بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
طريق الوصول الى الله تعالى. فصل من كتاب (حقائق عن التصوف) لسيدي الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله.
إن طريق الوصول إلى الله تعالى هو تلك المقامات القلبية :كالتوبة والمحاسبة والخوف والرجاء والمراقبة ... والصفات الخُلُقية : كالصدق والإخلاص والصبر ...التي يتحلى بها السالك في طريقه إلى معرفة الله تعالى معرفة ذوقية ، والوصول إلى مقام الإحسان الذي لا حدَّ لمراتبه.
وليس المراد بالوصول المعنى المفهوم بين ذوات الأشياء، فإن الله تعالى جلَّ أن يحده مكانٌ أو زمانٌ ، ولذلك قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه: ( وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به ، و إلا فجَلَّ ربُّنا أن يتصل به شيء ، أو يتصل هو بشيء ) (إيقاظ الهمم ج2/ص259)
وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:( معنى الوصول هو الرؤية والمشاهدة بسر القلب في الدنيا ، وبعين الرأس في الآخرة ، فليس معنى الوصول اتصال الذات بالذات ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)(روض الطالبين للغزالي ص 150) .
وإن السير في طريق الوصول إلى الله تعالى صفة المؤمنين الصالحين، ومن أجله جاء الأنبياء والمرسلون ، وإليه يدعو العلماء و المرشدون ، كي يرتقي المرء من حضيض المادية و الحيوانية إلى مستوى الإنسانية و الملكية ، ويذوق نعيم القرب ولذة الأنس بالله تعالى.
وإن الطريق واحدة في حقيقتها وإن تعددت الطرق الصوفية وهي في ذاتها وحقيقتها وجوهرها طريق واحدة .ولقد عني رجال التصوف برسم معالم هذا الطريق ، وتوضيح منازله ومقاماته ، ووسائل السير فيه.
قال أبو بكر الكتاني وأبو الحسن الرملي رحمهما الله تعالى: سألنا أبا سعيد الخراز،فقلنا: أخبرنا عن أوائل الطريق إلى الله تعالى ؟ فقال):التوبة، وذكر شرائطها، ثم ينقل من مقام التوبة إلى مقام الخوف، ومن مقام الخوف إلى مقام الرجاء، ومن مقام الرجاء إلى مقام الصالحين، ومن مقام الصالحين إلى مقام المريدين ومن مقام المريدين إلى مقام المطيعين، ومن مقام المطيعين إلى مقام المحبين ، ومن مقام المحبين إلى مقام المشتاقين، ومن مقام المشتاقين إلى مقام الأولياء ، ومن مقام الأولياء إلى مقام المطيعين، ومن مقام المطيعين إلى مقام المحبين ، ومن مقام المحبين إلى مقام المشتاقين، ومن مقام المشتاقين إلى مقام الأولياء ، ومن مقام الأولياء إلى مقام المقربين. وذكروا لكل مقام عشر شرائط، إذا عاناها وأحكمها و أحلت القلوب هذه المحلة أدمنت النظرة في النعمة، وفكرت في الأيادي والإحسان ، فانفردت النفوس بالذكر ، وجالت الأرواح في ملكوت عزه بخالص العلم به ، واردةً على حياض المعرفة، إليه صادرة ، ولبابة قارعة، وإليه في محبته ناظرة، أما سمعت قول الحكيم وهو يقول:
أُراعي سواد الليل أنساً بذكره...............وشوقاً إليه غـير مستكره الصبر
ولكن سروراً دائماً وتعرضـاً...................وقرعاً لـباب ذي العـز والفخر
فحالهم أنهم قََََرُبُوا فلم يتباعدوا ، ورُفعت لهم منازل فلم يُخفَضوا، ونُوِّرتْ قلوبهم لكي ينظروا إلى مُلْك عدن بها ينزلون ، فتاهوا بمن يعبدون ، وتعززوا بمن يكتفون ، حلَّوا فلم يظعنوا، واستوطنوا محلته فلم يرحلوا ، فهم الأولياء وهم العاملون، وهم الأصفياء وهم المقربون ، أين يذهبون عن مقام قربٍ هم به آمنون ، وعزوا في غرف هم بها ساكنون ، جزاءً بما كانوا يعملون ، فلمثل هذا فليعمل العاملون) (حلية الأولياء لأبي نعيم ج10/ص248-249) .
والصوفية في طريقهم للوصول إلى الله تعالى قد جعلوا قدوتهم ورائدهم سيد الوجود وإمام المتقين محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنهجوا نهجه حين فرَّ عليه الصلاة والسلام إلى ربه ، ولجأ إليه بعيداً عن الجو الوثني وعبادة الأصنام و الأحجار وعن صخب الحياة وأوضارها.
قال الله تعالى: ( ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) [الأحزاب45-46] . فساروا وراءه متبعين له في جميع حالاته وأخلاقه وأفعاله.
وقال تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم واله غفور رحيم) [آل عمران:31] . فساروا في طريقه الحنيف الذي سنه لهم غير منحرفين ولا ملتفتين.
وسمعوا نداء الله : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) [الأنعام:153]
وقوله تعالى: (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [الذاريات:56]
فلم تغرهم الدنيا بزخارفها ولم توقفهم بعلائقها.
وسمعوا هواتف الحقيقة تهتف من وراء حجب الغيب: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون) [المؤمنون:115]
فأحبوا لقاء من سيرجعون إليه ، وجدُُّوا واجتهدوا في سيرهم الحثيث حتى وصلوا إلى ربهم سالمين غانمين.
وها نحن نوضح بعض المقامات التي يمر بها السالك في سيره إلى الله تعالى، وأولها التوبة ؛ فمن لا توبة له لا سير له ، وهي منطلق السالك في سيره إلى ربه.
وهذه المقامات هي :
التوبة...المحاس...الخوف ...الرجاء ...الصدق...الإخلاص...الصبر...الورع...الزهد...الرضا ...التوكل... الشكر
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
طريق الوصول الى الله تعالى. فصل من كتاب (حقائق عن التصوف) لسيدي الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله.
إن طريق الوصول إلى الله تعالى هو تلك المقامات القلبية :كالتوبة والمحاسبة والخوف والرجاء والمراقبة ... والصفات الخُلُقية : كالصدق والإخلاص والصبر ...التي يتحلى بها السالك في طريقه إلى معرفة الله تعالى معرفة ذوقية ، والوصول إلى مقام الإحسان الذي لا حدَّ لمراتبه.
وليس المراد بالوصول المعنى المفهوم بين ذوات الأشياء، فإن الله تعالى جلَّ أن يحده مكانٌ أو زمانٌ ، ولذلك قال سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه: ( وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به ، و إلا فجَلَّ ربُّنا أن يتصل به شيء ، أو يتصل هو بشيء ) (إيقاظ الهمم ج2/ص259)
وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:( معنى الوصول هو الرؤية والمشاهدة بسر القلب في الدنيا ، وبعين الرأس في الآخرة ، فليس معنى الوصول اتصال الذات بالذات ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)(روض الطالبين للغزالي ص 150) .
وإن السير في طريق الوصول إلى الله تعالى صفة المؤمنين الصالحين، ومن أجله جاء الأنبياء والمرسلون ، وإليه يدعو العلماء و المرشدون ، كي يرتقي المرء من حضيض المادية و الحيوانية إلى مستوى الإنسانية و الملكية ، ويذوق نعيم القرب ولذة الأنس بالله تعالى.
وإن الطريق واحدة في حقيقتها وإن تعددت الطرق الصوفية وهي في ذاتها وحقيقتها وجوهرها طريق واحدة .ولقد عني رجال التصوف برسم معالم هذا الطريق ، وتوضيح منازله ومقاماته ، ووسائل السير فيه.
قال أبو بكر الكتاني وأبو الحسن الرملي رحمهما الله تعالى: سألنا أبا سعيد الخراز،فقلنا: أخبرنا عن أوائل الطريق إلى الله تعالى ؟ فقال):التوبة، وذكر شرائطها، ثم ينقل من مقام التوبة إلى مقام الخوف، ومن مقام الخوف إلى مقام الرجاء، ومن مقام الرجاء إلى مقام الصالحين، ومن مقام الصالحين إلى مقام المريدين ومن مقام المريدين إلى مقام المطيعين، ومن مقام المطيعين إلى مقام المحبين ، ومن مقام المحبين إلى مقام المشتاقين، ومن مقام المشتاقين إلى مقام الأولياء ، ومن مقام الأولياء إلى مقام المطيعين، ومن مقام المطيعين إلى مقام المحبين ، ومن مقام المحبين إلى مقام المشتاقين، ومن مقام المشتاقين إلى مقام الأولياء ، ومن مقام الأولياء إلى مقام المقربين. وذكروا لكل مقام عشر شرائط، إذا عاناها وأحكمها و أحلت القلوب هذه المحلة أدمنت النظرة في النعمة، وفكرت في الأيادي والإحسان ، فانفردت النفوس بالذكر ، وجالت الأرواح في ملكوت عزه بخالص العلم به ، واردةً على حياض المعرفة، إليه صادرة ، ولبابة قارعة، وإليه في محبته ناظرة، أما سمعت قول الحكيم وهو يقول:
أُراعي سواد الليل أنساً بذكره...............وشوقاً إليه غـير مستكره الصبر
ولكن سروراً دائماً وتعرضـاً...................وقرعاً لـباب ذي العـز والفخر
فحالهم أنهم قََََرُبُوا فلم يتباعدوا ، ورُفعت لهم منازل فلم يُخفَضوا، ونُوِّرتْ قلوبهم لكي ينظروا إلى مُلْك عدن بها ينزلون ، فتاهوا بمن يعبدون ، وتعززوا بمن يكتفون ، حلَّوا فلم يظعنوا، واستوطنوا محلته فلم يرحلوا ، فهم الأولياء وهم العاملون، وهم الأصفياء وهم المقربون ، أين يذهبون عن مقام قربٍ هم به آمنون ، وعزوا في غرف هم بها ساكنون ، جزاءً بما كانوا يعملون ، فلمثل هذا فليعمل العاملون) (حلية الأولياء لأبي نعيم ج10/ص248-249) .
والصوفية في طريقهم للوصول إلى الله تعالى قد جعلوا قدوتهم ورائدهم سيد الوجود وإمام المتقين محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنهجوا نهجه حين فرَّ عليه الصلاة والسلام إلى ربه ، ولجأ إليه بعيداً عن الجو الوثني وعبادة الأصنام و الأحجار وعن صخب الحياة وأوضارها.
قال الله تعالى: ( ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) [الأحزاب45-46] . فساروا وراءه متبعين له في جميع حالاته وأخلاقه وأفعاله.
وقال تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم واله غفور رحيم) [آل عمران:31] . فساروا في طريقه الحنيف الذي سنه لهم غير منحرفين ولا ملتفتين.
وسمعوا نداء الله : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) [الأنعام:153]
وقوله تعالى: (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [الذاريات:56]
فلم تغرهم الدنيا بزخارفها ولم توقفهم بعلائقها.
وسمعوا هواتف الحقيقة تهتف من وراء حجب الغيب: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون) [المؤمنون:115]
فأحبوا لقاء من سيرجعون إليه ، وجدُُّوا واجتهدوا في سيرهم الحثيث حتى وصلوا إلى ربهم سالمين غانمين.
وها نحن نوضح بعض المقامات التي يمر بها السالك في سيره إلى الله تعالى، وأولها التوبة ؛ فمن لا توبة له لا سير له ، وهي منطلق السالك في سيره إلى ربه.
وهذه المقامات هي :
التوبة...المحاس...الخوف ...الرجاء ...الصدق...الإخلاص...الصبر...الورع...الزهد...الرضا ...التوكل... الشكر
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin