بسم الله الرّحمن الرّحيم. اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
الفرق بين الكرامة والاستدراج:
قال العلامة فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره الكبير: إن صاحب الكرامة لا يستأنس بتلك الكرامة بل عند ظهور الكرامة يصير خوفه من الله تعالى أشد وحذره من قهر الله أقوى فإنه يخاف أن يكون ذلك من باب الاستدراج وأما صاحب الاستدراج فإنه يستانس بذلك الذي يظهر عليه ويظن انه إنما وجد تلك الكرامة لأنه كان مستحقا لها وحينئذ يحتقر غيره ويتكبر عليه ويحصل له أمن من مكر الله وعقابه ولا يخاف سوء العاقبة فإذا ظهر شيء من هذه الأحوال على صاحب الكرامة دل ذلك على أنها كانت استدراجا لا كرامة).
وقال أيضا: (إن من اعتقد في نفسه أنه صار مستحقا لكرامة بسبب عمله حصل لعمله وقع عظيم فيقلبه، ومن كان لعمله وقع عنده كان جاهلا ولو عرف ربه، لعلم أن كل طاعات الخلق في جنب جلال الله تقصير وكل شكرهم في جنب آلائه ونعمائه قصير وكل معارفهم وعلومهم في مقابلة عزته حيرة وجهل، رايت في بعض الكتب أنه قرأ المقرئ في مجلس الأستاذ أبي علي الدقاق قوله تعالى ﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾ فقال علامة أن الحق رفع عملك أن لا يبقى عندك (أي عملك) فإن بقي عملك في نظرك فهو مدفوع وإن لم يبق معك فهو مرفوع.
قال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى : لو رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا حاله عند الأمر والنهي.
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى : قال المحققون (أكثر ما اتفق من الانقطاع عن حضرة الله إنما وقع في مقام الكرامات فلا جرم أن ترى المحققين يخافون من الكرامات كما يخافون من أنواع البلاء).
وقال الإمام الكبير أحمد الرفاعي رضي الله عنه : (ولا ترغب للكرامات وخوارق العادات فإن الأولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المرأة من الحيض).
وقال الشيخ عبدالله القرشي رحمه الله تعالى : (من لم يكن كارها لظهور الآيات وخوارق العادات منه كراهية الخلق لظهور المعاصي فهو في حقه حجاب وسترها عليه رحمة فإن خرق عوائد نفسه لا يريد ظهور شيء من الآيات وخوارق العادات له بل تكون نفسه عنده أقل وأحقر من ذلك فإذا فني عند إرادته جملة فكان له تحقيق في رؤية نفسه بعين الحقارة والذلة حصلت له أهلية ورود الألطاف والتحقق بمراتب الصديقين).
وقال علي الخواص رحمه الله تعالى : الكُمَّل يخافون من وقع الكرامات على أيديهم ويزدادون بها وجلا وخوفا لاحتمال أن تكون استدراجا.
قال الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى : ولا يخفى أن الكرامة عند أكابر الرجال معدودة من جملة رعونات النفس إلا إن كانت لنصر دين أو جلب مصلحة لأن الله تعالى هو الفاعل عندهم لا هم هذا مشهدهم وليس وجه الخصوصية إلا وقوع ذلك الفعل الخارق على يدهم دون غيرهم فإذا أحيا كبشا مثلا أو دجاجة فإنما ذلك بقدرة الله لا بقدرتهم وإذا رجع الأمر إلى القدرة فلا تعجب.
وأعظم الكرامات عند أهل الله الاستقامة على الشريعة.
قال أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في رسالته : واعلم أن من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعات والحفظ من المعاصي والمخالفات.
وذكرت عند سهل بن عبدالله التستري رحمه الله تعالى الكرامات فقال:
(وما الآيات وما الكرامات؟! أشياء تنقضي لوقتها ولكن أكبر الكرامات أن تبدل خُلُقا مذموما من أخلاق نفسك بخلق محمود).
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى : الكرامة الحقيقية إنما هي حصول الاستقامة والوصول إلى كمالها ومرجعها أمران: صحة الإيمان بالله عز وجل واتباع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهرا وباطنا فالواجب على العبد أن لا يحرص إلا عليها ولا تكون همّته إلا في الوصول اليها وأما الكرامة بمعنى خرق العادة فلا عبرة بها عند المحققين إذ قد يرزق بها من لم تكتمل استقامته وقد يرزق بها المستدرجون وقال إنما هي كرامتان جامعتان محيطتان كرامة الإيمان بمزيد الإيقان وشهود العيان وكرامة العمل على الاقتداء والمتابعة ومجانبة الدعاوي والمخادعة فمن أعطيهما ثم جعل يشتاق إلى غيرهما فهو عبد مفتر كذاب ليس ذا حظ في العلم بالصواب كما أكرم بشهود الملك على نعت الرضا فجعل يشتاق إلى سياسة الدواب وخلع الرضا.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : لا يلزم أن يكون كل من له كرامة من الأولياء أفضل من كل من ليس له كرامة منهم بل قد يكون بعض من ليس له كرامة منهم أفضل من بعض من له كرامة لأن الكرامة قد تكون لتقوية يقين صاحبها ودليلا على صدقه وعلى فضله لا على أفضليته وإنما الأفضلية تكون بقوة اليقين وكمال المعرفة بالله تعالى.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في رسالته : (لو لم يكن للولي كرامة ظاهرة عليه في الدنيا لم يقدح عدمها في كونه وليا).
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه لرسالة القشيري عند هذا الكلام: (بل قد يكون أفضل ممن ظهر له كرامات لأن الأفضلية إنما هي بزيادة اليقين لا بظهور الكرامة).
الفرق بين الكرامة والاستدراج:
قال العلامة فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره الكبير: إن صاحب الكرامة لا يستأنس بتلك الكرامة بل عند ظهور الكرامة يصير خوفه من الله تعالى أشد وحذره من قهر الله أقوى فإنه يخاف أن يكون ذلك من باب الاستدراج وأما صاحب الاستدراج فإنه يستانس بذلك الذي يظهر عليه ويظن انه إنما وجد تلك الكرامة لأنه كان مستحقا لها وحينئذ يحتقر غيره ويتكبر عليه ويحصل له أمن من مكر الله وعقابه ولا يخاف سوء العاقبة فإذا ظهر شيء من هذه الأحوال على صاحب الكرامة دل ذلك على أنها كانت استدراجا لا كرامة).
وقال أيضا: (إن من اعتقد في نفسه أنه صار مستحقا لكرامة بسبب عمله حصل لعمله وقع عظيم فيقلبه، ومن كان لعمله وقع عنده كان جاهلا ولو عرف ربه، لعلم أن كل طاعات الخلق في جنب جلال الله تقصير وكل شكرهم في جنب آلائه ونعمائه قصير وكل معارفهم وعلومهم في مقابلة عزته حيرة وجهل، رايت في بعض الكتب أنه قرأ المقرئ في مجلس الأستاذ أبي علي الدقاق قوله تعالى ﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾ فقال علامة أن الحق رفع عملك أن لا يبقى عندك (أي عملك) فإن بقي عملك في نظرك فهو مدفوع وإن لم يبق معك فهو مرفوع.
قال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى : لو رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا حاله عند الأمر والنهي.
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى : قال المحققون (أكثر ما اتفق من الانقطاع عن حضرة الله إنما وقع في مقام الكرامات فلا جرم أن ترى المحققين يخافون من الكرامات كما يخافون من أنواع البلاء).
وقال الإمام الكبير أحمد الرفاعي رضي الله عنه : (ولا ترغب للكرامات وخوارق العادات فإن الأولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المرأة من الحيض).
وقال الشيخ عبدالله القرشي رحمه الله تعالى : (من لم يكن كارها لظهور الآيات وخوارق العادات منه كراهية الخلق لظهور المعاصي فهو في حقه حجاب وسترها عليه رحمة فإن خرق عوائد نفسه لا يريد ظهور شيء من الآيات وخوارق العادات له بل تكون نفسه عنده أقل وأحقر من ذلك فإذا فني عند إرادته جملة فكان له تحقيق في رؤية نفسه بعين الحقارة والذلة حصلت له أهلية ورود الألطاف والتحقق بمراتب الصديقين).
وقال علي الخواص رحمه الله تعالى : الكُمَّل يخافون من وقع الكرامات على أيديهم ويزدادون بها وجلا وخوفا لاحتمال أن تكون استدراجا.
قال الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى : ولا يخفى أن الكرامة عند أكابر الرجال معدودة من جملة رعونات النفس إلا إن كانت لنصر دين أو جلب مصلحة لأن الله تعالى هو الفاعل عندهم لا هم هذا مشهدهم وليس وجه الخصوصية إلا وقوع ذلك الفعل الخارق على يدهم دون غيرهم فإذا أحيا كبشا مثلا أو دجاجة فإنما ذلك بقدرة الله لا بقدرتهم وإذا رجع الأمر إلى القدرة فلا تعجب.
وأعظم الكرامات عند أهل الله الاستقامة على الشريعة.
قال أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في رسالته : واعلم أن من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعات والحفظ من المعاصي والمخالفات.
وذكرت عند سهل بن عبدالله التستري رحمه الله تعالى الكرامات فقال:
(وما الآيات وما الكرامات؟! أشياء تنقضي لوقتها ولكن أكبر الكرامات أن تبدل خُلُقا مذموما من أخلاق نفسك بخلق محمود).
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى : الكرامة الحقيقية إنما هي حصول الاستقامة والوصول إلى كمالها ومرجعها أمران: صحة الإيمان بالله عز وجل واتباع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظاهرا وباطنا فالواجب على العبد أن لا يحرص إلا عليها ولا تكون همّته إلا في الوصول اليها وأما الكرامة بمعنى خرق العادة فلا عبرة بها عند المحققين إذ قد يرزق بها من لم تكتمل استقامته وقد يرزق بها المستدرجون وقال إنما هي كرامتان جامعتان محيطتان كرامة الإيمان بمزيد الإيقان وشهود العيان وكرامة العمل على الاقتداء والمتابعة ومجانبة الدعاوي والمخادعة فمن أعطيهما ثم جعل يشتاق إلى غيرهما فهو عبد مفتر كذاب ليس ذا حظ في العلم بالصواب كما أكرم بشهود الملك على نعت الرضا فجعل يشتاق إلى سياسة الدواب وخلع الرضا.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : لا يلزم أن يكون كل من له كرامة من الأولياء أفضل من كل من ليس له كرامة منهم بل قد يكون بعض من ليس له كرامة منهم أفضل من بعض من له كرامة لأن الكرامة قد تكون لتقوية يقين صاحبها ودليلا على صدقه وعلى فضله لا على أفضليته وإنما الأفضلية تكون بقوة اليقين وكمال المعرفة بالله تعالى.
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في رسالته : (لو لم يكن للولي كرامة ظاهرة عليه في الدنيا لم يقدح عدمها في كونه وليا).
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه لرسالة القشيري عند هذا الكلام: (بل قد يكون أفضل ممن ظهر له كرامات لأن الأفضلية إنما هي بزيادة اليقين لا بظهور الكرامة).
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin