23ـ باب ذكر وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين رضى الله عنهم
اعلم : أن في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة في كل أحواله، ومعلوم أنه ليس في المخلوقين أحد أحب إلى الله تعالى منه ، ولم يؤخره الله تعالى حين انقضى أجله.
وقد لقي صلى الله عليه وآله وسلم من الموت شدة ، فروى البخاري في "صحيحه" من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركوة أو علبة فيه ماء، فجعل يدخل يده في الماء ، فيمسح بها وجهه ويقول :"لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات".وفى "صحيح البخاري" من حديث أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمة رضي الله عنها : واكرب أبتاه ! فقال لها: "ليس على أبيك كرب بعد اليوم".وروى ابن مسعود قال: اجتمعنا في بيت أمنا عائشة رضي الله عنها، فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدمعت عيناه، فنعى إلينا نفسه وقال: مرحباً، حياكم الله بالسلام، حفظكم الله، ورعاكم الله ، جمعكم الله ، نصركم الله ، وفقكم الله، نفعكم الله ، رفعكم الله، سلمكم الله ، أوصيكم بتقوى الله ، وأوصي الله بكم، وأستخلفه عليكم" . قلنا: يا رسول الله : متى أجلك؟ قال : "قد دنا الأجل، والمنقلب إلي الله، والى سدرة المنتهى وجنة المأوى ، والفردوس الأعلى" . قلنا: يا رسول الله ، ففيم نكفنك؟ قال: "في ثيابي هذه إن شئتم ، أو يمنية ، أو بياض" فقلنا : يا رسول الله! من يصلي عليك ؟ وبكينا، فقال : "مهلاً، رحمكم الله ، وجزاكم عن نبيكم خيراً ، إذا غسلتموني وكفنتموني، فضعوني على سريري هذا على شفير قبرى، ثم اخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي عليّ خليلي وحبيبي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت، ثم ملائكة كثيرة، ثم ادخلوا عليّ فوجاً فوجاً، فصلوا عليّ وسلموا تسليماً، ولا تؤذوني بتذكية ، ولا برنة، ولا بصيحة، وليبدأ بالصلاة عليّ رجال أصحابي ، وعلى من تابعني على ديني إلى يوم القيامة، ألا واني أشهدكم أنى قد سلمت على كل من دخل في الإسلام" (11) ولقد دخل عليه جبريل قبل موته بثلاثة أيام فقال: يا محمد؟ إن الله أرسلني إليك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول: كيف تجدك؟ فقال: " أجدنى يا جبريل مغموماً، وأجدنى مكروباً" ثم أتاه في اليوم الثاني، فأعاد الكلام، وأعاد عليه الجواب، ثم جاءه في اليوم الثالث وأعاد عليه الكلام، فأعاد عليه الجواب، فإذا ملك الموت يستأذن، فقال جبريل: يا أحمد! هذا ملك الموت يستأذن عليك، ولم يستأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك، فقال: " ائذن له"، فدخل، فوقف بين يديه وقال: إن الله أرسلني إليك: وأمرني أن أطيعك، فإن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها، وإن أمرتني أن أتركها تركتها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " وتفعل يا ملك الموت؟" قال: كذلك أمرت أن أطيعك. فقال جبريل: يا أحمد! إن الله قد اشتاق إليك.
فقال: "فامض لما أمرت به يا ملك الموت"، فقال جبريل عليه السلام: السلام عليك يا رسول الله، هذا آخر موطني في الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا (12). فتوفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستنداً إلى صدر عائشة رضى الله عنها في كساء ملبد، وإزار غليظ، وقامت فاطمة رضى الله عنها تندب وتقول: يا أبتاه! أجاب ربا دعاه، يا أبتاه! جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه! إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه! من ربه ما أدناه، فلما دفن قالت: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال أبو بكر رضى الله عنه :
لمــا رأيــت نبينا متـــجندلا ضاقت على بعرضهن الدور
وارتعت روعه مستهام والــــه والعظم منى واهن مكســـور
أعتيق ويحك إن حبك قد ثوى وبقيت منفرداً وأنت حســــــير
ياليتنى من قبل مهلك صاحبى غيبت في جدث على صخـــــور
اعلم : أن في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة في كل أحواله، ومعلوم أنه ليس في المخلوقين أحد أحب إلى الله تعالى منه ، ولم يؤخره الله تعالى حين انقضى أجله.
وقد لقي صلى الله عليه وآله وسلم من الموت شدة ، فروى البخاري في "صحيحه" من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركوة أو علبة فيه ماء، فجعل يدخل يده في الماء ، فيمسح بها وجهه ويقول :"لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات".وفى "صحيح البخاري" من حديث أنس رضي الله عنه قال: لما ثقل النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، جعل يتغشاه الكرب، فقالت فاطمة رضي الله عنها : واكرب أبتاه ! فقال لها: "ليس على أبيك كرب بعد اليوم".وروى ابن مسعود قال: اجتمعنا في بيت أمنا عائشة رضي الله عنها، فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدمعت عيناه، فنعى إلينا نفسه وقال: مرحباً، حياكم الله بالسلام، حفظكم الله، ورعاكم الله ، جمعكم الله ، نصركم الله ، وفقكم الله، نفعكم الله ، رفعكم الله، سلمكم الله ، أوصيكم بتقوى الله ، وأوصي الله بكم، وأستخلفه عليكم" . قلنا: يا رسول الله : متى أجلك؟ قال : "قد دنا الأجل، والمنقلب إلي الله، والى سدرة المنتهى وجنة المأوى ، والفردوس الأعلى" . قلنا: يا رسول الله ، ففيم نكفنك؟ قال: "في ثيابي هذه إن شئتم ، أو يمنية ، أو بياض" فقلنا : يا رسول الله! من يصلي عليك ؟ وبكينا، فقال : "مهلاً، رحمكم الله ، وجزاكم عن نبيكم خيراً ، إذا غسلتموني وكفنتموني، فضعوني على سريري هذا على شفير قبرى، ثم اخرجوا عني ساعة، فإن أول من يصلي عليّ خليلي وحبيبي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت، ثم ملائكة كثيرة، ثم ادخلوا عليّ فوجاً فوجاً، فصلوا عليّ وسلموا تسليماً، ولا تؤذوني بتذكية ، ولا برنة، ولا بصيحة، وليبدأ بالصلاة عليّ رجال أصحابي ، وعلى من تابعني على ديني إلى يوم القيامة، ألا واني أشهدكم أنى قد سلمت على كل من دخل في الإسلام" (11) ولقد دخل عليه جبريل قبل موته بثلاثة أيام فقال: يا محمد؟ إن الله أرسلني إليك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول: كيف تجدك؟ فقال: " أجدنى يا جبريل مغموماً، وأجدنى مكروباً" ثم أتاه في اليوم الثاني، فأعاد الكلام، وأعاد عليه الجواب، ثم جاءه في اليوم الثالث وأعاد عليه الكلام، فأعاد عليه الجواب، فإذا ملك الموت يستأذن، فقال جبريل: يا أحمد! هذا ملك الموت يستأذن عليك، ولم يستأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك، فقال: " ائذن له"، فدخل، فوقف بين يديه وقال: إن الله أرسلني إليك: وأمرني أن أطيعك، فإن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها، وإن أمرتني أن أتركها تركتها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " وتفعل يا ملك الموت؟" قال: كذلك أمرت أن أطيعك. فقال جبريل: يا أحمد! إن الله قد اشتاق إليك.
فقال: "فامض لما أمرت به يا ملك الموت"، فقال جبريل عليه السلام: السلام عليك يا رسول الله، هذا آخر موطني في الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا (12). فتوفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستنداً إلى صدر عائشة رضى الله عنها في كساء ملبد، وإزار غليظ، وقامت فاطمة رضى الله عنها تندب وتقول: يا أبتاه! أجاب ربا دعاه، يا أبتاه! جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه! إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه! من ربه ما أدناه، فلما دفن قالت: يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال أبو بكر رضى الله عنه :
لمــا رأيــت نبينا متـــجندلا ضاقت على بعرضهن الدور
وارتعت روعه مستهام والــــه والعظم منى واهن مكســـور
أعتيق ويحك إن حبك قد ثوى وبقيت منفرداً وأنت حســــــير
ياليتنى من قبل مهلك صاحبى غيبت في جدث على صخـــــور
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin