قالت لي نفسي:
نارك وجنتك بين جنبيك.. نارك وجنتك فيما تختار، وما تعجل إليه من أقوال وأفعال، وما تبادر إليه من عمل وما تمتد إليه يدك من حلال وحرام.
يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك، ولسانك هو الذي يهوي بك إلى الهاوية أو يصعد بك إلى أعلى عليين.. أنت ما تقول وأنت ما تفعل.
انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك، وتشهد قيامتك قبل قيامتك وتعلم ساعتك قبل ساعتك.
قال لي شيطاني مستنكراً:
وأين أنت الآن من قيامتك وأين أنت من ساعتك؟ هذا الوسواس الشوم الذي تصحو وتبيت فيه.. انظر حولك يا فتى.. أنت مازلت في الدنيا اقطف زهرتها، وانعم بلذّاتها، وأمامك فرص التوبة ممتدة بطول عمرك.. وأنت ما عشت فأنت في رعاية التواب الغفار غافر الذنب وقابل التوب.. لا تعقد أمورك واضحك للأيام تضحك لك..
قلت وأنا اتحسب كل كلمة
تضحك لي أو تضحك علي يا لعين.. ومن أدراني أن ما أقول الآن هو آخر أقوالي وما أفعل الآن هو ختام أفعالي، وإني ميت اليوم ومن مات فقد قامت قيامته وبدأت ساعته.
قال شيطاني.. أعوذ بالله من غضب الله
ما هذا الكابوس الذي تعيش فيه حياة كالموت وموتاً كالحياة لم يبق إلا أن تصنع لنفسك تابوتاً وتنسج لك كفنا تتمدد فيه.. أين أنت من هذا اليوم يا رجل ؟!
قلت:
ومن يُدريني أن بعد اليوم بعد..
قال شيطاني:
هل أقمت من نفسك قابضاً للأرواح وفالقاً للأصباح أم أنك المتنبي الذي لا تخيب له نبوءة.. إلزم غرزك يا رجل ما أنت إلا عبد من عباد الله.. عش يومك كأنك تعيش أبدا.
قلت:
ما قالوها هكذا يالئيم.. بل قالوا.. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.. أرأيت كيف تقلب كل الحقائق.
قال شيطاني:
إنما أردت لك الحياة، وأردت أنت لنفسك الموت.. ومرادي كان دائماً مصلحتك.
قلت:
بل موت النفوس كان مُرادك، وهلاكها في الجحيم كان شغلك الشاغل، وهمك المقيم ياسمسار الجحيم.
***
هل كنت أكلم أحداً ؟ أم كان يكلمني أحد؟
هل كان حواراً بحق.. أم كان خيالا.. أتخيله..
إن حديث النفس حقيقه لا شك فيها.. وهو نوع من الإعجاز الرباني.. فهو حديث داخلي لا يسمعه غيرك، ولا يطّلع عليه سواك.. ولا يستطيع أي جهاز إلكتروني بشري أن يُسّجله عليك.. والنفس فيه طرف.. والطرف الآخر يمكن أن يكون النفس ذاتها.. ويمكن أن يكون الشيطان.. وابراهيم الكليم أبو الأنبياء كلّمه ربه.. وهكذا ترتفع المكالمة لكل نفس علي حسب قدرها ومستواها.
يقول ربنا محادثاً موسى في سوره الأعراف الآية 144
يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين .
وحينما تكون وساوس النفس من المستوى الشيطاني.. يمكن أن يكون الشيطان طرفاً في الحديث.. وحينما ترتفع النفس إلى المستوى الملائكي.. يمكن أن يكون القرين المتحدث ملائكياً.. وكلما ارتفع مستوى الحديث ارتفع مستوى المتحادثين.
وللغيب علومه كما أن للفيزياء علومها وللذرة علومها وللنفس علومها.
والشيطان حقيقة وليس شخصية روائية خيالية من بنات خيال المؤلفين.
وفي آخر الزمان حينما تقوم القيامة سوف يعترف الشيطان بما فعل بضحاياه أمام الملأ وأمام الحشر المجتمع من كل الخلائق.
وقال الشيطان لما قضي الأمر أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما اشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم (22 ـ ابراهيم).
وهكذا ينزل ستار الختام علي الدراما الكبرى للوجود التي استغرقت أجيالاً وقروناً من آدم أول الخلق إلى الخاتم محمد بن عبدالله آخر الرسل عليه الصلاة والسلام.. في كلمات هائلة تتصدع لها القلوب ومشهد جامع يشيب لهوله الولدان.
وسوف نرى الشيطان ساعتها، وهو يتكلم في قلب الجحيم وسوف نسمع آخر كلماته..
أن الظالمين لهم عذاب أليم
أن الشيطان حقيقة وليس أسطورة
والنار حق
والعذاب حق
إنها ليست أوبرا يا سادة .. يصفق بعدها الحضور وينزل الستار.. كما يتصور الأوروبيون المتحضرون عشاق الفن.
والأمر ليس كما تصوره الرئيس ميتران في الحديث التليفزيوني الذي أجاب فيه على المذيع الذي سأله.. ماذا تقول لله حينما تراه يا سيادة الرئيس.. فأجاب ميتران:
سوف أقول له
SORRY
هكذا قال الرئيس ميتران في بساطة فرنسية
ولا أظن أن الرئيس ميتران سوف يرى الله.. ولا أظنه سوف يقوى على مكالمته.
ولا أظنه سوف يجتمع له رشد أمام ذلك المشهد الرهيب أو يبقى فيه لب لينطق.
وكان آخر ما شهدت من الرئيس ميتران مشهداً لا أنساه أيام حرب الإبادة التي أعلنها الصرب علي مسلمي البوسنة.
رأيته وقد جاء مسرعاً من فرنسا ليرى بعينيه مصارع المسلمين في الأرض الأوروبية.. ووقف يتلفت حوله في ثقة واعتداد.
أخيراً جاء يوم الطرد النهائي للمسلمين من الأرض الأوروبية
هكذا نطقت عيناه.. وإن لم تنطق شفتاه.
وقلت له في نفسي ساعتها
بل لم تنته القصه بعد ياسياده الرئيس
وقد انتهت حياه ميتران ومات بالسرطان
ولم تنته القصه, بل تعددت فصولا.. فشاهدنا لها فصلا ثانيا في حرب كوسوفا, ثم فصلا ثالثا في حرب الشيشان تخوضها روسيا بتمويل امريكي ومسانده اسرائيليه وسكوت اوروبي.
والحرب معلنه علي المسلمين في كل مكان هذه الايام
وللشيطان اعوان من شياطين الانس بلا عدد..
ولله شهداء يختارهم كل يوم ليزين صدورهم باوسمه البطوله
والحرب مستمره.. وسوف تتعدد فصولا الي اخر الزمان.. حينما ينزل ستار الختام.. وتعلن الحقائق في مشهد جامع هو يوم القيامه
واعترف باني شديد الفضول لرويه السيد ميتران ساعتها.. شديد الفضول لما سيقول.. هل سيقول لرب العالمين
SORRY
كما زعم في حديثه الكوميدي في التليفزيون
ليرحمنا الله جميعا..
فهذا مشهد يشق على الجبابرة
فما بال الضعفاء أمثالنا
ومازلت أعجب كيف قالها.. بهذه البساطة الفرنسية
أنه قطعاً لم يتصور أنه يتحدث عن واقع سيقع.. ولم يخطر بباله أبدا أنه سوف يحدث كما تروي الكتب الدينية..
والأوروبي العادي يفتح فمه في دهشة إذا قلت له أنه سوف يقوم من الموت ليقف بين يدي الله.. رب العالمين..
ولو أنه أيقن بذلك وآمن به.. لما كان هناك استعمار.. ولما كانت هناك تلك المجازر البشعة والإبادة المنظمة التي زاولها الرجل الابيض في حروبه مع السود في افريقيا واسيا.. ومع المسلمين في كل مكان..
وانما الظلم كان يملا صفحات التاريخ ليقين الظالمين بانه لا قيام بعد الموت ولا حساب ولا مسائلة.
والكبار كلهم ظنوا انهم لايموتون ولايحاسبون.. والذين خطر لهم انهم يمكن ان يموتوا كان يقينهم ان الله سيبعثهم ملوكا.. وان جنه الاخره لهم.. كما كانت جنه الدنيا لهم.. وشيطانهم صنع لهم ذلك الوهم وأقنعهم به..
وكان قدماء المصريين أكثر من آمن بالبعث والحساب والميزان
ولهذا كان المصريون أكثر الشعوب إنسانية.
إنه إفك قديم قدم التاريخ حكاية إنكار الناس للبعث وأكثر الشعوب تقدماً وأقواها بأساً كانت أكثرها كفراً.
وهكذا كان ظن جاجارين حينما خرج من جو الأرض إلى الفضاء.. وكانت أول رسالة ارسلها إلى الشعب الروسي.. أنا في فضاء بلا نهاية.. لا وجود لاحد هنا غيري.. ولم اجد الله.. وحيثما اتلفت لا اجد الها.. لا أحد سواي.. ورددت أبواق الإذاعة الشيوعية في موسكو لفورها.. أن جاجارين جاء بالخبر اليقين، وأنه لم يجد إلهاً في السماوات.
هل تصور جاجارين أنه سيجد الله في شرف استقباله وأن موسيقى الملائكة سوف تعزف له السلام الملكي.
وقد مات جاجارين بعد ذلك بشهور في حادث تصادم.. ليس في الفضاء.. ولكن في الأرض.. وفي أزقة موسكو كأي كلب ضال.. ورأى ساعتها ما كان ينكره.. ولكن بعد فوات الأوان بعد أن أصاب لسانه الخرس وتوقف قلبه عن الخفقان.. ودفن مع سره في ظلام النسيان.
وسيظل ما بعد الموت طلاسم وظنونا وغيوباً مغيبة..
ولن يـكشف السر إلا بعد أن يغلق الباب الدائري خلف كل مرتحل ويستحيل التواصل بينه وبين أحد من الأحياء.. وفي ظلام الوحدة المطلقة سوف تتجلي له الحقيقه وسوف يري كل شيء.. وساعتها لن ينفع الندم.. فكتاب الأعمال أغلق.. وحياته انتهت.. وما بقي سوف تتقطع له نياط القلوب.
والويل لمن لا يفهم..
إن الله موجود ليس لأن المسلمين يؤمنون بوجوده، ولكن لأنه حقيقة مطلقة أزليه لا معنى لأي شيء بدونها.
الله هو سر الجمال، والرحمه، والمودة، والحرية، والحياة.
وأسماؤه الحسنى مطبوعة علي الوردة، وعلى إشراقة الفجر، وعلى ابتسامة الوليد، وعلى إطلالة الربيع، وعلي كفتي الميزان، وعلى صولجان الحكم.. فهو العدل الحكم.. وبدونه يستحيل العدل وتستحيل الرحمه وينطمس الكون ويظلم, فهو نور السماوات والارض.
وهو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده.
ان الدين يبدا به.. والفلسفه تنتهي اليه.. والعقل يتوقف عنده.. فلا كيف ولا كم ولا اين ولا متي..!!!
وانما.. هو..
ولا اله الا هو
ولا يملك العقل الا السجود.. ولاتملك العين الا البكاء ندما
رفـعت الاقلام وجفت الصحف
اسالوا لنا ولانفسكم الرحمه..
وللتمسوا لنا ولانفسكم النجاه
لم يبق الا التوسل..
مقال للــــ د. مصطفى محمود رحمه الله ..
نارك وجنتك بين جنبيك.. نارك وجنتك فيما تختار، وما تعجل إليه من أقوال وأفعال، وما تبادر إليه من عمل وما تمتد إليه يدك من حلال وحرام.
يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك، ولسانك هو الذي يهوي بك إلى الهاوية أو يصعد بك إلى أعلى عليين.. أنت ما تقول وأنت ما تفعل.
انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك، وتشهد قيامتك قبل قيامتك وتعلم ساعتك قبل ساعتك.
قال لي شيطاني مستنكراً:
وأين أنت الآن من قيامتك وأين أنت من ساعتك؟ هذا الوسواس الشوم الذي تصحو وتبيت فيه.. انظر حولك يا فتى.. أنت مازلت في الدنيا اقطف زهرتها، وانعم بلذّاتها، وأمامك فرص التوبة ممتدة بطول عمرك.. وأنت ما عشت فأنت في رعاية التواب الغفار غافر الذنب وقابل التوب.. لا تعقد أمورك واضحك للأيام تضحك لك..
قلت وأنا اتحسب كل كلمة
تضحك لي أو تضحك علي يا لعين.. ومن أدراني أن ما أقول الآن هو آخر أقوالي وما أفعل الآن هو ختام أفعالي، وإني ميت اليوم ومن مات فقد قامت قيامته وبدأت ساعته.
قال شيطاني.. أعوذ بالله من غضب الله
ما هذا الكابوس الذي تعيش فيه حياة كالموت وموتاً كالحياة لم يبق إلا أن تصنع لنفسك تابوتاً وتنسج لك كفنا تتمدد فيه.. أين أنت من هذا اليوم يا رجل ؟!
قلت:
ومن يُدريني أن بعد اليوم بعد..
قال شيطاني:
هل أقمت من نفسك قابضاً للأرواح وفالقاً للأصباح أم أنك المتنبي الذي لا تخيب له نبوءة.. إلزم غرزك يا رجل ما أنت إلا عبد من عباد الله.. عش يومك كأنك تعيش أبدا.
قلت:
ما قالوها هكذا يالئيم.. بل قالوا.. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.. أرأيت كيف تقلب كل الحقائق.
قال شيطاني:
إنما أردت لك الحياة، وأردت أنت لنفسك الموت.. ومرادي كان دائماً مصلحتك.
قلت:
بل موت النفوس كان مُرادك، وهلاكها في الجحيم كان شغلك الشاغل، وهمك المقيم ياسمسار الجحيم.
***
هل كنت أكلم أحداً ؟ أم كان يكلمني أحد؟
هل كان حواراً بحق.. أم كان خيالا.. أتخيله..
إن حديث النفس حقيقه لا شك فيها.. وهو نوع من الإعجاز الرباني.. فهو حديث داخلي لا يسمعه غيرك، ولا يطّلع عليه سواك.. ولا يستطيع أي جهاز إلكتروني بشري أن يُسّجله عليك.. والنفس فيه طرف.. والطرف الآخر يمكن أن يكون النفس ذاتها.. ويمكن أن يكون الشيطان.. وابراهيم الكليم أبو الأنبياء كلّمه ربه.. وهكذا ترتفع المكالمة لكل نفس علي حسب قدرها ومستواها.
يقول ربنا محادثاً موسى في سوره الأعراف الآية 144
يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين .
وحينما تكون وساوس النفس من المستوى الشيطاني.. يمكن أن يكون الشيطان طرفاً في الحديث.. وحينما ترتفع النفس إلى المستوى الملائكي.. يمكن أن يكون القرين المتحدث ملائكياً.. وكلما ارتفع مستوى الحديث ارتفع مستوى المتحادثين.
وللغيب علومه كما أن للفيزياء علومها وللذرة علومها وللنفس علومها.
والشيطان حقيقة وليس شخصية روائية خيالية من بنات خيال المؤلفين.
وفي آخر الزمان حينما تقوم القيامة سوف يعترف الشيطان بما فعل بضحاياه أمام الملأ وأمام الحشر المجتمع من كل الخلائق.
وقال الشيطان لما قضي الأمر أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما اشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم (22 ـ ابراهيم).
وهكذا ينزل ستار الختام علي الدراما الكبرى للوجود التي استغرقت أجيالاً وقروناً من آدم أول الخلق إلى الخاتم محمد بن عبدالله آخر الرسل عليه الصلاة والسلام.. في كلمات هائلة تتصدع لها القلوب ومشهد جامع يشيب لهوله الولدان.
وسوف نرى الشيطان ساعتها، وهو يتكلم في قلب الجحيم وسوف نسمع آخر كلماته..
أن الظالمين لهم عذاب أليم
أن الشيطان حقيقة وليس أسطورة
والنار حق
والعذاب حق
إنها ليست أوبرا يا سادة .. يصفق بعدها الحضور وينزل الستار.. كما يتصور الأوروبيون المتحضرون عشاق الفن.
والأمر ليس كما تصوره الرئيس ميتران في الحديث التليفزيوني الذي أجاب فيه على المذيع الذي سأله.. ماذا تقول لله حينما تراه يا سيادة الرئيس.. فأجاب ميتران:
سوف أقول له
SORRY
هكذا قال الرئيس ميتران في بساطة فرنسية
ولا أظن أن الرئيس ميتران سوف يرى الله.. ولا أظنه سوف يقوى على مكالمته.
ولا أظنه سوف يجتمع له رشد أمام ذلك المشهد الرهيب أو يبقى فيه لب لينطق.
وكان آخر ما شهدت من الرئيس ميتران مشهداً لا أنساه أيام حرب الإبادة التي أعلنها الصرب علي مسلمي البوسنة.
رأيته وقد جاء مسرعاً من فرنسا ليرى بعينيه مصارع المسلمين في الأرض الأوروبية.. ووقف يتلفت حوله في ثقة واعتداد.
أخيراً جاء يوم الطرد النهائي للمسلمين من الأرض الأوروبية
هكذا نطقت عيناه.. وإن لم تنطق شفتاه.
وقلت له في نفسي ساعتها
بل لم تنته القصه بعد ياسياده الرئيس
وقد انتهت حياه ميتران ومات بالسرطان
ولم تنته القصه, بل تعددت فصولا.. فشاهدنا لها فصلا ثانيا في حرب كوسوفا, ثم فصلا ثالثا في حرب الشيشان تخوضها روسيا بتمويل امريكي ومسانده اسرائيليه وسكوت اوروبي.
والحرب معلنه علي المسلمين في كل مكان هذه الايام
وللشيطان اعوان من شياطين الانس بلا عدد..
ولله شهداء يختارهم كل يوم ليزين صدورهم باوسمه البطوله
والحرب مستمره.. وسوف تتعدد فصولا الي اخر الزمان.. حينما ينزل ستار الختام.. وتعلن الحقائق في مشهد جامع هو يوم القيامه
واعترف باني شديد الفضول لرويه السيد ميتران ساعتها.. شديد الفضول لما سيقول.. هل سيقول لرب العالمين
SORRY
كما زعم في حديثه الكوميدي في التليفزيون
ليرحمنا الله جميعا..
فهذا مشهد يشق على الجبابرة
فما بال الضعفاء أمثالنا
ومازلت أعجب كيف قالها.. بهذه البساطة الفرنسية
أنه قطعاً لم يتصور أنه يتحدث عن واقع سيقع.. ولم يخطر بباله أبدا أنه سوف يحدث كما تروي الكتب الدينية..
والأوروبي العادي يفتح فمه في دهشة إذا قلت له أنه سوف يقوم من الموت ليقف بين يدي الله.. رب العالمين..
ولو أنه أيقن بذلك وآمن به.. لما كان هناك استعمار.. ولما كانت هناك تلك المجازر البشعة والإبادة المنظمة التي زاولها الرجل الابيض في حروبه مع السود في افريقيا واسيا.. ومع المسلمين في كل مكان..
وانما الظلم كان يملا صفحات التاريخ ليقين الظالمين بانه لا قيام بعد الموت ولا حساب ولا مسائلة.
والكبار كلهم ظنوا انهم لايموتون ولايحاسبون.. والذين خطر لهم انهم يمكن ان يموتوا كان يقينهم ان الله سيبعثهم ملوكا.. وان جنه الاخره لهم.. كما كانت جنه الدنيا لهم.. وشيطانهم صنع لهم ذلك الوهم وأقنعهم به..
وكان قدماء المصريين أكثر من آمن بالبعث والحساب والميزان
ولهذا كان المصريون أكثر الشعوب إنسانية.
إنه إفك قديم قدم التاريخ حكاية إنكار الناس للبعث وأكثر الشعوب تقدماً وأقواها بأساً كانت أكثرها كفراً.
وهكذا كان ظن جاجارين حينما خرج من جو الأرض إلى الفضاء.. وكانت أول رسالة ارسلها إلى الشعب الروسي.. أنا في فضاء بلا نهاية.. لا وجود لاحد هنا غيري.. ولم اجد الله.. وحيثما اتلفت لا اجد الها.. لا أحد سواي.. ورددت أبواق الإذاعة الشيوعية في موسكو لفورها.. أن جاجارين جاء بالخبر اليقين، وأنه لم يجد إلهاً في السماوات.
هل تصور جاجارين أنه سيجد الله في شرف استقباله وأن موسيقى الملائكة سوف تعزف له السلام الملكي.
وقد مات جاجارين بعد ذلك بشهور في حادث تصادم.. ليس في الفضاء.. ولكن في الأرض.. وفي أزقة موسكو كأي كلب ضال.. ورأى ساعتها ما كان ينكره.. ولكن بعد فوات الأوان بعد أن أصاب لسانه الخرس وتوقف قلبه عن الخفقان.. ودفن مع سره في ظلام النسيان.
وسيظل ما بعد الموت طلاسم وظنونا وغيوباً مغيبة..
ولن يـكشف السر إلا بعد أن يغلق الباب الدائري خلف كل مرتحل ويستحيل التواصل بينه وبين أحد من الأحياء.. وفي ظلام الوحدة المطلقة سوف تتجلي له الحقيقه وسوف يري كل شيء.. وساعتها لن ينفع الندم.. فكتاب الأعمال أغلق.. وحياته انتهت.. وما بقي سوف تتقطع له نياط القلوب.
والويل لمن لا يفهم..
إن الله موجود ليس لأن المسلمين يؤمنون بوجوده، ولكن لأنه حقيقة مطلقة أزليه لا معنى لأي شيء بدونها.
الله هو سر الجمال، والرحمه، والمودة، والحرية، والحياة.
وأسماؤه الحسنى مطبوعة علي الوردة، وعلى إشراقة الفجر، وعلى ابتسامة الوليد، وعلى إطلالة الربيع، وعلي كفتي الميزان، وعلى صولجان الحكم.. فهو العدل الحكم.. وبدونه يستحيل العدل وتستحيل الرحمه وينطمس الكون ويظلم, فهو نور السماوات والارض.
وهو الذي يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده.
ان الدين يبدا به.. والفلسفه تنتهي اليه.. والعقل يتوقف عنده.. فلا كيف ولا كم ولا اين ولا متي..!!!
وانما.. هو..
ولا اله الا هو
ولا يملك العقل الا السجود.. ولاتملك العين الا البكاء ندما
رفـعت الاقلام وجفت الصحف
اسالوا لنا ولانفسكم الرحمه..
وللتمسوا لنا ولانفسكم النجاه
لم يبق الا التوسل..
مقال للــــ د. مصطفى محمود رحمه الله ..
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin