بسم الله الرّحمن الرّحيم، اللهم صلّ على سيّدنا محمد وعلى آله وسلّم.
قصة مواقف من حياة القاضي شريح.
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في يوم من الأيام يريد شراء الفرس الذي سينتقل به ؛ فاشتراه من رجل من الأعراب وأعطاه الثمن ، ولمَّا امتطاه ومضى به طويلًا رأى أن به عطبًا يعيقه عن مواصلة السير ؛ فرجع به من حيث انطلق وأعطاه للرجل ، وأخبره أنه معطوب .
فما كان من الرجل إلا أن قال : لا آخذه يا أمير المؤمنين وقد سلمته لك غير معطوب ، فطلب منه أمير المؤمنين رضي الله عنه أن يُحَكِّم بينهم رجلًا ؛ فاحتكم الرجل بشريح بن الحارث ، فرضي أمير المؤمنين رضي الله عنه به .
وعندما احتكموا بالرجل سألهم عن حال الفرس وهل كان معطوبًا عند الشراء أم لا ؛ فأجابه أمير المؤمنين أنه كان سليمًا غير معطوب ، فحكم لهم بعدم رده إلى صاحبه ، وقال له احتفظ بما شريت يا أمير المؤمنين أو رده كما أخذته ، فأُعجب به أمير المؤمنين رضي الله عنه وبعدله ، وولاه قضاء الكوفة .
الظلم الذي تعرض إليه في طفولته :
يُحكى أنه في صغره اصطحبه والده في إحدى أسفاره وأثناء الطريق لم يقبل الأطفال المرافقين له أن يلعب معهم ؛ فأعرض عنهم وبقي للعب بمفرده ، وعندما رأه أبوه بعيدًا خاف عليه أن يختطفه قطّاع الطرق فنهره عن الذهاب بعيدًا عن القافلة .
وعندما رأى الأطفال ذلك جلسوا يضحكون منه ثم قاموا بخداعه عن طريق إخباره بالاختباء في المكان الذي نهره أبوه عنه ليأتوا هم إليه للعب ، ثم ذهبوا لأبيه وأخبروه أنه قد عصاه ؛ فذهب إليه أبوه وبدأ بضربه ولم يصدقه عندما أقسم إليه أنه مظلوم ، فأثَّر فيه أن المظلوم يحتاج إلى إنصاف عندما لا يجد دليلًا ولا شاهدًا .
القضاء وشريح بن الحارث :
ولم يكن ذلك القاضي العادل عند توليته مجهولًا عند أهل العلم وأصحاب المقام والرأي في المجتمع المدني من أجلة الصحابة وكبار التابعين ، وكان رجلًا يمني الموطن ، وقضى شطرًا من حياته في الجاهلية ؛ فعندما أشرقت الجزيرة العربية بنور الهداية كان من أوائل المؤمنين بدعوة الرسول صلَّ الله عليه وسلم .
ولم يكن أمير المؤمنين رضي الله عنه متعجلًا في اختباره لذلك المنصب الرفيع مع تألق سماء الإسلام يومئذ بالنجوم من الصحابة ، فقد أثبتت الأيام صدق فراسة عمر وصواب تدبيره ، إذ ظل يقضي بين المسلمين ما يقارب الستين عامًا متتابعة من غير انقطاع ، وقد تعاقب على إقراره في منصبه كل من عمر وعثمان وعلي ومعاوية رضوان الله عليهم أجمعين .
كما أقره على ذلك من جاء بعد معاوية بن أبي سفيان من خلفاء بني أمية حتى طلب إعفاءه من ذلك المنصب ، وقد بلغ السابعة بعد المائة من حياته الحافلة بالمفاخر والمآثر .
من روائع شريح :
ومن المواقف التي تشهد بنزاهته الشديدة أنه في يوم من الأيام جاءه ولده وشرح له خصومة بينه وبين قوم من الأقوام وقال له : إن كان الحق لي قاضيتهم وإن كان لهم صالحتهم ، ولمَّا قصَّ عليه قصته قال له : انطلق فقاضهم .
وعندما مضى إلى خصومه ودعاهم للقضاء واستجابوا له ومثلوا بين يدي القاضي قضى هم على ولده فما كان من الولد بعد ذهبوا لبيتهم إلا أن قال : فضحتني يا أبتي ، والله لو لم أستشرك من قبل ما لمتك أبدًا .
فقال له قاضينا العادل : إنك يابني أحب إلي من ملء الأرض من أمثالهم ، ولكن الله عزَّوجل أعزَّ علي منك ، لقد خشيت أن أخبرك بأن الحق لهم ؛ فتصالحهم صلحًا ينقص عليهم بعض حقهم فقلت لك ما قلت
وقد كفل يومًا ولدًا من أولاده رجلًا وعندما قبل كفالته ما كان من الرجل إلا أن هرب من يد القضاء ، فتم سجن ابن القاضي مكان الرجل الفار ، فكان ينقل له الطعام بنفسه كل يوم إلى السجن .
وفاته :
وفي عمر السابعة بعد المائة وبعد استقالته من منصبه بشهر واحد مات التابعي الجليل بعد أن أقام في الناس العدل ، وكان مثالًا يُحتذى به في العدل والاستقامة .
قصة مواقف من حياة القاضي شريح.
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في يوم من الأيام يريد شراء الفرس الذي سينتقل به ؛ فاشتراه من رجل من الأعراب وأعطاه الثمن ، ولمَّا امتطاه ومضى به طويلًا رأى أن به عطبًا يعيقه عن مواصلة السير ؛ فرجع به من حيث انطلق وأعطاه للرجل ، وأخبره أنه معطوب .
فما كان من الرجل إلا أن قال : لا آخذه يا أمير المؤمنين وقد سلمته لك غير معطوب ، فطلب منه أمير المؤمنين رضي الله عنه أن يُحَكِّم بينهم رجلًا ؛ فاحتكم الرجل بشريح بن الحارث ، فرضي أمير المؤمنين رضي الله عنه به .
وعندما احتكموا بالرجل سألهم عن حال الفرس وهل كان معطوبًا عند الشراء أم لا ؛ فأجابه أمير المؤمنين أنه كان سليمًا غير معطوب ، فحكم لهم بعدم رده إلى صاحبه ، وقال له احتفظ بما شريت يا أمير المؤمنين أو رده كما أخذته ، فأُعجب به أمير المؤمنين رضي الله عنه وبعدله ، وولاه قضاء الكوفة .
الظلم الذي تعرض إليه في طفولته :
يُحكى أنه في صغره اصطحبه والده في إحدى أسفاره وأثناء الطريق لم يقبل الأطفال المرافقين له أن يلعب معهم ؛ فأعرض عنهم وبقي للعب بمفرده ، وعندما رأه أبوه بعيدًا خاف عليه أن يختطفه قطّاع الطرق فنهره عن الذهاب بعيدًا عن القافلة .
وعندما رأى الأطفال ذلك جلسوا يضحكون منه ثم قاموا بخداعه عن طريق إخباره بالاختباء في المكان الذي نهره أبوه عنه ليأتوا هم إليه للعب ، ثم ذهبوا لأبيه وأخبروه أنه قد عصاه ؛ فذهب إليه أبوه وبدأ بضربه ولم يصدقه عندما أقسم إليه أنه مظلوم ، فأثَّر فيه أن المظلوم يحتاج إلى إنصاف عندما لا يجد دليلًا ولا شاهدًا .
القضاء وشريح بن الحارث :
ولم يكن ذلك القاضي العادل عند توليته مجهولًا عند أهل العلم وأصحاب المقام والرأي في المجتمع المدني من أجلة الصحابة وكبار التابعين ، وكان رجلًا يمني الموطن ، وقضى شطرًا من حياته في الجاهلية ؛ فعندما أشرقت الجزيرة العربية بنور الهداية كان من أوائل المؤمنين بدعوة الرسول صلَّ الله عليه وسلم .
ولم يكن أمير المؤمنين رضي الله عنه متعجلًا في اختباره لذلك المنصب الرفيع مع تألق سماء الإسلام يومئذ بالنجوم من الصحابة ، فقد أثبتت الأيام صدق فراسة عمر وصواب تدبيره ، إذ ظل يقضي بين المسلمين ما يقارب الستين عامًا متتابعة من غير انقطاع ، وقد تعاقب على إقراره في منصبه كل من عمر وعثمان وعلي ومعاوية رضوان الله عليهم أجمعين .
كما أقره على ذلك من جاء بعد معاوية بن أبي سفيان من خلفاء بني أمية حتى طلب إعفاءه من ذلك المنصب ، وقد بلغ السابعة بعد المائة من حياته الحافلة بالمفاخر والمآثر .
من روائع شريح :
ومن المواقف التي تشهد بنزاهته الشديدة أنه في يوم من الأيام جاءه ولده وشرح له خصومة بينه وبين قوم من الأقوام وقال له : إن كان الحق لي قاضيتهم وإن كان لهم صالحتهم ، ولمَّا قصَّ عليه قصته قال له : انطلق فقاضهم .
وعندما مضى إلى خصومه ودعاهم للقضاء واستجابوا له ومثلوا بين يدي القاضي قضى هم على ولده فما كان من الولد بعد ذهبوا لبيتهم إلا أن قال : فضحتني يا أبتي ، والله لو لم أستشرك من قبل ما لمتك أبدًا .
فقال له قاضينا العادل : إنك يابني أحب إلي من ملء الأرض من أمثالهم ، ولكن الله عزَّوجل أعزَّ علي منك ، لقد خشيت أن أخبرك بأن الحق لهم ؛ فتصالحهم صلحًا ينقص عليهم بعض حقهم فقلت لك ما قلت
وقد كفل يومًا ولدًا من أولاده رجلًا وعندما قبل كفالته ما كان من الرجل إلا أن هرب من يد القضاء ، فتم سجن ابن القاضي مكان الرجل الفار ، فكان ينقل له الطعام بنفسه كل يوم إلى السجن .
وفاته :
وفي عمر السابعة بعد المائة وبعد استقالته من منصبه بشهر واحد مات التابعي الجليل بعد أن أقام في الناس العدل ، وكان مثالًا يُحتذى به في العدل والاستقامة .
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin