كتاب حجة الله علي العباد
سلامة بن حسن الراضي الشاذلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا محمد رسول الله ، وعلي آله وصحبه ومن والاه ـــ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
وبعد فيقول العبد الفقير إلي ربه العلي سلامة بن حسن الراضي الشاذلي عفا الله عنه وغفر له ولوالديه وإخوانه المسلمين ، قد أجري الله في قلبي خاطراً أسأل الله أن يكون الهام حق ، وحثني علي وضع هذه الرسالة رجاء نفع عباد الله بما فيها ، فاستخرت الله تعالي وشرعت في ذلك ن وها أنا أقول مستمداً من بحار فضل الله ، ومن بركات سيد الأنبياء وخير خلق الله علي الإطلاق عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه أن كل صنعة تدل علي صانعها ، لو وجدت صنعة بدون صانع لكان وجودها اتفاقاً وصدفة ، والاتفاق والصدفة إنما يكون في الأشياء النادرة ن ولكنك إذا نظرت إلي هذا العالم الدنيوي ، وتأملت ما فيه من العجائب والغرائب ، لشاهدت الإبداع والإتقان في كل شئ ، من حيوان ونبات وجماد وسماء ونجوم وبحار ، وغير ذلك مما لا يحصي عدده ، بل لو تأملت ما في الإنسان وحده لوجدت فيه من الحكمة ودقة الصنعة مالا يصدر الا عن عليم حكيم
وضع الأشياء مواضعها بمقادير وكيفيات محكمة ، لا تفاوت ولا خلل فيها ، فإذا نظرت إلي اليدين وجدتهما قد وضعا علي تركيب عجيب يضمن المنافع المقصودة من خلقها فلو كانت كل يد قطعة واحدة لبطل الانتفاع بها ، فجعل الله فيها مفاصل وجعل فيها أصابع ، وجعل الأصابع متفاوتة الكمية والشكل والوضع ، وذلك كله لمنافع مقصودة للواضع ، وكذلك لو نظرت إلي العين وطبقاتها ، والرأس والحواس المودعة فيها ، البطن وما حوته ، والعروق والعظام والأعصاب ، لوجدت شيئاً عجيباً وصنعاً بديعاً لا يصدر بطريق الندرة والصدفة بل لا يصدر إلا عن حكيم عليم
ومن هنا تتيقن أن للعالم إلهاً خلقه وأوجده وهو الله سبحانه وتعالي ، وإذ كان الله جل شأنه هو الذي أوجده فقد ثبت أنه سبحانه وتعالي قادر ، إذ لو لم يكن قادر لما أوجده ، وكذلك تعلم أن هذا الصانع إذا كان هو الذي أوجد الخلق فلا بد أن يعلمهم ، فهو سبحانه وتعالي العالم بجميع الأشياء ، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وكذلك تعلم أن الموجود إنما أوجد الأشياء بإرادته ومشيئته ، إذ لم يكن هناك من يضطره إلي خلق العالم ، ولو كان هناك أحد يجبره أو يضطره لكان عاجزاً فلم يخلق شيئاً ، ويكون الذي اضطره هو الإله ، وذلك محال ، إذ قد ثبت أنه سبحانه وتعالي كان ولا شئ معه ، وخلق جميع ما سواه ، فحينئذ لا يقال أن هناك من يجبره ، فهو سبحانه مريد لكل شئ من المخلوقات ولا يوجد أحد من الخلق إلا بقدرته وإرادته ومشيئته وعلمه ، وهو سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وربك يخلق ما يشاء ويختار
يعلم دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء علي الصخرة الصماء ، نفذت قدرته وتعالت صفاته ، وتقدست أسماؤه ، يسمع كل مخلوق ويبصره بسمع وبصر كما أخبر في كتابه ، متكلم بكلام أزلي أبدي لا تنقضي غرائبه ولا تنفد عجائبه ، وهو سبحانه وتعالي حي سرمدي الوجود لا يلحقه الفناء ، بل هو سبحانه وتعالي قديم لا أول لقدمه ولا افتتاح لوجوده ، أول بلا ابتداء ، آخر بلا انتهاء ، إن وجدت الخلق فهو سبحانه وتعالي موجود وإن إنعدم الخلق فهو موجود ، لا يلحقه من وجودهم ولا من عدمهم تغبر ولا حدوث ، بل هو في تنزيهه وتعاليه كما يستحق لذاته حكماً ذاتياً غير مكتسب ولا معلوم ، وليس هو سبحانه وتعالي علة لشئ إذ لو كان علة لانتفت عنه الإرادة وهو محال ، ثم إن إرادته سبحانه وتعالي ليست معلومة لحكمة دعتها إلي الترجيح بل هي إرادة أزلية لا افتتاح لها ، فلا يقال إن الباعث قديم ، إذ لا بد للإرادة من حكمة ، وإذا كانت الإرادة قديمة فالحكمة قديمة ، لأن إرادة الله سبحانه هي عين الحكمة ، والحكمة عين الإرادة ، و إذا لم يكن ثم غير الحق فاختيار الحق لشئ من الأشياء حكمة وإرادة ، إذ لم يكن هناك وضع متقدم علي إرادة الحق حتى يكون قديماً ويكون غير الحق سبحانه وتعالي ، وهو جل شأنه لا يشبه أحداً من خلقه ، إذ لو شابهه لكان مخلوقاً مثله ، إاذ ما جاز علي أحد المثلين جاز علي الآخر ،،، فليس للحق سبحانه وتعالي جسم ولا عرض ولا تحيز ولا جهة من الجهات ، ولا يتصف بأكل أو شرب أو نوم أو زمان ، أو تركيب أو بساطة أو اتصال أو انفصال أو دخول أو خروج ، إذ كل هذا من صفات الحوادث ، ولو كان سبحانه وتعالي متصفاً بشئ من ذلك لكان حادثاً وهو محال ، إذ علمت برهان قدمه قبل هذا وهو سبحانه غني غني مطلقاً فلا يحتاج إلي أحد سواه أبداً ، إذ هو مستغني عن كل ما سواه ، ومفتقر إليه كل ما عداه ، ولو احتاج إلي غيره لكان عاجزا ، فكيف استغني عن الخلق قبل خلقهم ؟ وهو سبحانه لم يتغير عما كان عليه ، وهو الآن علي ما عليه كان ، وهو سبحانه وتعالي واحد ، أي لا يتعدد في ذاته الأقدس ، وليس له صفتان من جنس واحد ، كإرادتين وعلمين ، وليس يشبه فعله فعل آخر ، إذ الأفعال كلها مخلوقه له سبحانه وتعالي ولا تتوهم من أن ذات الحق لا تتعدد ، وأنها ليست مركبة أنها بسيطة ـــ أي ضد المركب ـــ فإن البساطة والتركيب من صفات الخلق وهو سبحانه منزه عن كل ذلك ، فلا يقال في الحق أنه بسيط أو مركب ، ونزه ربك عن كل صفات المحدثات وليس علي الله شئ واجب إذ لو وجب عليه شئ لكان مكرهاً علي فعله ، بل هو سبحانه وتعالي يفعل ما يشاء ، وما خلق الخلق وأفاض عليهم الأرزاق ويسر لهم المصالح ، وأرسل الرسل للخلق بالبشارة والنذارة إلا تفضلاً ورحمة منه ، فهو سبحانه وتعالي متفضل كريم 0
وإن ورد في الشرع ما يشعر بالواجب ، فإنما هو شئ أوجبه الحق علي نفسه من باب تحتيم الفعل ، وإنه لا يخلفه أو يطمئن الخلق أو لغير ذلك من الحكم ، وليس هذا من باب الواجب علي الله وإلا فهو سبحانه إذا أراد أن ينسخ ما وعد به أو أوعد ، فلا استحاله في العقل ولا يعجزه ذلك ، بل غاية ما في الأمر أن الله سبحانه تكرم بشئ علي عبده ، والكريم لا يبطل ما تكرم به ، وهو سبحانه أكرم الأكرمين ، ورحمته جل شأنه وسعت كل شئ ، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت علي نفسك
وإذا علمت أن لك إلها واحدا قادرا مريدا عليما حيا سميعا بصيرا متكلما قديما باقيا ، لا يشبه أحدا من المخلوقات ، غنيا عما سواه ، مفتقرا إليه كل ما عداه ، وعلمت أنه أرسل إليك رسولا ــ هو سيد الخلق ــ وأيد الله رسالته بالمعجزات الباهرات ، ووصل علمها إلينا بالتواتر من جيل إلي جيل ، فهو صلى الله عليه وسلم الصادق فيما أبلغ وأخبر عن ربه ، إذ المعجزات التي ظهرت علي يديه صلى الله عليه وسلم إنما هي فعل الله سبحانه وتعالي ، وهي تقوم مقام خطاب الله لخلقه : صدقوا عبدي فيما يبلغ عني ، فالشاك فيما بلغ الرسول عليه الصلاة والسلام غير مصدق للحق تعالي ، وإذن وجب تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام في كل ما بلغ وأخبر عن ربه
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم المعجزة الباقية إلي يوم القيامة وهي القرآن العظيم ، الذي جعله الله أصل الأصول في الدين ، ومن تمسك به نجا ، ومن حاد عنه ضل وغوى ، وهو حبل الله المتين يفنى الزمان ولا تفنى عجائبه له معان كموج البحر في مدد لم يفرط الله فيه من شئ ، بل فيه جميع أحكام الدين من المعاملات والعبادات وتفرعت عنه العلوم واقتبست منه المعارف ، واستمد منه الأئمة والأولياء والأتقياء ، فهو البحر الخضم الذي لا ساحل له
وإذا علمت ذلك ــ ظهر لك جليا أن لله سبحانه خلقك بفضله ، وأرسل إليك سيد خلقه ، وشرع لك الدين ، واختار لك أفضل الأديان ، وجعلك من خير أمة ، وأمرك بأشياء يرضاها ونهاك عن أشياء يكرهها وجعلها عليك حراما ، ووعدك علي الخير بالثواب في دار الكرامة والعيش الأبدي والنعيم المقيم في جوار رب العالمين ، وأ؟وعد علي ما حرمه بالعقاب في جهنم وبئس المصير
ثم إنك بعد كل ذلك وأنت عاقل ، تعرض عن ربك ، ولا تفعل ما أمرك ، بل أنت مكب علي فعل ما يغضبه ، مطيع لنفسك وهواك وشيطانك وقد غرك إمهاله وحلمه عليك ، فتماديت علي سوء فعلك ، فجاهرت ربك بفعل المعاصي الظاهرة والباطنة ، بل أنت لا تبالي بربك ، وإن سمعت موعظة لا تقلع عن معاصيك ، بل تقول إن الله غفور رحيم ، مع أن غفرانه ورحمته لا ينافي كونه شديد العقاب
وقد علمت أن الله سبحانه أوجد جهنم ، وعلمت من الشرع أن الله يدخل فيها عصاه الأمة ، وأن شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تمنع أن البعض يدخلها ، ثم تأتيه الشفاعة وهو في النار فيخرج منها إلي الجنة ، فلذلك أردت أن أضرب لك أمثالا ، لعلك تتذكر فتقلع عن معاصيك ، وتنوب إلي ربك وتعمل لآخرتك
واعلم أني قد وضعت هذه الرسالة بالأصالة لنفسي ، وبالتبعية لإخواني المسلمين ، وأني أقدم بين يدي ، وأكتب توبة عما جنيته ، والله سبحانه يأخذ بيدي ، حتى تتم لي التوبة بمنه وكرمه
مثال (1) الصلاة إنما شرعت لتظهر ذلك بين سيدك ، فإذا ركعت وقمت وسجدت وأنت غافل ، كنت بجسمك مظهرا أنك ذليل ، ولكنك في الحقيقة معرض عن ربك ، إذ قلبك لم يلتفت إلي ربك فكان مثلك كمثل من وقف بين يدي ملك ليظهر ذله بين يديه ويطلب منه أن يرضى عنه ، فوجد أحد أصحابه خارج منزل الملك فأطل عليه من طاقة وأعطى ظهره للملك ، وصار يحدثه وهو مطأطئ رأسه ، ويسجد ويقوم بنية ذلك الخضوع للملك ، مع أنه ولاه ظهره ولم يلتفت إليه ، وكل توجهه وكلامه إنما كان لصاحبه ، أفلا يغضب الملك علي من يفعل هذا ؟ بل ربما طرده وزجره وأمر بأن لا يدخل عليه ويعده من الرعاع ، ويعلم أنه لا أدب عنده ولا حياء ، بل ربما ألقاه في السجن إلي أن يموت ، أو أمر بقتله شر قتلة ، وأنت تقف بجسمك بين يدي ربك ، وتركع وتسجد وتقول إياك نعبد وإياك نستعين وقلبك ينظر إلي فلان وفلان ، وإلي البيت أو الأصحاب أو الزوجة ، بل ربما نظرت بقلبك إلي محرم ، وربما حاسبت شريكك أو حسبت مالك وأنت في صلاتك ـــ فتكون قد قمت بجسمك وأعرضت عن الله بقلبك ، فكأنك في الحقيقة لست واقفا بين يدي الله ، بل أنت واقف بين يدي صديقك فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مثال ( 2 ) إذا علمت أن الصلاة قد شرعت لإظهار الخشوع والخضوع والذل والمسكنة بين يدي سيدك ، ولطلب رحمته وفضله فكيف بعد ذلك تقف في الصلاة ولا خشوع عندك ؟ وذلك دليل علي أنك لم تستحضر أنك بين يدي ربك ، وكان مثلك كمثل من يحضر عند الملك والناس قد خضعوا لأمره والحجاب بين يديه ، وهو قد دخل عليه غير مكثرت ينظر إلي الواقفين ويتأمل الفرش والأسلحة ، وهو يمشي أمام الملك يتبختر ولم يخضع كبقية الحاضرين 0 فإذا سأله أحد ، لم أتيت عند الملك ؟ قال جئت عنده لإظهار الخضوع والخشوع 0 فتنبه رحمك الله تعالي ، فلولا لطف الله بنا لأهلكنها علي هذا الفعل ، ولا يغرنك الإمهال ، ولا تحتقر شيئا يكرهه الله ، فربما كان غضبه في شئ لا تظن فيه غضبا ، أرشدنا الله وإياك
مثال ( 3 ) إذا قمت لصلاتك قدمت الطهارة الجسمانية ، وقد غفلت عن الطهارة القلبية ، وأنت تعلم أن الله مطلع علي باطنك ناظر إليك ، ومعاصي القلوب أشد من معاصي الجوارح ، فتصلي وأنت مشحون بقاذورات الغل والحسد ، والكبر والرياء والعجب ، والزهو والحقد وغير ذلك ، وكل ذلك أوصاف لروحك وقلبك ، وقد تدنست الروح بكل هذه الصفات تدنسا يزيد علي القاذورات الجسمانية ، فمثلك مثل من يذهب للقاء الملك ، فيلبس أحسن ثيابه وأفخرها ، ولكنه ترك جسمه ووجهه ويديه ملطخة بالقذارة ، فإذا وقف بين يدي الملك تصاعدت رائحته الكريهة ، ونظر الملك إلي القذارة التي هو ملطخ بها وأبى أن يصافحه أو يمد إليه يديه وطرده عن حضرته ، وقال له : تطهر من هذه القاذورات أولا حتى تصلح للحضرة ، بل ربما أمر بعقابه أشد العقاب فاحرص يا أخي علي طهارة قلبك وأنت واقف بين يدي ربك حتى يرض الله عنا وعنك ، والله ولي التوفيق
مثال ( 4 ) إنما الصلاة مناجاة لربك ، فإذا وقفت بين يديه بجسمك وقلبك غافل ، فقد أعرضت عنه وناجيت غيره ، وانظر إذا ناجيت أحداً من الخلق والتفت عنه أثناء الكلام وناجيت غيره فإنه يتميز غيظاً
مثال ( 5 ) إذا كانت الصلاة قد شرعت للخضوع وهو فاقد من صلاتك فكأنك قدمت للملك قوالب لا معني فيها ، كمن يقدم للملك صناديق فارغة وهذا جدير بأن يغضب عليه الملك ، لأن هذه هدية لا تليق بملوك ، وأني قد أتيت بهذا المثل من معني كلام بعض الأشياخ رحمهم اله تعالي
مثال ( 6 ) إذا كانت نفسك جامحة متمردة أمارة بالسوء ، ووقفت بها بين يدي ربك كان مثلك كمثل من يذهب للقاء الملك ، فيقف بين يديه وهو محتضن امرأة زانية متبهرجة ، غير مكترث ولم يكن عنده حياء من الملك ، فلا شك في أن الملك يطرده من حضرته
مثال ( 7 ) إذا كانت الصلاة صلة بين العبد وربه ، وأنت بذلك لم تجعلها صلة ، كان مثلك من مد الملك له حبلاً طويلاً طرفه عند الملك والطرف الآخر عندك ، لتأخذ بذلك الحبل وتسير حتى تصل إلي الملاك ، فعمدت إلي ذلك الحبل وقطعته قطعاً ، فلا جرم أنك تصل إلي الملك ، لأنك قد قطعت الوصلة التي بينك وبينه وضيعت معالم الطريق التي تسير عليها حتى تصل إلي حضرته
مثال ( 8 ) إذا علمت أن نفسك هي التي توقعت مواقع الهلاك بفعل ما يغضب ربك ، فكيف لا تعاقبها ولا تضيق عليها ؟ بل تكرمها وتطيعها وتعزها ، وهي أكبر أعدائك ، فكان مثلك كمثل من كان له زوجه ثم رفعت جلباب الحياء عن وجهها ، وذهبت إلي أمكنة اللهو والفجور والفسق ، ومع ذلك يأتيها زوجها ويقضي لها مصالحها ويطعمها أطيب الطعام ، وليس هذا من شأن العقلاء
مثال ( 9 ) إذا عاديت أحداً من الناس وعلمت أنه سيضرك فإنك لا تغفل عن الاحتراس منه ، وتجتهد في عدم الوقوع في مكائده التي يدبرها لك ، وأنت تعلم أن نفسك أكبر أعدائك ومع ذلك فأنتع لا تحترس منها ، بل تزيد علي ذلك أنك تطيعها وهي أكبر أعدائك ، وبذلك تكون قد سقت نفسك إلي الهلاك اختياراً فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سلامة بن حسن الراضي الشاذلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا محمد رسول الله ، وعلي آله وصحبه ومن والاه ـــ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
وبعد فيقول العبد الفقير إلي ربه العلي سلامة بن حسن الراضي الشاذلي عفا الله عنه وغفر له ولوالديه وإخوانه المسلمين ، قد أجري الله في قلبي خاطراً أسأل الله أن يكون الهام حق ، وحثني علي وضع هذه الرسالة رجاء نفع عباد الله بما فيها ، فاستخرت الله تعالي وشرعت في ذلك ن وها أنا أقول مستمداً من بحار فضل الله ، ومن بركات سيد الأنبياء وخير خلق الله علي الإطلاق عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه أن كل صنعة تدل علي صانعها ، لو وجدت صنعة بدون صانع لكان وجودها اتفاقاً وصدفة ، والاتفاق والصدفة إنما يكون في الأشياء النادرة ن ولكنك إذا نظرت إلي هذا العالم الدنيوي ، وتأملت ما فيه من العجائب والغرائب ، لشاهدت الإبداع والإتقان في كل شئ ، من حيوان ونبات وجماد وسماء ونجوم وبحار ، وغير ذلك مما لا يحصي عدده ، بل لو تأملت ما في الإنسان وحده لوجدت فيه من الحكمة ودقة الصنعة مالا يصدر الا عن عليم حكيم
وضع الأشياء مواضعها بمقادير وكيفيات محكمة ، لا تفاوت ولا خلل فيها ، فإذا نظرت إلي اليدين وجدتهما قد وضعا علي تركيب عجيب يضمن المنافع المقصودة من خلقها فلو كانت كل يد قطعة واحدة لبطل الانتفاع بها ، فجعل الله فيها مفاصل وجعل فيها أصابع ، وجعل الأصابع متفاوتة الكمية والشكل والوضع ، وذلك كله لمنافع مقصودة للواضع ، وكذلك لو نظرت إلي العين وطبقاتها ، والرأس والحواس المودعة فيها ، البطن وما حوته ، والعروق والعظام والأعصاب ، لوجدت شيئاً عجيباً وصنعاً بديعاً لا يصدر بطريق الندرة والصدفة بل لا يصدر إلا عن حكيم عليم
ومن هنا تتيقن أن للعالم إلهاً خلقه وأوجده وهو الله سبحانه وتعالي ، وإذ كان الله جل شأنه هو الذي أوجده فقد ثبت أنه سبحانه وتعالي قادر ، إذ لو لم يكن قادر لما أوجده ، وكذلك تعلم أن هذا الصانع إذا كان هو الذي أوجد الخلق فلا بد أن يعلمهم ، فهو سبحانه وتعالي العالم بجميع الأشياء ، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وكذلك تعلم أن الموجود إنما أوجد الأشياء بإرادته ومشيئته ، إذ لم يكن هناك من يضطره إلي خلق العالم ، ولو كان هناك أحد يجبره أو يضطره لكان عاجزاً فلم يخلق شيئاً ، ويكون الذي اضطره هو الإله ، وذلك محال ، إذ قد ثبت أنه سبحانه وتعالي كان ولا شئ معه ، وخلق جميع ما سواه ، فحينئذ لا يقال أن هناك من يجبره ، فهو سبحانه مريد لكل شئ من المخلوقات ولا يوجد أحد من الخلق إلا بقدرته وإرادته ومشيئته وعلمه ، وهو سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وربك يخلق ما يشاء ويختار
يعلم دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء علي الصخرة الصماء ، نفذت قدرته وتعالت صفاته ، وتقدست أسماؤه ، يسمع كل مخلوق ويبصره بسمع وبصر كما أخبر في كتابه ، متكلم بكلام أزلي أبدي لا تنقضي غرائبه ولا تنفد عجائبه ، وهو سبحانه وتعالي حي سرمدي الوجود لا يلحقه الفناء ، بل هو سبحانه وتعالي قديم لا أول لقدمه ولا افتتاح لوجوده ، أول بلا ابتداء ، آخر بلا انتهاء ، إن وجدت الخلق فهو سبحانه وتعالي موجود وإن إنعدم الخلق فهو موجود ، لا يلحقه من وجودهم ولا من عدمهم تغبر ولا حدوث ، بل هو في تنزيهه وتعاليه كما يستحق لذاته حكماً ذاتياً غير مكتسب ولا معلوم ، وليس هو سبحانه وتعالي علة لشئ إذ لو كان علة لانتفت عنه الإرادة وهو محال ، ثم إن إرادته سبحانه وتعالي ليست معلومة لحكمة دعتها إلي الترجيح بل هي إرادة أزلية لا افتتاح لها ، فلا يقال إن الباعث قديم ، إذ لا بد للإرادة من حكمة ، وإذا كانت الإرادة قديمة فالحكمة قديمة ، لأن إرادة الله سبحانه هي عين الحكمة ، والحكمة عين الإرادة ، و إذا لم يكن ثم غير الحق فاختيار الحق لشئ من الأشياء حكمة وإرادة ، إذ لم يكن هناك وضع متقدم علي إرادة الحق حتى يكون قديماً ويكون غير الحق سبحانه وتعالي ، وهو جل شأنه لا يشبه أحداً من خلقه ، إذ لو شابهه لكان مخلوقاً مثله ، إاذ ما جاز علي أحد المثلين جاز علي الآخر ،،، فليس للحق سبحانه وتعالي جسم ولا عرض ولا تحيز ولا جهة من الجهات ، ولا يتصف بأكل أو شرب أو نوم أو زمان ، أو تركيب أو بساطة أو اتصال أو انفصال أو دخول أو خروج ، إذ كل هذا من صفات الحوادث ، ولو كان سبحانه وتعالي متصفاً بشئ من ذلك لكان حادثاً وهو محال ، إذ علمت برهان قدمه قبل هذا وهو سبحانه غني غني مطلقاً فلا يحتاج إلي أحد سواه أبداً ، إذ هو مستغني عن كل ما سواه ، ومفتقر إليه كل ما عداه ، ولو احتاج إلي غيره لكان عاجزا ، فكيف استغني عن الخلق قبل خلقهم ؟ وهو سبحانه لم يتغير عما كان عليه ، وهو الآن علي ما عليه كان ، وهو سبحانه وتعالي واحد ، أي لا يتعدد في ذاته الأقدس ، وليس له صفتان من جنس واحد ، كإرادتين وعلمين ، وليس يشبه فعله فعل آخر ، إذ الأفعال كلها مخلوقه له سبحانه وتعالي ولا تتوهم من أن ذات الحق لا تتعدد ، وأنها ليست مركبة أنها بسيطة ـــ أي ضد المركب ـــ فإن البساطة والتركيب من صفات الخلق وهو سبحانه منزه عن كل ذلك ، فلا يقال في الحق أنه بسيط أو مركب ، ونزه ربك عن كل صفات المحدثات وليس علي الله شئ واجب إذ لو وجب عليه شئ لكان مكرهاً علي فعله ، بل هو سبحانه وتعالي يفعل ما يشاء ، وما خلق الخلق وأفاض عليهم الأرزاق ويسر لهم المصالح ، وأرسل الرسل للخلق بالبشارة والنذارة إلا تفضلاً ورحمة منه ، فهو سبحانه وتعالي متفضل كريم 0
وإن ورد في الشرع ما يشعر بالواجب ، فإنما هو شئ أوجبه الحق علي نفسه من باب تحتيم الفعل ، وإنه لا يخلفه أو يطمئن الخلق أو لغير ذلك من الحكم ، وليس هذا من باب الواجب علي الله وإلا فهو سبحانه إذا أراد أن ينسخ ما وعد به أو أوعد ، فلا استحاله في العقل ولا يعجزه ذلك ، بل غاية ما في الأمر أن الله سبحانه تكرم بشئ علي عبده ، والكريم لا يبطل ما تكرم به ، وهو سبحانه أكرم الأكرمين ، ورحمته جل شأنه وسعت كل شئ ، سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت علي نفسك
وإذا علمت أن لك إلها واحدا قادرا مريدا عليما حيا سميعا بصيرا متكلما قديما باقيا ، لا يشبه أحدا من المخلوقات ، غنيا عما سواه ، مفتقرا إليه كل ما عداه ، وعلمت أنه أرسل إليك رسولا ــ هو سيد الخلق ــ وأيد الله رسالته بالمعجزات الباهرات ، ووصل علمها إلينا بالتواتر من جيل إلي جيل ، فهو صلى الله عليه وسلم الصادق فيما أبلغ وأخبر عن ربه ، إذ المعجزات التي ظهرت علي يديه صلى الله عليه وسلم إنما هي فعل الله سبحانه وتعالي ، وهي تقوم مقام خطاب الله لخلقه : صدقوا عبدي فيما يبلغ عني ، فالشاك فيما بلغ الرسول عليه الصلاة والسلام غير مصدق للحق تعالي ، وإذن وجب تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام في كل ما بلغ وأخبر عن ربه
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم المعجزة الباقية إلي يوم القيامة وهي القرآن العظيم ، الذي جعله الله أصل الأصول في الدين ، ومن تمسك به نجا ، ومن حاد عنه ضل وغوى ، وهو حبل الله المتين يفنى الزمان ولا تفنى عجائبه له معان كموج البحر في مدد لم يفرط الله فيه من شئ ، بل فيه جميع أحكام الدين من المعاملات والعبادات وتفرعت عنه العلوم واقتبست منه المعارف ، واستمد منه الأئمة والأولياء والأتقياء ، فهو البحر الخضم الذي لا ساحل له
وإذا علمت ذلك ــ ظهر لك جليا أن لله سبحانه خلقك بفضله ، وأرسل إليك سيد خلقه ، وشرع لك الدين ، واختار لك أفضل الأديان ، وجعلك من خير أمة ، وأمرك بأشياء يرضاها ونهاك عن أشياء يكرهها وجعلها عليك حراما ، ووعدك علي الخير بالثواب في دار الكرامة والعيش الأبدي والنعيم المقيم في جوار رب العالمين ، وأ؟وعد علي ما حرمه بالعقاب في جهنم وبئس المصير
ثم إنك بعد كل ذلك وأنت عاقل ، تعرض عن ربك ، ولا تفعل ما أمرك ، بل أنت مكب علي فعل ما يغضبه ، مطيع لنفسك وهواك وشيطانك وقد غرك إمهاله وحلمه عليك ، فتماديت علي سوء فعلك ، فجاهرت ربك بفعل المعاصي الظاهرة والباطنة ، بل أنت لا تبالي بربك ، وإن سمعت موعظة لا تقلع عن معاصيك ، بل تقول إن الله غفور رحيم ، مع أن غفرانه ورحمته لا ينافي كونه شديد العقاب
وقد علمت أن الله سبحانه أوجد جهنم ، وعلمت من الشرع أن الله يدخل فيها عصاه الأمة ، وأن شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تمنع أن البعض يدخلها ، ثم تأتيه الشفاعة وهو في النار فيخرج منها إلي الجنة ، فلذلك أردت أن أضرب لك أمثالا ، لعلك تتذكر فتقلع عن معاصيك ، وتنوب إلي ربك وتعمل لآخرتك
واعلم أني قد وضعت هذه الرسالة بالأصالة لنفسي ، وبالتبعية لإخواني المسلمين ، وأني أقدم بين يدي ، وأكتب توبة عما جنيته ، والله سبحانه يأخذ بيدي ، حتى تتم لي التوبة بمنه وكرمه
مثال (1) الصلاة إنما شرعت لتظهر ذلك بين سيدك ، فإذا ركعت وقمت وسجدت وأنت غافل ، كنت بجسمك مظهرا أنك ذليل ، ولكنك في الحقيقة معرض عن ربك ، إذ قلبك لم يلتفت إلي ربك فكان مثلك كمثل من وقف بين يدي ملك ليظهر ذله بين يديه ويطلب منه أن يرضى عنه ، فوجد أحد أصحابه خارج منزل الملك فأطل عليه من طاقة وأعطى ظهره للملك ، وصار يحدثه وهو مطأطئ رأسه ، ويسجد ويقوم بنية ذلك الخضوع للملك ، مع أنه ولاه ظهره ولم يلتفت إليه ، وكل توجهه وكلامه إنما كان لصاحبه ، أفلا يغضب الملك علي من يفعل هذا ؟ بل ربما طرده وزجره وأمر بأن لا يدخل عليه ويعده من الرعاع ، ويعلم أنه لا أدب عنده ولا حياء ، بل ربما ألقاه في السجن إلي أن يموت ، أو أمر بقتله شر قتلة ، وأنت تقف بجسمك بين يدي ربك ، وتركع وتسجد وتقول إياك نعبد وإياك نستعين وقلبك ينظر إلي فلان وفلان ، وإلي البيت أو الأصحاب أو الزوجة ، بل ربما نظرت بقلبك إلي محرم ، وربما حاسبت شريكك أو حسبت مالك وأنت في صلاتك ـــ فتكون قد قمت بجسمك وأعرضت عن الله بقلبك ، فكأنك في الحقيقة لست واقفا بين يدي الله ، بل أنت واقف بين يدي صديقك فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مثال ( 2 ) إذا علمت أن الصلاة قد شرعت لإظهار الخشوع والخضوع والذل والمسكنة بين يدي سيدك ، ولطلب رحمته وفضله فكيف بعد ذلك تقف في الصلاة ولا خشوع عندك ؟ وذلك دليل علي أنك لم تستحضر أنك بين يدي ربك ، وكان مثلك كمثل من يحضر عند الملك والناس قد خضعوا لأمره والحجاب بين يديه ، وهو قد دخل عليه غير مكثرت ينظر إلي الواقفين ويتأمل الفرش والأسلحة ، وهو يمشي أمام الملك يتبختر ولم يخضع كبقية الحاضرين 0 فإذا سأله أحد ، لم أتيت عند الملك ؟ قال جئت عنده لإظهار الخضوع والخشوع 0 فتنبه رحمك الله تعالي ، فلولا لطف الله بنا لأهلكنها علي هذا الفعل ، ولا يغرنك الإمهال ، ولا تحتقر شيئا يكرهه الله ، فربما كان غضبه في شئ لا تظن فيه غضبا ، أرشدنا الله وإياك
مثال ( 3 ) إذا قمت لصلاتك قدمت الطهارة الجسمانية ، وقد غفلت عن الطهارة القلبية ، وأنت تعلم أن الله مطلع علي باطنك ناظر إليك ، ومعاصي القلوب أشد من معاصي الجوارح ، فتصلي وأنت مشحون بقاذورات الغل والحسد ، والكبر والرياء والعجب ، والزهو والحقد وغير ذلك ، وكل ذلك أوصاف لروحك وقلبك ، وقد تدنست الروح بكل هذه الصفات تدنسا يزيد علي القاذورات الجسمانية ، فمثلك مثل من يذهب للقاء الملك ، فيلبس أحسن ثيابه وأفخرها ، ولكنه ترك جسمه ووجهه ويديه ملطخة بالقذارة ، فإذا وقف بين يدي الملك تصاعدت رائحته الكريهة ، ونظر الملك إلي القذارة التي هو ملطخ بها وأبى أن يصافحه أو يمد إليه يديه وطرده عن حضرته ، وقال له : تطهر من هذه القاذورات أولا حتى تصلح للحضرة ، بل ربما أمر بعقابه أشد العقاب فاحرص يا أخي علي طهارة قلبك وأنت واقف بين يدي ربك حتى يرض الله عنا وعنك ، والله ولي التوفيق
مثال ( 4 ) إنما الصلاة مناجاة لربك ، فإذا وقفت بين يديه بجسمك وقلبك غافل ، فقد أعرضت عنه وناجيت غيره ، وانظر إذا ناجيت أحداً من الخلق والتفت عنه أثناء الكلام وناجيت غيره فإنه يتميز غيظاً
مثال ( 5 ) إذا كانت الصلاة قد شرعت للخضوع وهو فاقد من صلاتك فكأنك قدمت للملك قوالب لا معني فيها ، كمن يقدم للملك صناديق فارغة وهذا جدير بأن يغضب عليه الملك ، لأن هذه هدية لا تليق بملوك ، وأني قد أتيت بهذا المثل من معني كلام بعض الأشياخ رحمهم اله تعالي
مثال ( 6 ) إذا كانت نفسك جامحة متمردة أمارة بالسوء ، ووقفت بها بين يدي ربك كان مثلك كمثل من يذهب للقاء الملك ، فيقف بين يديه وهو محتضن امرأة زانية متبهرجة ، غير مكترث ولم يكن عنده حياء من الملك ، فلا شك في أن الملك يطرده من حضرته
مثال ( 7 ) إذا كانت الصلاة صلة بين العبد وربه ، وأنت بذلك لم تجعلها صلة ، كان مثلك من مد الملك له حبلاً طويلاً طرفه عند الملك والطرف الآخر عندك ، لتأخذ بذلك الحبل وتسير حتى تصل إلي الملاك ، فعمدت إلي ذلك الحبل وقطعته قطعاً ، فلا جرم أنك تصل إلي الملك ، لأنك قد قطعت الوصلة التي بينك وبينه وضيعت معالم الطريق التي تسير عليها حتى تصل إلي حضرته
مثال ( 8 ) إذا علمت أن نفسك هي التي توقعت مواقع الهلاك بفعل ما يغضب ربك ، فكيف لا تعاقبها ولا تضيق عليها ؟ بل تكرمها وتطيعها وتعزها ، وهي أكبر أعدائك ، فكان مثلك كمثل من كان له زوجه ثم رفعت جلباب الحياء عن وجهها ، وذهبت إلي أمكنة اللهو والفجور والفسق ، ومع ذلك يأتيها زوجها ويقضي لها مصالحها ويطعمها أطيب الطعام ، وليس هذا من شأن العقلاء
مثال ( 9 ) إذا عاديت أحداً من الناس وعلمت أنه سيضرك فإنك لا تغفل عن الاحتراس منه ، وتجتهد في عدم الوقوع في مكائده التي يدبرها لك ، وأنت تعلم أن نفسك أكبر أعدائك ومع ذلك فأنتع لا تحترس منها ، بل تزيد علي ذلك أنك تطيعها وهي أكبر أعدائك ، وبذلك تكون قد سقت نفسك إلي الهلاك اختياراً فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin