آداب الدعوة إلى الله
==================
مقدمة:
===========
الدعوة إلى الله هنا بمعنى :
طلب الدخول في الدين والاستمساك به، وهي فرض لازم لقوله تعالى:
(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
وقوله:(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
فضل الدعوة إلى الله وشرفها:
==================
وفضلُ الدعوة إلى الله وشرفُها ورفعة مقام القائمين بها يعرف من قول الله عز وجل:
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب ، حين أرسله مع الراية يوم خيبر: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم)
كما يعرف شرفها من شرف من قام بها عبر الأزمنة وخلال عصور التاريخ ، وهم الأنبياء والمرسلون والصحابة والصديقون والحواريون والعلماء العاملون ، الذين كان على رأسهم جميعاً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المكلف من الله صراحة ونصاً بالدعوة إليه ، فهو رسوله ومصطفاه.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيراً وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيراً)
أهداف الدعوة إلى الله
==============
ولا شك أن الدعوة إلى الله ما كانت لتصبح بهذه المنزلة العالية الرفيعة لولا أهدافها الكريمة التي شرعت من أجلها، وأهم تلك الأهداف إرشاد البشرية إلى معرفة ربهم،
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
وكذلك إنقاذ البشرية من شر وويلات الركون والاستسلام إلى الأهواء والتشريعات الباطلة ففي ذلك حياة لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ )
كما أن في الدعوة إلى الله تنبيه الخلق لما خلقوا له ولأجله وهو عبادة الله وحده:
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وفيها كذلك تذكير المسلمين الغافلين أو الشاردين أو العاصين بما وقع منهم من قصور، وما يطلب منهم من واجبات، وما يلحق بهم من مفاسد دنيوية وهلاك أخروي إن لم يقيموا الملة السمحة ويقوموا على الصراط المستقيم...
آداب الدعوة إلى الله :
==================
ولما كانت الدعوة إلى الله من الخطورة بمكان فقد شرعت لها آداب وضوابط منها:
أولاً: أين موقع الداعي من العلم ؟
===================
على المرء أن يحدد موقعه من الدعوة الإسلامية إلى الله، هل هو من أهل العلم أم أنه من عوام المسلمين؟
وذلك لأن الدعوة إلى الله يكلف بها كل مسلم ومسلمة على سبيل الوجوب الكفائي والعيني، وهي غير خاصة بالعلماء الذين بلغوا في العلم المراتب العالية، وإنما كل مسلم ـ ولو عامياً ـ داخل في قوله صلى الله عليه وسلم:
(نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فبلغه كما سمعه).
وقوله: (بلغوا عني ولو آية)
وعلى هذا فهو يدعو إلى أصل الإسلام ، وأصل الأمور الظاهرة كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والصلاة والصيام والحج والزكاة ، وترك المعاصي مثل الزنا وشرب الخمر وإيذاء الجوار وعقوق الوالدين ونحو ذلك.
هذا القدر من الدعوة إلى الله واجب على كل مسلم. لكن العامي ليس له أن يدعو إلى أمر يجهله، فإذا فعل فضلّ بكلامه أناس كان وزرهم عليه، بل يختص أهل العلم بالدعوة إلى تفاصيل الأمور الكلية وكشف الشبه وجدال أصحابها ، ورد غلو الغالين وانتحال المبطلين كما قال صلى الله عليه وسلم:
(يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الضالين وانتحال المبطلين)...
\
وإنه لا يشترط في كل داعية إتقان كل مسائل العلم أو التبحر فيها ، بل كلٌ يدعو إلى ما يعلم.
ثانياً: فريضة الدعوة مشتركة بين الرجال والنساء:
====================
والمرأة كالرجل في وجوب الدعوة إلى الله عليها ومسئوليتها في ذلك أو قبوله منها ولها في ذلك دور لا يتقنه الرجل مثلها بل تتفرد فيه خاصة بالنسبة لزوجها وأولادها ومحيطها النسوي، فإصلاحها أخطاءهم وحثهم على الخيرات والمكارم ومرضاة الله وتنفيرهم بإصرار ومتابعة عن المنكرات والفواحش وسوء الأخلاق والغفلة دعوة شبه مضمونة النتائج طيبة الثمار بعيدة الأثر.
وقد قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
وقد نجح كثير من النساء في الوصول إلى درجات عالية في الدعوة إلى الله قديماً وحديثاً ، وكن خير قدوة لمن جئن بعدهن من نساء المسلمين،
ويكفي الداعيات إلى الله شرفاً أن يكون أول الناس إيماناً امرأة وهي خديجة، وأول الشهداء امرأة وهي سمية، رضي الله عنهما وعن جميع الصحابة رجالاً ونساء.
ثالثاً: الحكمة والموعظة الحسنة سلاح الدعوة :
======================
ومن آداب الدعوة إلى الله استعمال الحكمة وانتهاج منهج الموعظة الحسنة، وذلك اتباعاً لإرشادات القرآن الكريم وتقيداً بها، وهذا يقتضي ممن يقوم بهذه المهمة أموراً
منها: استعمال الوسائل المتعددة في الدعوة إلى الله كالمنبر والجريدة والكتاب والإذاعة والتلفزيون والشريط والصورة وغير ذلك من أساليب قديمة أو حديثة ، بسيطة أو معقدة ، رخيصة أو نفيسة، فلعل من لا يتأثر بأسلوب ينفع معه أسلوب آخر، ومن لا يصله صوت المنبر تقع عيناه على مقالة في الجريدة، ومن لا يجيد قراءة الكتاب يستمع إلى صوت المذياع وهكذا...
ومن الحكمة أيضاً استعمال الترغيب والترهيب في الدعوة إلى الله ، والحث والزجر ، والإيجاز والإطناب ، والثناء والهجاء ، كما فعل القرآن الكريم الذي تراه ينتقل بين تلك الأساليب انتقال خبير بصير، فتارة تسمع الوعد الحسن الذي تطرب له الآذان وتهتز له النفوس وتتشوق إليه الأفئدة، وتارة يقرع سمعك بعنف الوعيد الذي ترتعد له الفرائص وينتفض له الجسد وتقشعر معه الأطراف...
ومن الحكمة المأمور بها أيضاً ضرب الأمثلة المقربة إلى الأذهان، والاعتبار بالأمم السابقة والماضين، ولفت الأنظار إلى آيات الله في الكون، وصفاته الحسنى المتجلية في الخلق، ونعمه الكثيرة المنبثة في كل ذرة ، مع مناقشة عقلية وحوار صائب وأدلة كثيرة متقنة...
رابعاً: توافق القول مع العمل:
====================
ومن آداب الدعوة إلى الله توافق أخلاق الرجل المسلم مع مضمون الإسلام الذي يدعو الآخرين إليه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) وتخلق الداعي بأخلاق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من الكرم والسماحة والوفاء والصدق وغير ذلك يؤكد مضمون دعوته، ويقويه في نفوس المدعوّين، بينما يكون في عدم تمسكه بذلك تكذيباً له ورفضاً عملياً لدعوته... ولقد كانت سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حياته كلها الخاصة والعامة خير أسلوب دعى به الناس إلى الله بل خير أسولب لا يزال الخق يدعون به إلى الله إلى يوم الدين. وقديماً قيل في الحكمة:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فقلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
خامساً: توطين النفس على تبعات الدعوة:
=======================
ومن آداب الدعوة إلى الله توطين النفس وتهيئتها على تقبل ردود الفعل المختلفة سلباً وإيجاباً، قبولاً ورفضاً، بل الاستعداد التام لتلقي كافة أنواع الأذى بصدر واسع ونفس راضية مهما اشتد وطال.
وفي هذا المضمار الشاق يتنافس الدعاة ويتفاوتون، وترتفع أعلام ورايات للرجال الذين ضربوا أروع الأمثلة وأخلدها في ذلك، اقتداء منهم بسيد المرسلين وإمام الدعاة صلى الله عليه وسلم، الذي صبر وصابر، وتحمل وضحّى، حتى أقام للدين عموده وأرسى دعائمه.
ولا يتسع المجال لذكر أمثلة طويلة بل يكفي سرد أسماء لامعة في سماء الصبر والتحمل كأبي بكر الصديق، ومصعب بن عمير، وأبي ذر الغفاري، وعموم الصحابة وغيرهم من التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)سادساً: التوكل على الله وحده:
ومن آداب الدعوة إلى الله التوكل على الله سبحانه دون سواه من مال أو جاه أو منصب أو قريب أو أتباع أو قوة، فكل ذلك لا يصلح للاتكال عليه، إلا الله وحده كما قال سبحانه حكاية عن أحد رسله: ( فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ)
وكى عن المؤمنين قولهم: (رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
ومقتضى التوكل على الله التفويض إليه بالنتائج، والتسليم له بالمقادير، والرضى عنه بكل ما قضى وقدّر، وعدم استبطاء القبول، وعدنم استعجال الفتح. وقد أكد على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه خباب شاكياً شدة البلاء، راجياً منه صريح الدعاء بسريع الفَرَج، فقال صلى الله عليه وسلم: (والله لَيُتِمَّنَّ الله هذا الدين حتى تسير الظعينة من صنعاء إلى الشام لا تخشى إلا الله ولكنكم قوم تستعجلون).
وقد أضاف هذا الحديث الشريف إلى التوكل على الله الثقة به وبوعده وإعلاء كلمته.
سابعاً: بذل كل شيء للدعوة:
=====================
ومن آداب الدعوة إلى الله عند كل مسلم بذل الغالي والنفيس، والمال والولد، والوقت والصحة، في سبيل نصرة الدين.
فتفريغ الأوقات، وترك بعض المشاغل، وبذل شيء من المال، وترك كثير من الملذات، ومفارقة الأوطان والأهل، أمرو ضرورية لازمة لا تنفك عنها الدعوة إلى الله، وهي شاقة على النفس ولا شك، وشديدة على الناس ولا ريب.
ولكن قضى الله سبحانه أن لا دعوة بلا تضحية، ولا ثمرة بلا عمل ولا نتاج بلا جهد:
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
وقد ضرب أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبلغ الأمثلة في ذلك، فخرج عن ماله كله ـ وكان تاجراً ـ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله أكثر من ثلاث مرات، حتى سأله صلى الله عليه وسلم ذات مرة: (ما تركت لأهلك يا أبا بكر؟ قال: تركت لهم الله ورسوله).
وقد ضحّى غيره بأبنائه في سبيل الله.
وفرغ آخرون حياتهم كلها.
وسافر كثيرون من الشرق الأقصى إلى الغرب الأبعد، وغالب دعاة عديدون أمراضاً مستعصية وهم يرمون بسهام الدعوة إلى الله، حتى مكن الله لهذا الدين بفضله أولاً، ثم بهذه الجهود في الأرض...
ثامناً: تجنب الخلاف والخصام مع الدعاة الآخرين:
=========================
ومن أهم آداب الدعوة إلى الله تجنب الاختلاف مع الدعاة الآخرين وعدم الطعن بهم والتجريح بأشخاصهم والنتقاص من أقدارهم والتهوين من جهودهم، فذلك مقتل من مقاتل العاملين في إطار الدعوة، وهو في الحقيقة الداء الدفين في النفوس، والبلاء المبين في العمل، وهو يدل على الحسد وضيق الأفق وسوء فهم الدين، حتى رأينا أناساً ممن يتصدون للدعوة ويدّعون العمل فيها، لا همّ لهم إلا الحط من هؤلاء، والنيل من أولئك، وإفساد أتباع كل داعية عليه، وتشكيك كل أمة بإمامها، وكأنهم هم المصطفين الأخيار الذين خلقت لأجلهم الجنة ولغيرهم النار...
والحقيقة أن من آداب الدعوة إلى الله حب كل الداعين إليه، الدالين عليه، وإن اختلفت الآارء وتعددت الطرق والمناهج، فذلك لا يفسد للود قضية. وأكبر دليل على ذلك أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام اختلفت أساليبهم، وتعددت شرائعهم، ومع ذلك فهم إخوة متحابون، وفريق واحد يحمل مشاعل الإيمان، كما أن الله سبحانه قال في كتابه: ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)
وليحذر كل مسلم من أي شخص يدعو إلى التفرقة والخلاف، والذم والتجريح، ولينظر إليه على أنه خاطئ ضال عن السبيل، قاصر في الفهم عار على الدليل... إن مبدأ التعددية في الدعوة مبدأ قديم أصيل، وعليه جرى نهج الإسلام من سالف الأزمان.
تاسعاً: التدرج في الخطاب:
==================
ومن آداب الدعوة إلى الله التدرج في مخاطبة الخلق على قدر استيعابهم، والبعد عن الغرائب التي لا تطيقها النفوس أو لا تفهمها العقول، بل الاهتمام بالمسائل الكلية الكبرى والأصول الأصلية العظمى.
ففي حديث البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنهم حين بعثه إلى اليمن: (إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل ـ وفي رواية فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ـ فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا ذلك وفي رواية ـ فإن أطاعوا بذلك ـ فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم).
==========================
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
-------
الفارس النبيل
==================
مقدمة:
===========
الدعوة إلى الله هنا بمعنى :
طلب الدخول في الدين والاستمساك به، وهي فرض لازم لقوله تعالى:
(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
وقوله:(قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي)
فضل الدعوة إلى الله وشرفها:
==================
وفضلُ الدعوة إلى الله وشرفُها ورفعة مقام القائمين بها يعرف من قول الله عز وجل:
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
وقوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب ، حين أرسله مع الراية يوم خيبر: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم)
كما يعرف شرفها من شرف من قام بها عبر الأزمنة وخلال عصور التاريخ ، وهم الأنبياء والمرسلون والصحابة والصديقون والحواريون والعلماء العاملون ، الذين كان على رأسهم جميعاً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المكلف من الله صراحة ونصاً بالدعوة إليه ، فهو رسوله ومصطفاه.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيراً وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيراً)
أهداف الدعوة إلى الله
==============
ولا شك أن الدعوة إلى الله ما كانت لتصبح بهذه المنزلة العالية الرفيعة لولا أهدافها الكريمة التي شرعت من أجلها، وأهم تلك الأهداف إرشاد البشرية إلى معرفة ربهم،
قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
وكذلك إنقاذ البشرية من شر وويلات الركون والاستسلام إلى الأهواء والتشريعات الباطلة ففي ذلك حياة لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ )
كما أن في الدعوة إلى الله تنبيه الخلق لما خلقوا له ولأجله وهو عبادة الله وحده:
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وفيها كذلك تذكير المسلمين الغافلين أو الشاردين أو العاصين بما وقع منهم من قصور، وما يطلب منهم من واجبات، وما يلحق بهم من مفاسد دنيوية وهلاك أخروي إن لم يقيموا الملة السمحة ويقوموا على الصراط المستقيم...
آداب الدعوة إلى الله :
==================
ولما كانت الدعوة إلى الله من الخطورة بمكان فقد شرعت لها آداب وضوابط منها:
أولاً: أين موقع الداعي من العلم ؟
===================
على المرء أن يحدد موقعه من الدعوة الإسلامية إلى الله، هل هو من أهل العلم أم أنه من عوام المسلمين؟
وذلك لأن الدعوة إلى الله يكلف بها كل مسلم ومسلمة على سبيل الوجوب الكفائي والعيني، وهي غير خاصة بالعلماء الذين بلغوا في العلم المراتب العالية، وإنما كل مسلم ـ ولو عامياً ـ داخل في قوله صلى الله عليه وسلم:
(نضر الله امرءاً سمع منا حديثاً فبلغه كما سمعه).
وقوله: (بلغوا عني ولو آية)
وعلى هذا فهو يدعو إلى أصل الإسلام ، وأصل الأمور الظاهرة كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والصلاة والصيام والحج والزكاة ، وترك المعاصي مثل الزنا وشرب الخمر وإيذاء الجوار وعقوق الوالدين ونحو ذلك.
هذا القدر من الدعوة إلى الله واجب على كل مسلم. لكن العامي ليس له أن يدعو إلى أمر يجهله، فإذا فعل فضلّ بكلامه أناس كان وزرهم عليه، بل يختص أهل العلم بالدعوة إلى تفاصيل الأمور الكلية وكشف الشبه وجدال أصحابها ، ورد غلو الغالين وانتحال المبطلين كما قال صلى الله عليه وسلم:
(يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الضالين وانتحال المبطلين)...
\
وإنه لا يشترط في كل داعية إتقان كل مسائل العلم أو التبحر فيها ، بل كلٌ يدعو إلى ما يعلم.
ثانياً: فريضة الدعوة مشتركة بين الرجال والنساء:
====================
والمرأة كالرجل في وجوب الدعوة إلى الله عليها ومسئوليتها في ذلك أو قبوله منها ولها في ذلك دور لا يتقنه الرجل مثلها بل تتفرد فيه خاصة بالنسبة لزوجها وأولادها ومحيطها النسوي، فإصلاحها أخطاءهم وحثهم على الخيرات والمكارم ومرضاة الله وتنفيرهم بإصرار ومتابعة عن المنكرات والفواحش وسوء الأخلاق والغفلة دعوة شبه مضمونة النتائج طيبة الثمار بعيدة الأثر.
وقد قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
وقد نجح كثير من النساء في الوصول إلى درجات عالية في الدعوة إلى الله قديماً وحديثاً ، وكن خير قدوة لمن جئن بعدهن من نساء المسلمين،
ويكفي الداعيات إلى الله شرفاً أن يكون أول الناس إيماناً امرأة وهي خديجة، وأول الشهداء امرأة وهي سمية، رضي الله عنهما وعن جميع الصحابة رجالاً ونساء.
ثالثاً: الحكمة والموعظة الحسنة سلاح الدعوة :
======================
ومن آداب الدعوة إلى الله استعمال الحكمة وانتهاج منهج الموعظة الحسنة، وذلك اتباعاً لإرشادات القرآن الكريم وتقيداً بها، وهذا يقتضي ممن يقوم بهذه المهمة أموراً
منها: استعمال الوسائل المتعددة في الدعوة إلى الله كالمنبر والجريدة والكتاب والإذاعة والتلفزيون والشريط والصورة وغير ذلك من أساليب قديمة أو حديثة ، بسيطة أو معقدة ، رخيصة أو نفيسة، فلعل من لا يتأثر بأسلوب ينفع معه أسلوب آخر، ومن لا يصله صوت المنبر تقع عيناه على مقالة في الجريدة، ومن لا يجيد قراءة الكتاب يستمع إلى صوت المذياع وهكذا...
ومن الحكمة أيضاً استعمال الترغيب والترهيب في الدعوة إلى الله ، والحث والزجر ، والإيجاز والإطناب ، والثناء والهجاء ، كما فعل القرآن الكريم الذي تراه ينتقل بين تلك الأساليب انتقال خبير بصير، فتارة تسمع الوعد الحسن الذي تطرب له الآذان وتهتز له النفوس وتتشوق إليه الأفئدة، وتارة يقرع سمعك بعنف الوعيد الذي ترتعد له الفرائص وينتفض له الجسد وتقشعر معه الأطراف...
ومن الحكمة المأمور بها أيضاً ضرب الأمثلة المقربة إلى الأذهان، والاعتبار بالأمم السابقة والماضين، ولفت الأنظار إلى آيات الله في الكون، وصفاته الحسنى المتجلية في الخلق، ونعمه الكثيرة المنبثة في كل ذرة ، مع مناقشة عقلية وحوار صائب وأدلة كثيرة متقنة...
رابعاً: توافق القول مع العمل:
====================
ومن آداب الدعوة إلى الله توافق أخلاق الرجل المسلم مع مضمون الإسلام الذي يدعو الآخرين إليه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) وتخلق الداعي بأخلاق القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من الكرم والسماحة والوفاء والصدق وغير ذلك يؤكد مضمون دعوته، ويقويه في نفوس المدعوّين، بينما يكون في عدم تمسكه بذلك تكذيباً له ورفضاً عملياً لدعوته... ولقد كانت سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حياته كلها الخاصة والعامة خير أسلوب دعى به الناس إلى الله بل خير أسولب لا يزال الخق يدعون به إلى الله إلى يوم الدين. وقديماً قيل في الحكمة:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فقلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
خامساً: توطين النفس على تبعات الدعوة:
=======================
ومن آداب الدعوة إلى الله توطين النفس وتهيئتها على تقبل ردود الفعل المختلفة سلباً وإيجاباً، قبولاً ورفضاً، بل الاستعداد التام لتلقي كافة أنواع الأذى بصدر واسع ونفس راضية مهما اشتد وطال.
وفي هذا المضمار الشاق يتنافس الدعاة ويتفاوتون، وترتفع أعلام ورايات للرجال الذين ضربوا أروع الأمثلة وأخلدها في ذلك، اقتداء منهم بسيد المرسلين وإمام الدعاة صلى الله عليه وسلم، الذي صبر وصابر، وتحمل وضحّى، حتى أقام للدين عموده وأرسى دعائمه.
ولا يتسع المجال لذكر أمثلة طويلة بل يكفي سرد أسماء لامعة في سماء الصبر والتحمل كأبي بكر الصديق، ومصعب بن عمير، وأبي ذر الغفاري، وعموم الصحابة وغيرهم من التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)سادساً: التوكل على الله وحده:
ومن آداب الدعوة إلى الله التوكل على الله سبحانه دون سواه من مال أو جاه أو منصب أو قريب أو أتباع أو قوة، فكل ذلك لا يصلح للاتكال عليه، إلا الله وحده كما قال سبحانه حكاية عن أحد رسله: ( فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ)
وكى عن المؤمنين قولهم: (رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
ومقتضى التوكل على الله التفويض إليه بالنتائج، والتسليم له بالمقادير، والرضى عنه بكل ما قضى وقدّر، وعدم استبطاء القبول، وعدنم استعجال الفتح. وقد أكد على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه خباب شاكياً شدة البلاء، راجياً منه صريح الدعاء بسريع الفَرَج، فقال صلى الله عليه وسلم: (والله لَيُتِمَّنَّ الله هذا الدين حتى تسير الظعينة من صنعاء إلى الشام لا تخشى إلا الله ولكنكم قوم تستعجلون).
وقد أضاف هذا الحديث الشريف إلى التوكل على الله الثقة به وبوعده وإعلاء كلمته.
سابعاً: بذل كل شيء للدعوة:
=====================
ومن آداب الدعوة إلى الله عند كل مسلم بذل الغالي والنفيس، والمال والولد، والوقت والصحة، في سبيل نصرة الدين.
فتفريغ الأوقات، وترك بعض المشاغل، وبذل شيء من المال، وترك كثير من الملذات، ومفارقة الأوطان والأهل، أمرو ضرورية لازمة لا تنفك عنها الدعوة إلى الله، وهي شاقة على النفس ولا شك، وشديدة على الناس ولا ريب.
ولكن قضى الله سبحانه أن لا دعوة بلا تضحية، ولا ثمرة بلا عمل ولا نتاج بلا جهد:
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
وقد ضرب أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبلغ الأمثلة في ذلك، فخرج عن ماله كله ـ وكان تاجراً ـ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله أكثر من ثلاث مرات، حتى سأله صلى الله عليه وسلم ذات مرة: (ما تركت لأهلك يا أبا بكر؟ قال: تركت لهم الله ورسوله).
وقد ضحّى غيره بأبنائه في سبيل الله.
وفرغ آخرون حياتهم كلها.
وسافر كثيرون من الشرق الأقصى إلى الغرب الأبعد، وغالب دعاة عديدون أمراضاً مستعصية وهم يرمون بسهام الدعوة إلى الله، حتى مكن الله لهذا الدين بفضله أولاً، ثم بهذه الجهود في الأرض...
ثامناً: تجنب الخلاف والخصام مع الدعاة الآخرين:
=========================
ومن أهم آداب الدعوة إلى الله تجنب الاختلاف مع الدعاة الآخرين وعدم الطعن بهم والتجريح بأشخاصهم والنتقاص من أقدارهم والتهوين من جهودهم، فذلك مقتل من مقاتل العاملين في إطار الدعوة، وهو في الحقيقة الداء الدفين في النفوس، والبلاء المبين في العمل، وهو يدل على الحسد وضيق الأفق وسوء فهم الدين، حتى رأينا أناساً ممن يتصدون للدعوة ويدّعون العمل فيها، لا همّ لهم إلا الحط من هؤلاء، والنيل من أولئك، وإفساد أتباع كل داعية عليه، وتشكيك كل أمة بإمامها، وكأنهم هم المصطفين الأخيار الذين خلقت لأجلهم الجنة ولغيرهم النار...
والحقيقة أن من آداب الدعوة إلى الله حب كل الداعين إليه، الدالين عليه، وإن اختلفت الآارء وتعددت الطرق والمناهج، فذلك لا يفسد للود قضية. وأكبر دليل على ذلك أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام اختلفت أساليبهم، وتعددت شرائعهم، ومع ذلك فهم إخوة متحابون، وفريق واحد يحمل مشاعل الإيمان، كما أن الله سبحانه قال في كتابه: ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)
وليحذر كل مسلم من أي شخص يدعو إلى التفرقة والخلاف، والذم والتجريح، ولينظر إليه على أنه خاطئ ضال عن السبيل، قاصر في الفهم عار على الدليل... إن مبدأ التعددية في الدعوة مبدأ قديم أصيل، وعليه جرى نهج الإسلام من سالف الأزمان.
تاسعاً: التدرج في الخطاب:
==================
ومن آداب الدعوة إلى الله التدرج في مخاطبة الخلق على قدر استيعابهم، والبعد عن الغرائب التي لا تطيقها النفوس أو لا تفهمها العقول، بل الاهتمام بالمسائل الكلية الكبرى والأصول الأصلية العظمى.
ففي حديث البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنهم حين بعثه إلى اليمن: (إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل ـ وفي رواية فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ـ فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا ذلك وفي رواية ـ فإن أطاعوا بذلك ـ فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم).
==========================
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
-------
الفارس النبيل
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin