فصل ومن إعظامه وإكباره إعظام جميع أسبابه وإكرام مشاهده وأمكنته من مكة والمدينة ومعاهده وما لمسه صلى الله عليه وسلم أو عرف به
وروى عن صفية بنت نجدة قالت كان لأبى محذورة قصة في مقدم رأسه إذا قعد وأرسلها أصابت الأرض فقيل له ألا تحلقها فقال لم أكن بالذى أحلقها وقد مسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وكانت قلنسوة خالد بن الوليد شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم فسقطت قلنسوته في بعض حروبه فشد عليها شدة أنكر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كثرة من قتل فيها فقال لم أفعلها بسبب القلنسوة بل لما تضمنته من شعره صلى الله عليه وسلم لئلا أسلب بركتها وتقع في أيدى المشركين، ورؤى ابن عمر واضعا يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم وضعها على وجهه، ولهذا كان مالك رحمه الله لا يركب بالمدينة دابة
وكان يقول أستحيى من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة، وروى عنه أنه وهب للشافعي كراعا كثيرا كان عنده فقال الشافعي أمسك منها دابة فأجابه بمثل هذا الجواب وقد حكى أبو عبد الرحمن السلمى عن أحمد بن فضلويه الزاهد وكان من العزاة الرماة أنه قال: ما مسست القوس بيدى إلا على طهارة منذ بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القوس بيده، وقد أفتى مالك فيمن قال تربة المدينة ردية يضرب ثلاثين درة وأمر بحسبه وكان له قدر وقال ما أحوجه إلى ضرب عنقه: تربة دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم يزعم أنها غير طيبة ! وفى الصحيح أنه قال صلى الله عليه وسلم في المدينة (من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) وحكى أن جهجاها الغفاري أخذ قضيب النبي صلى الله عليه وسلم من يد عثمان رضى الله عنه وتناوله ليكسره على ركبته فصاح به الناس فأخذته الآكلة في ركبته فقطعها ومات قبل الحول وقال صلى الله عليه وسلم (من خلف على منبرى كاذبا فليتبوأ مقعد، من النار) وحدثت أن أبا الفضل الجوهرى لما ورد المدينة زائرا وقرب من بيوتها ترجل ومشى باكيا منشدا
ولما رأينا رسم من لم يدع لنا * فؤادا لعرفان الرسوم ولا لبا
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة * لمن بان عنه أن نلم به ركبا
وحكى عن بعض المريدين أنه لما أشرف على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أنشأ يقول متمثلا
...رفع الحجاب لنا فلاح لناظر * قمر تقطع دونه الأوهام
وإذا المطى بنا بلعن محمدا * فظهورهن على الرحال حرام
قربننا من خير من وطئ الثرى * فلها عليا حرمة وذمام(1)
وحكى عن بعض المشايخ أنه حج ماشى فقيل له في ذلك فقال العبد الآبق يأتي إلى بيت مولاه راكبا لو قدرت أن أمشى على رأسي ما مشيت على قدمى، قال القاضى وجدير لمواطن عمرت بالوحى والتنزيل وتردد بها جبريل وميكائيل وعرجت منها الملائكة والروح وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح واشتملت تربتها على جسد سيد البشر وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر مدارس آيات ومساجد وصلوات ومشاهد الفضائل والخيرات ومعاهد البراهين والمعجزات ومناسك الدين ومشاعر المسلمين ومواقف سيد المرسلين ومتبوأ خاتم النبيين حيث انفجرت النبوة وأين فاض عبابها ومواطن طويت فيها لرسالة وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها ان نعظم عرصاتها وتتنسم نفحاتها وتقبل ربوعها وجدراتها
يا دار خير المرسلين ومن به * هدى الأنام وخص بالآيات
عندي لأجلك لوعة وصبابة * وتشوق متوقد الجمرات
وعلي عهد أن ملأت محاجرى * من تلكم الجدرات والعرصات
لأعفرن مصون شيبي بينها * من كثرة التقبيل والرشفات
لولا العوادى والأعادي زرتها * أبدا ولو سحبا على الوجنات
لكن سأهدى من حفيل تحيتي * لقطين تلك الدار والحجرات
أزكى من المسك المفتق نفحة * تغشاه بالاصال والبكرات
وتخصه بزواكى الصلوات * ونوامى التسليم والبركات
منقول من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ...للقاضي عياض
(1)
يا دارُ ما فَعَلَت بِكِ الأَيّامُ
ضامَتكِ وَالأَيّامُ لَيسَ تُضامُ
عَرَمَ الزَمانُ عَلى الَّذينَ عَهِدتُهُم
بِكِ قاطِنينَ وَلِلزَمانِ عُرامُ
أَيّامَ لا أَغشى لِأَهلِكِ مَنزِلاً
إِلّا مُراقَبَةً عَلَيَّ ظَلامُ
وَلَقَد نَهَزتُ مَعَ الغُواةِ بِدَلوِهِم
وَأَسَمتُ سَرحَ اللَهوِ حَيثُ أَساموا
وَبَلَغتُ ما بَلَغَ اِمرُؤٌ بِشَبابِهِ
فَإِذا عُصارَةُ كُلُّ ذاكَ أَثامُ
وَتَجَشَّمَت بي هَولَ كُلِّ تَنوفَةٍ
هَوجاءَ فيها جُرأَةٌ إِقدامُ
تَذَرُ المَطِيَّ وَرائَها فَكَأَنَّها
صَفٌّ تَقَدَّمَهُنَّ وَهيَ إِمامُ
وَإِذا المَطِيُّ بِنا بَلَغنَ مُحَمَّداً
فَظُهورُهُنَّ عَلى الرِجالِ حَرامُ
قَرَّبنَنا مِن خَيرِ مَن وَطِئَ الحَصى
فَلَها عَلَينا حُرمَةٌ وَذِمامُ
رُفِعَ الحِجابُ لَنا فَلاحَ لِناظِرٍ
قَمَرٌ تَقَطَّعُ دونَهُ الأَوهامُ
مَلِكٌ إِذا عَلِقَت يَداكَ بِحَبلِهِ
لا يَعتَريكَ البُؤسُ وَالإِعدامُ
مَلِكٌ تَوَحَّدَ بِالمَكارِمِ وَالعُلى
فَردٌ فَقيدُ النِدِّ فيهِ هُمامُ
مَلِكٌ أَغَرُّ إِذا شَرِبتَ بِوَجهِهِ
لَم يَعدُكَ التَبجيلُ وَالإِعظامُ
فَالبَهوُ مُشتَمِلٌ بِبَدرِ خِلافَةٍ
لَبِسَ الشَبابَ بِنورِهِ الإِسلامُ
سَبطُ البَنانِ إِذا اِحتَبى بِنِجادِهِ
فَرَعَ الجَماجِمَ وَالسِماطُ قِيامُ
إِنَّ الَّذي يَرضى الإِلَهُ بِهَديِهِ
مَلِكٌ تَرَدّى المُلكَ وَهوَ غُلامُ
مَلِكٌ إِذا اِعتَسَرَ الأُمورَ مَضى بِهِ
رَأيٌ يَفَلُّ السَيفَ وَهوَ حُسامُ
داوى بِهِ اللَهُ القُلوبَ مِنَ العَمى
حَتّى أَفَقنَ وَما بِهِنَّ سَقامُ
أَصبَحتَ يا اِبنَ زُبَيدَةَ اِبنَةِ جَعفَرٍ
أَمَلاً لِعَقدِ حِبالِهِ اِستِحكامُ
فَسَلِمتَ لِلأَمرِ الَّذي تُرجى لَهُ
وَتَقاعَسَت عَن يَومِكَ الأَيّامُ
وروى عن صفية بنت نجدة قالت كان لأبى محذورة قصة في مقدم رأسه إذا قعد وأرسلها أصابت الأرض فقيل له ألا تحلقها فقال لم أكن بالذى أحلقها وقد مسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وكانت قلنسوة خالد بن الوليد شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم فسقطت قلنسوته في بعض حروبه فشد عليها شدة أنكر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كثرة من قتل فيها فقال لم أفعلها بسبب القلنسوة بل لما تضمنته من شعره صلى الله عليه وسلم لئلا أسلب بركتها وتقع في أيدى المشركين، ورؤى ابن عمر واضعا يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم وضعها على وجهه، ولهذا كان مالك رحمه الله لا يركب بالمدينة دابة
وكان يقول أستحيى من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة، وروى عنه أنه وهب للشافعي كراعا كثيرا كان عنده فقال الشافعي أمسك منها دابة فأجابه بمثل هذا الجواب وقد حكى أبو عبد الرحمن السلمى عن أحمد بن فضلويه الزاهد وكان من العزاة الرماة أنه قال: ما مسست القوس بيدى إلا على طهارة منذ بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ القوس بيده، وقد أفتى مالك فيمن قال تربة المدينة ردية يضرب ثلاثين درة وأمر بحسبه وكان له قدر وقال ما أحوجه إلى ضرب عنقه: تربة دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم يزعم أنها غير طيبة ! وفى الصحيح أنه قال صلى الله عليه وسلم في المدينة (من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) وحكى أن جهجاها الغفاري أخذ قضيب النبي صلى الله عليه وسلم من يد عثمان رضى الله عنه وتناوله ليكسره على ركبته فصاح به الناس فأخذته الآكلة في ركبته فقطعها ومات قبل الحول وقال صلى الله عليه وسلم (من خلف على منبرى كاذبا فليتبوأ مقعد، من النار) وحدثت أن أبا الفضل الجوهرى لما ورد المدينة زائرا وقرب من بيوتها ترجل ومشى باكيا منشدا
ولما رأينا رسم من لم يدع لنا * فؤادا لعرفان الرسوم ولا لبا
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة * لمن بان عنه أن نلم به ركبا
وحكى عن بعض المريدين أنه لما أشرف على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم أنشأ يقول متمثلا
...رفع الحجاب لنا فلاح لناظر * قمر تقطع دونه الأوهام
وإذا المطى بنا بلعن محمدا * فظهورهن على الرحال حرام
قربننا من خير من وطئ الثرى * فلها عليا حرمة وذمام(1)
وحكى عن بعض المشايخ أنه حج ماشى فقيل له في ذلك فقال العبد الآبق يأتي إلى بيت مولاه راكبا لو قدرت أن أمشى على رأسي ما مشيت على قدمى، قال القاضى وجدير لمواطن عمرت بالوحى والتنزيل وتردد بها جبريل وميكائيل وعرجت منها الملائكة والروح وضجت عرصاتها بالتقديس والتسبيح واشتملت تربتها على جسد سيد البشر وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر مدارس آيات ومساجد وصلوات ومشاهد الفضائل والخيرات ومعاهد البراهين والمعجزات ومناسك الدين ومشاعر المسلمين ومواقف سيد المرسلين ومتبوأ خاتم النبيين حيث انفجرت النبوة وأين فاض عبابها ومواطن طويت فيها لرسالة وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها ان نعظم عرصاتها وتتنسم نفحاتها وتقبل ربوعها وجدراتها
يا دار خير المرسلين ومن به * هدى الأنام وخص بالآيات
عندي لأجلك لوعة وصبابة * وتشوق متوقد الجمرات
وعلي عهد أن ملأت محاجرى * من تلكم الجدرات والعرصات
لأعفرن مصون شيبي بينها * من كثرة التقبيل والرشفات
لولا العوادى والأعادي زرتها * أبدا ولو سحبا على الوجنات
لكن سأهدى من حفيل تحيتي * لقطين تلك الدار والحجرات
أزكى من المسك المفتق نفحة * تغشاه بالاصال والبكرات
وتخصه بزواكى الصلوات * ونوامى التسليم والبركات
منقول من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى ...للقاضي عياض
(1)
يا دارُ ما فَعَلَت بِكِ الأَيّامُ
ضامَتكِ وَالأَيّامُ لَيسَ تُضامُ
عَرَمَ الزَمانُ عَلى الَّذينَ عَهِدتُهُم
بِكِ قاطِنينَ وَلِلزَمانِ عُرامُ
أَيّامَ لا أَغشى لِأَهلِكِ مَنزِلاً
إِلّا مُراقَبَةً عَلَيَّ ظَلامُ
وَلَقَد نَهَزتُ مَعَ الغُواةِ بِدَلوِهِم
وَأَسَمتُ سَرحَ اللَهوِ حَيثُ أَساموا
وَبَلَغتُ ما بَلَغَ اِمرُؤٌ بِشَبابِهِ
فَإِذا عُصارَةُ كُلُّ ذاكَ أَثامُ
وَتَجَشَّمَت بي هَولَ كُلِّ تَنوفَةٍ
هَوجاءَ فيها جُرأَةٌ إِقدامُ
تَذَرُ المَطِيَّ وَرائَها فَكَأَنَّها
صَفٌّ تَقَدَّمَهُنَّ وَهيَ إِمامُ
وَإِذا المَطِيُّ بِنا بَلَغنَ مُحَمَّداً
فَظُهورُهُنَّ عَلى الرِجالِ حَرامُ
قَرَّبنَنا مِن خَيرِ مَن وَطِئَ الحَصى
فَلَها عَلَينا حُرمَةٌ وَذِمامُ
رُفِعَ الحِجابُ لَنا فَلاحَ لِناظِرٍ
قَمَرٌ تَقَطَّعُ دونَهُ الأَوهامُ
مَلِكٌ إِذا عَلِقَت يَداكَ بِحَبلِهِ
لا يَعتَريكَ البُؤسُ وَالإِعدامُ
مَلِكٌ تَوَحَّدَ بِالمَكارِمِ وَالعُلى
فَردٌ فَقيدُ النِدِّ فيهِ هُمامُ
مَلِكٌ أَغَرُّ إِذا شَرِبتَ بِوَجهِهِ
لَم يَعدُكَ التَبجيلُ وَالإِعظامُ
فَالبَهوُ مُشتَمِلٌ بِبَدرِ خِلافَةٍ
لَبِسَ الشَبابَ بِنورِهِ الإِسلامُ
سَبطُ البَنانِ إِذا اِحتَبى بِنِجادِهِ
فَرَعَ الجَماجِمَ وَالسِماطُ قِيامُ
إِنَّ الَّذي يَرضى الإِلَهُ بِهَديِهِ
مَلِكٌ تَرَدّى المُلكَ وَهوَ غُلامُ
مَلِكٌ إِذا اِعتَسَرَ الأُمورَ مَضى بِهِ
رَأيٌ يَفَلُّ السَيفَ وَهوَ حُسامُ
داوى بِهِ اللَهُ القُلوبَ مِنَ العَمى
حَتّى أَفَقنَ وَما بِهِنَّ سَقامُ
أَصبَحتَ يا اِبنَ زُبَيدَةَ اِبنَةِ جَعفَرٍ
أَمَلاً لِعَقدِ حِبالِهِ اِستِحكامُ
فَسَلِمتَ لِلأَمرِ الَّذي تُرجى لَهُ
وَتَقاعَسَت عَن يَومِكَ الأَيّامُ
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin