بسم الله الرّحمن الرّحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:“إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إنَّ الصَّوْم لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إنَّ لِلصائِمِ فَرْحَتَيْنِ: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَجَزاهُ فَرِحَ، وَالَذِي نَفْسُ مُحَمَد بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.”رواه مسلم وهذا لفظه، وروى نحوه أحمد والنسائي
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ المناوي في فيض القدير:
( إن الله يقول: إن الصَّوْم لي ) أي لا يُتَعَبَّد به أحدٌ غيري، أو هو سرٌ بيني وبين عبدي، ( وأنا أجزي به ) صاحبه بأن أضاعف له الجزاء من غير عدد ولا حساب ( إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح ) قَالَ القاضي: ثواب الصائم لا يُقَدِر قَدره ولا يَقْدِر على إحصائه إلا الله، لذلك يتولى جزاءه بنفسه ولا يكله إلى ملائكته، والموجب لاختصاص الصَّوْم بهذا الفضل أمران: أحدهما: أن جميع العبادة مما يطَلِع عليه العباد والصوم سرٌ بينه وبين الله يفعله خالصاً لوجهه ويُعامله به طالباً لرضاه، الثاني: أن جميع الحسنات راجعةٌ إلى صرف المال فيما فيه رضاه والصوم يتضمن كسر النفس وتعريض البدن للنقص والتحول مع مَا فيه من الصبر على مضض الجوع وحرقة العطش، فبينه وبينهما أمدٌ بعيد لخلوصه لله، أو بتوفيق الله له أو صومه وعونه، ويحتمل أن يكون المراد بفطره: يوم موته فإِنَّ المؤمن صام عن لذاته المحرمة طول عمره، فدهره في ذلك يوم موته وفطره في آخره، وذلك حين فرحه بما يرى مما أعدَّ الله له من الكرامات، وإذا لقي الله تعالى فجزاه فرح.
( والذي نفس محمد بيده ) أي بقدرته وإرادته ( لخلوف فم الصائم ) بضم الخاء أي تغيُر ريحه لخلو المعدة عن الطعام، ( أطيب عند الله ) وذلك يوم القيامة كما في خبر مسلم أو الدنيا كما يدل عليه خبرٌ آخر، ولا مانع من إرادتهما ( من ريح المسك ) قَالَ البيضاوي: هذا تفضيلٌ لما يُستَكْرَه من الصائم على أطيب مَا يُستَلَذُ من جنسه وهو المسك ليُقاس عليه مَا فوقه من آثار الصَّوْم ونتائجه، وقَالَ غيره: خصَه لأنهم يؤثرونه على غيره وهو استعارة لجريان عادتنا بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك لتقريبه من الله تعالى، وفي تعليق القاضي: إن للأعمال ريحاً تفوح يوم القيامة، فريح الصَّوْم منها كالمسك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:“إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إنَّ الصَّوْم لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إنَّ لِلصائِمِ فَرْحَتَيْنِ: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَجَزاهُ فَرِحَ، وَالَذِي نَفْسُ مُحَمَد بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.”رواه مسلم وهذا لفظه، وروى نحوه أحمد والنسائي
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ المناوي في فيض القدير:
( إن الله يقول: إن الصَّوْم لي ) أي لا يُتَعَبَّد به أحدٌ غيري، أو هو سرٌ بيني وبين عبدي، ( وأنا أجزي به ) صاحبه بأن أضاعف له الجزاء من غير عدد ولا حساب ( إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح ) قَالَ القاضي: ثواب الصائم لا يُقَدِر قَدره ولا يَقْدِر على إحصائه إلا الله، لذلك يتولى جزاءه بنفسه ولا يكله إلى ملائكته، والموجب لاختصاص الصَّوْم بهذا الفضل أمران: أحدهما: أن جميع العبادة مما يطَلِع عليه العباد والصوم سرٌ بينه وبين الله يفعله خالصاً لوجهه ويُعامله به طالباً لرضاه، الثاني: أن جميع الحسنات راجعةٌ إلى صرف المال فيما فيه رضاه والصوم يتضمن كسر النفس وتعريض البدن للنقص والتحول مع مَا فيه من الصبر على مضض الجوع وحرقة العطش، فبينه وبينهما أمدٌ بعيد لخلوصه لله، أو بتوفيق الله له أو صومه وعونه، ويحتمل أن يكون المراد بفطره: يوم موته فإِنَّ المؤمن صام عن لذاته المحرمة طول عمره، فدهره في ذلك يوم موته وفطره في آخره، وذلك حين فرحه بما يرى مما أعدَّ الله له من الكرامات، وإذا لقي الله تعالى فجزاه فرح.
( والذي نفس محمد بيده ) أي بقدرته وإرادته ( لخلوف فم الصائم ) بضم الخاء أي تغيُر ريحه لخلو المعدة عن الطعام، ( أطيب عند الله ) وذلك يوم القيامة كما في خبر مسلم أو الدنيا كما يدل عليه خبرٌ آخر، ولا مانع من إرادتهما ( من ريح المسك ) قَالَ البيضاوي: هذا تفضيلٌ لما يُستَكْرَه من الصائم على أطيب مَا يُستَلَذُ من جنسه وهو المسك ليُقاس عليه مَا فوقه من آثار الصَّوْم ونتائجه، وقَالَ غيره: خصَه لأنهم يؤثرونه على غيره وهو استعارة لجريان عادتنا بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك لتقريبه من الله تعالى، وفي تعليق القاضي: إن للأعمال ريحاً تفوح يوم القيامة، فريح الصَّوْم منها كالمسك.
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin