..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: عمر السيدة عائشة رضى الله عنها يوم العقد والزواج الدكتور صلاح الإدلبي
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:55 من طرف Admin

» كتاب: علماء سلكو التصوف ولبسو الخرقة ـ إدارة موقع الصوفية
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:52 من طرف Admin

» كتاب: روضة المحبين فى الصلاة على سيد الأحبة ـ الحبيب محمد بن عبدالرحمن السقاف
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:49 من طرف Admin

» كتاب: مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية ‫‬ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:42 من طرف Admin

» كتاب: فضائل فاطمة الزهراء ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:40 من طرف Admin

» كتاب: الدرر البهية بفضائل العترة النبوية ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:38 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد الجاهلين إلى الآيات الواردة في حق أهل البيت ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:34 من طرف Admin

» كتاب: حياة الإنسان الشيخ عبدالحميد كشك
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:30 من طرف Admin

» كتاب: لبس الخرقة في السلوك الصوفي ـ يوسف بن عبد الهادي
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyاليوم في 16:27 من طرف Admin

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:30

    بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد من اختصه الله بالمدح وما ذاك إلا لعظيم فضله وعلى آله وصحبه أجمعين في كل وقت وحين ..

    أما بعد ،، فهذا مولد سيدي العارف بالله الحاج أحمد أبو الحسن رضي الله عنه ، أكتبه هنا بحروفه عسى أن يمن الله علينا بفضله ومنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ..

    اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم

    لسيدي العارف بالله تعالى الحاج أحمد أبو الحسن
    رضي الله تعالى عنه

    الفصل الأول

    فاتحة الخير في ظهور الخير

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله الذي أبرز من مكنون علمه خير البرية ، فهو نور من نوره اختاره واصطفاه ، ولم يكن قبله شيء فقد حاز القدم والأسبقية ، وأشهد أن لا إله إلا الله توحيداً بخالص النية ، وأشهد أن محمداً رسوله ومجتباه مظهر الحق في عالم الخلق نقطة دائرة الوجود ظاهر البشرية ، الطود الأشم لتجليات الله ، فهو واحد الخلق مرآة الأحدية ، وصل اللهم عليه وسلم صلاة من الله سرمدية ، وآله وصحبه ومن اتبع هداه وأستمنح الله تعالى رضوانه وصدق الطوية ، وأرجو منه التوفيق لما يحبه ويرضاه ، فلم تحص الثناء عليه الخلق بألسنتها البشرية ، وكيف لا وقد عظمه الذي من نوره ابتداه ، وقرن ذاته بذاته العلية ، وجعله مرآة حسن لشموس مجلاه ، وذكر في كتابه " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " وفي رواية " من أنفسكم " أي أحسنكم وأطهركم ولا يحصر كرم الله ، فهو النور الذي فتق به حجب الغيوب الغيبية ، أول العابدين الذي لا خلف وراه ، صاحب القبضة الأصلية والطلعة البهية ، الذي على عينه رباه ، وأسكن نوره في الحجب الجلالية حتى يتم له كل شيء عن الخلق خفاه ، وصلي وسلم عليه بذاته العلية ، وخلق كل شيء من نور سناه ونحمد الله الذي جعلنا من الأمة المحمدية ، التي هي خير أمة أخرجت للناس في ذكر الله ، ولقد نفث في روعي ملك الإلهام وهبت نسائم الشمائل المحمدية ، وتاقت روحي إلى رسول الله ، وركبت مطية العجز متجولاً في السنة السنية ، وجمعت له الأسانيد من الأحاديث القدسية ، فهو قائم على الأحاديث النبوية ، البالغة الحد من التواتر عن ثقاة الرواة ، فتم بحمد الله وبركة نبيه ، فنسأل الله أن يغفر لمن جمعه ومن سمعه ومن تلاه ، ونرجو من الله أن يجازي عنا نبينا ما هو أهله وأن يبلغه عنا أزكى السلام والتحية ، وأن يجمعنا به في الدنيا والأخروية ، وأن يشفعه فينا عند الموت ويوم القيامة البغتية ، وأن يعطف علينا قلبه الشريف ويدخلنا بفضله حماه ، وأن يديم علينا حبه وحب العترة النبوية ، وأن يرضي علينا إمامنا رائد العصبة الهاشمية صاحب العصر والأوان سليل الحسنين ، ومجمع العنصرين ، الإمام محمداً أبا الفتوح العربي ، وأن تجعلنا في معيته وتحت لواه ، وأن تثبتنا على محبته حتى نلقاك ، وقلوب أشياخنا وكل أهل الله .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:30

    الفصل الثاني
    القبضة النورانية في الحقيقة الأحمدية
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وأما ما كان من نور طلعته البهية ، فهو قبل كل شيء ومنه كل شيء ولولاه ما كان شيء كما رواه ، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء قال : خلق الله قبل الأشياء نور نبيك من نوره ، فجعل نوره يدور بالقدرة حيث ما شاء الله تعالى ، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ، ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ، ولا جن ولا إنس ، ولما أراد الله أن يخلق الخلق قسم النور أربعة أجزاء ، فخلق من الجزء الأول : القلم ، ومن الثاني : اللوح ، ومن الثالث : العرش ، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء ، فخلق من الجزء الأول : حملة العرش ، ومن الثاني : الكرسي ، ومن الثالث باقي الملائكة ، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء ، فخلق من الجزء الأول : السموات ، ومن الجزء الثاني : الأرضين ، ومن الثالث : الجنة والنار ، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء ، فخلق من الجزء الأول : نور أبصار المؤمنين ومن الثاني : نور قلوبهم وهو المعرفة بالله ، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد ، لا إله إلا الله محمد رسول الله وأما ما روي عنه في الآيات القرآنية ، وما وصفه الحق الذي خلقه وسواه ، يقول الله جل وعلا في الآيات القرآنية " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " سبحان الذي سواه ، وعن علي بن الحسين عن أبيه عن جده صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كنت نوراً بين يدي ربي عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام " ، وهذا الحديث يشير لحقيقته الأولية عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة قال : " يا محمد أنت قبضة من نوري ليس لها صبر حتى تعود إلي " ، فسبحان الذي أعطاه .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:31

    الفصل الثالث
    الحقيقة الأحمدية في الأطوار البشرية
    بسم الله الرحمن الرحيم



    فلما خلق الله آدم عليه السلام ، سمع من تخطيط أسارير جبهته الجلية ، نشيشاً كنشيش الطير ، فقال : سبحانك ما هذا الذي أسمعه ولا أراه ، قال عز وجل : يا آدم هذا تسبيح خاتم النبيين وسيد المرسلين في الدنيا والأخروية وكان نور نبينا صلى الله عليه وسلم ، في دائرة غرة آدم عليه السلام يتلألأ كالبدر في تمام انجلاه ، قال الله تعالى : يا آدم خذ عني النور النبوي بعهدي وموثقي وهو نور الأبدية ، ولا تودعه إلا في الأصلاب الطاهرة والمحصنات الزاهرة حتى يتم مرتقاه ، وكانت الملائكة تقف خلف آدم يقتبسون من الأنوار المحمدية ، فقال آدم : يا رب لم الملائكة يقفون خلفي ، قال : يا آدم ليشهدوا نور خير البرية الذي ظهر فيك حلاه ، فالله أنبأه قال رب اجعله في مكان حتى أراه ، فكان يلمع في سبابته وجبهته الندية ، فآمن به آدم وصلى عليه وتوسل به إلى الله ، فقضي له ببركته المرام ، ببركة الحضرة المصطفوية فإذا أراد آدم أن يغشى حواء تطيب وتطهر ، ويأمرها أن تفعل حواء الصفية ، ويقول آدم : عسى هذا النور المودع أن يسكنه طاهرة بطنها النقية ، فلم تزل حواء كذلك حتى انتقل النور إلى جبهتها يخطف سناه ، وتزداد كل يوم حسناً وجمالاً وحملت بشيث عليه السلام ذي السعادة الأبدية ، ولم يقربها آدم منذ حملت لطهارتها ونور حبيب الله ، وكانت تأتيها الملائكة كل يوم بالتحيات من رب البرية ، وحملت بشيث وحده في بطنها وكانت تحمل في كل بطن ذكراً وأنثى كما رواه وكان يتلألأ النور في جبهة شيث وكيف لا وهو جد لمصطفاه ، فأخذ آدم على ابنه شيث العهد ، ألا تضع هذا النور إلا في أطهر نساء العالمين ، فلبى لقول أباه فتزوج شيث بالبيضاء ، وكانت في طول حواء الطاهرة الصفية ، فحملت بأنواش عليه السلام ، فكانت تسمع الأصوات من كل مكان ، تبشرها وتهديها التحية فوضعت أنواشاً ووصى أنواش عليه السلام ابنه قينان من كان رائحته مسكية ، وأوصى قينان مهلائيل ، الذي تم بالنور حلاه ، وأوصى مهلائيل ابنه بردا ألا يضع هذا النور إلا في نساء صفوة البرية ، فتزوج بردا بإمرأة يقال لها مرة ، فحملت بإخنوخ وهو إدريس عليه السلام الذي ذكر الله رفعته وعلاه ، فكانت الآباء تأخذ على الأبناء العهود ، لتحري الأرحام الصفية ، حتى انتهى هذا النور إلى سام بن نوح عليه السلام ، ثم انتقل النور المحمدي إلى أرفخشذ ، فتزوج إمرأة يقال لها مرجانة ، فأنجبت له شالخ ، فخرج أكمل قومه جمالاً والنور كساه ، فأخذ نوره ينتقل من ماجد إلى ساجد ، حتى خليل الله إبراهيم ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:32

    الفصل الرابع
    الحقيقة المحمدية في الشجرة الإبراهيمية
    بسم الله الرحمن الرحيم



    ولم يزل نوره صلى الله عليه وسلم ينتقل من صفوة الله من عباده في الأصلاب الأصيلية ، إلى أن وصل إلى إسماعيل عليه السلام ، الذي فداه الله ، وانتقل من إسماعيل إلى قيدار ، وكان النور يكسي جبهته الجمالية ، فنفذ قيدار وصية أباه ، وأمره ألا يضع هذا النور إلا في أطهر نساء العالمين ، فظن قيدار أن المطهرات من ولد إسحاق ، فتزوج منهن ثمانين إمرأة بالسوية ، وعاش معهن مائتي عام ، لا يلدن له والنور في جبهته يضيء سناه ، ويوم رجع من صيده فنادته الوحوش والسباع ، بألسن فصيحة عربية ، يا قيدار ويحك لم لا تعتني بنور حبيب الله ، فأقسم ألا يطعم ولا يشرب حتى تأتيه كرامة عيانية ، فاعترضه يوماً في فلاة ، ملك في صورة بشرية ، ثم قال له : يا قيدار ضع النور المحمدي في غير بنات إسحاق ، وأمره بقربان لله تعالى فاستجاب الله دعاه ، وقال : نم تحت الشجرة وائت بما تؤمر به في منامك ففعل فأتاه ، فقيل له في منامه : إن هذا النور الذي في ظهرك هو نور الحضرة المصطفوية ، واعلم أن الله ما اختار له إلا بطون العربيات ، فاختير له بالأسبقية ، فاختر لنفسك إمرأة وليكن اسمها العاضرة من العصابة الجرهمية ، فوثب من نومه فرحاً وجد في طلبها ، التي ستكون أماً لمن أحبه الله واجتباه فتزوج بالعاضرة بنت مالك الجرهمي ، انتقل النور من ظهره إلى بطنها فولدت له ولداً فسماه حمل ، لأنه حامل الأنوار العلية ، إلى أن وصل هذا النور إلى إد عليه السلام الذي منه عدنان .

    لم تزل في ضمائر الكون
    تختار لك الأمهات والآباء


    حبذا عقد سؤدد وفخار
    أنت فيه اليتيمة العصماء



    وكان كل رجل منهم يأخذ على ابنه عهداً وموثقاً ألا يتزوج إلا بأطهر نساء العالمين في زمنه ، وكانت الكتب التي فيها العهود ، في البيت الحرام ، فلم تزل معلقة من لدن إسماعيل إلى أيام الفيل .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:34

    الفصل الخامس
    الحقيقة المحمدية في الشجرة العدنانية
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وأما نسبه صلى الله عليه وسلم من الشجرة العدنانية فهو : سيدنا محمد بن عبد الله الكريم المفتدا ، ابن عبد المطلب ذي الكرم والندا ، ابن هاشم الذي كان يطعم الوحش والطير وكان لقومه سندا ، ابن عبد مناف السيد الأمجدا ، ابن قصي الذي كان نور الحبيب في جبهته كالفرقدا ، ابن كلاب الذي رد عن البيت العدا ، ابن مرة الذي كان بغرته النور توردا ، ابن كعب الذي كان من العصابة السجدا ، ابن لؤي الذي فضله تعددا ، ابن غالب السيد المهاب الأمجدا ، ابن فهر الذي كان يرى فيه نور محمدا ، ابن النضر الذي ما مر على شجر ومدر إلا بالتحية والسلام أنشدا ، ابن كنانة الذي كرمه واسع المدا ، ابن خزيمة الذي كان على دين إبراهيم تعبدا ، ابن مدركة الذي كان يفخر ويقول : أنا جد أحمدا ، ابن إلياس الذي كان شديد البأس سخي اليدا ، ابن مضر الذي في جبهته النور بدا ، ابن نذار الذي أولم له أبوه وأثردا ، ابن معد الذي كان لدين آبائه مجددا ، ابن عدنان الذي كان مكنى به النبي المفتدا .

    عشرون جداً للنبي محمدا
    قوم كرام مؤمنون وسجدا


    هم شيبة الحمد وهاشم جده
    عبد مناف من قصي ذي الندا


    وخذ كلاب بن مرة بعده
    كعب لؤي بن غالب أمجدا


    ابن فهر بن مالك من رقا
    والنضر بن كنانة كالفرقدا


    ابن خزيمة بن مدركة بعده
    إلياس من مضر كريم أرشدا


    وكذا نزار من معد ذي الرضا
    عدنان تم به إلينا المقصدا


    فاحفظ لنسب المصطفى تحظى به
    يرضى عليك ومن رضاه ستسعدا



    ولم يكن أعظم من هذا النسب نسب في العرب ولا في كافة البشرية ، وعن علي بن أبي طالب عليه السلام قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء " وعن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال : " كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحاً ولا شيئاً مما كان عليه أهل الجاهلية " ، ويكفي قوله تعالى : " وتقلبك في الساجدين " .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:35

    الفصل السادس
    الحضرة المحمدية في الأصلاب القرشية
    بسم الله الرحمن الرحيم



    ولما حضرت المطلب بن عبد مناف الوفاة ، دعا عبد المطلب وهو ابن عشرين عاما ، وكان أطول قريش باعاً وأشدهم قوة تفوح منه روائح المسك العبهرية ، ونور رسول الله صلى الله عليه وسلم في جبينه يخطف سناه ، ولما رأى المطلب تلألؤ النور قال : يا معشر قريش أنتم صريح ولد إسماعيل ، وأنتم الذين اختاركم الله تعالى لنفسه وحرمه وبنيته ، وأنتم سادة العرب الأبطحية ، وأنا رئيسكم ، وهذا ابن أخي هاشم هو عبد المطلب وها أنا قد قمصته بقميص قصي ، وردأته برداء لؤي ، وطوقته بطوق كلاب ذي الفخار وعصبته بعصابة النضر ، وختمته بخاتم نوح وألبسته نعل شيث ، وقوس إسماعيل ، وسقاية الحاج ومفتاح الكعبة الإبراهيمية ، قد تنازلت بها لعبد المطلب ، فهو ابن هاشم صاحب الأنوار الندية فاسمعوا وأطيعوا له ، فوثبت كل العصابة القرشية فقبلت رأس عبد المطلب ويداه ، وألقت عليه الدنانير والدراهم ، فقالوا : أنت فينا سيداً ومطاعا ، ونحن على ما تراه ، فكانت قريش تستسقي به وتسقى ببركته وبركة النور الذي فيه الغيث ، ونبعت له العين الزمزمية ، واشتهر أمره وعلا قدره ، حتى كانت الملوك تتمنى أن تراه ، وتزوج بمكة إمرأة فماتت ثم أخرى فماتت كما رواه ، وأتاه آت في نومه ثم قال له : تزوج بفاطمة بنت عمرو ، فحملت بأبي طالب الذي كان لنبينا صنو أباه ، وبقي نور الحبيب في غرة عبد المطلب مدة زمنية ، وجاء من صيده في الظهيرة فرأى في الحجر ماء معين ، فشرب منه فوجد برده على بطنه ، فدخل في تلك الساعة فواقع فاطمة بنت عمرو ، فحملت بعبد الله والد حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسر بذلك عبد المطلب وقرت عيناه ، وكان الأحبار يسألون عن مولد عبد الله عليه السلام فإذا أقبل أهل الحرم إلى الشام سألوهم عن عبد الله كيف تركتموه ، فيقال بخير بحمد الله ، وتقول الأحبار لم يكن النور لعبد الله بل هو نور محمد صلى الله عليه وسلم ، يخرج من ظهره في فترة زمنية يغير عبادة الأصنام ، ويبطل اللات والعزى ، وهو خاتم رسل الله .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:36

    الفصل السابع
    اعتناء الله بأجداد رسول الله
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وهذه نبذة تشير إلى التصديق بإيمان أجداده صلى الله عليه وسلم ، إن جده صلى الله عليه وسلم إلياس كان يسمع من صلبه تلبية النبي المعروفة في الحج ، وكان كبيراً عند العرب يسمونه بسيد العشيرة وهو أول من أهدى البدن إلى بيت الله الحرام ، وجاء في الحديث : لا تسبوا إلياس ، فإنه كان مؤمناً وجده كعب بن لؤي ، كان يخطب الناس يوم العروبة ، أي يوم الجمعة ، ويذكر في خطبته النبي صلى الله عليه وسلم ، ويبشر به ، فمن قوله : أما بعد فاسمعوا وتعلموا ، وافهموا واعملوا ، ليل ساج ونهار وهاج والأرض مهاد ، والسماء بناء ذات أبراج ، والجبال أوتاد ، والنجوم أعلام ، والأولون كالآخرين ، والذكر كالأنثى والكل إلى البلى ، فصلوا أرحامكم واحفظوا أصهاركم ، حرمكم زينوه وعظموه فسيخرج منه نبي كريم ، ثم أنشد وقال :

    نهار وليل كل يوم بحادث
    سواء علينا ليلها ونهارها


    منوبان بالأحداث حين تناوبا
    وبالنعم الصافي علينا سرورها


    على غفلة يأتي النبي محمد
    فيخبر أخباراً صدوق خبيرها



    والله لو كنت ذا سمع وبصر ويد ورجل لتنصبت فيها تنصب الجمل ، ولأرقلت فيها إرقال الفحل ، ثم قال :

    يا ليتني شاهداً فحواء دعوته
    حين العشيرة تبغي الحق خذلانا



    قال السيوطي : وكان بين موت كعب بن لؤي ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وستون .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:37

    الفصل الثامن
    الوفاء من الأجداد الحنفاء
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وقد نذر عبد المطلب لله إن أعطاه عشرة من الولد وبلغوا حتى يحمونه لنحر أحدهم تقرباً لله ، فأعطاه الله عشرة من البنين بما فيهم عبد الله ، وأتاه آت في منامه ، يأمره بالوفاء بالنذر ، فقال : أوف يا عبد المطلب بنذرك لرب هذا البيت ، فاستيقظ فزعاً وقرب ذبيحة كبشية ، ثم نام فقال له : قرب أكبر من ذلك فقرب ثوراً ، ثم أتاه في الليلة الثالثة فقال له : قرب أكبر من ذلك ، فقرب ذبيحة إبلية ، ثم نام فأتاه الرابعة فقال له : قرب أكبر من ذلك ، فطلب منه الإفصاح للرؤيا المنامية ، فقال له : قرب أحد أولادك الذكور ، كما نذرت من قبل العطية ، فجمع أولاده وأخبرهم بذلك ، فقال الجميع : إنا مطيعون لأمرك فأوف بنذرك واذبح منا ما تختار ، فأخذ أبناءه العشرة فألقى عليهم القداح ، فوقع القداح على عبد الله والد حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أحبهم إليه ، لأنه يرى فيه الأنوار العلية ، وحالت قريش بينه وبين أبنائه ، إن فعلت ذلك يا عبد المطلب ستكون سنة في العرب فمسكوا يداه ، وقالوا نذهب إلى الكاهنة ، عسى أن نجد لنا مخرجاً من هذه الكربة العصيبية ، فأتوا الكاهنة فقالت : كم الدية عندكم يا معشر القرشيين ، فقالوا : عشرة من الإبل فقالت : ألقوا بين الإبل والغلام ، فإن وقعت القداح على الإبل فانحروها ، وإن وقعت على الغلام فزيدوها ، وتعلقوا بأستار البنية كعبة الله الحرام فألقوا بين الإبل وعبد الله ، فوقعت القداح عليه وأخذوا يزيدونها حتى بلغت مائة فنحروها عددية فنحروها وأطعموا منها القاصي والداني ، حتى الطير في السماء ، والسباع الوحشية ، وأخذ عبد المطلب ابنه عبد الله بعد أن وفقه ربه فافتداه ، ونور رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلألأ في جبينه ، فمر على إمرأة من بني أسد ، أخت ورقة بن نوفل فنظرت إلى عبد الله ، والنور الذي تم حسناه ، فعرضت عليه نفسها ومالها فقال :

    أما الحرام فالممات دونه
    والحل لا حل فاستبينه


    فكيف بالأمر الذي تبغينه
    يحمي الكريم عرضه ودينه



    فأدار عنها وجهه وسار خلف أبيه ، إلى أن وصل به إلى دار وهب بن زهرة بن كلاب ، وهو سيد بني زهرة نسباً وطهراً ، فخطب ابنته آمنة لولده عبد الله رضي الله عنه وكانت آمنة يومئذ أفضل إمرأة في قريش نسباً وموضعاً ، فدخل عليها في مكانه ، فانتقل النور من جبينه إلى بطن آمنة عليها السلام ، والتقى بصاحبته التي عرضت عليه نفسها ومالها ، فقال لها : لم لا تعرضين نفسك اليوم علي ، فقالت له : فارقك النور وبات في بطن آمنة الطهور .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:38

    الفصل التاسع
    ظهور الأسرار الكامنة يوم أن حملت به آمنة
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وأما ما وقع من المعجزات الباهرة ، والبراهين الظاهرة يوم أن حملت به صلى الله عليه وسلم آمنة الزكية وكان حملها به الجمعة الأولى من رجب ، وهو الشهر الذي كان فيه مسراه ، إلى البيت المقدس ، ونطقت كل دابة بقريش تلك الليلة ، وقالت : حمل برسول الله ورب الكعبة ، وهو أمان الدنيا وسراج أهلها ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا إلا وأصبح منكساً وغارت بحيرة طبرية ، وانشقت أبواب كسرى وطفئت النار الفارسية ، ونطقت وحوش المشرق ووحوش المغرب بالبشارات ، وأهل البحار يبشر بعضهم بعضاً حمل برسول الله ، وفي كل شهر من شهور حمله نداء في الأرض ونداء في السماوات العلية ، أن أبشروا فقد آن لأبي القاسم أن تشرف به الأرض ميموناً مباركاً يعم هداه ، وبقي في بطن أمه تسعة أشهر هلالية ، لا تشكو وجعاً ولا ألماً ولا مغصاً ، وكيف لا وهو نور الله ولما تم لها من حملها شهرين مات أبوه في المدينة وهو عند أخواله فالبقاء لله ، فقالت الملائكة : إلهنا أيبقى نبيك يتيماً ؟ ، فقال الله عز وجل : أنا له ولياً وحافظاً ونصيراً ، وحكت أمه أنها كان يأتيها كل شهر من شهور حملها نبياً ، ويبشرها بأنك قد حملت بصفوة الله من نوع البشرية ، وجاء في الخبر يوم أن حملت به أمه عليه الصلاة والسلام : بانت سواطع الأنوار الربانية ، وتجلى الله سبحانه وتعالى بتجلياته العمومية ، واهتز عرش الرحمن فرحاً ، وعم الفخار ونصبت الأعلام الزينية ، وفتحت أبواب الجنان وأغلقت الأبواب الجحيمية ، وعم النور في الكون وقالت أمه حينما بلغ حمله ستة أشهر : قيل لي : يا آمنة إنك قد حملت بخير العالمين ، فإذا ولدتيه فسميه محمداً وأكتمي شأنك ، ولما دنا مولده صلى الله عليه وسلم تقاطرت آيات نبوته ، وظهرت آيات بركته ، فكان من أعظمها شأناً وأظهرها برهاناً وأشهرها عياناً وبياناً قصة أصحاب الفيل .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:43

    الفصل العاشر
    نفحات الطيب يوم ميلاد الحبيب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    وأما ما ورد في يوم مولده صلى الله عليه وسلم ، من أنوار ساطعة عمت في كل مكان ، وروائح المسك الأذفر والند والريحان ، ولبس الكون حلل أنواره الصفية ، وعم الفرح والسرور الثقلان ، وذلك يوم الإثنين من العشاء إلى الطلعة الفجرية ، الموافق الثاني عشر من ربيع الأول ، وكانت ليلة هلالية ، فقالت أمه تحدث عن نفسها ، فتقول : لقد أخذني ما يأخذ النساء ، فشممت رائحة مسكية ، وسمعت وجبة شديدة هزت كل البنية ، وأمراً عظيماً والقمر قد اشتد صفاه ، ورأيت كأن جناح طير أبيض قد مسح على بطني ، فذهب عني كل وجع وفزع وزال ما أخشاه ، وإذا بشربة بيضاء ظننتها لبناً ولكن رائحتها لوندية ، فشربتها فضاء مني نور يخطف سناه ورأيت نسوة طوالاً كالنخل ، كأنهن من بنات عبد مناف ، تعلوهن أنوار شعشانية ، فبينما أنا أعجب من نظرهن إلي وأقول واغوثاه ، من أين علمن بي هؤلاء النسوة ؟ ، فقلن : نحن آسية إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران البتولية ، وهؤلاء من الحور العين قد أرسلن إليك بأمر الله ، وأنا أسمع الوجبة في كل ساعة أعظم وأهول وأقول : واغوثاه ، فإذا بديباج أبيض قد مد بين السماء والأرضية ، ورأيت رجالاً وقفوا في الهواء بأيديهم أباريق فضية ، وأنا أرشح عرقاً كالجمان ، أطيب من المسك الأذفرية ، فعظمت كبكبة الملائكة ، وعبقت روائح الطيب بالنفحات الذكية ، قالت : ورأيت قطيعاً من الطير قد أقبل من حيث لا أشعر ولا أراه ، غطت حجرتي ، مناقيرها من الزمرد وأجنحتها من اليواقيت الجوهرية ، فابتهجت الكائنات وطابت الأوقات ، ودامت المسرات ، وتلألأت النيرات ، وأنشدت الأطيار بأعذب النغمات ، وكسيت الشمس بالحلل التشريفية ، وطوق جيد الوجود بأجمل وأحلى العقود ، ودام السعود ، لقدوم أكمل وأشرف مولود ، وأينعت الزهور على الأغصان وابتسم ثغر الزمان ، وعم في الوجود الأمان بقدوم أشرف وأكمل إنسان ، وهبت نسائم الطلق ووقت الوصول حان ، وتصدعت شرفات الإيوان ومد الوجود كله يديه ، مسروراً برحمة الله إليه وتجليات حبيبه عليه ، وحان وقت الولادة ، لبروز أصل الكرم والسيادة ، وعمت نفحات السعادة وما هي إلا لحظات سطعت فيها البراهين والآيات وعبقت من الفراديس النسمات ، ورفعت في كل مكان الرايات ، والكون يقول : أقبل سيد السادات فكشف الله عن بصري فأبصرت ساعتي تلك مشارق الأرض ومغاربها ، ورأيت أموراً خفية ، ورأيت ثلاثة أعلام مضروبة ، علم بالمشرق وعلم بالمغرب وعلم مضروب على ظهر الكعبة العلية ، واشتد بي الأمر فكأني مستندة إلى أركان النساء ، وكثرن علي حتى كأنهن معي في البيت ، فأخذني المخاض فوضعته صلى الله عليه وسلم نوراً كالشمس بل هو أعلى وأضوأ ، فيجب علينا معشر الحاضرين والسامعين القيام عند ذكر مولده الشريف تعزيزاً ووقاراً وفخاراً لقدومه صلى الله عليه وسلم ، فهنيئاً لمن قام له على الأقدام .

    ( القيام والاعتناء لقدوم أعظم الأنبياء )

    صلى الله على محمد
    صلى الله عليه وسلم

    شهر ربيع الأول فازا
    بالخيرات جميعاً حازا

    رقص الكون له إعزازاً
    لسن الحال غدت تترنم

    فبمولده الكون ازدانا
    وله أخمدت النيرانا

    جاء فصدع للإيوانا
    والأصنام غدت تتهشم

    قوموا يا حضار لطه
    خير الخلق مضيء دجاها

    فهو الخاتم وهو حماها
    رب العرش به قد أقسم

    قوموا إليه على الأقداما
    بدر النور أضاء تهامة

    فلمن قام إليه سلاما
    دنيا وأخرى به يتنعم

    قوموا لحضرته إجلالا
    يرضى عليكم ربي تعالى

    منه تحظوا بقرب وصالا
    هذا النصح لمن يتفهم

    لذكر المولد يأتي الهادي
    وتبارككم منه أيادي

    ويصافحكم بالإسعاد
    وكفى شرفاً إذ يتبسم

    قوموا وافرحوا بين يديه
    عند المولد صلوا عليه

    نور نسبه الله إليه
    فعسى القلب به يتهيم

    جاءت آسيا ذي الإعلاء
    وكذا مريمنا العذراء

    أم العوف هي الشفاء
    وكسى الكون بنور أعظم

    فالشفاء حكت إذ هلا
    بالتوحيد يشير لألله

    عطس فحمد الله تعالى
    والأملاك به تترحم

    آمنة قد يكسوها النورا
    حيث رأت في الروم قصورا

    بل كنعان رأت بظهوره
    قالت إني ولدت الأكرم

    فالأملاك به قد طافت
    والأفلاك له تتهافت

    أم الهادي عليه خافت
    عم الكون بنوره الأفخم

    سمع الجد إليه أتاه
    هام بفرح حين رآه

    هذا محمد قد سماه
    سر الذات لجد ملهم

    من بالكرب غدا محتارا
    فليتوسل بالمختارا

    يجلي عنه ردى الأكدارا
    وينل من جدواه المغنم

    آدم نال بجاهه متابا
    نال تلقى وحسن ثوابا

    من يتوسل يا أحبابا
    بالمختار عطاء أدوم

    كل الرسل به قد نالوا
    قدماً صار بكل حاله

    إبراهيم بلغ آماله
    وغدا موسى بجاهه مكلم

    فلنتوسل هيا بجاهه
    قدره عظيم عند إلهه

    حتى نغنم من جدواه
    وكذا نسقى بمدحه البلسم

    ربي فشفع فينا محمد
    دنيا وأخرى به كي نسعد

    بالتبليغ له قد نشهد
    قام الشرع لمن يترسم

    نرجو في الدارين سلام
    حتى نحظى بحسن ختاما

    فاجل القلب إذا ما تعامى
    هبنا الكشف لسر مطلسم

    ربي عليه أدم صلواتك
    فهو رسولك بل مرآتك

    عنه إليه صدرت وحاتك
    بارك ربي عليه وسلم

    وكذا الآل فروع المجدا
    وكذا الصحب أهيل النجدا

    ما بالمدح مدح ذو وجدا
    أو ما هام بحبه متيم

    فيجب علينا في هذه اللحظة التي هي أعظم لحظة على الإطلاق ، أن نسأل الله متوسلين ومتوجهين له بحبيبه ومصطفاه ، أن يقضي لكل منا حاجاته وبغيته بما يرضي الله ، وقالت أمه : حينما نزل من بطني خرج منه نور أضاء الأكوان ، حتى إني رأيت قصور الروم وكنعان ، ولما نزل صلى الله عليه وسلم من بطن أمه نزل ساجداً معتمداً على يديه ، مشيراً بأصبعه إلى الوحدانية فعطس فقال : الحمد لله ، فسمعت قائلاً يقول : رحمك الله ، ورحم بك يا رحمة الله ، وقيل أنه قال : الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، وكيف لا وهو حبيب الله ، قالت أمه : فنظرت إليه ، فإذا هو ساجد كالمتضرع المبتهل وسمعت منادياً يقول ، طوفوا بمحمد شرق الأرض وغربها والبحار كلها ، ليعرف باسمه ونعته وصورته فهو الماحي الذي للشرك محاه ، وانجلت عنه السحابة فإذا به مدرج في ثوب صوف أبيض ، أشد بياضاً من اللبن ، وتحته حريرة خضراء سندسية ، وإذا بيده ثلاثة مفاتيح من اللؤلؤ الرطب الأبيض يخطف سناه وقائلاً يقول : قبض محمد صلى الله عليه وسلم على مفتاح النصر ، ومفتاح الربح ، ومفتاح النبوة فسبحان الذي من خلقه اجتباه ، وإذا بسحابة غشيته وسمعت منادياً ينادي : طوفوا بمحمد الشرق والغرب وعلى موالد النبيين وأعطوه خلق آدم ومعرفة شيث ، وشجاعة نوح ، وخلة إبراهيم ، ولسان إسماعيل ، ورضاء إسحاق ، وفصاحة صالح ، وحكمة لوط ، وبشر يعقوب ، وجمال يوسف ، وشدة موسى ، وصبر أيوب ، وطاعة يونس ، وجهاد يوشع ، وصوت داود ، وحب دانيال ، ووقار إلياس ، وعصمة يحيى ، وزهد عيسى ، واجمعوا له كل أخلاق النبيين :

    فاق النبيين في خلق وفي خلق
    ولم يدانوه في علم ولا كرم

    ولم تحصر إرهاصات نبوته ، ولم تحصرها المتون ، ولو أطلق القلم فيما تحدثت به أمه يوم مولده ، لفاق الحصر والعد والبيان ، ولكن قطفنا من أزهار شمائله الندية لنتبرك به فنسأل الله العفو وحسن الختام .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:44

    الفصل الحادي عشر
    الخصائص الزاخرة في شفيع الدنيا والآخرة
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وولد صلى الله عليه وسلم مسروراً مختوناً مكحلاً بالعناية السماوية ، نظيفاً ظريفاً دهيناً ستر بالغمامة عند ولادته ، حتى لا يراه أحد عارياً ، وذلك من ستر الله ، ففرح به جده وعق له عقيقة كبشية ، وقال الحمد لله الذي عوضني خيراً عن أبيه ، وكانت عادة في العرب أن يرضعوا صبيانهم من غير أمهاتهم وذوي الأرحام القريبية ، وذلك أنجب للطفل حتى ينشأ على عادته الفطرية ، وأتت المرضعات من الديار السعدية وما من مرضعة إلا وعرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبينه حينما علمن أنه يتيم يكفله جده والد أبيه ، فقلن : ما لنا واليتيم ، فإنا نبتغي الكرامة المالية ، ولكن السماء اختارت له المرضعة الزكية الطاهرة الأعراق من سبقت لها السعادة الأبدية فجاءت حليمة آخر قومها لأن أتانها عجفاء غلبتها المشية ، فلم تجد لسبق العناية سواه ، فعرضت على زوجها : لم يبق من الأطفال إلا اليتم الذي مات أبوه وإني لآخذته ورب هذه البنية ، قال : خيراً فعلت فعسى أن يكرمنا الذي تولاه ، قالت : وجئت لجده عبد المطلب ، سيد السدنة القرشية ، فقال : من أنت ؟ قالت : إمرأة من الديار السعدية ، قال : وما اسمك ؟ قالت : حليمة السعدية ، قال : بخ بخ حلم وسعد هما عند البرية ، ودخل بها إلى بيت آمنة الزكية ، وعبقت عليها روائح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسلمت على أمه وبدأتها بالتحية ، قالت حليمة وأشفقت أن أوقظه من حسنه وجماله ، وهو مضجع على ثوب صوف أبيض ، وتحته حريرة خضراء سندسية فوضعت يدي على صدره ، فتبسم ضاحكاً عليه الصلاة والسلام ، فخرج من عينيه نور وصل عنان السماء ، فقبلته بين عينيه ، وأعطيته ثديي الأيمن فأقبل عليها وترك اليسرى لأخاه ، كيف لا وهو سيد المنصفين ، قال بعض أهل العلم : علم أن له شريكاً فعدل ، وأخذته وأتاني قويت على المشية وعند الكعبة سجدت أتاني شكراً لله .

    أتانتها العجفاء سارت بفضله
    تمر مرور البرق تطوي البواديا


    وطافت ببيت الله شكراً لربها
    تقول على ظهري نبياً وهادياً

    وقالت بلسان حالها : يا نساء بني سعد أنتن في غفلة هل تدرين من على ظهري ؟ ، الذي رزقت منه القوة هو سيد الكونين محمد حبيب الله ، قالت حليمة : فو الله ما حملت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وابتسم لي ثغر الزمان ، وجاء الخير من كل مكان وجاد ضرعنا بالألبان ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يشب كشباب الصبيان ، فلما بلغ شهرين كان يحبو إلى كل جانب من الأركان ، وفي الثالث قام ، وفي الرابع كان يمسك الجدران ، وفي الخامس حصلت له القدرة على المشية ، وفي الشهر الثامن كان يتكلم وفي الشهر التاسع كان فصيح اللسان ، وفي العاشر كان يرمي بالقوس مع الصبيان ، فلا عجب فإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:45

    الفصل الثاني عشر
    البركات العميمة الهاطلة على حليمة
    بسم الله الرحمن الرحيم



    ولما بلغ صلى الله عليه وسلم سنتين شق صدره الشريف وتربصت به الرهبان اليهودية ، فخافت عليه حليمة وقالت : نرده إلى أمه ونحن في أشد الحاجة إليه وإلى بركته فلما وصلت به مكة ، أدخلته على أمه فقالت : يا حليمة عودي به فإني أخاف عليه وباء مكة ، فحكت حليمة لأمه ما رأته وما شاهدته ، فقالت لها : لا تخافي يا حليمة إن ابني هذا محفوظ بعون الله ، وشب صلى الله عليه وسلم شباباً ما كان لأحد مثله ، وكانت أمه تقول فيه شعراً :

    بارك فيك الله من غلام
    يا ابن الذي من حومة الحمام


    نجا بعون الملك العلام
    فودي غداة الضرب بالسهام


    بمائة من إبل سوام
    إن صح ما أبصرت في المنام


    فأنت مبعوث إلى النسام
    من عند ذي الجلال والإكرام


    تبعث في الحل والحرام
    وتبعث في التحقيق والإسلام


    دين أبيك البر إبراهام
    تالله أنهاك عن الأصنام


    أن لا تواليها مع الأقوام


    ولما بلغ صلى الله عليه وسلم ست سنين ، توفيت أمه بالأبواء ، وكان معها صلى الله عليه وسلم ، كانوا قادمين من يثرب ، فقالت عند موتها ، ما حدثت عنه بركة جاريتها ، قالت : كل حي ميت ، وكل جديد بال وكل كثير يفنى ، وأنا ميتة ، فو الله إن ذكري لباق بعدي ، قد تركت خيراً ، وولدت طهراً ، وإني لا أخاف عليك ، قد تولتك السماء ، وهي رضي الله عنها قد تحنفت على ملة إبراهيم كما أجمعت العلماء العدول .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:46

    الفصل الثالث عشر
    حرص الجد على حبة القلب
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وكفله جده عبد المطلب ، الذي كان يحبه حباً شديداً وكان له فراش عند الكعبة لا يجلس عليه أحد من أبنائه ولا أحد من صناديد قريش ، فكان صلى الله عليه وسلم يجلس عليه ، ويقول جده عبد المطلب ، إن ابني هذا له خطب جسيم ، ونبأ عظيم ، والله لا يموت محمد حتى يسود العرب والعجم ، ويقول : إن ابني هذا يحس من نفسه بشرف ، وأرجو أن يبلغ من الشرف ما لا يبلغه عربي من قبله ولا من بعده ، ورأى في منامه قبل مولده ويوم مولده وبعد مولده ، وما حكاه له الملك سيف بن ذي يزن الحميري وكان شديد الحرص على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إنه أنشد فيه يوم مولده :

    الحمد لله الذي أعطاني
    هذا الغلام الطاهر الأردان


    أعيذه بالواحد المنان
    حتى أراه شامخ البنيان



    وحينما غاب عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم أرسله وراء إبله الضالة ، كان يتعلق بالكعبة في الطواف ويقول :

    يا رب رد لي ولدي محمدا
    رده إلهي واصنعن عندي يدا



    وأجمعت الأمة على إيمان عبد المطلب ، فأوصى عند موته ابنه أبا طالب وتوفي عبد المطلب وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:49

    الفصل الرابع عشر
    كفالة عمه بعد موت جده وأمه
    بسم الله الرحمن الرحيم



    فكفله عمه أبو طالب ، الذي كان صنواً لأباه ، وكان يؤثره على نفسه وعلى ولده ، وكان يحبه ويرعاه ويقول له : يا حبة القلب إن لك شأناً عند الله ، ويوم عرضت عليه قريش أن سلمنا ابنك محمداً ، واختر من أبنائنا أياً منهم ، فقال : كيف هذا ، أؤسلمكم ابني تقتلونه ، ويبقى ابنكم عندي حياً ، قال لا ورب البيت وقد أنشد أبو طالب :

    أنسلمه حتى نصرع حوله
    ونذهق عن أبنائنا والحلائل


    حدبت بنفسي دونه وحميته
    ودافعت عنه بالذرا والكلا كل



    وكان يخفي إسلامه حتى يرد عن النبي عداه ، فنعم العم ونعم الوصي ، وكان يستسقى به إذا عطشت قريش ، وكان يأخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويخرج به إلى الكعبة وكانوا يسقون به الغيث ولما قاطعت قريش رسول الله وأعمامه بني المطلب وبني هاشم ، كان أبو طالب رضي الله عنه يذكرهم برسول الله ، حينما كان يستسقى به لهم قبل بعثته ، وكان يقول :

    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
    ثمال اليتامى عصمة للأرامل


    يلوذ به الهلاك من آل هاشم
    فهم عنده في نعمة ومواصل


    وقد علموا أن إبننا لا مكذب
    لدينا ولا يعزى لقول الأباطل


    حليم رشيد عاقل غير جاهل
    يوالي إلهاً ليس عنه بغافل


    وأصبح فينا أحمد في أرومة
    تقصر عنها صولة المتباطل


    ولما رأيت القوم لا ود فيهم
    وقد قطعوا كل العرى والوصائل


    وقد صارحونا بالعداوة والأذى
    وقد طاوعوا أمر العدو المزايل


    وقد حالفوا قوماً علينا أضنة
    يعضون غيظاً خلفنا بالأنامل


    صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة
    وأبيض عضب من تراث المقاول


    وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي
    وأمسكت من أثوابه بالوصائل


    قياماً معاً مستقبلين لتاجه
    لدا حيث يقضي خلفه كل نافل


    أعوذ برب الناس من كل طاعن
    علينا بسوء أو ملح بباطل


    ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة
    ومن ملحق في الدنيا ما لم يحاول


    كذبتم وبيت الله نبزي محمداً
    ولما نطعن حوله ونناضل


    أنسلمه حتى نصرع حوله
    ونذهق عن أبنائنا والحلائل


    وينهض قوم في الحديد إليكم
    نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل



    فلما بلغ صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين عاماً ذهب في تجارة لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال له عمه : يا حبة القلب ورب هذه البنية ، لولا السنون العجاف وما أصابنا ، ما رضيت بفراقك ولو لحظة واحدة ، فذهب صلى الله عليه وسلم في التجارة ورأى ميسرة محمداً صلى الله عليه وسلم يظلانه ملكان إلى أن وصل إلى الديار البصرية ، وجلس تحت شجرة فخرج نسطورا راهب النصرانية ، فقال : يا ميسرة من هذا الذي معك ومن أين أتى ؟ ، فقال : هو محمد بن عبد الله من البلاد الحرمية ، فقال والذي أنزل الكتب على أنبيائه إن هذا للنبي المنتظر ، ما جلس تحت هذه الشجرة بعد عيسى إلا نبي ، فوصاه : يا ميسرة كن معه في السفرية ، فلما عاد من سفره صلى الله عليه وسلم وربحت تجارته ، حكى ميسرة لخديجة ما رآه ، وما حدثه به الراهب ، فعرضت خديجة نفسها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لتحظى بهذه الرتبة العلية وكانت إمرأة حازمة جلدة فطنة ، لم يكن مثلها في النساء القرشية فخطبها له عمه أبو طالب ، واجتمعت كل البطون المضرية ، فخطب أبو طالب ثم قال : الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم ، وزرع إسماعيل وضأضأ معد ، وعنصر مضر ، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه ، فجعل لنا بيتاً محجوجاً ، وحرماً آمناً وجعلنا الحكام على الناس ، ثم إن ابن أخي هذا محمداً بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح به شرفاً ونبلاً وفضلاً وعقلاً ، فإن كان في المال قلة فالمال ظل زائل ، وأمر حائل ، ومحمد قد عرفت مرتبته ، وقد خطب خديجة بنت خويلد ، وبذل لها ما آجله وعاجله كذا وهو بعد ذلك له نبأ عظيم ، وخطب جليل جسيم فلما أنهى أبو طالب خطبته ، تكلم ورقة بن نوفل فقال ، الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت ، ونحن سادة العرب ، وقادتها ، وأنتم أهل ذلك ، لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم ، وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم ، وشهدت بذلك صناديد قريش ، فهي أفضل نساء العالمين ، رزقها الله منه البنات والبنين وكانت له عوناً في كل الملمات حتى لاقت مولاها ، فلم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت عليها السلام .

    ولقد ورد عن سيدنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال نطق أبو طالب بالشهادتين لحظة وفاته ، وكيف يحرم من بركته وهو دافع عنه وعن أصحابه حتى مات وعاش السنوات العجاف ، في مقاطعة قريش ، حتى أكلوا العشب وجلود الحيوانات اليابسة ، حتى بلغه صلى الله عليه وسلم ، أن دابة الأرض أكلت الوثيقة ولم يبق منها إلا اسم الله .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:52

    الفصل الخامس عشر
    ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )


    حديث شريف


    بسم الله الرحمن الرحيم



    وأما أبواه صلى الله عليه وسلم ، فقد أحياهما الله له بعد موتهما ، كما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون كئيباً حزيناً ما شاء الله ، ثم رجع مسروراً ، فقال سألت ربي فأحيا لي أمي وأبي ، فآمنا بي ، ثم ردهما ، رواه أبو حفص .

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت ، أحيا أبويه حتى آمنا به ، وروى السهيلي عن عروة عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه ، أن يحي أبويه فأحياهما له فآمنا به ثم أماتهما .

    فأحيا الله أبوي النبيا
    وذا نصه سنداً قويا


    وشهد بالشهادة ثم قرا
    بتوحيد إلى الله العليا


    فلا تعجب فإن الله قادر
    ليرضى قلب مختار صفيا



    ومما كتبه السيوطي في كتاب سماه مسالك الحنفاء في نجاة أبوي المصطفى :

    أيقنت أن أبا النبي وأمه
    أحياهما رب كريم باري


    حتى له شهدا بصدق رسالة
    سلم فتلك كرامة المختار


    هذا الحديث ومن يقول بضعفه
    فهو الضعيف عن الحقيقة عار



    وليس إحياؤهما ممتنع شرعاً ولا عقلاً .

    حبا الله النبي مزيد فضل
    على فضل وكان به رؤوفا


    فأحيا أمه وكذا أباه
    لإيمان به فضلاً منيفا


    فسلم فالإله بذا قدير
    وإن كان الحديث به ضعيفا



    وقد أحيا صلى الله عليه وسلم أبناء جابر بن عبد الله الأنصاري بعد موتهم كما جاء في السيرة النبوية .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:53

    الفصل السادس عشر
    كمال الحضرة المحمدية في الأطوار النبوية
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وكان صلى الله عليه وسلم يتحنث في غار حراء مدة زمنية ، حتى نزل عليه جبريل عليه السلام ، بوحي الله فجثا على ركبتيه ، وأنا قائم ، ثم خرجت ترجف بوادري ، فذهبت إلى خديجة ، قلت لها زمليني زمليني ، حتى يذهب عني الروع ، وأتاه جبريل فغطه وقال له : إقرأ قال ما أنا بقارئ ، فغطه أخرى وقال : " إقرأ باسم ربك الذي خلق " فهي أول الآيات القرآنية ونزلت عليه بعد ذلك " ن . والقلم .." ليزداد ثباتاً واستبصاراً ، ولنعمة ربه شاكراً ، وكان يوم الإثنين وأتاه اليوم الثاني فضرب جبريل بقدمه الأرض فنبعت عين الروية ، وتوضأ جبريل وتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أقيمت الصلاة وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خديجة ، فتوضأ حتى توضأت وصلى بها كما صلى به جبريل عليه السلام ، وكانت أول من صدق به وآمن وشهدت بالوحدانية ، وأول من آمن به المرتضى علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله عليهما الصلاة والسلام ، وبعده أبو بكر الصديق وبلال بن رباح وأخذ ينزل عليه جبريل بالقرآن حتى نزلت عليه " فاصدع بما تؤمر " بعد ثلاث سنين عددية ، ونزلت عليه " وأنذر عشيرتك الأقربين " فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا وهتف بها ، ثم قال يا صبحاه يا بني عبد مناف ، حتى نادى كل البطون القرشية ، وقال أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ؟ ، قالوا بلى ما جربنا عليك كذباً قط ، فأنت فينا الصادق الأمين ، فقال : إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال قائلهم : ألهذا جمعتنا ؟ ، فزادوا في استهزائهم وصدع بأمره وجاهد في الله حق جهاده ، وصابرهم حين عاندوه إلى أن علت كلمته وظهرت دعوته .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:53

    الفصل السابع عشر
    عام الحزن والهم لموت الزوجة والعم
    بسم الله الرحمن الرحيم



    ولما مات عمه أبو طالب ، وكان له عضداً قوياً يدافع عنه حتى أنه بماله وولده افتداه ، وشهد له بالتوحيد قد سمعه أخوه العباس ورواه ، وتوفيت في هذا العام السيدة خديجة الكبرى ، التي كانت تحبه أكثر من نفسها ، فسمى صلى الله عليه وسلم هذا العام عام الحزن ولم يترك الله سبحانه وتعالى رسوله في أحزانه فأراد أن يقر عينه برؤياه ، فأتاه جبريل ومعه دابة دون البغل ، تضع قدمها حيث منتهى بصرها ، وأسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وأقيمت الصلاة ، واجتمعت صفوة الله من الأنبياء والمرسلين وأقام جبريل الصلاة ، وكل ينتظر الإمام ، وقدمه جبريل إماماً فصلى بهم ، وكيف لا وهو سيد الأولين والآخرين ، ثم أخذ بيدي وصعد بي إلى السماء فلما انتهيا إلى الباب فاستفتح فقالوا : من أنت ؟ ، قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد حبيب رب العالمين ، وإذا بآدم في السماء الأولى ، قال : مرحباً بالنبي الصالح ، ثم عرج بي إلى السماء الثانية ، فإذا فيها ابنا الخالة يحيى وعيسى بن مريم ، وقالا : مرحباً بالنبي الصالح ، الخير فيك وفي أمتك إلى يوم الدين ثم إلى السماء الثالثة ، وإذا فيها يوسف عليه السلام ، ثم إلى السماء الرابعة ، وإذا فيها إدريس عليه السلام ، فقال مثل ما قالوا ، ثم إلى السماء الخامسة ، وإذا فيها موسى عليه السلام فقال مثل ما قالوا ، ثم إلى السماء السادسة ، فإذا فيها هارون عليه السلام ، وقال مثل ما قالوا ، ثم إلى السماء السابعة ، وإذا فيها إبراهيم خليل الله ، متكئاً على البيت المعمور ، الذي يحجه كل يوم سبعون ألف ملك ولا يعودون إلى يوم القيامة ، فقال : يا محمد أقرئ أمتك مني السلام والتحية ، وأخبرهم أن الجنة قيعان غراسها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، قال : وإذا أنا بنهر يجري ماؤه على رضراض من الياقوت والزمرد ، وماؤه أبيض من اللبن وطعمه أحلى من العسل ، ورائحته أشد من المسك الأذفر ، ثم إلى سدرة المنتهى ووقف جبريل فقال له صلى الله عليه وسلم ، أفي هذا يترك الخليل خليله يا جبريل ، فقال جبريل : اذهب وحدك يا حبيب الله فإني إذا اقتربت احترقت ، وأنت إذا اقتربت اخترقت فما منا إلا وله مقام معلوم ، ثم دنا صلى الله عليه وسلم إلى الحضرة العرشية ، وقطع البحر المسجور ، حتى اخترق سبعين حجاباً نورانياً ، وزج به في الأنوار الذاتية حتى رأى ربه بعيناه ، وفرض الله عليه خمسين صلاة وراجعه موسى حتى كانت خمساً وفي أجرها خمسين وكانت بروحه وبدنه الشريف ، فلا عجب فلننظر إلى الآية " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " ورأى في طريقه عيراً لقريش ، فجفلت العير وانكسر بعير كانت عليه غرارتان ، وحكى لقومه ما شاهد وما رأى ، وما كان له في هذه الليلة فكذبوه أهل الكفر ، وارتدت أقوام عن دينها ، وصدقه أبو بكر ، وسمي يومها الصديق لسبق العناية الربانية .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:54

    الفصل الثامن عشر
    هجرة إمام النبيين لانتشار الدين
    بسم الله الرحمن الرحيم



    ولما بلغ صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وخمسين سنة ، أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة صيانة لذاته الشريفة وإظهاراً لشريعته ، وكانت قريش قد أجمعت على قتله وإيذائه ، وأرادت أن تجمع من كل قبيلة رجلاً ينقض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه مشورة إبليس لعنة الله عليه ، جاءهم في صورة نجدي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة من الليل والمشركون على بابه بسيوفهم ، فتناول الحبيب صلى الله عليه وسلم ، قبضة من حصباء الأرض وقذفهم بها وما من أحد منهم إلا جاء عليه نصيب من التراب وقال : شاهت الوجوه ، ونام علي بن أبي طالب في فراشه متزملاً بردة رسول الله الحضرمية ، ولم يتخلف من الهجرة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أجل أن يرد الأمانات التي كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واصطحب أبا بكر الصديق رضي الله عنه ونزلا في غار ثور ونسجت عليه الحمامة والعنكبوت ، حتى وصل إلى مدينته ، فاستقبله أهلها جميعاً وهم ينشدون :

    طلع البدر علينا
    من ثنيات الوداع


    وجب الشكر علينا
    ما دعا لله داع


    أيها المبعوث فينا
    جئت بالأمر المطاع


    جئت شرفت المدينة
    مرحباً يا خير داع



    ونزل فيها عند أخواله بني النجار ، وبنى المسجد وجهز الجيش ، وغزا في الله وجاهد في الله حق جهاده وأقام الدين وانتشر أمره ، وذاع حتى ملأ المدن والأودية والبقاع ، وعمت بركته صلى الله عليه وسلم كل الأنحاء .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:55

    الفصل التاسع عشر
    هذه بعض الصفات لسيد السادات
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وأما وصفه صلى الله عليه وسلم فهو في الحقيقة ، أكمل الناس حسناً وخلقاً ومنظراً ، ولا يحصر ما فيه من حسن وجمال ، وكأنك حينما تراه ، تعرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وقال الشاعر :

    إن لم تكن فيه آيات مبينة
    لكان منظره ينبيك بالخبر



    ويقول صاحب البردة الإمام البوصيري :

    منزه عن شريك في محاسنه
    فجوهر الحسن فيه غير منقسم



    فكان صلى الله عليه وسلم نوراً متراكماً مجسداً في صورة بشرية ، مستورة بالرحمة والسكينة والوقار ، ضخم الهامة ، أزهر اللون ، يعلوه نور نقل في أوصافه يخطف سناه ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " ما رأيت أحسن من رسول الله " ، وكأن الشمس تجري في جبهته الجلية ، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : لم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الشمس إلا غلب ضوؤه ضوءها ولم يقم مع سراج إلا غلب ضوؤه ضوء السراج ، وقال سيدنا حسان لما نظرت إلى رسول الله وضعت كفي على عيني خوفاً من ذهاب بصري ، ومن ثم لطائف نورانيته رجل الشعر لا يجاوز شعره شحمة أذنيه ، وفي شعره بركة ، فأخذ منه خالد بن الوليد شعيرات فوضعها في قلنسوته ، وكان يرزق ببركتها النصر كما رواه ، شديد سواد الشعر واسع الجبين أملس ، وكان إذا سر يضيء في الجدار ، وكان أدعج العينين ، أكحل أشكل طويل الأشافر ، مدور الوجه كث اللحية ، تملأ صدره الشريف ، ولم يكن به عشرون شعرة بيضاء في رأسه ولحيته النقية ، واسع الفم براق الثنايا ، مفلج الأسنان ، وإذا ضحك بانت أسنانه كالبرد ، يفتر عن مثل حب الغمام ، وأما صوته صلى الله عليه وسلم فكأنما جمعت فيه كل الأنغام ، وفيه بحة مستحسنة ويبلغ المدى الذي أراده ، وريقه أطيب من المسك وأحلى من الشهد ، شفيت منه عين الكرار ، وحلى به مالح الآبار ، وله عينان في ظهره يبصران ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، مكتوب بقلم القدرة الربانية وكان يسمع ما فوق العرش ، ويعرف كل صوت بنداه ، واسع الصدر بعيد المنكبين ، ضخم الكراديس ، عبل العضدين مفتول الذراعين ، رحب الكفين والقدمين سابل الأطراف ، كالنور المتجرد في البديهية ، دقيق المسربة الشعرية ، وأما عرقه كان أطيب من كل طيب كما قالت ذلك عائشة زوجة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، وأما عنقه فكأنه إبريق فضة مجلياً رواه ، متماسك البدن ، ضرب اللحم ، أجمل الناس من بعيد وأحلاهم وأحسنهم من قريب ، وأما طوله صلى الله عليه وسلم فكان أطول من الطوال ، وأطول من القصار وإذا سار وحده نسب إلى الرباعية ، حتى قال سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه :

    وأجمل منك لم تر قط عيني
    وأكمل منك لم تلد النساء


    خلقت مبرءاً من كل عيب
    كأنك قد خلقت كما تشاء



    ولم يكن له ظل قط لأنه نور .

    دخل الناس تحت ظل الذي
    لا له ظل وللأغيار يمحو



    وأما عقله صلى الله عليه وسلم فقد قال ناعته ، إن عقول الناس جميعاً بجوار عقل محمد صلى الله عليه وسلم كحبة الرمل من كل رمال الدنيا .

    عقلك الشمس والعقول جميعاً
    كخيوط منها حواها الفضاء



    وكان صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين أصحابه يكون أعلاهم كتفاً ، وكان لا يقع عليه الذباب ولم يقل لا قط .

    ما قال لا قط إلا في تشهده
    لولا التشهد كانت لاؤه نعم



    ولو أطلقت لقلمي العنان ، وأتاح لي فرصة الزمان وتجولت في هذا الميدان لامتلأت المتون ، ولم تحصر أوصافه الكاملة السنية ، ولذا يقول أحدهم :

    وعلى تفنن واصفيه بوصفه
    يفنى الزمان وفيه ما لا يوصف



    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:56

    الفصل العشرون
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " وإنك لعلى خلق عظيم "


    صدق الله العظيم



    وأما أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقد تخلق بالأخلاق الذاتية الإلهية ، ومدحه الله سبحانه وتعالى بقوله " وإنك لعلى خلق عظيم " قال صلى الله عليه وسلم : " أدبني ربي فأحسن تأديبي " .

    كفاك بالعلم في الأمي معجزة
    في الجاهلية والتأديب في اليتم



    وعنه صلى الله عليه وسلم قال : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها : " كان خلقه القرآن " ، وكان أفضل الناس خلقاً وخلقاً وشجاعة وتواضعاً ، وأحسنهم وأطهرهم وأصدقهم قولاً ، وأشرفهم منزلة ونسباً ، وأجملهم في الصورة الجسمانية ، وإنما ستر حسنه بالهيبة والوقار لكي تستطيع رؤيته الأبصار ، فما ظهر منه كان نعمة وما ستر فيه كان رحمة ، وكان أرحم خلق الله على الإطلاق ، وكيف لا وهو الرؤوف الرحيم ، وأشفقهم على دين أمته ، وما ضرب إمرأة قط ، ولا خادماً ولا عاب طعاماً ، وكان يحلب شاته ويرقع ثوبه ويخصف نعله ، ويعين أهله في خدمة البيت ، وكان ينزل الناس منازلهم ، وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً وإن جلس يجلس إلى القبلة ، وكان قليل الكلام سمح المقال ، يعيد الكلمة ثلاثاً حتى تفهم ، وكان كلامه كخرزات النظم ، وكان كثير البكاء ، وكان ضحكه التبسم ، وإذا جلس أصحابه بين يديه كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والوقار ، وكانت تمر عليه ثلاثة أشهر ولا توقد في بيته نار ، ويعيش على الأسودين ، وكان يأكل ما وجد ، ولا يرد ما قدم إليه من الحلال ، وكان يقوم الليل حتى تورمت قدماه وكان ينام على الحصير ، ومتكؤه حشوه من ليف وكان أجود من الريح المرسلة ، وكان أحلم في النفار من كل حليم ، وأسلم في الخصام من كل سليم ، وكان صلى الله عليه وسلم طلق الوجه ، يبدأ من لقيه بالسلام ، وكان يمشي في الأسواق ، ويجلس على التراب ، فكان بالتواضع متميزاً ، وبالتذلل متعززاً وكان أحب إلى أصحابه من الآباء والأبناء ، وشرب الماء البارد على الظمأ ، حتى لم ينفرد منه معاند ، ولا استوحش منه مباعد وكان يركب الخيل والجمال والحمار ويردف خلفه ، وتخشاه الملوك .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول) Empty رد: كتاب: اللآلئ السنية في مولد خير البرية صلى الله عليه وسلم ـ سيدي الحاج أحمد أبو الحسن (الفصل الأول)

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 17:56

    الفصل الحادي والعشرون
    المحبة والدعاء والتوسل بسيد الأنبياء
    بسم الله الرحمن الرحيم



    وأما محبته صلى الله عليه وسلم والاحتفال به ، ومحبة أهل بيته الطاهرين ، وأما محبته فهي فرض عين على العالمين ، لأن الله رحم به العالمين ، ويقول الله سبحانه وتعالى : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ، وهو منة الله إلينا في التخصيص أمة الإجابة ، ويقول عز وجل " لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم " ، وجعل الله عز وجل محبة النبي صلى الله عليه وسلم عين محبة الله إذ يقول : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي " ، وقد حضنا الله سبحانه وتعالى على محبة أهل بيته في كتابه جل وعلا ، " قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهلي من بعدي " ، ويجب علينا وجوباً حبه ، وحب أبنائه وحب السيدة فاطمة عليها السلام ، وحب زوجها الإمام علي بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يحبنا إلا مؤمن ولا يبغضنا إلا منافق " ، ويجب تكريمهم وتعظيمهم ، والأدب معهم ، والامتثال لأمرهم ، وهو المعيار الإيماني الذي يقاس به الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى تكون نفسي أحب إليه من نفسه ، وعترتي أحب إليه من عترته ، وأهل بيتي أحب إليه من أهل بيته " ، وزيارتهم فرض ، ومحبتهم إيمان وخدمتهم درجات عليا ، والتوسل بهم إلى الله أحياء أو منتقلين ، ويجب مدحهم ، ولذا يقول الإمام الشافعي :

    يا آل بيت رسول الله حبكم
    فرض من الله في القرآن أنزله


    يكفيكم من عظيم الفخر أنكم
    من لم يصل عليكم لا صلاة له



    ويقول الإمام ابن الفارض رضي الله عنه :

    لي خمسة أطفئ بهم حر الوباء الحاطمة
    المصطفى والمرتضى وابنيهما والفاطمة



    نسأل الله الكريم أن يرزقنا حبهم ، كما أراده منا وأن يجعلنا من مواليهم وخدمهم ، وأن يجازيهم عنا خير الجزاء ، فأما يوم مولده صلى الله عليه وسلم والاحتفال به ، فهو خير يوم على الإطلاق ، لم تدانيه ليلة القدر ، وليلة الأعياد ، فهو عيد الأعياد ، وطالع الإسعاد ، ولقد رأى أحد الصالحين رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال : يا رسول الله ، أتفرح بالمولد الذي يعمل لك ، قال : من فرح بنا فرحنا به ومن تغالى في محبتنا تغالينا في محبته ، فهنيئاً للمحبين وكان صلى الله عليه وسلم يحتفل بيوم مولده ، حتى كان يداوم على صومه ، فحينما سئل من أصحابه : إنا نراك تصوم يوم الإثنين ، فقال : وكيف لا وهو يوم ولدت فيه ، وأما إقراره بالاحتفال بمن سبق من الأنبياء فقد وجد الرسول اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فقال : لم تصومون ؟ ، فقالوا : إنه نجى الله فيه موسى ، واغرق فرعون ، فقال صلى الله عليه وسلم : نحن أولى بموسى منكم ، ويوم ولد صلى الله عليه وسلم عق له جده ، وعن أنس رضي الله عنه قال : عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عقيقة بعد بعثته ، أي احتفل بنفسه ، وسن لأمته الاحتفال به ، وورد عن أهل الله ، أن الاحتفال به ميتاً كالاحتفال به حياً ، فإن الأنبياء لا يحجبهم الموت ، فتعظيم من أرسل تعظيم لله فالمحتفل به كالمحتفل بربه ، ورسولنا خالد باق ببقاء الشهادتين ، وهو أول شافع ، قال صلى الله عليه وسلم : " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي من كذب بها لم ينلها " ، اللهم شفعه فينا ، وفي أهلينا وفي والدينا وفي ذريتنا ، وفي أحبابنا ، وفي إخواننا ، والتوسل به واجب ، قال صلى الله عليه وسلم : " توسلوا بي فإن جاهي عند الله عظيم " ، فها نحن نتوسل بك إلى الله اللهم إنا نتوجه إليك بحبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، يا سيدي يا محمد يا رسول الله ، إنا توجهنا بك إلى الله في قضاء حوائجنا جميعها لتقضى ، اللهم فشفعه فينا بجاهه عندك يا سلطان ، اللهم فشفعه فينا ، ونسألك اللهم يا كريم يا عظيم ، بجاه حرمة اسمك الأعظم ، وسر أسمائك الصفاتية ، التي أبرزت بها كل ما يكون فكان ، ونسألك بحق أسرار الحروف النورانية ونسألك اللهم بكل اسم هو لك ، أن تسترنا في الدنيا والآخرة ويوم القيامة الهولية ، وأن تجعلنا في جوار نبيك خير البرية ، وأن توردنا حوضه وأن تسقينا من راحتيه الندية ، وأن تؤمن روعنا وتحسن ختامنا وأن تحفظنا من فتنة القبر وظلمته ، وشر كل بلية ، ونعوذ بك اللهم من الأخذ والاستدراج ، وذلة القدم وخباثة النية ، ونعوذ بك اللهم من الزنا والربا ، وسوء المنقلب ، والغدر والسحرية ، واحفظنا من جميع المضار والمضال والمصائب والمعائب والنوائب ، والهموم ونعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وهب لنا في يومنا هذا وساعتنا هذه ، وشهرنا هذا وسنتنا هذه يقيناً صادقاً وأن تكتب لنا البراءة من النار ، وأعذنا من سخطك وغضبك ، ولا تنسنا من رحمتك ، واحفظنا من خوف وخشية ، وروعة واعصمنا من كل هلكة وكل بلية وعاهة وآفة ، وغصة ومحنة ، وزلزلة وشدة وإهانة وغلبة ، وقل وجوع ، وعطش وفقر ، وفاقة وضيق وفتنة ووباء ، وبلاء وغرق وحرق وسرق ، وحر وبرد ونهب ، وغي وضلالة وهامة وخطب ومسخ وخسف وقذف ، وخلة وعلة وبرص وجنون وجزام ومرض وفلج ، وباصور وسلس ونقص وهلكة وفضيحة وقبيحة ، في الدارين ، ونسألك الستر والبركة ، والصيانة والمعرفة ، والصدق والتوبة الدائمة ، والعافية والسعادة وسعة الأرزاق ، ونسألك اللهم رضاك والموت على الكتاب والسنة غير خزايا ولا مكذبين ، ولا نادمين ، ببركة حبيبك ونبيك سيدنا محمد الأمين صلى الله عليه وسلم .

    اللهم صل وسلم وبارك على الذات المحمدية وارزقنا محبته واجمعنا به وأقرئه منا السلام .
    تم المولد وبالخير عم
    والحمد لله رب العالمين

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 17:32