا له هذا الكلام، لأن هذا الكلام هو، كما وضحت لتوى، من قول الكافرين بيوسف وليس من كلام المؤمنين به: فهم قد شكوا فيه حين جاءهم، وحين توفى قالوا: لن يأتى نبى من بعده. يريدون أن يقولوا: لا نبوة أصلا لا ليوسف ولا لأحد بعد يوسف.
    وهأنذا أورد النص الذى استشهدت به ولكن كاملا حتى يتضح مدى التهافت فى كلامها. يقول الله تعالى: "وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ * يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ * وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ * وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ" (غافر/ 28- 34). فقائل هذا الكلام، كما هو ساطع سطوع الشمس، مؤمن من آل فرعون، وهو يحاج فرعون والمصريين بموقفهم من يوسف ولا يوجه الكلام لليهود على الإطلاق، لكن د. سوسن تخبط الكلام عميانيا كما يأتى دون احترام للعلم ولا للمنطق. وهذا أيضا هو موقف المشركين من محمد عليه الصلاة والسلام، فقد كانوا يتربصون به ريب المنون حتى يخلصوا منه ويستريحوا من حكاية النبوة التى تسبب لهم الصداع بما تتطلبه منهم من تغيير حياتهم كلها رأسا على عقل واعتبار ما تركه لهم آباؤهم تقاليد وعقائد منحطة، وهم لا يمكن أن ينظروا إلى آبائهم بهذه العين أبدا. وبالمناسبة فاليهود لا يقولون بانسداد باب النبوة بعد موسى بل يؤمنون بأن هناك مسيحا سوف يأتى، ولا يزالون حتى الآن ينتظرونه. واعتراض من اعترض منهم على عيسى لم يكن قط بسبب إيمانهم بانغلاق باب النبوة بل لأنهم يرون أنه لا تنطبق عليه المواصفات المطلوبة. بل إنهم كانوا ينتظرون نبيا قبيل مجىء محمد، لكنهم ما إن ظهر محمد حتى كفروا به لأنه ليس من بنى إسرائيل. أى أن كل ما قالته د. سوسن هو كلام فارغ من الحق والحقيقة تمام الفروغ. وبالمثل لم يحدث أن اعترض اليهود على أى نبى بين موسى وعيسى استنادا إلى ختم باب النبوة، وما أكثر الأنبياء الإسرائيلييين الذين ظهروا بين النبيين الكريمين. أما محمد ففى التوراة والإنجيل بشارات به، فكيف يقال إن أتباع كل نبى كانوا ينظرون إلى نبوته على أنها آخر النبوات؟
    كذلك نرى د. سوسن حسنى تقول فى هذا الحوار إن البهائية أتت لتقضى على الخلافات التى بين أهل الأديان المختلفة، على حين أنها زادت الخلافات خلافا جديدا. كما أنها لم تجد قبولا لدى البشر حتى إنها بعد مرور قرن ونصف تقريبا لا يزيد عدد أتباعها فى العالم كله عن بضعة ملايين. ثم إنها تؤكد إيمانها كبهائية بالإسلام. عظيم! ولكن ألا يقول القرآن، الذى هو كتاب الإسلام الذى تؤمن به، عن رب العزة بخصوص البشر: "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك"؟ فكيف وسوس لها هواها أن البهائية سوف توحد الناس فى دين واحد وأمة واحدة؟ ونراها أيضا تقول إن البهائية تعمل على محو الحروب من دنيا البشر. وهو كلام طفولى لا يمكن أن يصدر عن ذى عقل، فالحروب كانت وستظل جزءا من حياة البشر وتاريخهم وحضاراتهم. إنها تجرى فى دماء البشر بل والحيوانات أيضا ولا يمكن خلعها من فطرتهم إلا بتحطيمهم تحطيما تاما وإعادة صياغتها من جديد، وهو ما لن يقع إلا لدن مجىء الآخرة. أما قبل ذلك فعشم إبليس فى الجنة. ألا تؤمن د. سوسن حسنى بالكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى وبالقرآن الكريم نزولا على بهائيتها؟ فماذا يقول القرآن فى هذا الصدد؟ ألا يقول مخاطبا آدم وحواء حين عصيا ربهما وطعما من الشجرة المحرمة: "وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو"؟ فما معنى العداوة؟ إن العداوة تستجلب الحروب رضينا أم أبينا، والبشر لم يأبوا الحرب يوما، بل التاريخ كله حروب دامية بين الأفراد والجماعات والحكام والدول والأديان. وقد ظهرت البهائية منذ القرن التاسع عشر، فهل قلت الحروب؟ بل هل تدخلت القاديانية ولو لإطفاء حرب واحدة أو حتى التظاهر بإطفائها، ودعنا من أن تكون قد نجحت أو فشلت؟ بالطبع لم يحدث. هذا، ولن أتطرق هنا إلى سيرة البهاء وشخصيته وما فى حياته من تلوثات مخزية. وكذلك لن أتكلم عن كتاب البهائية الركيك الأسلوب المملوء بالأخطاء اللغوية رغم استناده كثيرا إلى القرآن لكن دون أن تمسه نفحة من الله لأن هذا استناد غير شرعى بل استنادا شيطانيا، ومن ثم لا يمكن أن يكون عليه نور من نور الله سبحانه، ولكن توجد فيه كثير من العبارات الصوفية الفضفاضة التى لا تحتوى فى باطنها على شىء حقيقى رغم ما فيها من تزاويق ظاهرية سطحية تعجب العوام وأشباههم ممن يحبون أن يعيشوا على الأحلام والأوهام أو يخادعوا الناس بهذه الأحلام والأوهام.
    كذلك يعبث القاديانيون الكذابون بتفسير هذه الآية قائلين إنها تعنى أنه صلى الله عليه وسلم النبى الكامل وأنه زينة النبيين كما أن الخاتم هو زينة الأصابع، وأنه هو الأب الروحى للأنبياء السابقين عليه واللاحقين له، وأنه يثبت النبوة لمن هو نبى قبله أو بعده مثلما أن الخاتم يوضع فى الشهادة بصحة شىء أو شخص. أى أن القاديانيين يزعمون أن هناك لا نبيا واحدا فقط بعد النبى بل عددا من الأنبياء. وهذا تفسير عجيب لم يقله أحد طيلة القرون التى مرت بين نزول هذه الآية وبين ادعاء غلام أحمد الكذاب للنبوة. ولو كان تفسير الخاتم هو كما يقولون فأين ياترى القائمة التى تركها النبى لنا بأسماء الأنبياء الصادقين من بعده مثلما وضح القرآن لنا أسماء الأنبياء الصادقين من قبله؟ وكلام النبى قاطع فى هذا السبيل لا يحتمل هذا السخف الثقيل الوخم. وهم يستشهدون بحديث منسوب لعائشة رضى الله عنها تقول فيه: "قولوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: خاتم الأنبياء، ولا تقولوا: لا نبي بعده". فهل يعقل أن تقول عائشة ذلك وقد قال النبى بصريح العبارة كما ذكرنا آنفا: "لا نبى بعدى" و"إِنِ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدِ انْقَطَعَتْ، فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ" و"كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي"؟ وهناك مَنْ أول كلام عائشة بأنها تقصد نزول المسيح آخر الزمان، وهو نبى، إلا أنه لن يضيف شيئا إلى الإسلام أو يغير فيه شيئا. ثم ماذا كانت تفهم عائشة من عبارة "خاتم النبيين" حتى إنها لا ترى فى العبارتين تناقضا؟ لقد كان ينبغى أن توضح هذا الأمر، لكن الكلام المنسوب إليها صمت عن هذا.
    وعلى أى حال فبعيدا عن صحة السند أو عدم صحته فهناك نص أكمل للكلام المنسوب لأم المؤمنين هذا هو: "لا تَقُولُوا: لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ، وَقُولُوا: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا وَإِمَامًا مُقْسِطًا فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَة، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا". فهل الغلام القاديانى هو عيسى بن مريم؟ لقد حاول بألاعيب أكروباتية أن يوهم الناس أنه هو المسيح الموعود. لكن ما علاقة عيسى بن مريم بغلام أحمد؟ ذاك ابن مريم، وليس له أب، والقاديانى له أب وأم، وأمه ليس اسمها مريم بل جراج بى بى، ولا علاقة لها بمريم على أى نحو من الأنحاء. وعيسى من بنى إسرائيل، وغلام أحمد هندى. وعيسى كان يتكلم لغة قومه، وهى الآرامية، وغلام أحمد يتكلم الأوردية. وعيسى سينزل من عند الله آخر الزمان، وغلام أحمد مصنوع فى مكاتب المخابرات البريطانية، وها هو ذا قد مات ولا يزال على آخر الزمان وقت شاسع طويل. والحديث يقول إن عيسى سيقتل الدجال، فهل قتل القاديانى الدجال؟ طبعا لا. والحديث يقول إن عيسى سيقتل الخنزير، فهل قتل القاديانى الخنزير؟ طبعا لا. والحديث يقول إن عيسى سوف يضع الجزية، وكثير من الدول الإسلامية الآن تدفع الجزية للدول الكبرى تحت مسميات مختلفة، وإلا مسحتها من على الخريطة. والحديث يقول إن الحرب، لدن ظهور المسيح، سوف تضع أوزارها، والحروب مشتعلة فى كل مكان ويباد فيها المسلمون دون أن يذرف أحد عليهم دمعة.
    ثم ما الذى يستدعى ظهور القاديانى كنبى؟ لا شىء، فالدين قد اكتمل، وما يحتاجه المسلمون إنما هو مصلح يبث فيهم الروح الانتصارية ويعيد إليهم الثقة بالنفس ويأخذهم بعيدا عن التفاهات والقشريات التى يتمسكون بها ويتقاتلون حولها إلى جوهر الدين من علم وعمل وإنتاج ونظام ونظافة وعقل وتفكير مستقل وتوثب نحو الابتكار وجهاد للنفس وللأعداء الخارجيين، وعلى رأسهم الغربيون خالقو القاديانى، الذى كل ما أتى به هو إلغاء الجهاد، وهو ما يعنى الاستسلام التام لجزارى أوربا وأمريكا. وهناك كشمير، التى التهمتها الهند، فأين القاديانية من استرجاعها ما دام المسلمون السابقون عليها قد فشلوا فى ذلك، بينما هى روح جديدة متوثبة كما يزعمون؟ أتعجز القاديانية عن هذا، وهو إنجاز تافه بالنسبة لما أنجزه الإسلام على يد النبى محمد وصحابته، الذين يفترض أن غلام أحمد ورجاله يمثلون الصورة الموازية لهم؟ ثم ها هو قد مر على ظهوره نحو قرن ونصف، وكل من آمن به رغم الدعايات الجبارة والإمكانات التى جندت لخدمته من جانب أسياده الذين صنعوه هم بضعة ملايين مبعثرين هنا وهناك لا تأثير لهم ولا ثمرة ولا انتصرت أية قضية من قضايا الإسلام على أيديهم بل زادوا الانقسامات بين صفوف المسلمين بخلقهم جماعة منفصلة عنهم لا تصلى وراءهم وترى أنهم ليسوا مسلمين حقيقيين مثلهم.
    أما تفسيرهم للقرآن فهو يقوم على إنكار المعجزات وإسقاط الجهاد وتأويل الجنة والنار والزعم بأن هناك نبيا سوف يظهر بعد محمد، وهو غلام أحمد الكذاب، علاوة على لى كثير من رقاب الآيات القرآنية إلى معان لا يمكن أن تقبلها لغة العرب ولا أسباب النزول ولا العقل والمنطق. ومن ذلك أنه بعد نحو ألفى عام من السيد المسيح يأتى هذا الأفاق زاعما أن المسيح قد وضع فعلا على الصليب، لكن تلاميذه أنزلوه واستطاع أن يهرب إلى الهند حيث عاش بقية حياته ومات ودفن فى قبر هناك. وهو ادعاء لم يقله لا النصارى ولا اليهود ولا المسلمون ولا عرفه الأوربيون والأمريكان إلى أن أتى الغلام القاديانى المدلس وعرفه. وهذا غير ما صرح به من كلام عجيب غريب منه أنه قد تجسدت فيه مريم، وهو كلام تنقصه الرجولة ولا يليق بأن يقوله نبى بل لا يليق أن يمر بباله أصلا إلا إذا كان شخصا شاذ الأطوار. كما كان القاديانى الكذاب مريضا مرضا مزعجا بالسكر، وكان يستيقظ من نومه ليلا مرات بلا عدد ليتبول، والأنبياء لا يمرضون مثل هذه الأمراض العنيفة. وهذه ليست شماتة، وإن كانت الشماتة هنا لا تعيب الشامتين. وكان يزعم نزول وحى عليه بالإنجليزية وغيرها من اللغات التى لا يعرفها وبلغات لا وجود لها بل مجرد أصوات بلا معنى. وهى أمور مضحكة. ومن وحيه باللغة الإنجليزية مثلا عبارة "I love you". وواضح أنها عقدة نقص إذ يظن أن إنجليزية الوحى سوف تجعل منه إنسانا عصريا متحضرا وتلحقه بسادته الإنجليز. وفاته أن القرآن يقرر بمنتهى الوضوح أن الله لم يرسل رسولا إلا بلسان قومه لا بألسنة متعددة لا علاقة لها بلسان قومه. ثم لقد باهل القاديانى الكذاب أحد المعترضين عليه من الهنود المسلمين، فمات القاديانى بعد قليل، وظل مباهله المسلم حيا عقودا من السنين.
    كذلك فالقاديانيون يفسرون بعض آيات القرآن التى تتعلق بموضوع النبوة تفسيرا حلمنتيشيا لتكون فى صفهم وتشهد لنبيهم الضلالى كما فعلوا مع قوله تعالى فى سورة "الجمعة" (2- 3): "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، إذ فسروا عبارة "وآخرين منهم لما يلحقوا بهم" لا على معنى "وآخرين على شاكلتهم، أى فى ضلال مبين مثلهم" مما يعنى أن الإسلام سوف ينتشر فى العالم وتعتنقه أمم كثيرة ينقذها الله به من الضلال الاعتقادى والخلقى والنفسى والاجتماعى والسلوكى والفكرى والعقلى. فالإسلام، كما أقول دائما وكما ينبغى أن نعرف جميعا، هو دين الحضارة والتحضر، ولا يشبهه فى هذه الميزة دين آخر، بل حسبما جاء فى ترجمتهم التفسيرية الإنجليزية المطولة (5 أجزاء) على أن المقصود هو مجىء النبى محمد متقمصا شخص غلام أحمد نبى قاديان الكذاب مع أن الآية لا تقول ولا يمكن أن تقول هذا ولا بالألعاب الأكروباتية. إنهم يستندون مثلا إلى حديث أبى هريرة التالى: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ: "وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ"، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُمْ حَتَّى سُئِلَ ثَلَاثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: "لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ (أَوْ رَجُلٌ) مِنْ هَؤُلَاءِ". ولا ندرى، وايم الله، ما العلاقة بين الحديث الشريف وما يهرف به القاديانيون: فالحديث يتكلم عن الإيمان لا عن نبوة جديدة.
    بل لقد كان القرآن والرسول واضحين قاطعين فى هذا الموضوع تماما فأعلنا بنصوص صريحة حاسمة جازمة قاطعة أن محمدا هو آخر الأنبياء ولا يمكن أن يأتى بعده نبى أيا كان. قال تعالى: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين"، وقال الرسول عليه السلام: "إِنِ الرِّسَالَةَ وَالنُّبُوَّةَ قَدِ انْقَطَعَتْ فَلَا رَسُولَ بَعْدِي وَلَا نَبِيَّ"، "مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبنة، فَكَانَ مَنْ دَخَلَهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا قَالَ: مَا أَحْسَنَهَا إِلَّا مَوْضِعَ هَذِهِ اللَّبِنَةِ! فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ، خُتِمَ بِي الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ"، "فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، ونُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وأحِلَّت لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وخُتِم بي النبيون"... ولم تنتظر نبوءة الرسول عليه السلام عن وصول أمثال سلمان إلى الثريا واعتناقهم الإسلام قرونا كما يريد القاديانيون أن يوهمونا بل دخل الفرس وغير الفرس فى الإسلام بعد وفاته بقليل لا واحد كسليمان ولا حتى طائفة بل شعوب بكاملها، وكان ذلك قبل القاديانى الكذاب بقرون طوال.
    وهذا لو كان غلام أحمد فارسيا أصلا، إذ قيل أولا إنه مغولى الأصل ثم تغير الكلام وقيل إنه فارسى ليتمشى، حسبما يظن من صنعوه، مع الحديث الذى نحن فيه والذى استغلوه فى القول بأن المقصود به هو النبى الهندى الكذاب، ولا علاقة له بهذا الكلام الساذج الرخيص. وحتى لو افترضنا أنه ذو أصل فارسى لقد صار هنديا ولم يعد فارسيا. والواقع أن أقواله تتضارب في نسبة أسرته: فهو مرة يزعم أنه ينتمي إلى أسرة أصلها مغولى، ومرة يقول إن أسرته فارسية، ومرة يذكر أن أسرته صينية الأصل، ومرة أنه من بني فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، ومرة أن أصل أسرته من سمرقند، ومرة أنه من بني إسحاق. وكان يعلل هذه التقلبات في نسبه بقوله: هكذا أخبرني أو ألهمنى الله تعالى. والله بطبيعة الحال يتنزه عن هذه التناقضات. ومعروف أن أسرته عميلة اشتهرت بتفانيها في خدمة الإنجليز. وكثيراً ما تباهى بأنه هو وأجداده كانوا من المخلصين لخدمة أولئك المستعمرين كارهى الإسلام.
    وهذه العمالة المتأصلة فيه وفى أسرته واضحة، ومن شأنها أن تمنع أى عاقل مخلص أن يتصوره خادما للإسلام بأى حال. ومن عمالته للإنجليز أنه ألغى الجهاد حتى يكف المسلمون عن الكفاح ضدهم لإخراجهم من الهند. ثم ها هو ذا القاديانى قد أعلن نفسه مسيحا موعودا منذ نحو قرن ونصف، فما المكاسب التى كسبها الإسلام من مسيحيته الموعودة؟ الواقع أن الإسلام على العكس قد خسر بالانشقاق الذى أحدثه غلام أحمد وأتباعه بين المسلمين. كذلك فعدد من اغتروا به لا يزيد حتى الآن عن عدة ملايين مشتتين فى جنبات الأرض لا تأثير لهم بحال لا فى المسلمين ولا فى غير المسلمين. وفوق ذلك لم يحدث قط أن تحدث الرسول عن عودته إلى الحياة فى شخص أى إنسان. فلم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وبعيدا عن كل ما قلناه ترى هل يمكن أن يكون معنى قوله تعالى: "هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم... * وآخرين منهم لما يلحقوا بهم" أنه سوف يرسل فى أولئك الآخرين رسولا آخر غير محمد؟ الآية تقول بكل وضوح وحسم إن الله بعث محمدا فى الأميين وفى آخرين لما يلحقوا بهم. فكيف يلوى القاديانيون معناها إلى أنه بعث فى الأميين رسولا منهم، وسوف يبعث فى الآخرين الذين لم يلحقوا بهم بعد رسولا آخر منهم؟ هذا تفسير بهلوانى يخرج على كل أعراف اللغة. أإذا قلت لمجموعة من طلابى: "سأكتب لكم ولآخرين يأتون بعدكم كتابا يفيدكم فى دراستكم" أيكون معنى كلامى أننى سأكتب لطلابى كتابا، وسيأتى أستاذ آخر يكتب للآخرين الذين يأتون بعدهم كتابا آخر مثلما كتبت أنا لطلابى كتابا؟ من قال ذلك؟ إن هذا عبث وتساخف لغوى لا يقبله أحد. وللمودودى توجيه وجيه لا أذكر أنى قرأته من قبل أو خطر لى لقوله تعالى: "ولكن رسول الله وخاتم النبيين" يعنى أنه رسول الله، فلا بد أن يكون أول من يهدم هذا التقليد الغبى الذى يجعل من الابن المتبنى ابنا حقيقيا، ومن زوجته زوجة الابن الحقيقى، وأنه خاتم النبيين، فلن يأتى نبى بعده يمكن أن يستدرك ما لم يتم إصلاحه على يديه صلى الله عليه وسلم.

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 11:47