الشيخ الطبيب محمد خير الشعال
{وَقُلِ اعْمَلُوا}
قال الله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام:135].
عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ»[رواه أبو داود].
الإيمان عملٌ، والحركة تولِّد الفقه، والعضو الذي لا يعمل يمرض، والعمل يولِّد الأمل، هذه الأربعة مادة خطبة اليوم.
الإيمان عمل، فمن تعريفاته: ما وَقَرَ في القلب وصدَّقه العمل، وأنتم تقرؤون في القرآن الكريم أكثر من خمسين مرَّةٍ عبارة: {آمَنُوا وَعَمِلُوا}، في دلالةٍ واضحةٍ إلى اقتران الإيمان بالعمل. فمطلوبٌ من المسلم العمل الصَّالح في العسر واليسر، وفي الشِّدَّة والدَّعة، وفي الأزمة والرَّاحة ما استطاع لذلك سبيلاً، يقوِّي به إيمانه وينشر به الخير في الأرض، هذا عن الإيمان والعمل.
الحركة تولِّد الفقه، فعمل المسلمين وحركتهم، ونشاطهم وفاعليتهم، تولِّد مسائلَ جديدة يحتاجون إلى أحكامها الشَّرعيَّة، فيرجعون بذلك إلى علمائهم الذين يبحثون عن نظائرَ لهذه المسائل، فيخرجون للعالَم بأحكامَ أصيلةٍ لحوادث جديدةٍ، فيتجدد الفقه بالحركة.
ما حكم زراعة الأعضاء، وما حكم العمل بالبورصة، وما حكم الإجارة المنتهية بالتَّمليك، ما حكم طفل الأنبوب... كلُّها مسائل جديدة، تحتاج لأبحاث ودراسات تخرج بمادة فقهية في حكمها، فالحركة تولد الفقه.
أمَّا عن الصِّحة والعمل: فالأطباء متفقون على أنَّ العضو الذي لا يعمل يَضْمُر ورُبَّما يموت، فاليد التي لا تتحرَّك تضمر عضلاتها، وتيبس عروقها، وتتكلَّس مفاصلها، بينما العاملة بريئةٌ من هذه العيوب.
الأمل والعمل، وهو بيت القصيد من الخطبة، فالعمل يُثبت الأمل، والكسل يُورث الضَّجر، في الأوقات عامَّةً وفي الأزمات خاصَّةً.
الأمل تفاؤلٌ مع عملٍ، وهو محمودٌ، وكلُّ حكيمٍ ذو أملٍ، أمَّا الأمنية فهي تفاؤلٌ بلا عملٍ، وهي مذمومةٌ، وكلُّ أحمقٍ متمنٍّ.
إنَّك عندما تعمل تزيد فرص الفرج وسرعتَه، وتبعث في نفسك ونفس من حولك الأمل، لكن القاعدين العاجزين يقنطون ويُقنطون.
إنَّ خطبة اليوم جاءت لتقول:
- إذا كان الإيمان عملاً، والفقه عملٌ، والصِّحة عملٌ، والأمل عملٌ، فقم ولا تتثاقل، وبادر ولا تتبارد، واعمل ولا تتكاسل.
- اعمل لدنياك كأنَّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنَّك تموت غداً.
- نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشَّرِّ، والشَّيطان يجد عملاً للأيدي العاطلة لكي تعمل.
- قول الإمام الحسن البصري: (ما من يوم ينشق فجره إلَّا نادى منادٍ من قبل الحقِّ: يا ابن آدم أنا خلقٌ جديدٌ، وعلى عملك شهيدٌ، فتزود منِّي بعمل صالح، فإنِّي لا أعود إلى يوم القيامة).
- قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ»، قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: «يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ»، قَالَ: قِيلَ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: «يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ»، قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: «يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوِ الْخَيْرِ»، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: «يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ» [رواه البخاري ومسلم].
- قول الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105].
والحمد لله رب العالمين
أعجبنيلم يعجبني
{وَقُلِ اعْمَلُوا}
قال الله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام:135].
عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ»[رواه أبو داود].
الإيمان عملٌ، والحركة تولِّد الفقه، والعضو الذي لا يعمل يمرض، والعمل يولِّد الأمل، هذه الأربعة مادة خطبة اليوم.
الإيمان عمل، فمن تعريفاته: ما وَقَرَ في القلب وصدَّقه العمل، وأنتم تقرؤون في القرآن الكريم أكثر من خمسين مرَّةٍ عبارة: {آمَنُوا وَعَمِلُوا}، في دلالةٍ واضحةٍ إلى اقتران الإيمان بالعمل. فمطلوبٌ من المسلم العمل الصَّالح في العسر واليسر، وفي الشِّدَّة والدَّعة، وفي الأزمة والرَّاحة ما استطاع لذلك سبيلاً، يقوِّي به إيمانه وينشر به الخير في الأرض، هذا عن الإيمان والعمل.
الحركة تولِّد الفقه، فعمل المسلمين وحركتهم، ونشاطهم وفاعليتهم، تولِّد مسائلَ جديدة يحتاجون إلى أحكامها الشَّرعيَّة، فيرجعون بذلك إلى علمائهم الذين يبحثون عن نظائرَ لهذه المسائل، فيخرجون للعالَم بأحكامَ أصيلةٍ لحوادث جديدةٍ، فيتجدد الفقه بالحركة.
ما حكم زراعة الأعضاء، وما حكم العمل بالبورصة، وما حكم الإجارة المنتهية بالتَّمليك، ما حكم طفل الأنبوب... كلُّها مسائل جديدة، تحتاج لأبحاث ودراسات تخرج بمادة فقهية في حكمها، فالحركة تولد الفقه.
أمَّا عن الصِّحة والعمل: فالأطباء متفقون على أنَّ العضو الذي لا يعمل يَضْمُر ورُبَّما يموت، فاليد التي لا تتحرَّك تضمر عضلاتها، وتيبس عروقها، وتتكلَّس مفاصلها، بينما العاملة بريئةٌ من هذه العيوب.
الأمل والعمل، وهو بيت القصيد من الخطبة، فالعمل يُثبت الأمل، والكسل يُورث الضَّجر، في الأوقات عامَّةً وفي الأزمات خاصَّةً.
الأمل تفاؤلٌ مع عملٍ، وهو محمودٌ، وكلُّ حكيمٍ ذو أملٍ، أمَّا الأمنية فهي تفاؤلٌ بلا عملٍ، وهي مذمومةٌ، وكلُّ أحمقٍ متمنٍّ.
إنَّك عندما تعمل تزيد فرص الفرج وسرعتَه، وتبعث في نفسك ونفس من حولك الأمل، لكن القاعدين العاجزين يقنطون ويُقنطون.
إنَّ خطبة اليوم جاءت لتقول:
- إذا كان الإيمان عملاً، والفقه عملٌ، والصِّحة عملٌ، والأمل عملٌ، فقم ولا تتثاقل، وبادر ولا تتبارد، واعمل ولا تتكاسل.
- اعمل لدنياك كأنَّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنَّك تموت غداً.
- نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشَّرِّ، والشَّيطان يجد عملاً للأيدي العاطلة لكي تعمل.
- قول الإمام الحسن البصري: (ما من يوم ينشق فجره إلَّا نادى منادٍ من قبل الحقِّ: يا ابن آدم أنا خلقٌ جديدٌ، وعلى عملك شهيدٌ، فتزود منِّي بعمل صالح، فإنِّي لا أعود إلى يوم القيامة).
- قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ»، قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: «يَعْتَمِلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ»، قَالَ: قِيلَ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: «يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ»، قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ؟ قَالَ: «يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ أَوِ الْخَيْرِ»، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: «يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ» [رواه البخاري ومسلم].
- قول الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105].
والحمد لله رب العالمين
أعجبنيلم يعجبني
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin