أخبرنا القاضى الرئيس أبو المعالى يحيى بن فضل الله فى كتابه عن مكى بن علان أن الحافظ أبا القاسم بن عساكر أتاه قال أخبرنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوى قال أخبرنا الأستاذ زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيرى سماعا عليه فى سنة ست وأربعين وأربعمائة قال:
الحمد لله المجمل فى بلائه المجزل فى عطائه العدل فى قضائه المكرم لأوليائه المنتقم من أعدائه الناصر لدينه بإيضاح الحق وتبيينه المبيد للإفك وأهله المجتث للباطل من أصله فاضح البدع بلسان العلماء وكاشف الشبه ببيان الحكماء وممهل الغواة حينا غير مهملهم ومجازى كل غدا على مقتضى عملهم نحمده على ما عرفنا من توحيده ونستوقفه على أداء ما كلفنا من رعاية حدوده ونستعصمه من الخطأ والخطل والزيغ والزلل فى القول والعمل ونسأله أن يصلى على سيدنا محمد المصطفى وعلى آله مصابيح الدجى وأصحابه أئمة الورى هذه قصة سميناها شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة تخبر عن بثة مكروب ونفثة مغلوب وشرح ملم مؤلم
وذكرمهم موهم وبيان خطب قادح وشر سانح للقلوب جارح رفعها عبد الكريم ابن هوازن القشيرى رحمه الله إلى العلماء الأعلام لجميع بلاد الإسلام
أما بعد
فإن الله تعالى إذا أراد أمرا قدره فمن ذا الذى أمسك ما سيره أو قدم ما أخره أو عارض حكمه فغيره أو غلبه على أمر فقهره كلا بل هو الله الواحد القهار الماجد الجبار
ومما ظهر ببلاد نيسابور من قضايا التقدير فى مفتتح سنة خمس وأربعين وأربعمائة من الهجرة ما دعا أهل الدين إلى شق صدور صبرهم وكشف قناع ضيرهم بل ظلت الملة الحنيفية تشكو غليلها وتبدى عويلها وتنصب عزالى رحمة الله على من يستمع شكوها وتصغى ملائكة السماء حتى تندب شجوها.
ذلك مما أحدث من لعن إمام الدين وسراج ذوى اليقين محيى السنة وقامع البدعة وناصر الحق وناصح الخلق الزكى الرضى أبى الحسن الأشعرى قدس الله روحه وسقى بالرحمة ضريحه وهو الذى ذب عن الدين بأوضح حجج وسلك فى قمع المعتزلة وسائر أنواع المبتدعة أبين منهج واستنفد عمره فى النضح عن الحق فأورث المسلمين بعد وفاته كتبه الشاهدة بالصدق ولقد سمعت الأستاذ الشهيد أبا على الحسن بن على الدقاق رحمة الله عليه يقول سمعت أبا على زاهر بن أحمد الفقيه رحمة الله عليه يقول مات أبو الحسن الأشعرى رحمه الله ورأسه فى حجرى وكان يقول متنا فى حال نزعه من داخل حلقه فأدنيت إليه رأسى وأصغيت إلى ما كان يقرع سمعى وكان يقول لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا
وإنما كان أبو الحسن الأشعرى رحمه الله يتكلم فى أصول الدين على جهة الرد على أهل الزيغ والبدع تأديا بما أوجب الله سبحانه على العلماء من النضح عن الدين وكشف تمويه الملحدين والمبتدعين بما زالوا عن النهج المستقيم
ولقد سمعت الأستاذ أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن عبيد الله الشيرازى الصوفى رحمه الله يقول سمعت بعض أصحاب أبى عبد الله بن خفيف الشيرازى رحمة الله عليهم يقول سمعت أبا عبد الله بن خفيف رحمه الله يقول دخلت البصرة فى أيام شبابى لأرى أبا الحسن الأشعرى رحمة الله عليه لما بلغنى خبره فرأيت شيخا بهى المنظر فقلت له أين منزل أبى الحسن الأشعرى فقال وما الذى تريد منه فقلت أحب أن ألقاه فقال ابتكر غدا إلى هذا الموضع قال فابتكرت فلما رأيته تبعته فدخل دار بعض وجوه البلد فلما أبصروه أكرموا محله وكان هناك جمع من العلماء ومجلس نظر فأقعدوه فى الصدر فلما شرع فى الكلام دخل هذا الشيخ فأخذ يرد عليه ويناظره حتى أفحمه فقضيت العجب من علمه وفصاحته فقلت لبعض من كان عندى من هذا الشيخ فقال أبو الحسن الأشعرى فلما قاموا تبعته فالتفت إلى وقال يا فتى كيف رأيت الأشعرى فخدمته وقلت يا سيدى كما هو فى محله ولكن مسألة قال قل يا بنى فقلت مثلك فى فضلك وعلو منزلتك كيف لم تسال ويسأل غيرك فقال أنا لا أتكلم مع هؤلاء ابتداء ولكن إذا خاضوا فى ذكر ما لا يجوز فى دين الله رددنا عليهم بحكم ما فرض الله علينا من الرد على مخالفى الحق وعلى هذه الجملة سيرة السلف أصحاب الحديث المتكلمين منهم فى الرد على المخالفين وأهل الشبه والزيغ ولما من الله الكريم على أهل الإسلام ببركات السلطان المعظم المحكم بالقوة السماوية فى رقاب الأمم الملك الأجل شاهنشاه يمين خليفة الله وغياث عباد الله طغرلبك أبى طالب محمد بن ميكائيل أطال الله عمره موفقا معصوما بقاه وأدام بالتسديد نعماه وقام بإحياء السنة والمناضلة عن الملة حتى لم يبق من أصناف المبتدعة حزبا إلا سل لاستئصالهم سيفا عضبا وأذاقهم ذلا وخسفا وعقب لآثارهم نسفا حرجت صدور أهل الزيغ عن تحمل هذه النقم وضاق صدرهم عن مقاساة هذا الألم ومنوا بلعن أنفسهم على رءوس الأشهاد بألسنتهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت بانفرادهم بالوقوع فى مهواة محنتهم فسولت لهم أنفسهم أمرا وظنوا أنهم بنوع تلبيس وضرب تدليس يجدون لعسرهم يسرا فسعوا إلى عالى مجلس السلطان المعظم أعز الله نصره بنوع نميمة ونسبوا الأشعرى إلى مذاهب ذميمة وحكوا عنه مقالات لا يوجد فى كتبه منها حرف ولم ير فى المقالات المصنفة للمتكلمين الموافقين والمخالفين من وقت الأوائل إلى زماننا هذا لشئ منها حكاية ولا وصف بل كل ذلك تصوير بتزوير وبهتان بغير تقرير وإن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحى فاصنع ما شئت ولما رفعنا إلى المجلس العالى زاده الله إشراقا هذه الظلامة وكشفنا قناع هذه الخطة وذكرنا أن هذه المقالات لم تسمع من ألسنة هذه الزمرة ولم يوجد شئ فى كتبهم من هذه الجملة ولا حكى فى الكتب المصنفة فى مقالات المتكلمين حرف من هذه الأقاويل بل كان الجواب إنا إنما نوعز بلعن الأشعرى الذى قال هذه المقالات على هذه الصفة فإن لم يبينوا بها ولم يقل الأشعرى شيئا منها فلا عليك ما نقول ولا يلحقكم ضرر مما نصنع فقلنا الأشعرى الذى هو ما حكيتم وكان بما ذكرتم لم يخلقه الله بعد وما محل هذا إلا محل من حكى عن أئمة السلف أنهم دانوا بالبدع ونسبهم إلى الضلال والخطأ فإذا قيل له فى ذلك يقول إنما أقول لفلان الذى قال ما نسبته إليه ودان بهذا الذى قلت ومات عليه الكيس لا يرضى منه بذلك ولا يغضى على ذلك ثم أخذنا فى سبيل الاستعطاف جريا فى دفع السيئة بالتى هى أحسن فلم تسمع لنا حجة ولم تقض لنا حاجة ولا حيلة لنا فى التوسط بيننا على من بعده فى مذهب واحد عصره فأغضينا على قذى الاحتمال واستنمنا إلى معهود الموافقة فى أصول الدين بين الفريقين فحضرنا مجلسه ولم نشك أنا لا ننصرف إلا وشمل الدين منتظم وشعب الوفاق فى الأصول ملتئم وأن كلنا على قمع المعتزلة وقهر المبتدعة يد واحدة وأن ليس بين الفريقين فى الأصول خلاف فأول ما سألناه بأن قلنا هل صح عنده عن الأشعرى هذه المقالات التى تحكى فقال لا غير أنى لا أستجيز الخوض فى هذه المسائل الكلامية وأمنع الناس عنها وأنهى ولا يجوز اللعن عندى على أهل القبلة لشئ منها وصرح بأنه ليس يعلم أنه قال هذه المسائل التى تحكى عنه أم لا ثم قال فى خلال كلامه إن الأشعرى عندى مبتدع وأنه فى البدعة يزيد على المعتزلة فحين سمعنا ذلك تحيرنا ونفينا وسمعنا غير ما ظننا وشاهدنا ما لو أخبرنا به ما صدقنا ورأينا بالعيان ما لو رأيناه فى المنام لقلنا أضغاث أحلام فسبحان الله كيف صرح بأنه لا يعرف مذهب رجل على الحقيقة وصح عنده مقالته ثم يبدعه من غير تحقق بمقالته ثم انصرفنا
وما نقموا من الأشعرى إلا أنه قال بإثبات القدر لله خيره وشره ونفعه وضره وإثبات صفات الجلال لله من قدرته وعلمه وإرادته وحياته وبقائه وسمعه وبصره وكلامه ووجهه ويده وأن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى موجود تجوز رؤيته وأن إرادته نافذة فى مراداته وما لا يخفى من مسائل الأصول التى تخالف طريقه طريق المعتزلة والمجسمة فيها وإذا لم يكن فى مسألة لأهل القبلة غير قول المعتزلة وقول الأشعرى قول زائد فإذا بطل قول الأشعرى فهل يتعين بالصحة أقوال المعتزلة وإذا بطل القولان فهل هذا إلا تصريح بأن الحق مع غير أهل القبلة وإذا لعن المعتزلة
الحمد لله المجمل فى بلائه المجزل فى عطائه العدل فى قضائه المكرم لأوليائه المنتقم من أعدائه الناصر لدينه بإيضاح الحق وتبيينه المبيد للإفك وأهله المجتث للباطل من أصله فاضح البدع بلسان العلماء وكاشف الشبه ببيان الحكماء وممهل الغواة حينا غير مهملهم ومجازى كل غدا على مقتضى عملهم نحمده على ما عرفنا من توحيده ونستوقفه على أداء ما كلفنا من رعاية حدوده ونستعصمه من الخطأ والخطل والزيغ والزلل فى القول والعمل ونسأله أن يصلى على سيدنا محمد المصطفى وعلى آله مصابيح الدجى وأصحابه أئمة الورى هذه قصة سميناها شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة تخبر عن بثة مكروب ونفثة مغلوب وشرح ملم مؤلم
وذكرمهم موهم وبيان خطب قادح وشر سانح للقلوب جارح رفعها عبد الكريم ابن هوازن القشيرى رحمه الله إلى العلماء الأعلام لجميع بلاد الإسلام
أما بعد
فإن الله تعالى إذا أراد أمرا قدره فمن ذا الذى أمسك ما سيره أو قدم ما أخره أو عارض حكمه فغيره أو غلبه على أمر فقهره كلا بل هو الله الواحد القهار الماجد الجبار
ومما ظهر ببلاد نيسابور من قضايا التقدير فى مفتتح سنة خمس وأربعين وأربعمائة من الهجرة ما دعا أهل الدين إلى شق صدور صبرهم وكشف قناع ضيرهم بل ظلت الملة الحنيفية تشكو غليلها وتبدى عويلها وتنصب عزالى رحمة الله على من يستمع شكوها وتصغى ملائكة السماء حتى تندب شجوها.
ذلك مما أحدث من لعن إمام الدين وسراج ذوى اليقين محيى السنة وقامع البدعة وناصر الحق وناصح الخلق الزكى الرضى أبى الحسن الأشعرى قدس الله روحه وسقى بالرحمة ضريحه وهو الذى ذب عن الدين بأوضح حجج وسلك فى قمع المعتزلة وسائر أنواع المبتدعة أبين منهج واستنفد عمره فى النضح عن الحق فأورث المسلمين بعد وفاته كتبه الشاهدة بالصدق ولقد سمعت الأستاذ الشهيد أبا على الحسن بن على الدقاق رحمة الله عليه يقول سمعت أبا على زاهر بن أحمد الفقيه رحمة الله عليه يقول مات أبو الحسن الأشعرى رحمه الله ورأسه فى حجرى وكان يقول متنا فى حال نزعه من داخل حلقه فأدنيت إليه رأسى وأصغيت إلى ما كان يقرع سمعى وكان يقول لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا
وإنما كان أبو الحسن الأشعرى رحمه الله يتكلم فى أصول الدين على جهة الرد على أهل الزيغ والبدع تأديا بما أوجب الله سبحانه على العلماء من النضح عن الدين وكشف تمويه الملحدين والمبتدعين بما زالوا عن النهج المستقيم
ولقد سمعت الأستاذ أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن عبيد الله الشيرازى الصوفى رحمه الله يقول سمعت بعض أصحاب أبى عبد الله بن خفيف الشيرازى رحمة الله عليهم يقول سمعت أبا عبد الله بن خفيف رحمه الله يقول دخلت البصرة فى أيام شبابى لأرى أبا الحسن الأشعرى رحمة الله عليه لما بلغنى خبره فرأيت شيخا بهى المنظر فقلت له أين منزل أبى الحسن الأشعرى فقال وما الذى تريد منه فقلت أحب أن ألقاه فقال ابتكر غدا إلى هذا الموضع قال فابتكرت فلما رأيته تبعته فدخل دار بعض وجوه البلد فلما أبصروه أكرموا محله وكان هناك جمع من العلماء ومجلس نظر فأقعدوه فى الصدر فلما شرع فى الكلام دخل هذا الشيخ فأخذ يرد عليه ويناظره حتى أفحمه فقضيت العجب من علمه وفصاحته فقلت لبعض من كان عندى من هذا الشيخ فقال أبو الحسن الأشعرى فلما قاموا تبعته فالتفت إلى وقال يا فتى كيف رأيت الأشعرى فخدمته وقلت يا سيدى كما هو فى محله ولكن مسألة قال قل يا بنى فقلت مثلك فى فضلك وعلو منزلتك كيف لم تسال ويسأل غيرك فقال أنا لا أتكلم مع هؤلاء ابتداء ولكن إذا خاضوا فى ذكر ما لا يجوز فى دين الله رددنا عليهم بحكم ما فرض الله علينا من الرد على مخالفى الحق وعلى هذه الجملة سيرة السلف أصحاب الحديث المتكلمين منهم فى الرد على المخالفين وأهل الشبه والزيغ ولما من الله الكريم على أهل الإسلام ببركات السلطان المعظم المحكم بالقوة السماوية فى رقاب الأمم الملك الأجل شاهنشاه يمين خليفة الله وغياث عباد الله طغرلبك أبى طالب محمد بن ميكائيل أطال الله عمره موفقا معصوما بقاه وأدام بالتسديد نعماه وقام بإحياء السنة والمناضلة عن الملة حتى لم يبق من أصناف المبتدعة حزبا إلا سل لاستئصالهم سيفا عضبا وأذاقهم ذلا وخسفا وعقب لآثارهم نسفا حرجت صدور أهل الزيغ عن تحمل هذه النقم وضاق صدرهم عن مقاساة هذا الألم ومنوا بلعن أنفسهم على رءوس الأشهاد بألسنتهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت بانفرادهم بالوقوع فى مهواة محنتهم فسولت لهم أنفسهم أمرا وظنوا أنهم بنوع تلبيس وضرب تدليس يجدون لعسرهم يسرا فسعوا إلى عالى مجلس السلطان المعظم أعز الله نصره بنوع نميمة ونسبوا الأشعرى إلى مذاهب ذميمة وحكوا عنه مقالات لا يوجد فى كتبه منها حرف ولم ير فى المقالات المصنفة للمتكلمين الموافقين والمخالفين من وقت الأوائل إلى زماننا هذا لشئ منها حكاية ولا وصف بل كل ذلك تصوير بتزوير وبهتان بغير تقرير وإن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحى فاصنع ما شئت ولما رفعنا إلى المجلس العالى زاده الله إشراقا هذه الظلامة وكشفنا قناع هذه الخطة وذكرنا أن هذه المقالات لم تسمع من ألسنة هذه الزمرة ولم يوجد شئ فى كتبهم من هذه الجملة ولا حكى فى الكتب المصنفة فى مقالات المتكلمين حرف من هذه الأقاويل بل كان الجواب إنا إنما نوعز بلعن الأشعرى الذى قال هذه المقالات على هذه الصفة فإن لم يبينوا بها ولم يقل الأشعرى شيئا منها فلا عليك ما نقول ولا يلحقكم ضرر مما نصنع فقلنا الأشعرى الذى هو ما حكيتم وكان بما ذكرتم لم يخلقه الله بعد وما محل هذا إلا محل من حكى عن أئمة السلف أنهم دانوا بالبدع ونسبهم إلى الضلال والخطأ فإذا قيل له فى ذلك يقول إنما أقول لفلان الذى قال ما نسبته إليه ودان بهذا الذى قلت ومات عليه الكيس لا يرضى منه بذلك ولا يغضى على ذلك ثم أخذنا فى سبيل الاستعطاف جريا فى دفع السيئة بالتى هى أحسن فلم تسمع لنا حجة ولم تقض لنا حاجة ولا حيلة لنا فى التوسط بيننا على من بعده فى مذهب واحد عصره فأغضينا على قذى الاحتمال واستنمنا إلى معهود الموافقة فى أصول الدين بين الفريقين فحضرنا مجلسه ولم نشك أنا لا ننصرف إلا وشمل الدين منتظم وشعب الوفاق فى الأصول ملتئم وأن كلنا على قمع المعتزلة وقهر المبتدعة يد واحدة وأن ليس بين الفريقين فى الأصول خلاف فأول ما سألناه بأن قلنا هل صح عنده عن الأشعرى هذه المقالات التى تحكى فقال لا غير أنى لا أستجيز الخوض فى هذه المسائل الكلامية وأمنع الناس عنها وأنهى ولا يجوز اللعن عندى على أهل القبلة لشئ منها وصرح بأنه ليس يعلم أنه قال هذه المسائل التى تحكى عنه أم لا ثم قال فى خلال كلامه إن الأشعرى عندى مبتدع وأنه فى البدعة يزيد على المعتزلة فحين سمعنا ذلك تحيرنا ونفينا وسمعنا غير ما ظننا وشاهدنا ما لو أخبرنا به ما صدقنا ورأينا بالعيان ما لو رأيناه فى المنام لقلنا أضغاث أحلام فسبحان الله كيف صرح بأنه لا يعرف مذهب رجل على الحقيقة وصح عنده مقالته ثم يبدعه من غير تحقق بمقالته ثم انصرفنا
وما نقموا من الأشعرى إلا أنه قال بإثبات القدر لله خيره وشره ونفعه وضره وإثبات صفات الجلال لله من قدرته وعلمه وإرادته وحياته وبقائه وسمعه وبصره وكلامه ووجهه ويده وأن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى موجود تجوز رؤيته وأن إرادته نافذة فى مراداته وما لا يخفى من مسائل الأصول التى تخالف طريقه طريق المعتزلة والمجسمة فيها وإذا لم يكن فى مسألة لأهل القبلة غير قول المعتزلة وقول الأشعرى قول زائد فإذا بطل قول الأشعرى فهل يتعين بالصحة أقوال المعتزلة وإذا بطل القولان فهل هذا إلا تصريح بأن الحق مع غير أهل القبلة وإذا لعن المعتزلة
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin