مقال: التوسل والتبرك ـ كتبه عصام أنس الزفتاوى

يا عباد الله أعينوا - أغيثوا - أعينونى - أغيثونى
التوسل والتبرك
بسم الله الرحمن الرحيم محب كتب لى : "جمعة عون بجاه ممد الكون" عليه الصلاة والسلام
فجاوبته : "جمعة كون بجاه صاحب العون" عليه الصلاة والسلام
***
ثم زدت المقام إيضاحا :
الكون: أن تكون مع الله بلا بين, وكما يقول السادة : "الصوفى كائن بائن", أى: كائن مع الله, بائن عن الخلق.
وهو صلى الله عليه وسلم صاحب العون, فقد علمنا عليه الصلاة والسلام فى حديث إنشاد الضائع أو طلب العون بأرض ليس بها أنيس : "يا عباد الله أعينوا", وفى رواية "أغيثوا", وفى ثالثة "أعينونى" وفى رابعة "أغيثونى".
فإذا جاز طلب العون من عباد الله, فهو صلى الله عليه وسلم صاحب العون والغوث والمدد كله بجاهه عند الله تعالى.
***
فائدة فى تخريج الحديث المذكور آنفا:
أخرجه الطبرانى فى الكبير (17 / 117) عن عتبة بن غزوان عن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد عونا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثونى, يا عباد الله أغيثونى, فإن لله عبادا لا نراهم",
قال الطبرانى عقبه: "وقد جُرب ذلك".
هكذا "عونا" بالعين , و"أغيثونى"بالغين المعجمة, وهو ما وقع فى مجمع الزوائد (10 / 132).
وعزاه للطبرانى أيضا فى كنز العمال ( ح 17498), والفتح الكبير للنبهانى (1 / 78) لكن قالوا : "غوثا ... أغيثونى".
ووقع فى المرقاة ( 4 / 1693) والفيض (1 / 307) وجمع الفوائد (ح 9403) :"أعينونى" بالعين المهملة.
قال الهيثمى فى المجمع: "رجاله وثقوا على ضعف فى بعضهم, إلا أن زيد بن على لم يدرك عتبة".
وله شواهد يحسن الحديث بمجموعها إن شاء الله تعالى منها :
حديث ابن مسعود وطرفه :" إذا انفلتت دابة أحدكم...", خرجناه فى جامع الأحاديث. وقد أورده النووى فى أذكاره (ح 632) عازيا له لابن السنى, وسكت عليه, مما يقتضى أنه عنده غير ضعيف, لأن شرطه فى الكتاب كما فى مقدمته (ص 4 - 5) : "ولا أذكر من الأصول المشهورة أيضا من الضعيف إلا النادر مع بيان ضعفه, وإنما أذكر فيه الصحيح غالبا". وإنما لم يضعفه النووى لمجموع شواهده, وإلا فقد قال الهيثمى فى المجمع (10 / 132): "رواه أبو يعلى والطبرانى, وفيه معروف بن حسان , وهو ضعيف".

ومن أقوى شواهده ما أخرجه ابن أبى شيبة (ح 29721) والبزار (ح 4922) واللفظ له عن ابن عباس بلفظ: "إن لله تعالى ملائكة فى الأرض سوى الحفظة يكتبون ما سقط من ورق الشجر, فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله", قال البزار: "وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبى صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
قال الحافظ - كما فى شرح الأذكار لابن علان 5 / 151 - :"حديث حسن الإسناد غريب جدا", وقال الهيثمى فى المجمع (10 / 132): رجاله ثقات.
وأخرجه البيهقى فى الآداب (ح 657) موقوفا على ابن عباس, وقال عقبه: "هذا موقوف على ابن عباس, مستعمل عند الصالحين من أهل العلم لوجود صدقه عندهم فيما جربوا وبالله التوفيق".
فمجموع هذه الشواهد وما فى بعضها من ضعف محتمل يقوى حال الحديث والله أعلم.

كتبه عصام أنس الزفتاوى