..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني

    مُساهمة من طرف Admin 2/6/2021, 11:48

    هذا كتاب صغير الجرم، عظيم الفائدة للختم الأكبر الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني قدس سره، بعنوان "الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية"، يعني صلاته التي نصها:

    "اللهم صل على سيدنا ومولانا أحمد الذي جعلت اسمه متحدا باسمك ونعتك، وصورة هيكله الجسماني على صورة أنموذُج حقيقة خلَق الله سيدنا آدم على صورته، وفجرْت عنصر موضوع مادة محموله من أنِيَة أنا الله، بل حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده وآله وصحبه وسلم"..

    بسم اللـه الرحمن الرحيم وصلى اللـه على قطب المنازل وآلـه وصحبه وسلم

    كتاب الرقائق الغزلية في شرح الصلاة الأنموذجية

    الحمد لمن أفاض مناهل أشعة الأنس وناموس همس التلقيات على أرجاء رياض الـهياكل. وأرسل عساكر جند نواسيت التعددات في لوح تقادير المنازل. فجعلـها موشحة بتضاد القبضتين. ومؤتزرة بمقتضيات الإسمين. سيدنا ومولانا محمد يعسوب التكثرات الحرفية. وأس الانتشارات الظلمانية والنورانية، الشمسية والقمرية، السعدية والنحسية. فالكل جزء من كليات كلياته، ونعت من نعوت شمول إطلاقاته، ونجوم سماء ذاته الروحية والعنصرية، وخُلافه الناهجين نهج ما لـه من الكمالات الإطلاقية.
    أما بعد.
    فهذه بحول اللـه تعالى وقوته توشيحات فيضية، وطلاسم أحمدية، ورقائق غزلية، أبداها عبيد ربه وأسير ذنبه محمد بن عبد الكبير الأحمدي الإبراهيمي الصديقي الأويسي الكتاني غفر اللـه ذنبه وستر عيبه في فتك أزرار رموز هذه الصلاة الأنموذجية. ولنقدم من فيض اللـه تعالى مقدمة: اعلم أولا أن الحق تعالى ما أبرز هذه الأثرات الكيانية من حيث هي، أعني بحسب التبع، إلا لمعرفة مزاياه صلى اللـه عليه وسلم ومفاخره وخصيصاته، ويرشدك لـهذا حديث سيدنا سلمان رضي اللـه عنه عند ابن عساكر: جاء سيدنا جبريل إلى النبي صلى اللـه عليه وسلم فقال إن اللـه يقول لك إن كنت اتخذت ابراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا وما خلقت خلقا أكرم علي منك ولقد خلقت الدنيا وأهلـها لاعرفهم كرامتك ومنزلتك عندي. وإذا كان كذلك: فتصرف الأعمار والقوى في التهتك في ما لـه صلى اللـه عليه وسلم وذكر شئونه ونعوته وكمالاته، أعني بحسب الإجمال، وإلا فتفصيلُ ما لـه صلى اللـه عليه وسلم من المقتضيات على سبيل الكنه لا سبيل لإدراك ما ذكر، وهذا أمر عندنا عام في عالم الشهادة وعالم الغيب وعالم البرزخ وعالم القرار، لأن وصف العارف من وصف معروفه فقد تخلق صلى اللـه عليه وسلم بالأسماء الإلـهية الذاتية ومن جملة الأسماء اسم الـهوية فتخلق به صلى اللـه عليه وسلم ومن يوم انبسطت عليه أشعة مقتضى هذا الاسم وهو صلى اللـه عليه وسلم مجهول عند جميع العوالم فلم يدرك لـه قرار ولا حد و لا مطلع. فكما أن الجناب الأقدس جل جلالـه مجهول لا يعرف {وما قدروا اللـه حق قدره} كذلك مظهره صلى اللـه عليه وسلم الذي هو العالم الكبير هيولى سائر المواد الكلية والجزئية البسيطة والمركبة، فكل العالمين من العرش إلى الفرش كلـه عالم صغير بالنسبة لـه فما العوالم كلـها إلا قائمة من قوائم عرشه المحيط صلى اللـه عليه وسلم، وما ذلك إلا لأنه سُقِي من جميع الأسماء الذاتية، ولما سقي منها صار ذاتيا وغيره من ساداتنا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام صفاتيون بالنسبة إليه ومن هذا المعنى انتفت عنه البقية رأسا فلم تؤثر فيه مقتضيات العناصر التي ركب منها الـهيكل الإنساني، لأجل هذا كان لا يُرى لـه صلى اللـه عليه وسلم ظل إذا مشى فكأن روحا ساذجا تمثل بصورة البشرية كما هو مشاهد لدى المحقق. وهذا عندي معنى قولـه كما رويناه في البخاري: إني لست كهيئتكم، ومعنى قولـه أيضا: إني لأراكم من خلفي كما أراكم من أمامي، فليست لـه أعين وراءه كما يقول ساداتنا أهل الحديث بل المراد أنه لما انتفت عنه بقايا مقتضيات الطبائع والأخلاط والعناصر صار روحا صرفا تشكل بشكل الـهيكل ومن ها هنا كان يرى من الجهات لأن الروح لا يحجبها شيء. هذا مراده صلى اللـه عليه وسلم على سبيل الخوض في باطنه لا على سبيل الفكر والتخمين والظن {وكل حزب بما لديهم فرحون}، ومن هاهنا أيضا صحت لـه الرؤية الساذجة الصرفة: أعني أحدية الكل الجمعي بدون حجاب التعينات وبما تقدم تعلم أن قول المديح :
    وكيف يدرك في الدنيا حقيقته  قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
    في عهدته لأنا إن قلنا مفهوم الدنيا الآخرة أفاد أن في الآخرة تدرك وهذا عندنا لا يمكن إذ لو بدت ذرة من جوهرة حقيقة أحمدية كنهه في الآخرة لتلاشت لـها الجنة ولم يبق لـها رسم ولا طلل لأنه صلى اللـه عليه وسلم النسخة الذاتية، فلون الماء لون إنائه، وإن قلنا لا مفهوم للدنيا يعني وكذلك الآخرة عكر عليه قولـه: قوم نيام، لأن الناس إذا ماتوا انتبهوا كما ورد وهذا وإن لم ينبه عليه أحد فدونك هذا التحقيق، وكم ترك الأول للآخر، فكان عليه أن يقول وكيف يدرك في الأخرى حقيقته والناس نيام بحسب هذا الإدراك، ولما كان صلى اللـه عليه وسلم بهذه المثابة أطلقنا الألسن بالثناء عليه كل على قدر القابلية المبسوط عليه شعاعها من أم الكتاب وسرادق الوحدات فمن ذلك قولنا هذه الصلاة الأنموذجية الكتانية الأحمدية التي الواحدة منها بثمانمائة من دلائل الخيرات والواحدة منها بتسعمائة ألف من صلاة الفاتح المنسوبة للبكريين وهي عندهم بستمائة الف صلاة من غيرها وعليه فمن قرأ الأنموذجية كان عند اللـه ولا عبرة بالمنتقد كمن قرأ صلاة الفاتح أربعا وخمسين مائة الف مليون مضعفة أربع مرات والمنة للبرزخيات الثلاث وقد كان القطب الأشهر سيدي إبراهيم الدسوقي رضي اللـه عنه رءاها في لوح التعينات فأراد أن يخرجها لأصحابه فقيل لـه إنها ليست لك إنها لمحمد بن عبد الكبير الكتاني الأحمدي الإبراهيمي الصديقي الأويسي يظهر في القرن الرابع عشر وأولـها {اللـهم صل على سيدنا ومولانا أحمد} واسم هذا الشرح الرقائق الغزلية في شرح الصلاة الأنموذجية. واعلم أن سر إيثار التعبير بأحمد دون محمد مع أن المتداول عند الناس هو محمد وهو أن الحق تعالى أول شيء أبرزه من جوهرية العما هو جوهرية روحانيته صلى اللـه عليه وسلم المعبر عنها بالحقيقة الأحمدية المعبر عنها بالقبضة ثم بعد ذلك أبرز الحق هيكلـه الجسماني في زوايا البطون كما ورد ذلك في الحديث روى ابن الجوزي في الوفا عن كعب الأحبار أنه تعالى لما أراد أن يخلق سيدنا محمدا صلى اللـه عليه وسلم أمر جبريل أن يأتيه بالطينة البيضاء فهبط في ملائكة الفردوس وقبض قبضة من موضع قبره بيضاء نيرة فعجنت بماء التسنيم في معين الجنة حتى صارت كالدرة البيضاء لـها شعاع عظيم ثم طافت بها الملائكة حول العرش والكرسي والسماوات والأرض حتى عرفته الملائكة قبل أن تعرف آدم عليه السلام لكن لم يكن في ذلك العالم للجسم حكم، فكان الحكم للجوهر الروحاني عكس عالم الشهادة لكن من حين برزت روحانيته أمرها الحق تعالى بالاصطحاب العيني مع الـهيكل فاصطحبا فكان شيئا واحدا.
    ولو أن روحي مازجت ثَم روحه  لقلت ادن مني أيها المتباعد
    ويرشدك لـهذا أيها الطالب للدليل قولـه في الحديث: قبض قبضة من نوره فقال لـها كوني محمدا. لاشك أن القبضة عبارة عن حقيقة أحمديته صلى اللـه عليه وسلم، وهذه القبضة توجه عليها الحق بالتوجه الإرادي فتدفقت من نفس ماهية الإطلاق ولا اتصال ولا انفصال بشاهد قولـه في الحديث: أنا من اللـه والمومنون مني، وهذا عندنا حديث صحيح، وهذه القبضة أمرها في الحديث بأن تتحد مع جسمانيته صلى اللـه عليه وسلم وقد فعلت فقال لـها أي للقبضة كوني محمدا أي اتحدي بالمحمدية، ومن يوم اتحدا وليس الحكم إلا للأحمدية لأن العالم عالمها وهو عالم الأمر {قُل الروح من أمر ربي}. واعلم أن مشهدنا معاشر المحققين في عالم الشهادة هو شهود برزخية روحانية أحمديته صلى اللـه عليه وسلم أول تعين تدفق من حضرة العلم أولية حقيقية لا إضافية، وأما محمديته فنراها منطوية في هيولى أحمديته. لأن المحقق إذا تمكن في بساط الرياضة التحق بعالم المجردات فتجوهرت جسمانيته وصار الحكم للروحانية وإذا صارت روحانية صارت لا تشهد إلا مقتضى عالم المجردات وهي جوهرية روحانيته صلى اللـه عليه وسلم، وهذا محمل قولنا في الصلاة أحمد بدل محمد وهذا عندنا هو السر في إيثار تعبير سيدنا عيسى عليه السلام في قولـه: {ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه أحمد}. لاشك أن البشارة منوطة بأمور ثلاثة: التبشير بالرسول والإتيان من بعده لا مقارن لـه في الزمان واسمه أحمد. ولاشك أنه صلى اللـه عليه وسلم لما برز لم يشتهر في الأرض إلا بمحمد، وعليه فسر إيثاره التعبير بأحمد دون محمد، مع كون محمد هو الذي سمي به لما ظهر، هو أن سيدنا عيسى عليه السلام كان يعلم أنه صلى اللـه عليه وسلم ركب من جوهرين لطيف وكثيف لكن الجوهر الكثيف لا يؤثر فيه صلى اللـه عليه وسلم لغلبة الروحانية وإذا كان كذلك فكأنه ما برز إلا الجوهر الروحاني والجوهر الروحاني من عالم الأمر، ولاشك أن عالم الأمر ليس مستودعا فيه الا الحقيقة الأحمدية، وإذا كان كذلك فما برز الا الجوهر اللطيف. فإن قلتَ: يشم من هذا أن البشرية منتفية فيه صلى اللـه عليه وسلم أصلا قلتُ: هذا لا يتوهمه عاقل فأحرى فاضل للأنه مكابرة، والقرءان والسنة تثبتها. والمراد أن حكمها منتف لا يثبت وعينها قائمة فانفكت الجهات وبها تنفصم عرى إشكالات {لمن كان لـه قلب أو القى السمع وهو شهيد} فطوبى لمن قيل لـه {فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} ولم يكن أسير تقليد. فهذا هو السر في إيثارنا التعبير بأحمد دون محمد تدبر إن فهمت وإلا فسلم تسلم وان سئلت فقل لا أعلم. فإن قلتَ: ما السر في الإتيان بحروف احمد كلـها نورانية ما عدا الدال فإنه حرف ظلماني؟ قلتُ: لاشك أن جوهره اللطيف لم يظهر لبسيطة كرة العالم من حيث هي، وما ذلك إلا لتستره تحت مباني الـهيكل الجسماني المركب مما يقتضي الكثافة ظاهرا فهذا هو السر في ختم المادة بحرف ظلماني، كذلك الروحانية الكلية تسترت تحت أصداف عالم الإمكان لأجل ذلك لم تظهر وهو سر يرقص لـه العقل السليم.

    ثم قلنا في الصلاة: الذي جعلت اسمه متحدا باسمك ونعتك. لاشك أن الاتحاد يطلق ويراد به المقارنة وهذا أمر ناطقة به الأحاديث المتكاثرة غير أنه معنى ظاهري يليق بالقاصرين مثلي وإلا فمن علت همته ارتقى لأعلى عالم العناصر وصار يأخذ الأشياء من محلـها. ومحمل هذا أن المراد بالاتحاد المقارنة مع اسمه تعالى في الكتابة على ساق العرش، وعندنا بحسب مكنون باطن الأمر لا فرق بين اسمه صلى اللـه عليه وسلم محمدا وأحمد وإن كانت الصيغ تعطى الفرق فدونك الشرح الكبير المسمى بالبحر المسجور ففيه العجب العجاب.
    ثم قلنا: وصورة هيكلـه الجسماني على صورة أنموذج حقيقة خلق اللـه آدم على صورته. المراد بالأنموذج بحسب اللغة هو صورة الشيء التي تنطبع فيه الأشياء وكذلك سيدنا محمد صلى اللـه عليه وسلم كل ما في الوجودات من أشتات الكمالات المتفرقة فقد انطبعت فيه صلى اللـه عليه وسلم ولا تكمل لـه أفضليته على جميع الجواهر الإنسانية إلا بعد أن ينطبع فيه جميع ما فيهم أعني كالأنبياء والرسل والملائكة و زاد عليهم بما هو مذكور في باطن القرءان المجيد بما يصرح به ومالا. والمراد أن صورته صلى اللـه عليه وسلم على صورة أنموذج جميع الكمالات الإلـهية التي هي مقتضيات الأسماء والصفات. فسيدنا آدم الجسماني هب أنه علم الأسماء كلـها لكن مجموعه صلى اللـه عليه وسلم علم مسميات الأسماء فبهذا كان أفضل وأرفع وأشرف سائر العوالم من حيث سقي من جميع مسميات الأسماء وصار بسبب ذلك كالـهيولى ينطبع فيه كل شيء، ولما انطبع فيه كل شيء فضل كل شيء وارتقى عن كل شيء حتى عن تعظيمنا وتنويهنا معاشر المحققين. فإن قلتَ: هل لـهذا من شاهد؟ قلتُ: نعم، قولـه صلى اللـه عليه وسلم: خلق اللـه آدم على صورته. اعلم أولا أن عند الأصوليين قاعدة وهي أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وذلك أن هذا الحديث ورد على سبب وهو أن المؤدب الأكبر رأى رجلا يضرب عبده عل وجهه فقال لـه لا تفعل إن اللـه خلق آدم على صورته هذا السبب لكن العبرة عندنا بمراده صلى اللـه عليه وسلم حالة النطق بهذا الكلام وهذا أمر نطلع عليه والمنة للبرزخيات الثلاث. واعلم أن عندنا آدمين: آدم أنور وهو الجسماني، وآدم أكبر وهو العقل الأول، فهو أب للأرواح كما أنه آدم الأجسام والأكبر هو الحقيقة الأحمدية، وهو المراد في الحديث، أعني باعتبار باطنه، وإلا فقد سمعت ظاهره والمعنى: خلق اللـه آدم الأكبر التعين الأول النفس الكلية على صورته، المراد بالصورة هنا الصفة: أي أوجد اللـه هذه الجوهرية الجامعة لرقائق الكنز المصون وحقائق الغيوبات على صفة الحق. فكما أن الحق متصف بجميع الكمالات الاستبدادية كذلك النسخة الذاتية حاوية وجامعة للكمالات الإلاهية الاستمدادية ويرشدك لـهذا القرءان {وإنك لعلى خلق عظيم} على قراءة الإضافة بدون تنوين أي وإنك أيها الـهيكل الجامع لعلى خلقِ عظيم وهو الحق إذ لا أعظم منه. ولاشك أن أخلاقه لا تحصى. وهاهنا اثبت لـه الحق أنه اكتنف الأخلاق الإلـهية و لم يحصرها في جنس معين فأبقينا هذا اللفظ على ما تعطيه صراحته. والمراد أنه حائز لجميع الكمالات الإلـهية بدليل الآية، وكذلك قولـه تعالى {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون اللـه} وهذه الآية دالة على ما أبديناه من التحقيق بل أنزلـه منزلة نفسه. وقد تكلمت على هذه الآية في شرح البخاري فلتنظر. فإن قلت: يلزم على هذا مسايرته صلى اللـه عليه وسلم للحق في كمالاته قلتُ: لا يلزم، وذلك لأن الجناب الأقدس متصف بذلك على سبيل الاستبداد الاستبدادي، وأما سيدنا صلى اللـه عليه به فهو ملتحف بذلك على سبيل الاستمداد من الحق فليس مستبدا بذلك حتى يلزم المحظور تفهم إن كنت ممن. وقد تكلمت على هذا الحديث أعني قولـه: خلق اللـه آدم على صورته في كتابنا المسمى بالطلاسم وفي كتابنا المسمى برياض الأزهار وفي كتابنا المسمى بالديوانة فلينظر الكل.
    ثم قلنا: وفجرت عنصر موضوع مادة محمولـه من أنية أنا اللـه. اعلم أن العنصر كناية عن أول ما انبجس من جوهرية العما أولية حقيقية لا إضافية، وليس إلا الحقيقة الأحمدية، فكان الحق أولا متفردا في غياهب الكنزية وليس إلا البطون الذاتي فلما أراد التعرف انفعلت الأسماء وظهرت مقتضياتها، فمن الأسماء الرب وهو يقتضي ظهور مقتضاه أعني المربوب، ومنها الإلـه وهو يقتضي المألوه والخالق ويقتضي ظهور المخلوق والرازق ويقتضي ظهور المرزوق. فاقتضت أن تظهر انفعالاتها وشؤونها فنظرت فوجدت أن لا حكم في تلك المهامه إلا لحضرة الأحدية وهذه الرتبة لا تقتضي شيئا زائدا عليها إذ هي المدلول عليها بالألف صدر الحروف. وإذا كان كذلك فالشكلة والنقطة التي تزاد عليه لا يقبلـها من حيث مدلولـه عندي في الواقع فلا يزاد عليه بل ما دل عليه متخلق بالتجريد الذاتي المقتضي للسحق والمحق. فهناك تجلت أمواج ريح الإرادة وأبرزت جوهرا مسمى بالفلك المحيط، فأفاضت عليه الكمالات والشؤون والنعوت وجعلته مظهرا أكمل دالا عليها بوسعية إحاطته، وهو آدم الأكبر. فهناك تدفقت جوهرية أحمديته من نفس التجلي الإرادي، فبرز هنالك ووقع لـه صلى اللـه عليه وسلم التعرف، فعرف الحق بحسب ما سقي من الأسماء. ولا زال سره راكضا في أمواج كل اسم آلافا من السنين. هنالك كافحه بقولـه {طه} فالتحف بأجنحتي الشوق والاشتياق وصار طائرا في نعوت برقيات هوية الإطلاق العجمي إلى أن تحقق بأنه النقطة المرقومة تحت باء البسملة. وهذا هو عالم ذره هو، الأول لـه. ثم لازال يطير بأجنحتي الإطلاق إلى أن وصل لمنهل الاسم الواحد، ولا شك أنه يقتضي التكثر والانتشار. هاهنا قال في الحديث: فخلقت الخلق لأعرف فبي عرفوني. لاشك أن العالم إنما سمي عالما لأن فيه علامة على وجود المخترع، وهي الحدوثية. ولاشك أنها تدل على موجد، وهذا الموجد دلت الأدلة على أن ليس كمثلـه شيء، فهو قديم. لكن كون العالم إنما سمي عالما لكونه كذا، هذا يشم منه رائحة: وهي أن الجناب الحقي غير غني لما يدل عليه، مع كونه من الغنى كما قال {واللـه غني عن العالمين} وعليه: فالعالم إنما سمي عالما لكونه علامة على جوهرية الحدوثية، وأنها من جنس الممكنات، هكذا يظهر. فهو تعالى غني حتى عن دلالتنا عليه تعالى ولعل هذا يؤخذ بطريق الفص المحرف الكشفي من قولـه غني عن العالمين أي غني عن كون العالم علامة أن لـه ربا أوجده من لا شيء تدبر.
    وهاهنا نكتة عجيبة وهي أن قولـه في الحديث المتقدم فبي عرفوني لاشك أنه تقرر في علم الحساب أن الفاء بثمانين والياء بعشرة والباء بإثنين ومجموع هذا العدد هو عدد حروف محمد مع عدم اعتبار التضعيف فصار المراد: فخلقت الخلق لأعرف فبمحمد عرفوني. إذ ليس لنا إلا رتبتين: رتبة الوجوب، ورتبة الإمكان. ولاشك أن الممكنات فيما بينها يعسر عليها معرفة بعضها، إذ الناس معادن، فكيف يعرف من ليس بيننا وبينه مجانسة. وإذا خلي هذا وسبيلـه ما عرفنا الحق. وإذا لم يُعرف تعطلت مقتضيات الأسماء والصفات. وقد سبق في ديوانة الأزل أن لابد من التعريف والمعرِّف والمعرَّف فجاءنا هيولى الإجمال والتفصيل صلى اللـه عليه وسلم فتعرف إلينا إلى أن عرفنا الحق ببعض ما لـه من الكمالات. ولعلك أيها المنصف ما طرقت سمعك ولا رأيتَها في ديوان أعني باعتبار صدر النكتة. فإن قلتَ: أليس قد قال بعض الأكابر من المحققين رضي اللـه عنه أن حضرة الـهباء برزت قبل ظهور روحه صلى اللـه عليه وسلم ثم تدفق نوره منها؟ قلتُ: هذا لا نعرفه ولا وجه لـه ولعلـه رضي اللـه عنه نظر للنور فرأى أن جوهريته عرَضٌ. والعرَض عندهم لا يقوم بنفسه، فأبرز الحق جسما لطيفا مسمى بالـهباء كان هو الظرف لذلك التعين، لعل هذا ملحظه. ونحن نقول هذا من التحكمات العقلية، وإلا فالكشف أعطانا أن جوهرية نوره صلى اللـه عليه وسلم هب أنها برزت من صحاري الأزل لكن النسبة المعبر عنها ب{وهو معكم} الكائنة بين الرب والمربوب لا زالت. ولاشك أن عالم الإطلاق مجهول لا يدرك، فكذلك هي، لأن وصف العارف من وصف معروفه فهي مجهولة. وأيضا قول أهل التوحيد العام والحكماء والمناطقة: أن العرَض لا يقوم بنفسه، هذا ما أعطتهم قواهم المدركة. وأما نحن فالكشف أعطانا أن العرض قد يقوم بنفسه كهذه الجوهرة النورانية الأحمدية فلم يكن لـها ظرف وإنما كانت بنعت اللونية. فإن قلت: وما سبب بدء العالم؟ قلت: انفعالات الأسماء وتأثيرها، إذ الحكم أولا لم يكن إلا لما دل عليه الألف لا غير ثم وقع الانفعال. وغاية ما للعلماء باللـه هاهنا أن سبب بدء العالم هو تعلق العالم القديم أزلا به تفهم. فإذا تمهد هذا التحقيق لديك علمت أن قولـه صلى اللـه عليه وسلم فيما رويناه في البخاري: نحن الآخرون الأولون، أي أولية حقيقية لا إضافية. فإن قلتَ: أين تجد في كتاب اللـه أنه صلى اللـه عليه وسلم أول التعينات؟ قلتُ: صدر ديباجة القرءان بطريق الفص المحرف الكشفي، أعني قولـه: بسم اللـه. فلا شك أن ما قبل الباء هو الخلاء الموهوم المعبر عنه بمعقول القبلية للجناب الحقي والباء هي أول مراتب الأعداد فتدل على الإثنينية. ولاشك أن التعددات أولـها هو النفس الكلية، العقل الأول، المعنون عنه بالأول الثاني. فيوخذ من ديباجة القرءان العزيز أنه هو الأول في التعينات، وهي نكتة عجيبة ما طرقت سمعك. ولك أن تأخذ هذا من النقطة وذلك بان تجعل الباء إشارة للوجود الحقي المطلق. فإن قلتَ: كيف يصح هذا والباء أول الأعداد كما في علم الحساب فتدل على الكثرة والتعدد؟ قلتُ: أطلقت عليها ما ذكر بلسان الواحدية لا الأحدية وتقدم الفرق بينهما. والنقطة إشارة لحقيقة الحقائق فهي أول مصدر من حضرة التعين العلمي. ثم انه صلى اللـه عليه وسلم من يوم برز أفاض الحق عليه مقتضيات الأسماء والصفات ما صار به نبيئا في تلك الزوايا. إذ النبوءة عبارة عن إفاضة الحق على سطح عوالم هيكل من أراده للتربية: الكمالات والمقتضيات، أعني مسميات جميع الأسماء ما صار به هيولى تنطبع فيه سائر الأشكال والصور. أخرج الإمام أحمد واللفظ لـه والبخاري في التاريخ وأبو نعيم في الحلية والبغوي وابن السكن وصححه الحاكم عن ميسرة الفجر قال قلت: يارسول اللـه متى كنت نبيئا؟ قال وآدم بين الروح والجسد. فإن قلت: حقيقة آدم هذا الـهيكل المخلوق من طين المنفوخ فيه الروح فمجموعها هو آدم فما معنى البينية في الحديث؟ قلتُ: لا غرو أنه صلى اللـه عليه وسلم كما سبق بروحانيته كذلك سبق بجسمانيته وتقدم الحديث الشاهد لذلك.

    ويوخذ أيضا من قولـه: نحن الآخرون الأولون، ولاشك أن ساعة إخباره صلى اللـه عليه وسلم بهذه الخصيصة كان مجموع الجوهرين الروحي والجسدي أي نحن الأولون والمتكلم هما معا، وإن كان المدبر للجسم هو الروح. ولعل هذا من واد ما اشتهر عند الحكماء والأصوليين من أن المشار إليه بأنا هل هو الـهيكل المخصوص المشتمل على النفس والروح أو النفس وحدها لأنها المدبرة. ونحن من هذا القبيل. والحديث إنما عبر عن حالتيه الأولوية والآخرية على سبيل إظهار عظمة المسدي فليس المراد غيره. هكذا يوخذ بطريق الخوض في باطنه صلى اللـه عليه وسلم. ولا شك أن جواهر العوالم كلـها منبجسة من نفس معناه وحسه. وعليه فالمراد كنت نبيئا حقيقة وآدم الذي هو عنصر الـهياكل بين روحي الكلية وجسدي الذي هو أصل المواد. فالمراد روحه صلى اللـه عليه وسلم وجسده هو، لا روح سيدنا آدم وجسده صلى اللـه عليه وسلم. وليس في الحديث ما يرجح هذا الطرف على هذا والمراد أنه أفيضت عليه مقتضيات النبوءة وسيدنا آدم لازال منطويا في جوهريه صلى اللـه عليه وسلم تفهم. فإذا أحطت خبرا بما تلي عليك علمت أن : كنت نبيئا لا إشكال فيه حتى يقال أن النبوءة وصف ولابد أن يكون الموصوف به موجودا وإنما يكون بعد بلوغ أربعين سنة والمنة للبرزخيات الثلاث.
    وان كنتَ مزكوماً فليس بلائق  مقالك هذا المسك ليس بفائح
    ثم إن المراد بالموضوع والمادة والمحمول شيء واحد عندنا: وهو الأول الثاني، نفسه الكلية. واصطلاح المناطقة والحكماء شيء آخر وكل حزب بما لديهم فرحون. والمراد بالأنية هي قول اللـه {إنني أنا اللـه} فليس المراد بالأنية إلا ادعاء الأنانية أي قول القائل أنا وليس إلا الجناب الحقاني. أي وفجرت عنصر مادة العوالم كلـها من التوجه الإرادي الذي هو عين الذات. إذ الإرادة وصف وهو لا يفارق الموصوف وهو صلى اللـه عليه وسلم نتيجة التوجه الإرادي للحق. أي وفجرت أصلـه صلى اللـه عليه وسلم من قول الحق {أنا اللـه}. أي فجر نوره وانفتق من بساط الرتق حيث لم يكن إلا الحق متفردا في غياهب البطون يثني على نفسه بنفسه ويقول: أنا اللـه وحدي لاشيء معي حتى يسبحني. بل الأسماء والصفات بحكم البطون فليس هناك مسبح أصلا، أعني بحسب التفصيل، أي وفجرت روحه التي هي أول موجود من قول الحق أنا اللـه ليس ثم غيري، فهو الأول الثاني صلى اللـه عليه وسلم. وهذا بساط تكلمت عليه في تفاسير البسملة فلينظر. وهاهنا قال صلى اللـه عليه وسلم: أنا من اللـه والمومنون مني تفهم.
    ثم قلنا: بل حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد اللـه عنده وآلـه وصحبه وسلم. اعلم أن هذا العالم كلـه ظلمة أي أصلـه العدم ويؤول للعدم ويتوسطه العدم. لكن إنما اكتسب الوجود من حيث إفاضة الحق عليه جلابيب الوجود المطلق، فلولا إرسال منح الجود الإلاهي على جزئيات العالم ما وقع عليها أبصار لأنها معدومة. وإذا كان كذلك فلا وجود إلا للحق، لأن وجوده ذاتي بسبب كونه وجوبا، ووجود غيره ممكن. لأجل ذلك لم يكن لـه وجود لا يثبت إلا بوجود الحق. والمراد من الجمل: بل حتى إذا جاءه صلى اللـه عليه وسلم الجائي بعقلـه وروحه وقواه لم يجده شيئا، أي موجودا، وذلك لأن الشيء عندهم من خواص الموجود. وعليه فلم يجده موجودا لولا وجود الحق المفيض عليه أمطار التوجهات الإرادية، فبها قام الوجود وهي عين الذات، ووجد اللـه عنده هو الموجد للوجود. أي حتى إذا جاءه صلى اللـه عليه وسلم الذي هو كل الوجود وإنسان الوجود لم يجده موجودا إلا بالوجود الحقي. ووجد اللـه هو الذي لـه الوجود الحقيقي عنده وآلـه وصحبه وسلم تسليما هذا ما يسع الكلام عليها بحسب الاختصار، مع مقاساة الأهوال والأحزان. ومن أراد الكلام عليه بحسب التحقيق، فليراجع التفسير الكبير المسمى بالبحر المسجور. وقد ألف هذا الشرح ونحن في نزهة في أقل من لحيظات والمنة للبرزخيات الثلاث.
    وصلٌ: اعلم أن الحق تعالى خص طريقتنا هذه الأحمدية الإبراهيمية الصديقية الأويسية الكتانية بخصيصات منها: أن المصطفى صلى اللـه عليه وسلم يحضر على رأس المائة الثانية من ياأحد بجسمه الشريف، ثم انه يحضر عند ذكر الصلاة الأنموذجية بجسمه الكريم، وزيادة المحبة الخاصة به صلى اللـه عليه وسلم في مقام القرب المعنوي، فيحضر مع زيادة حلل في التجلي الذاتي تخصيصا لطريقتنا هذه، وهذا مشهود لدى أرباب البصائر، {ومن عميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون} والحمد للـه رب العالمين. وبهذه الصيغة التي نقرأها عليها في الزاوية الكتانية بها سمعت الملائكة تقرأها بها {وترى الذين كذبوا على اللـه وجوههم مسودة} فلا تبغي بها بدلا. فإن قلتَ: لاشك أن هذا كان يعلمه صلى اللـه عليه وسلم وإذا علمه فيلزم عليه أنه صلى اللـه عليه وسلم أطلع على عمل تنطوي لنا فيه الأعوام والشهور وهو في لحيظة ومع ذلك لم يخبرنا به. قلتُ: اعلم أن المصطفى صلى اللـه عليه وسلم أطلع على هذا لكن كان عند الصحابة ما يغنيهم عن هذا لأن اللحظة الواحدة منهم بمثابة آلاف من السنين منا لأن عبادتهم مع الكشف وتحقيق العيان سيما مع النظر فيه صلى اللـه عليه وسلم. فأغناهم هذا عن ما ذكر. وأيضا ادخر صلى اللـه عليه وسلم ذلك لـهذه الطائفة الأحمدية الكتانية تشريفا لـها واختصاصا لـها من بين سائر الطرق. وأيضا قد قال صلى الـه عليه وسلم: كل يوم ترذلون، ولاشك أن أصحاب الـهمم إذا علموا ذلك تفتكت أزرار هياكلـهم، فجبر الحق كسرهم وأبرز هذه الصلاة الأنموذجية لتقوم لـهم مقام عبادة آلاف من السنين مع شدة اسوداد ظلمة الوقت وغلبة سلطنة أرباب الدنيا واستواء شوكتهم على القاصي والداني، فالصحابة كان عندهم ما يكفيهم فحازوا مالم يشم لـه أكابر المحققين منا رائحة. لكن قال صلى اللـه عليه وسلم: مثل أمتي كالمطر لا يدرى أولـه خير أم آخره. فأقيمت قلوبنا على ساق، والعلم للكبير الخلاق. وأيضا فقد أخبرنا به صلى اللـه عليه وسلم فلا نقول أنه لم يخبر وهذا الفضل بالنسبة لكل أحد في كل مرة والحمد للـه رب العالمين.
    وصلٌ: اعلم أنا حققنا أن روحانيته صلى اللـه عليه وسلم اصطحبت مع جسمانيته من يوم برزت جسمانيته لكرة العالم. ولنا تأليف في هذه المسألة مستقل يسمى بالديوانة. فكانت العوالم عنده متحدة: مهما كان عالم اللطافة هنالك عالم الكثافة، ومهما كان عالم علوي ثم العالم السفلي من شدة اتحاد جوهري الحس والمعنى. نكتة فإن قلتَ: لم كانت الأشياء القائمة على الأنهار يرى أعلاها أسفلـها وأسفلـها أعلاها وترى الشمس تحتها مع أنها فوق؟ الجواب أن الشعاع الخارج من العين إذا اتصل بجسم صقيل وهو الماء أو غيره لم يثبت عليه لصقالته وزلق عنه إلى الجهة المقابلة للرائي إن لم يكن الصقيل أمامه بحيث تكون زاوية الالتقاء على الصقيل مثل زاوية الانعكاس في المساحة من غير زيادة ولا نقصان مثالـه هكذا :
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ  الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني Empty رد: كتاب: الرقائق الغزْلية في شرح الصلاة الأنموذجية ـ الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني

    مُساهمة من طرف Admin 2/6/2021, 11:51

    الشعاع النهر

    فهاتان الزاويتان في السعة واحدة فيتصل طرف الشعاع بالقائم ثم يجري فيه خيالـه إلى الماء فينطبع فيه. فكأن القائم وقع على سطح الماء والقائم إذا وقع يصير أعلاه أسفلـه وأسفلـه أعلاه فلذلك رأينا السماء تحته وكل ما هو أعلى من صاحبه يراه أسفلـه. فلو أقيم الماء واقفا كالمرآة رؤي على هيئته. فالقائم في القائم قائم والقائم في المنبسط منعكس لأن موضوع الانطباع أسفل والقائم أتى إليه فكأنه انطبع فيه وهو قائم، فأخذه في نفسه وانبطح. والانطباع في الحقيقة إنما هو في وجه الماء لا في عمقه، وإنما الحس لا يمكنه ضبط ذلك فيغلط فيه الوهم فيراه في جوفه فكأنه غرق في الماء بعد الانبطاح على وجه الماء، ولو غرقت الشجرة لكان رأسها أسفل، ضرورة أن كل ما هو أعلى من السماء وغيرها يرى أسفل. فاحتفظ على هذه النكتة واعرف محل الشاهد منها فهي ملفقة من علم الـهندسة والحكمة والطب يقول الأرجاني :
    هذا الزمان على ما فيه من كدر
    غدير ماء تراءى فـي أسافلـه
    فالرجل تنظر مرفوعـا أسافلـها

    حكى انقلاب لياليه بأهليه
    خيال قوم تمشوا في نواحيه
    والرأس ينظر منكوسا أعاليه
    وقال أبو عمار الكوفي :
    لئن بسط الزمان يـدي لئيم
    فقد تعلوا علـى الرأس الذنابي
    فصبرا للذي فـعل الزمـان
    كما يعلوا على النار الدخان
    فالدهر مولع برفع الناقص. وخفض الكامل. وسعد الجاهل. وشقاء الفاضل. وبؤس الكريم. ونِعَم اللئيم. وعز الشرير. وذل الخيِّر الخبير. وراحة المتهور. وتعب المتحذر.
    شيم مرت الليالي عليها والليالي قليلة الإنصاف

    و لا غرو أن يرتفع الجاهل وينحط العالم فقد يتدَلَّى سُهَيل وتستعلي النعائم
    وإن علاني من دوني فلا عجب لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
    وقال قابوس :
    وفي السماء نجوم لا عداد لـها وليس يكسف إلا الشمس والقمر
    وقال أبو عبيد البكري :
    ومازال هذا الدهر يلحن في الورى فيرفع مجرورا ويخفض مبتدا

    وقال ابن الرومي :
    قالت علا الناس إلا أنت قلت لـها كذلك يسفل في الميزان من رجحان
    فكل من غلبت عليه طبيعة من طبائعه كان ظاهرا بمقتضاها إن غلبت عليه الصفراء كان جمالي الظاهر والباطن متصفا بالبسط والسرور وان غلبت عليه البلغم كان غالبا عليه الغضب وكذلك السوداء والدم مثل الصفراء إذ الدم حار رطب والصفراء حارة يابسة والبلغم بارد رطب والسوداء باردة يابسة، هذا فيمن غلبت عليه طبيعة من الطبائع وأما من اعتدلت طبائعه فهو بلونها وإن كانت الأوصاف البشرية لابد من ظهورها مناسبة لعالم الشهادة. فإن قلتَ: أليس قد ساق الرئيس ابن سيناء في الشفاء ما يدل عل أن المعتدل الذي امتزج من العناصر على أكمل أحوالـه ممتنع لكن لما كان الاعتدال الحقيقي ممتنعا وجب أن يكون كلما كان أقرب إليه كان أولى باسم الاعتدال؟ قلتُ: هذا الرئيس ابن سيناء ارتكب متن عمود الحكماء وذلك أنهم احتجوا على تعذر وجود المعتدل بامتناع مكان يستحقه لأن مكان الجسم المركب هو مكان ما يغلب عليه من البسائط وهذا بسائطه متعادلة فيجب أن لا يستحق مكانا فيمتنع وجوده. كذا قالوا. ولا يتجه. فإن عنينا بالمعتدل ما تكافأت فيه الكيفيات أعني الطبائع فهذا لا يجب أن لا تتكافأ فيه الكميات لأن الجزء اليسير من النار يقاوم بحرارته كثيرا من جوهري الماء والأرض. فعلى هذا يجوز وجود المعتدل باعتبار الكيفيات دون الكميات. ويكون مكانه الذي يستحقه هو مكان ما غلب عليه من العناصر بكميته لا بكيفيته لأن الاعتبار في المزاج إنما هو بالكيف فقط والاعتبار في الجزء إنما هو بالكم والثقل والخفة تفهم. يقول أبو تمام وكأنه يشير لـهذا البساط:
    فلو صورت نفسك لم تزدها على ما فيك من شرف الطباع
    وهذا كلـه في غير هيولى الإجمال والتفصيل صلى اللـه عليه وسلم فكان معتدل الطبائع لأجل ذلك وسع العالمين علما وحلما ولعل كلامهم في غيره يقول سيدنا حسان على التحقيق:
    خُلقت مبرأً من كل عيب كأنك قد خُلِقْت كما تشاء
    وليت شعري أي عيب من أن تكون طبيعة أو غيرها لـها الـهيمنة عليه صلى اللـه عليه وسلم فمن تمام أفضليته على جميع الجواهر الإنسانية فأحرى غيرها أن تكون لـه السلطنة على جميع الرتب والدوائر وما ذاك إلا لأن روحانيته اصطحبت مع جسمانيته فصار الحكم للروحانية لا في عالم الشهادة ولا في عالم البرزخ. فإن قلتَ: يشكل عل هذا قولـه صلى اللـه عليه وسلم: ما من أحد يسلم علي إلا رد اللـه علي روحي حتى أرد عليه السلام فإنه يقتضي انفصالـها عنه مع أنا قلنا أنهما اصطحبا إن شئت قل عينا وإن شئت قل حكما تفهم. قلتُ: اعلم أنه صلى اللـه عليه وسلم حيٌ دائما بحياة مفاضة عليه من بحر القدس لأنه تخلق بالسبع المثاني ومن جملتها الحياة ففي جميع الأطوار لـه وجهتان وجهة لعالم الإطلاق، المعبر عنه بالقرب المعنوي المجهول، ووجهة لعالم التقييد كي يفيض عليهم مقتضيات الأسماء والصفات والشؤون والاعتبارات ويحفظهم ويحرسهم من سائر الطوارق. فإذا سلم عليه المسلم عرجت وجهته المقابلة لمرأى المظاهر الخلقية وأما الجهة الأخرى فلا دخل لـها في تدبير الملك فتدخل مكتب التعليم فتستأذن الجناب الحقي في سقي هذا المسلم عليه من جميع ما يطلب من المنح والأماني والأمنيات والمطالب، فإذا خرج الإذن، هاهنا قال: رد اللـه علي روحي أي بما أفيضه عليه من سبحات الجمال والجلال والكمال فليس في هذا أن روحه انفصلت عن جوهر الـهيكل فتأملـه فإنه يرقص لـه العقل السليم ولم أسبق به كغيره وهاهنا أمور أخر تقطع دونها الأعناق.
    سيكفيك من ذاك المسمى إشارة ودعه مصونا بالجمال محجبا
    فإن قلتَ: قولـه حتى أرد عليه السلام ينافي هذا. قلتُ: لاشك أن السلام في اللغة هو الأمان ولأجل هذا شرع السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف كأنك تخبر الكل وأنه في أمان منك فلا تؤذيه وتحفظ عرضه. وكذلك هاهنا. فسلامه صلى اللـه عليه وسلم فيه جميع الأماني والأمنيات. فأفاد هذا المعنى بأوجز لفظ مع ما فيه من علم البديع من المبالغة في أصغر عبارة ما لو تجسدت لكانت ياقوتا، ولو استطعمت لكانت للعقول قوتا، وقد فعلت فخرجت من بحر النثر، إلى ساحل السحر. وذلك أن الصفة التي وقعت فيها المبالغة إما أن تمكن عقلا وعادة أو عقلا لا عادة أولا عقلا ولا عادة. والأول يسمى بالتبليغ ومنه قولـه صلى اللـه عليه وسلم: لخلوف فم الصائم أطيب عند اللـه من ريح المسك فصيرورة ريح فمه أطيب من المسك مبالغة وهو ممكن عقلا لا عادة ومنه قول امرؤ القيس يصف فرسا:
    فعادى عداء بين ثور ونعجة  دراكا ولم ينضح بماء فيغسل
    ومنه هذا الحديث فقولـه: ما من أحد يسلم علي إلا رد اللـه علي روحي حتى أرد عليه السلام. لاشك أنه لا تخلو طرفة عين في كرة البسيطة إلا ومسلم يسلم عليه. وقد أثبت صلى اللـه عليه وسلم لنفسه أنه يسلم على جميعهم بشاهد إتيان النكرة في سياق النفي وهي تفيد العموم أي ما من جميع من يسلم علي إلا رد اللـه علي روحي حتى أرد. على حد {لا نفرق بين أحد من رسلـه}. فأحد في معنى الجماعة ولاشك أن هذا ممكن عقلا بأن يعطيه الحق قوة إطلاقية يستقصي بها الرد على جميع جواهر الوجود في وقت واحد. ولا غرابة في هذا عندنا فإنه صلى اللـه عليه وسلم سقي من الأسماء الذاتية. ولاشك أن كل اسم لـه مقتضيات وكل تلك المقتضيات ترد على المسلمين، ولاشك أنها تتعداهم. لكن العقل النوراني الذي تجوهر والتحق بعالم المجردات هو الذي يشاهد ذلك، وأما من لازال متلطخا بكثافات البشرية فبمعزل عن هذا. وكذلك ممكن عادة بما تقدم فإن النكرة في سياق النفي تعم، أي لفظا، حتى يتنزل المفرد فيها منزلة الجمع في تناولـه الآحاد مطابقة، لا كما ظنه بعض الأصوليين من أن مدلولـها بطريق المطابقة في النفي، كمدلولـها في الإثبات، وذلك للدلالة على الماهية، وإنما لزم فيها العموم من حيث أن سلب الماهية يستوجب سلب الأفراد لما بين الأعم والأخص من التلازم في جانب النفي إذ سلب الأعم أخص من سلب الأخص فتستلزمه. وهاهنا اثبت صلى اللـه عليه وسلم لنفسه أنه يرد على جميعهم فصار ممكنا لما أخبر به، ضرورة أنه لا ينطق عن الـهوى. وهذا من نفثات سحره الذي يعجز فرسان العقول النورانية عن المشي على نهجه.

    فإذا أحطت بهذا خبرا علمت أن قول بعض الحفاظ في الجواب عن الحديث أنه صلى اللـه عليه وسلم يستغرقه الشهود والتلذذ بالمناجات في جميع الأوقات، فإذا سلم عليه المسلم رجع صلى اللـه عليه وسلم من تلك المشاهدة إلى مكافأته، خال عن التحقيق، إذ علم عندنا معاشر هذه الطائفة الأحمدية أن لـه صلى اللـه عليه وسلم القوة من الجهتين فلا يشغلـه حق عن خلق ولا خلق عن حق فهو معتدل الزاويتين بل هذا عندنا من المعتقدات وكيف لا والحق أثنى بقوة باطنه بقولـه {ق}. ولا غرو أن من أقسم الحق بقوته كيف يحجبها شيء أو يعقبها فتور وهذا مبسوط عندي في الطلاسم والديوانة وكذلك وراثه صلى اللـه عليه وسلم لـهم القوة من الجهتين وكل من ليس هكذا فليس بمحقق عندنا ويرشدك لـهذا قولـه في البخاري: إني أبيت عند ربي وفي رواية إني أظل عند ربي، ولاشك أن الليل والنهار يصادفان الإنسان وهو إما قائم أو قاعد أو مضطجع أو غير ذلك، وكل هذه الأحوال أثبت لنفسه صلى اللـه عليه وسلم أنه مع ربه المعية الخاصة به، على سبيل المكافحة والتجريد الذاتي، بدون لثام التعينات وراء الواحدية، بل صرافة في صرافة، وهذا عندنا هو المعروف، والمهيع المسلوك، وغيره وإن شاع وذاع، وملأ الطروس والأسماع، وسار وطار، في الأقطار بالاشتهار، فلا ذوق لنا فيه ولا يساعده كشفنا الصمداني. فاختر لنفسك في الـهوى من تصطفي. وهب أن زحلا أعلى من الشمس، لكن الحكم عند اللـه لـها بمشاهدة الحس, وأما قولـه صلى اللـه عليه وسلم: لي وقت لا يسعني فيه غير ربي. فالمراد به عندنا جنس الوقت لا وقت مخصوص. ولا شك أن الدهر كلـه وقت واحد. راجع كتابنا الديوانة. وذهب بعض المحققين إلى أنه وقت مخصوص وهو مذهب لـه وهذه أمور كشفية لا تقليد فيها لأحد.
    وصلٌ: اعلم أن الحق تعالى لما أبرز هذه الأرواح الجزئية في عالم الذر وأزاح عنها النقاب حتى سمعت الكلام القديم الغير المناسب للكلام البشري هناك غامرها ما سمعت، فانفتكت عرى أزرارها، وبلبلت أطيار أدواح أزهارها وترنمت:
    الا غـنيـا لـي قبـل أن نـتفـرقا
    فقد كاد ضوء الصبح أن يفضح الدجا
    وهات اسقني صرفا شرابا مروقا
    وكـاد قمـيص الليل أن يتمزقا
    هناك أخذ عليها العهد وأقرت، إما طوعا وإما كرها بالنسبة لأهل الشقاء وأولـهم اللعين، فكأنهم قالوا: نعم. فكما أخذ عليهم العهد بالإقرار بربوبيته كذلك أخذ عليهم العهد بأن يقروا بنبوته صلى اللـه عليه وسلم ورسالته. بشاهد: {وإذا أخذ اللـه ميثاق النبيئين لما ءاتيناكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتومنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} فكل من الحق جل جلالـه لـه رب، فالمصطفى صلى اللـه عليه وسلم نبي ورسول، ولا فخر فوق هذا كما لا يخفى على ذي مسكة. وليس المراد بهذا إلا التنويه بما لـه من المزايا والمفاخر. كما أمر العوالم كلـها بأن تصلي عليه صلى اللـه عليه وسلم في قولـه {إن اللـه وملائكته يصلون على النبيء، ياأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}. فإن قلتَ: إذا صلى الحق عليه فأي حاجة لصلاتنا نحن؟ قلتُ: لما كان سيدنا صلى اللـه عليه به واسع الدائرة، وكان قطب أفلاك المراتب، ناسبت وسعية حيطته الوسعية أن لا يستغني عن جوهر من جواهر الوجود، فعلى قدر حريته على قدر عبوديته، تفهم. ولك أن تقول: أنه لما لم يكن هناك إلا أجزاء ذاته الكلية، وكان لون الماء على لون إنائه، ناسب أن يثني عليه كل جزئية من أجزاء ماهيته بمقتضى اللونية. وعليه فليس مصل إلا تجليات أنواره. واعلم أن في هذه الآية من التنويه بقدره ما نقول: منها التصدير بإن التوكيدية، ومنها إيثار التعبير بالاسم الذاتي، ومنها تعظيم رتبته بأن لا يبقى أحد إلا سعى في زيادة انتشار كمالاته، ومنها الإتيان بالجملة الاسمية المفيدة للتأكيد، ومنها إيثار التعبير بالمضارع المفيد للاستمرار التجددي، ومنها الإيذان بإفاضة الجناب الأقدس حلة التخلق عليهم بسببه، فكأنه يقول إذا كان مسدي الفضائل والفواضل يصلي على عبده فكيف أنتم، ومنها أن الحق هو المبتكر لـهذا الشأن فلم يامر غيره به كأمره للملائكة بالسجود لسيدنا آدم بل بدأ بنفسه ثم أخبر عن الملائكة، ومنها الاعتناء بأجزائه حتى نودوا لأجلـه، ومنها وقوع الموصول مركزهم إشارة لوصلتهم، ومنها نداؤهم باسم الإيمان وقد كانت الأمم تنادى بياأيها المساكين وشتان ما بين الخطابين، ومنها انبساط جاهه حتى نادى كل من فيه الإيمان فيدخل فيه كل مومن كيف ما كان فلا يشترط فيه كمال الإيمان لأجل هذا أتى بالموصول بصلة مطلقة غير مقيدة بعمل صالح بل التصديق بالمعرِّف والمعرَّف هو السبب للنداء، وإنما لم يقتصر على أهل الإحسان جبرا لقلوب الضعفاء الذين لم يصلوا لأوج هذه الرتب تفهم. فإن قلتَ: كيف نودوا بالياء المشعرة بالبعد وهو مناف لمقام التعظيم والمدح؟ قلتُ: لبعدهم عن حضرة الجناب الحقي بتدنيسهم بالكثافات والأغيار بخلاف أهل البيت الشريف الطيني لما شهد الحق بتطهيرهم وسبقت إرادته التي لا تتبدل بذلك ناداهم بقولـه {إنما يريد اللـه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} إشارة إلى أنهم ملحقون بعالم المجردات في التطهير عند اللـه، ومع ذلك لا ينبغي لـهم إلا أن يكونوا كجناحي الطائر في استواء الخوف والرجاء تأمل، ومنها نسبة فعل الحق لـهم ضرورة أن لا فاعل إلا اللـه والعبد إنما لـه الكسب فقط إشارة إلى أن ليس المصلي حقيقة إلا هو، ومنها أمرهم بمساهمتهم لـه فيصلون عليه هكذا أعطانا نور الآية:
    وما أثلاث القدس إلا لأهلـه وما كل إنسان بواديها يسرح
    فإن قلتَ: لم أضيف السلام إلى المومنين ولم يضف إلى اللـه والملائكة؟ قلتُ: اعلم أن الحق متصف بالإطلاق ولاشك أن صلاته على محبوبه بجميع كمالاته وشؤونه وأسمائه ومقتضياته فتتضمن الصلاة السلام، لأن الصلاة في اللغة هي الوصلة. والمراد هنا زيادة كشف في مقام المعية الخاصة به صلى اللـه عليه وسلم، بخلاف المومنين فليس لـهم هذا الوسع فأمروا بتفصيل التفصيل تدبر. فان قلتَ: ولأي شيء أمرنا بالصلاة عليه صلى اللـه عليه وسلم؟ قلتُ: ما فيها من شكر برزخيته إذ ليس لنا مدد حسي أو معنوي ملكي أو ملكوتي إلا وهو من البرزخ فلما كان بهذه المثابة تأكد علينا أن نصلي ونسلم عليه أداء لبعض حقوقه الواجبة علينا وإلا فلو كانت كل شعرة منا تصلي عليه بلسان من لدن خلقت إلى ما لا نهاية لـه ما قامت بمعشار العشر:
    ومن لي بحصر البحر والبحر زاخر
    ولـو أن كـل العالـمين تألفوا
    ورب سكوت كـان فيـه بلاغة

    ومن لي بإحصاء الحصى والكواكب
    على مدحه لـم يبلغوا بعض واجب
    ورب كلام كـان فيه عتب لعاتب
    بل نقول من يوم برزت روحانيته من غياهب الأزل وهي تسقي بدولابها جميع الأنبياء والأرسال والملائكة وجميع الأمم وكل ذرة من الوجود. فليس هناك أحد يقدر على التلقي مباشرة إلا منه وبه وفيه فالكل مستمد من جواهر حقيقة ماهيته بشاهد {مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان}. لا غرو أنه صلى اللـه عليه وسلم قال أن القرءان لـه ظاهر وباطن ولباطنه سبعة أبطن وباطن هذه الآية أن تقول: المراد بالبحرين اللاهوتية والناسوتية، والمراد بالالتقاء الاتصال المعنوي المجهول المعبر عنه بالمعية السارية، والمراد بالبرزخ الـهيولى القابلة لارتسام جميع الأشكال والصور والرقوم والتماثيل. ومعلوم في الحس أن البرزخ لا ينزل شيء إلا عليه ولا يصعد شيء إلا عليه، وكذلك نقول هاهنا هو برزخ حائل بين صدمات الحقية والخلقية. لولا برزخيته لتلاشت الرسوم والجواهر بسبب انبساط شعشعانية الأحدية فإن فيها حرارة معنوية لا تلاقي شيئا إلا فتكته اللـهم إن كان مستغرقا في قمر الجناب الأحمدي فيقال لـه نم في ظل {وزاده بسطة في العلم والجسم} والمراد بعدم البغي عدم الفتكات التي تحصل بسبب بسط أشعة الذات لولا برزخية الكافور المحمدي لأن من شأن الكافور البرودة وهاهنا معنوية. واعلم أن معنى صلاة اللـه عليه صلى اللـه عليه وسلم هو ما يتلى عليك.
    لا يخفى على المحقق الأحمدي أنه صلى اللـه عليه وسلم من يوم برز وليس ترقيه بمتقضى الاصطحاب إلا أحدية الكل الجمعي المطلق العاري عن النسب والإضافات فطورا يرفل في مظهر ثياب عظمتها، وآونة يلتحف برداء كبرياء لطفها ونقطة شكلتها، وحينا يعرج في ميادين سرادقات الأرواح، ووقتا يتلذذ بنعيم معين مدام الأقداح، وزمنا يطير بأجنحتي الشوق والاشتياق في مجال الجبروت مخيطة العين بخط {وأنتم لباس لـهن} في غيوبة الرغبوت والرهبوت وصباحا قائمة الشكل في محراب جمع الجمع الجمعي تسمع:
    تذلل بأنس البسط في حضرة المنى
    ودونك حسنـي فاشهدنه مجردا
    على عزة تبدوا بكـهف هويـتي
    على نعت فرق الجمع من ق قوتي

    وذلك لأن الصلاة في اللغة هي الوصلة ولا غرو أن صلة كل أحد على قدر معرفته وقد قال صلى اللـه عليه وسلم: أنا أعرفكم باللـه وليست الوصلة اللائقة به إلا وطئ مقتضيات بطون الإسم الباطن لكن مقامه فيه في الفلك السادس وقد أراد أن يزج الفلك السابع فسمع اللـه أكبر وهاهنا ترجمتُ عنه صلى اللـه عليه وسلم:
    وثم وراء الحس معنـى شهـدته
    هناك انمحى عن فرقي نقطة غينه
    بمهمه غيب القدس فـي طـي حلتي
    وصرت وراء الجمع من جمع شكلتي
    فدونك حانات الإطلاقات، وبُسُط الباءات كي تفهم ما أشرت إليه. ولما كان هذا هو معنى صلاة اللـه عليه نطق وجده صلى اللـه عليه وسلم وقال: جعلت قرة عيني في الصلاة، أي صلاة اللـه عليَّ في هذه المواكب المضروبة بصحاري ارتفاع البين من البين {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن اللـه معنا}. واعلم أن الجناب الأقدس لما أمرنا بالصلاة على محبوبه وعلم صلى اللـه عليه وسلم التحافنا بأُزُر التقييد قال: قولوا اللـهم صل أي إذا أردتم الصلاة علي فتشبثوا بأذيال كعبة التحقيق، واطلبوا من اللـه أن يصلي علي. وأما أنتم فعاجزون عن هذا البساط. هكذا أخبر الناموس الجمعي. إذ الحق أمرنا بالصلاة على محبوبه وهو صلى اللـه عليه وسلم أمرنا بأن نطلب من اللـه أن يصلي عليه. وإذا تحققت بهذا أرشدت إلى أن المصلي عليه ليس لـه من أمر الصلاة إلا أن يطلب من اللـه بتلك النسبة الكسبية التي هي مناط التكليف أن يصلي على حبيبه الأكرم ومحبوبه الأعظم صلى اللـه عليه وسلم. فإذا أحطت بهذا قلت قطعا لا معنى للخلاف في هذه المسألة أعني هل صلى اللـه عليه وسلم ينتفع بصلاتنا عليه أم لا لأن الإنسان يطلب من الحق أن يصلي على حبيبه ويزيده كشفا في المعية الخاصة به في بساط القرب المعنوي المجهول، ولاشك أنه ينتفع بذلك قطعا فما معنى الخلاف، وقد تقرر في علم التوحيد العام أن الإنسان ليس لـه اختراع ولا إيجاد ولا إنشاء وإنما لـه الكسب بحسب القوة المفاضة عليه من جداول الفيض الأقدس بواسطة هيولى الإجمال والتفصيل صلى اللـه عليه به، فإنما المصلي كالآلة وعليه فليس مصل على الحقيقة إلا الجناب الحق هو الذي يصلي على حبيبه صلى اللـه عليه وسلم، ضرورة أن المصلى يقول يا اللـه صل على سيدنا محمد وهو ينتفع بها قطعا سيما والمنشئ حقيقة والمخترع هو اللـه وحده فينتفع بهذا. واختلاف سادتنا أهل الظاهر يوكل إليهم فافهم. وإنما نشأ لـهم ذلك من توهمهم أن المصلي هو الذي صدرت منه الصلاة وليس كذلك، إذ المصلي لم يصدر منه إلا طلب الجناب المطلق أن يصلي على سيدنا محمد صلى اللـه عليه به بشاهد قولـه: اللـهم صل أي يا اللـه صل، فنحن نطلب من اللـه أن يصلي على حبيبه. فالصلاة حقيقة إنما هي صادرة من اللـه والعبد ليس لـه إلا التلفظ بالطلب. ومن تحقق بهذا أيقن أن الخلاف في المسألة لا معنى لـه. وليت شعري كيف خفي هذا المبحث على كثير من صناديد الأمة. واعلم أن طلب الطالب من اللـه أن يصلي عليه هذه طاعة من أجل القربات فيثاب عليها أعني على التلفظ. وأما سيدنا صلى اللـه عليه وسلم إنما ينتفع بنتيجة هذا الطلب وهو صلاة اللـه عليه. لكن هاهنا بساط آخر وهو أن تقول لا يخفى أن المدبر لـهذا الـهيكل الجسماني هو جوهر الروح، ولاشك أن الروح مستفاضة من نفس الروح الكلية، أعني الحقيقة الأحمدية، وإذا فهمت هذا تحققت أن ليس متجل في هذه الأشكال والصور إلا أنوار تجليات شؤونه وكمالاته صلى اللـه عليه وسلم. وعليه فنفسه الجزئية طلبت لـه ما أمرها الحق به فمنه إليه. فأنتج هذا البساط أيضا أنه ينتفع بالصلاة عليه صلى اللـه عليه وسلم أي من حيث الطلب فقط. وهاهنا ملحظ آخر وهو أن تعلم أن الثواب الذي يسديه الحق على المصلي بسبب طلبه من الحق زيادة تكرمة حبيبه ينتفع به المصلي. ويرشدك لـهذا قولـه في حديث سيدنا كعب بن عجرة وإن زدت فهو خير لك تأمل قولـه لك أي لا أنتفع أنا به لاستغنائي بما يفاض علي من الجناب الأقدس، وأنت تنتفع به فقط وأن الطلب الذي طلبه المصلي وهو زيادة كشف النقاب لـه في مقام أو أدنى ينتفع به صلى اللـه عليه به وعليه فلا خلاف. فبالنسبة لطلب المصلي ينتفع به المصلي في خاصة نفسه. وأما نتيجة ذلك الطلب، أعني بالنسبة لما من الحق لـه صلى اللـه عليه به بسبب طلب الزيادة لـه، فلا شك أنه ينتفع به قطعا تأمل جدا. فإن قلتَ: إن ظاهر قول سيدنا أبي بن كعب يا رسول اللـه إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي يعطي أنه كان يقصد نفعه صلى اللـه عليه به بصلاته عليه وهو يخدش فيما ذكرت. قلتُ: يظهر هاهنا أن هذا الصحابي الجليل رضي اللـه عنه كان في هذه اللحظة في البداية لازال لم يصل لمقام الفتح الكبير لأنه صار يرى نفسه غيره صلى اللـه عليه وسلم حتى صار يقصد نفعه بصلاته فلا زال صلى اللـه عليه وسلم يجذبه ويرقيه بسياسته العلية إلى أن خرج عن جميع مَا لـه وبقي خاليا مما يعرف وأوصلـه لمقام الفتح الكبير. وليس في هذا تنقيص للصحابي بل نحن نعترف أن ما نالـه أكابر المحققين منا إنما هو رشحة من رشحاتهم فإياك والغلط. وتأمل سياسته صلى اللـه عليه وسلم كيف لم ينكر عليه بالصراحة بل سلم لـه ظاهرا وألقى عليه مغناطيس الجذبات فاختطفته إلى أوج الكمالات تفهم. هكذا يظهر لنا في المقام وهو كشف صراح، وأن لم نسبق به. فكم ترك الأول للآخر وأحسن ما في الطاووس الذنب والإسكار بالخمر لا بالعنب.
    خاتمة : لاحت هاهنا لطائف في حديث سيدنا كعب بن عجرة أو أبي بن كعب وهو أنه قال: يا رسول اللـه إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي قال ما شئت قلت الربع قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك قلت النصف قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك قلت فالثلثين قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك. قلت أجعل لك صلاتي كلـها قال إذا تكفى همك ويغفر ذنبك.
    الأولى: كثرته الصلاة عليه وهو يدل على شدة استهلاكه فيه.
    الثانية: خبرة المريد شيخه بما يفعلـه إن أقره على ذلك ثابر عليه وإلا كان أسير تقليده إن كان مريد إرادة وإلا فهو كذوب.
    الثالثة: جواز إهداء الثواب لـه صلى اللـه عليه وسلم أعني ثواب الطلب. فذلك الطلب الذي يسديه الحق على المصلي ويثيبه عليه يجوز لـه إهداؤه لـه وليس فيه سوء أدب تفهم.
    الرابعة: جواز مشاورته فيما يقدم عليه.
    الخامسة: ما فيه من حسن تربيته صلى اللـه عليه وسلم حيث أدخلـه على نظره أي الصحابي وأخرجه على نظره هو صلى اللـه عليه به.
    السادسة: جواز التذلل والانبساط على العظماء ورؤساء الحضرة.
    السابعة: جواز الطول في المخاطبة ولا يضر مع الأحبة لكن إن لم يخف طول السآمة.
    الثامنة: المكافأة على الـهدية في قولـه إذن تكفى همك.
    التاسعة: حض الناس على الخير في قولـه خير لك.
    العاشرة: فيه رفع الـهمة للمعالي وعدم الرضى بالدون.
    وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
    الحادية عشرة: فيه جواز قول الوارث المحمدي لمريده الصادق اجعل ثواب عملك هذا في صحيفتي وليس مراده بذلك إلا إخراجه عن نظره وعدم الوقوف مع حظ من الحظوظ لكن إن طلب ذلك المريد كما يوخذ من قولـه فكم أجعل لك من صلاتي.
    الثانية عشرة: الإقرار بنعم اللـه، وأن من حصل على بساط الغنى النسبي أن يخبر عنه إن حصل لـه إذن وهذا من قولـه خير لك أي لا لي تفهم.
    الثالثة عشرة: حض الناس على الخير المرة بعد المرة وعدم الاستنكاف من ذلك.
    وأستروح هاهنا بقول الأديب :
    ماذا يريد العاذلون بعدل من لبس الخلاعة واستراح وراحا
    وقولـه :
    دع عنك تعنيفي وذق طعم الـهوى فإذا عشقت فبعد ذلك عنِّفِي
    وقلت من قصيدة طويلة :
    كم ضاق ذرعا بالخطوب وقد غدا
    أبلت حوادثها الزمان ومالـها
    فتكت جيوب الصبر فانفلتت قوا
    ما بث شكـوى للزمـان فلا لـه

    متمنطقا بذوائـب الـنـيران
    عنـه منـاص مُزِّجـا بـثوان
    ه المرسلات على القليب الفان
    حكم على الرجحان والنقصان
    وهذه كلـها مأخوذة من الحديث وهي ظاهرية والمنة للبرزخيات الثلاث والحمد للـه رب العالمين وسلام على جميع الأنبياء والمرسلين.

    (وكان الفراغ منه قبل الزوال يوم الثلاثاء تاريخ شوال الأبرك عام 1313 هجرية)

      الوقت/التاريخ الآن هو 24/11/2024, 08:06