..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
الله خالق الأجسام وصفاتها. Emptyأمس في 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    الله خالق الأجسام وصفاتها.

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    الله خالق الأجسام وصفاتها. Empty الله خالق الأجسام وصفاتها.

    مُساهمة من طرف Admin 5/1/2019, 15:06

    بسم الله الرحمن الرحيم.
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وسلّم.
    الله خالق الأجسام وصفاتها.
    يقول الله تعالى: ﴿ واللّهُ خَلَقَكُم وما تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة الصافات آية ٩٦]. يجب الإيمان بالله وهو إثبات وجوده تعالى على ما يليق به وأنّه خالق العالم ، فهو خالق الأجسام الكثيفة كالإنسان والسّماوات والأرض والأجسام اللّطيفة كالنّور والظّلام والرّوح والملائكة وهو خالق صفات الأجسام كذلك كالحركة والسّكون والرّوائح والطّعوم والنّوايا والخواطِر. والله لا يشبه شىء من خلقه فلا يشبه الأجسام الكثيفة ولا الأجسام اللّطيفة ولا يوصف بصفات الأجسام فلا يوصف بالحركة والسّكون والجهة والمكان واللّون والتّغير والانفعال والاستقرار والجلوس. الله خالق المكان والزمان وهو موجود قبل الزمان والمكان بلا مكان وبعد أن خلق المكان لم يتغير عما كان. فالتغير من صفات المخلوقين
    أما رفع الأيدي إلى السّماء فلأنّها قبلة الدّعاء ومهبط الرَّحمات، فالله موجود قبل السّماء والعرْش وقَبْلَ جميع المخلوقات فلا يسكن السّماء وﻻ العرشَ ولَيْسْ في كلّ مكان بل هو مَوْجُودٌ بِلاَ كَيْفٍ وَلاَ مَكَان وﻻ يجري عليه زمان. قال الشيخ فخر الدين بن عساكر (ت620 هـ) : «موجودٌ قبل الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يَمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كلٌّ، ولا بعضٌ. ولا يقالُ متى كانَ ولا أينَ كانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان، كوَّنَ الأكوانَ ودبَّر الزمانَ، لا يتقيَّدُ بالزمانِ ولا يتخصَّصُ بالمكان، ولا يشغلُهُ شأنٌ عن شأن، ولا يلحقُهُ وهمٌ، ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ، ولا يتخصَّصُ بالذهنِ، ولا يتمثلُ في النفسِ، ولا يتصورُ في الوهمِ، ولا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تَلحقُهُ الأوهامُ والأفكارُ، (لَيْسَ كَمِثلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)».
    الله سبحانه وتعالى غنـيٌّ عن العالمين أي مستغنٍ عن كل ما سواه أزلاً وأبداً فلا يحتاج تعالى إلى جهةٍ ولا إلى مكانٍ يقوم به أو شىءٍ يَحُلّ به، ولا يحتاج تعالى إلى مُخصّصٍ له بالوجود لأنَّ الاحتياج ينافي الألوهية، والله سبحانه وتعالى هو الإله الذي أوجد هذا العالم كله ، والعالم كلُّه بحاجة إلى الله تعالى ليحفظ عليه وجودَه، فالله تبارك وتعالى هو خالقُ السَّمـوات السبع والأرضين والعرش والكرسي وخالق الأماكن كلها، لذلك لا يجوزُ أن يُعتقد أنَّ الله تعالى موجودٌ في مكانٍ أو في كل الأمكنة أو أنَّه موجودٌ في السَّماء أو مُتمكِّنٌ وجالس على العرش أو مُنبثٌّ ومنتشر في الفضاء أو أنَّه قريبٌ مناَّ أو بعيدٌ بالمسافة، تعالى الله سبحانه وتعالى، وتنـزَّه عن هذه الكيفيات كلها، لأنَّه تعالى موجود بلا كيفٍ ولا مكان.
    ويكفي في تنـزيه الله تعالى عن المكان والحيز والجهة قوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ﴾ [سورة الشورى آية 11] فلو كان لله تعالى مكانٌ وجِهةٌ لكانَ له أمثالٌ وأبعادٌ طولٌ وعرضٌ وعمقٌ، ومن كانَ كذلك كان مُحدَثاً مَخلوقاً مَحدوداً مُحتاجاً لِمن حدَّه بِهذا الطولِ والعرضِ والعُمق.
    يقولُ الإمام عليٌ رضي الله عنه : «كَانَ اللَّهُ وَلاَ مَكَانَ وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ». ويقول أيضاً في تنـزيه الله عن الجلوس : «إنَّ الله خَلَقَ العَرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَتَّخِذهُ مَكَاناً لِذَاتِهِ». رواه أبو منصور البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق.
    يقول الإمامُ الكبيرُ أحمد الرفاعي رضي الله عنه الذي كان من كبار العلماء وأولياء الله العارفين والصوفية الصادقين عبارةً عظيمةً جامعةً في توحيد الله عز وجل وتنـزيهه عن مشابَهة المخلوقات : ” غَايَةُ الْمَعْرِفَةِ بِاللهِ الإِيقَانُ بِوُجُودِهِ تَعَالَى بِلاَ كَيْفٍ وَلاَ مَكَان ” فهذه العبارة تحتوي على معان عظيمة في التوحيد والعقيدة ، فهي تفيد أنَّ معرفة الله تعالى تكون بالاعتقاد الجازم بالقلب أنَّ الله تبارك وتعالى موجود لا شك في وجوده ، فهو تعالى لا بداية ولا نِهاية لوجودِه. موجودٌ أزلاً وأبداً لا يفنى ولا يموت ، وهو الذي أَوجَدَ بقُدرته هذا العالم بأسره العلويَّ والسفليَّ والعرشَ والكرسيَّ والسَّمواتِ والأرض وما فيهما وما بينهما ، وتفيد هذه العبارة العظيمة أيضاً أنَّ الله سبحانه وتعالى موجودٌ بلا كيفٍ ولا مكان.
    فالله تعالى هو خالق المخلوقات كلّها ، وخالقُ المخلوقات يَستحيلُ عليه في العقل أن يُشبِهَها فيستحيل على الله تعالى إذاً الصورة والهيئة والشكل والحجم والمقدار والحركة والسُّكون والألوان والطُعوم والاجتماع والافتراق والاتصال والانفصال وكذلك يستحيل على الله عزَّ وجلَّ المكان والجهة لأن من له مكان يكون جِسماً له حدودٌ ومساحة وأبعادٌ ولاحتاج إلى من جعله بِهذا الحجم وبِهذا المقدار والحد ، لذلك لا يجوز أن يُعتقد أنَّ الله تبارك وتعالى له حدودٌ و مساحةٌ.
    يقول الإمام عليٌ مصباح التوحيد رضي الله عنه : ” مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِلَهَنَا مَحْدُودٌ فَقَدْ جَهِلَ الْخَالِقَ الْمَعْبُود ” ويقول الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته الـمُسمَّاة ” العقيدة الطحاوية ” والتي بـيَّن فيها عقيدة أهل السنة والجماعة : ” تَعَالىَ (يعني الله تعالى) عَنِ الحُدُودِ وَالغَايَاتِ وَالأَرْكَانِ وَالأَعْضَاءِ وَالأَدَوَاتِ ” ويقول أيضا في نفي الجهة عن الله عزَّ وجلَّ ” وَلاَ تَحْوِيهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كَسَائِرِ المُبْتَدَعَاتِ ” والجهاتُ الست هي : فوق وتحت ويمين وشمال وأمام وخلف. وقال : ” ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر “، وهذا بيّنٌ ظاهر لمن كان له مُسْكة من العقل.
    فمن شبه الله بخلقه بأن نسب إليه الصورة أو الأعضاء أو الجهة أو المكان فلا يكون مسلما وعليه الرجوع للإسلام بترك العقيدة الفاسدة والنطق بالشهادتين: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهد أنَّ مُحَمَّداً رسول الله. لأنَّ مَنْ كَفَرَ لا يَرجِعُ إلى الإسلامِ إلا بالنُّطقِ بالشهادتين، بعد رجوعه عن الكفر، فلا يرجع الكافر إلى الإسلام بقول أستغفِرُ اللهَ بل يَزيده ذلك كفرًا، ولا تنفعه الشَّهادتان ما دام على كفرِه لم يرجِع عنه. أنظر: كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيـمَانِهِ: إجْتِناب الوُقوع في الرّدّةِ والكُفْرِ.
    ويقول الإمام الجليل زين العابدين عليُّ بن الحسين رضي الله عنه في رسالته المشهورة ” بالصحيفة السجادية ” والمنقولة عنه بالإسناد المتسلسل إليه بأهل البيت في نفي الجهة والمكان عن الله عزّ وجلَّ : ” لاَ يَحْوِيهِ مَكَان ” ويقول رضي الله عنه أيضاً في نفي الحد عن الله سبحانه وتعال : ” أَنتَ اللهُ الذِي لاَ تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُودًا ” أي فكيف تكون محدودا.
    ويقول الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه في كتابه الفقه الأبسط في نفي المكان والجهة عن الله عزَّ وجلَّ ” كان الله ولا مكان كان قبل أن يـَخْلُقَ الخلق … كان ولم يكن أينٌ ولا خَلْقٌ وهو خالق كل شىء “.
    ويقول الإمام الجليل أبو حامد الغزالي في تنـزيه الله عز وجل عن المكان والأمكنة : ” إنَّه ـ يعني الله ـ منـزّه عن المكان وجميع الأمكنة “.
    ولقد ألف الإمام ابن البرمكي رضي الله عنه في العقيدة التي ألفها لصلاح الدين الأيوبي وبيّن فيها تنـزيه الله عز وجل عن مشابَهة المخلوقات وعن المكان والجهة فقرر صَلاَحُ الدِّين لعظيم أمرها وفائدتِها ولما حوت من معان عظيمة في توحيد الله جلَّ وعلا تدريسها للصغار والكبار لما تضمَّنت من عقائد أهل السـنَّةِ والجماعة وما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن تبعهم بإحسان ، حتى سميت العقيدة الصلاحية . يقول في هذه العقيدة :
    وَصَانِعُ العَالَمِ لاَ يَحْوِيــــهِ قُطْرٌ تَعَـالَى الله عَنْ تَشْبِيـهِ
    قَدْ كَان مَوْجُوداً وَلاَ مَـكَانَا وَحُكْمُهُ الآنَ عَلَى مَا كَانـَا
    سُبـْحَانَهُ جَلَّ عَنِ المَكَــانِ وَعَزَّ عَنْ تَغَـيُّرِ الزَّمَــانِ
    واعلم يا أخي المسلم أنَّه يجب طرد كل فكرةٍ عن الأذهان تفضي إلى تقدير الله عزَّ وجلَّ وتحديده لأنَّه تعالى لا يُحَدُّ وهو موجودُ بلا كيفٍ ولا مكان ولذلك يقول الإمام الجليل أبو سليمان الخطابي رضي الله عنه : ” إنَّ الذي يجبُ علينا وعلى كلِّ مسلم أن يَعلَمَهُ أنَّ ربنا ليس بذي صورةٍ ولا هيئة فإنَّ الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية “.
    قالَ الإمامُ أحمدُ بن حنبل (164 – 241 هـ) رضي الله عنه : « مهما تصَوَّرتَ بِبَالكَ فاللهُ بخلافِ ذلك » رواه الفقيه أبو الفضل التميمي المتوفى سنة 410 هـ، وروى ذلك عن ذي النون المصري الحافظ الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 هـ. فكلُّ ما تصوَّرتَ فهو مخلوقٌ واللهُ لا يُشبِهُ المَخْلوقَ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « لا فِكْرَةَ في الرَّبِّ » رواه السيوطي في تفسيره. وروى البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : « تَفَكَّروا في كُلِّ شىء ولا تفكَّروا في ذَاتِ الله ».
    قالَ الله تعالى : « وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً » [سورة طه آية 110]، فالمخلوقاتُ لا تعرفُ حَقيقةَ اللهِ، فَنحنُ لا نعْرفُ حَقيقةَ اللهِ إنَّما نعرفُ اللهَ بصِفاتهِ، وبِتَنزِيههِ عَنْ صِفَاتِ الخَلْقِ وعَنْ كُلِّ ما لا يليقُ بِهِ تَعَالى. فمعرفتنا بالله تكون بمعرفة ما يجب له من صفات الكمال كالقدرة والإرادة. وتنزيهه عن صفات النقصان كالجهل والعجز والمكان. ومعرفة ما يجوز في حقه كخلق شىء أو تركه
    قال سيدنا أبو بكر الصّديق رضي الله عنه : « العَجْزُ عن دَرَكِ الإِدْرَاكِ إِدْرَاكُ والبَحْثُ عن ذَاتِهِ كُفْرٌ وإِشْرَاكُ » [رواه بدر الدين الزركشي في تشنيف المسامع]. المعنى أنَّ الإنسانَ إذا عرفَ اللهَ تـعالى بأنه موجودٌ لا كالموجوداتِ، موجودٌ بلا مكانٍ ولا كيفيةٍ واقتصرَ على هذا ولم يبحثْ عن ذات الله تـعالى للوصولِ إلى حقيقة الله فهذا إيمانٌ هذا رُشْدٌ وإيمانٌ وصوابٌ، الذي يكتفي بأن الله تـعالى موجودٌ لا يُشبه الموجودات لا يتصوَّرُ في حقِّه مكانًا ولا هيئةً ولا كيفيةً بل اكتفى بأن يعتقدَ أن الله موجودٌ لا يُشبِهُ الموجودات موجودٌ بلا كيفيةٍ ولا مكانٍ اقتصرَ على هذا وقَنِعَ ورضيَ بذلك هذا يُقال: عرَفَ اللهَ. أمّا الذي لا يكتفي بذلك يُريدُ أن يعرفَ حقيقتَه فيتصوَّرُه كإنسانٍ أو ككُتلَةٍ نورانيَّةِ أو نحوِ ذلكَ أو يتصوَّرُه جِسمًا قاعدًا على العرشِ فهذا كفرَ بالله تباركَ وتـعالى، هذا معناه، والبحثُ عن ذاته كفرٌ وإشراكُ.
    قال سيدنا علي رضي الله عنه : « إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الْأَوَّلُ لَمْ يَبْدُ مِمَّا، وَلَا مُمَازِجٌ مَعْمَا، وَلَا حَالٌّ وَهْما، وَلَا شَبَحٌ يُتَقَصَّى، وَلَا مَحْجُوبٌ فَيُحْوَى، وَلَا كَانَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ… مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِلَهَنَا مَحْدُودٌ، فَقَدْ جَهِلَ الْخَالِقَ الْمَعْبُودَ » [رواه الحافظ أبو نعيم في كتابه في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء]
    الخصائص الكبرى للسّيوطي
    كلام للسيوطي في تنزيه الله عن المكان والزمان والجسمية والصوت وسائر صفات المخلوقين: وأشهد ان لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ إِلَهًا وَاحِدًا أحدا فَردا صمدا لم يتَّخذ صَاحِبَة وَلَا ولدا تنزه عَن سمات المحدثات فَلَا جسم وَلَا عرض وَلَا صَوت وَلَا انْتِقَال وَلَا يحويه مَكَان وَلَا زمَان وَلَا يخْطر بالبال وَلَا يُدْرِكهُ الْعقل وَلَا يُحِيط بِهِ. [الخصائص الكبرى للسيوطي].
    القرطبي في كتابه الإعلام بما فى دين النصارى من الفساد والأوهامقال القرطبي في كتابه “الإعلام بما فى دين النصارى من الفساد والأوهام”: اعتقاد المسلمين: أما اعتقاد المسلمين فهو أن كل موجود سوى الله تعالى فهو محدث مخلوق مخترع على معنى أنه لم يكن موجودا ثم صار موجودا وأن له مُحدثا موجودا قديما لا يُشبه شيئا من الموجودات الحادثة بل يتعالى عن شبهها من كل وجه فليس بجسم ولا يحل في الأجسام ولا جوهر ولا يحل في الجواهر ولا عرض ولا تحله الأعراض وأنه إله واحد لا شريك له في فعله ولا نظير له في ذاته وطَوْلِهِ [أي قدرته] لا ينبغي له الصاحبة ولا الولد ولم يكن له من خلقه كفؤا أحد وأنه عالم قادر مريد حي موصوف بصفات الكمال من السمع والبصر والكلام وغير ذلك مما يكون كمالا في حقه وأنه منزه عن صفات النقص والقصور وأنه يفعل في ملكه ما يريد ويحكم في خلقه بما يشاء لا يفتقر إلى شيء وإليه يفتقر كل شيء وبيده ملك كل جماد وحي لايجب عليه لمخلوق حق وتجب حقوقه على الخلق لا يتوجه عليه متى ولا أين ولا لِمَ ولا كيف فلا يقال متى وجد ولا أين وجد ولا كيف هو ولا لِمَ فعل لا يسأل عما يفعل وهم يُسْأَلُونَ.
    قال الإمامُ أبو الْمُظَفَّرِ الأَسْفَرايِينيّ (ت 471هـ) في كِتابه “التبصيرُ في الدين وتمييزُ الفِرقة الناجية عن الفِرَقِ الهالِكِين” ما نَصُّه: “لَا يجوز عَلَيْهِ (يعني الله) الْكَيْفِيَّةُ والكَمِّيَةُ والأَيْنِيَّةُ، لِأَنَّ مَن لَا مِثْلَ لَهُ لَا يُمْكِنُ أَن يُقَال فِيهِ “كَيفَ هُوَ”، وَمن لَا عَدَدَ لَهُ لَا يُقَال فِيهِ “كم هُوَ”، وَمَن لَا أَوَّلَ لَهُ لَا يُقَال لَهُ “مِمَّ كَانَ” وَمن لَا مَكَان لَهُ لَا يُقَال فِيهِ “أَيْن كَانَ”، وَقد ذَكَرْنَا مِن كِتَاب الله تَعَالَى مَا يَدُلُّ على التَّوْحِيد وَنَفْيِ التَّشْبِيه وَنفْيِ الْمَكَانِ والجِهَةِ وَنفْيِ الِابْتِدَاءِ والأَوَّلِيّةِ، وَقد جَاءَ فِيهِ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليٍّ رَضِي الله عَنهُ أَشْفَى الْبَيَانِ حِين قِيلَ لَهُ: أَيْن الله، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي أَيَّنَ الأَيْنَ لَا يُقَالُ لَهُ أَيْن، فَقيل لَهُ: كَيفَ اللهُ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي كَيَّفَ الكَيْفَ لَا يُقَال لَهُ كَيْفَ” انتهى.
    قال الحافظ المحدث الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري المغربي (المتوفى سنة 1380 هـ) في كتابه المنح المطلوبة ما نصه: فإن قيل إذا كان الحق سبحانه ليس في جهة فما معنى رفع اليدين بالدعاء نحو السماء؟ فالجواب: أنه محل التعبد، كاستقبال القبلة في الصلاة، وإلصاق الجبهة في الأرض في السجود، مع تنزهه سبحانه عن محل البيت ومحل السجود، فكأن السماء قبلة الدعاء.

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 11:28