في رحاب المولد الشريف
قصيدة ( لمّا قادني الأثرُ)
شعر: عبد المجيد حامد
***
هلْ ساقني لَهَفٌ أَمْ دَلَّني الأثَرُ
بَوْحٌ على شفةٍ قد شفَّها السَّحَرُ
أنسابُ في وَجَلٍ مِن كفِّ أسئلةٍ
هل جِئْتَ في قَدَرٍ، أَمْ إنّكَ القَدَرُ
يدنو الغمامُ على أكتافِهِ مَطَرٌ
فسبَّحَ النَّخْلُ لمّا جسَّهُ المَطَرُ
وأشرق الغارُ نورُ اللهِ يملَؤُهُ
ودفقةُ الصّبحِ والآياتُ والسّوَرُ
هذي خُطاكَ وفي صدري لها رِئَةٌ
تنفَّسَ الصُّبحُ فينا وانجلى البَصَرُ
فكان فيمن بدا أُمٌّ ومُرضِعةٌ
وبينَ وجهَيْهما قد أَسْفَرَ القمرُ
ثُمَّ استدارَ على كفَّيْهِما زَمَنٌ
يُظِلُّهُ العَرْشُ والتَّنزيلُ والفِكَرُ
بسطتُ للماءِ كفّي واغترفْتُ بِهِ
لِتُزهرَ الرُّوحُ في أشلاءِ مَنْ صبروا
العارفينَ مَقامَ اللهِ في وَجَلٍ
والواهبينَ لهذا الطُّهرِ ما نَذَروا
دنوتُ حيثُ سجى ليلٌ وأدعيةٌ
حيثُ استراح على أجفانِهِ النَّظَرُ
وكانت الريحُ تجري نحو مَرْقدِها
وخَلْفَها الطَّيْفُ والأصواتُ والصُّوَرُ
نزعتُ في الدَّرْبِ جَيْباً واعتكفتُ بهِ
وقلتُ للرَّكْبِ إنّي جسَّني الخَبَرُ
ألْقَوا عليَّ قميصاً شفَّ عن حُجُبٍ
النَّجمُ يسجُدُ والأوراقُ والشَّجَرُ
وبطنُ مكةَ مِحرابٌ وقد نَزَلَتْ
فيها المعارجُ والأحقافُ والزُّمَرُ
جداولُ الطَّيْرِ فوقَ البيتِ في نَسَقٍ
مِثْلَ الأذانِ بِعُرْضِ الجوِّ تنتشرُ
تُلقي السّلامَ إذا ألْقَتْ تَحِيّتَها
ثمّ استَوَتْ وجرى من ظِلِّها نَهَرُ
وضجّتِ الأرضُ مِسكاً منذُ بشَّرَها
عيسى بنُ مريمَ أنَّ الوعدَ مُنتَظَرُ
يا خيرَ مَنْ ذَرَفَتْ عيناهُ في سَحَرٍ
وخيرَ من نُظِمَتْ في حُبِّهِ الدُّرَرُ
أطوفُ بالشِّعْرِ أرجاءً مُقدَّسَةً
يفنى الوجودُ ولا تفنى بكَ السِّيَرُ
يا بُردةَ الطُّهرِ وجهُ الأنبياءِ بها
وقد تآخَتْ على أهدابها العِبَرُ
أتيتُ بابَكَ محمولاً على لَهَفٍ
حَمَلْتُ في الحُبِّ ما لا يحملُ البشرُ
فابسُطْ رداءَك إنّي أضلُعي تَعَبٌ
خَلْفِي حِرابُ دَمٍ في الرُّوحِ تنكسِرُ
تلكَ الخيامُ على كَفِّ الصّقيعِ رَسَتْ
طفلٌ يذوبُ على دمعاتِهِ الحَجَرُ
والقدسُ نَقْشُ دَمٍ تطوي مناسِكَها
قُرىً مُحَصَّنةٌ مِنْ دونها جُدُرُ
إذا مررتُ بها يُفتّشون دَمِي
ليقرؤوا فيه ما أُخفي وما أزِرُ
تجمهرَ الشِّعْرُ في عينيَّ جِئْتُ بهِ
يشُدُّهُ الوزنُ والإيقاعُ والوتَرُ
خُذني لطيبةَ ما في الحُبِّ مَعذِرَةٌ
تحت القِبابِ وتحت النَّخلِ أنهمرُ
فيا لتُربٍ ثوى في صدرهِ جسَدٌ
ويا لبيتٍ نما في كفِّهِ الشَّذَرُ
صلى عليك إلهُ العرشِ ما وفدَتْ
تلك الحجيجُ وما ناداك مُعتمِرُ
قصيدة ( لمّا قادني الأثرُ)
شعر: عبد المجيد حامد
***
هلْ ساقني لَهَفٌ أَمْ دَلَّني الأثَرُ
بَوْحٌ على شفةٍ قد شفَّها السَّحَرُ
أنسابُ في وَجَلٍ مِن كفِّ أسئلةٍ
هل جِئْتَ في قَدَرٍ، أَمْ إنّكَ القَدَرُ
يدنو الغمامُ على أكتافِهِ مَطَرٌ
فسبَّحَ النَّخْلُ لمّا جسَّهُ المَطَرُ
وأشرق الغارُ نورُ اللهِ يملَؤُهُ
ودفقةُ الصّبحِ والآياتُ والسّوَرُ
هذي خُطاكَ وفي صدري لها رِئَةٌ
تنفَّسَ الصُّبحُ فينا وانجلى البَصَرُ
فكان فيمن بدا أُمٌّ ومُرضِعةٌ
وبينَ وجهَيْهما قد أَسْفَرَ القمرُ
ثُمَّ استدارَ على كفَّيْهِما زَمَنٌ
يُظِلُّهُ العَرْشُ والتَّنزيلُ والفِكَرُ
بسطتُ للماءِ كفّي واغترفْتُ بِهِ
لِتُزهرَ الرُّوحُ في أشلاءِ مَنْ صبروا
العارفينَ مَقامَ اللهِ في وَجَلٍ
والواهبينَ لهذا الطُّهرِ ما نَذَروا
دنوتُ حيثُ سجى ليلٌ وأدعيةٌ
حيثُ استراح على أجفانِهِ النَّظَرُ
وكانت الريحُ تجري نحو مَرْقدِها
وخَلْفَها الطَّيْفُ والأصواتُ والصُّوَرُ
نزعتُ في الدَّرْبِ جَيْباً واعتكفتُ بهِ
وقلتُ للرَّكْبِ إنّي جسَّني الخَبَرُ
ألْقَوا عليَّ قميصاً شفَّ عن حُجُبٍ
النَّجمُ يسجُدُ والأوراقُ والشَّجَرُ
وبطنُ مكةَ مِحرابٌ وقد نَزَلَتْ
فيها المعارجُ والأحقافُ والزُّمَرُ
جداولُ الطَّيْرِ فوقَ البيتِ في نَسَقٍ
مِثْلَ الأذانِ بِعُرْضِ الجوِّ تنتشرُ
تُلقي السّلامَ إذا ألْقَتْ تَحِيّتَها
ثمّ استَوَتْ وجرى من ظِلِّها نَهَرُ
وضجّتِ الأرضُ مِسكاً منذُ بشَّرَها
عيسى بنُ مريمَ أنَّ الوعدَ مُنتَظَرُ
يا خيرَ مَنْ ذَرَفَتْ عيناهُ في سَحَرٍ
وخيرَ من نُظِمَتْ في حُبِّهِ الدُّرَرُ
أطوفُ بالشِّعْرِ أرجاءً مُقدَّسَةً
يفنى الوجودُ ولا تفنى بكَ السِّيَرُ
يا بُردةَ الطُّهرِ وجهُ الأنبياءِ بها
وقد تآخَتْ على أهدابها العِبَرُ
أتيتُ بابَكَ محمولاً على لَهَفٍ
حَمَلْتُ في الحُبِّ ما لا يحملُ البشرُ
فابسُطْ رداءَك إنّي أضلُعي تَعَبٌ
خَلْفِي حِرابُ دَمٍ في الرُّوحِ تنكسِرُ
تلكَ الخيامُ على كَفِّ الصّقيعِ رَسَتْ
طفلٌ يذوبُ على دمعاتِهِ الحَجَرُ
والقدسُ نَقْشُ دَمٍ تطوي مناسِكَها
قُرىً مُحَصَّنةٌ مِنْ دونها جُدُرُ
إذا مررتُ بها يُفتّشون دَمِي
ليقرؤوا فيه ما أُخفي وما أزِرُ
تجمهرَ الشِّعْرُ في عينيَّ جِئْتُ بهِ
يشُدُّهُ الوزنُ والإيقاعُ والوتَرُ
خُذني لطيبةَ ما في الحُبِّ مَعذِرَةٌ
تحت القِبابِ وتحت النَّخلِ أنهمرُ
فيا لتُربٍ ثوى في صدرهِ جسَدٌ
ويا لبيتٍ نما في كفِّهِ الشَّذَرُ
صلى عليك إلهُ العرشِ ما وفدَتْ
تلك الحجيجُ وما ناداك مُعتمِرُ
27/4/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
27/4/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
27/4/2024, 16:58 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
27/4/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
27/4/2024, 16:54 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
27/4/2024, 16:52 من طرف Admin
» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
27/4/2024, 16:47 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:58 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:57 من طرف Admin
» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:55 من طرف Admin
» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:54 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:52 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:51 من طرف Admin
» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
24/4/2024, 15:43 من طرف Admin
» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:42 من طرف Admin