بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهمّ صلّ على سيّدنا محمّد حبيبك و صفيّك من بين خلقك أجمعين
وعلى آله و صحبه و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين و سلّم تسليما
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: {الدّنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر.}صحيح مسلم.
الدّنيا سحن المؤمن" هذا الخطاب النّبويّ، وصفٌ لما فيه المؤمن من ضيق نفسيّ ،
فإمّا أن يبقى في هذا السّجن وهو من حرّيته مسلوب، إلى تمام مدّة الأجل المكتوب،
أو أن يسعى للخروج بما يكتشف من أسباب، ييسّرها له بفضله العزيز الوهّاب.
إنّتا لا نعي وجودنا في هذا السّجن ولا نرى حدوده، فقد غطّت نفوسنا عنّا كلّ معالم وجوده،
فلا نشهد سجناء ولا سجّانين، ولم ندرك في الحديث مقصد المصطفى الصّادق الأمين،
واستغلّت نفوسنا أخذنا لديننا بمفاهيم سطحيّة، فصوّرت لنا الأوامر والنّواهي "قيودا شرعيّة"،
وأوهمتنا بأنّها سلّمت أمرها لمشيئة الله، لتقضي بنا في دنيانا ما ترومه وتهواه،
وانطلقت بحظوظها في غفلة منّا دون انتباه، سابحة في آمالها من مال وأعمال و ولد و جاه،
.ولسان حالها [قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللهِ الّتِي أخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيّبَاتِ مِنَ الرّزق...] الأعراف.32
فانخدع المسكين وكان من نفسه مغلوب، واعتقد أنّ ما هو فيه عين الصّواب والمطلوب.
لكن هنالك من إذا نظر إلى ما هو فيه من تعلّق بانغماس،
وفقدانه حرارة هذا التّعلّق في طاعة الله باستغراقه في الغفلة دون إحساس،
وقارن بين قوّة انجذابه للفاني من دنياه، وفتور علاقته بخالقه ومولاه،
يحسّ بضيق و حرج لما ينطق به لسانه من معاني الإيمان،
ليس لها في واقع حياته وممارساته قيمة أو مكان.
ومن انتهى إلى هذه النّتيجة فالأمل في صلاحه كبير.
هنا فقط تكمن إمكانيّة التّغيير، إذا أدرك العبد أنّه في حظوظ نفسه أسير،
فيرى ضعف السّجين المسكين، أمام تجبّر السّجان بتسلّط مهين،
فتزداد حيرته لما يستشعره من عجز أمام نفسه وشتات،
وما يراه من تشابك الحظوظ المطبقة عليه من كل الجهات.
فتدبّ فيه كراهيّته لنفسه وما هو عليه من نمط الحياة،
إلى درجة استشعار عداوتها في الأنفاس، وفي كلّ الحركات وما يصحبها من إحساس،
فيلجأ إلى الله لجوء المضطرّ، ليجيره من نفسه وما أصابته به من ضرّ.
هنا فقط تنطلق الهمّة من عقالها، وتفيض على كيان المسكين من حالها،
فتنشط الأعضاء في الطاعة، وتعجّ أرض السّجين بالضّراعة.
[أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهٌ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأرْضِ أإلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكّرُونَ]النّمل .62.
فيُقبل الشّفيع بالأحضان ويغمّ السّجن والسّجّان
ويُسِرٌ للمرحوم بالرّحيل، أنا السّبيل والدّليل ،
هاجر مع المهاجرين، سألقاكم بدار الهجرة بعد حين .
هذه مدينة الأنوار وهذه منازل الأنصار، يحبّون من هاجر إليهم و يوثرونهم على أنفسهم.
فينطلق الغازي في مغازيه، وتنحصر في الشّهادة كلّ أمانيه
وتتتالى الانتصارات والفتوحات والعين على مكّة باللّحظات .
وأخيرا هذه مكّة وهذا يوم الفتح المبين،
وهذا الأمين ماحي دابر الشّرك و المشركين.
ألا تسمع دويّ التّوحيد، في سائر بقاع أرض المريد .
رحم الله عبدا مسكينا تداركته العناية الرّبّانيّة، وأخرجته من دنياه بهذه الجذبة الرّوحانيّة،
فأدرك بأنّ ما كان يعتقده قيودا شرعّية، إنّما هي مفاتيح الانعتاق والحرّيّة.
ووقف أمام مرآة الذّاكرين، فلم يرى في نفسه إلّا حبيب المساكين.
فالنّبيّ أولى بالمؤمين... صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم في كلّ وقت وحين.
"اللّهم اهدني وسدّدني،اللّهم إني أسألك الهدى والسّداد"
أه
اللّهمّ صلّ على سيّدنا محمّد حبيبك و صفيّك من بين خلقك أجمعين
وعلى آله و صحبه و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين و سلّم تسليما
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: {الدّنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر.}صحيح مسلم.
الدّنيا سحن المؤمن" هذا الخطاب النّبويّ، وصفٌ لما فيه المؤمن من ضيق نفسيّ ،
فإمّا أن يبقى في هذا السّجن وهو من حرّيته مسلوب، إلى تمام مدّة الأجل المكتوب،
أو أن يسعى للخروج بما يكتشف من أسباب، ييسّرها له بفضله العزيز الوهّاب.
إنّتا لا نعي وجودنا في هذا السّجن ولا نرى حدوده، فقد غطّت نفوسنا عنّا كلّ معالم وجوده،
فلا نشهد سجناء ولا سجّانين، ولم ندرك في الحديث مقصد المصطفى الصّادق الأمين،
واستغلّت نفوسنا أخذنا لديننا بمفاهيم سطحيّة، فصوّرت لنا الأوامر والنّواهي "قيودا شرعيّة"،
وأوهمتنا بأنّها سلّمت أمرها لمشيئة الله، لتقضي بنا في دنيانا ما ترومه وتهواه،
وانطلقت بحظوظها في غفلة منّا دون انتباه، سابحة في آمالها من مال وأعمال و ولد و جاه،
.ولسان حالها [قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللهِ الّتِي أخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيّبَاتِ مِنَ الرّزق...] الأعراف.32
فانخدع المسكين وكان من نفسه مغلوب، واعتقد أنّ ما هو فيه عين الصّواب والمطلوب.
لكن هنالك من إذا نظر إلى ما هو فيه من تعلّق بانغماس،
وفقدانه حرارة هذا التّعلّق في طاعة الله باستغراقه في الغفلة دون إحساس،
وقارن بين قوّة انجذابه للفاني من دنياه، وفتور علاقته بخالقه ومولاه،
يحسّ بضيق و حرج لما ينطق به لسانه من معاني الإيمان،
ليس لها في واقع حياته وممارساته قيمة أو مكان.
ومن انتهى إلى هذه النّتيجة فالأمل في صلاحه كبير.
هنا فقط تكمن إمكانيّة التّغيير، إذا أدرك العبد أنّه في حظوظ نفسه أسير،
فيرى ضعف السّجين المسكين، أمام تجبّر السّجان بتسلّط مهين،
فتزداد حيرته لما يستشعره من عجز أمام نفسه وشتات،
وما يراه من تشابك الحظوظ المطبقة عليه من كل الجهات.
فتدبّ فيه كراهيّته لنفسه وما هو عليه من نمط الحياة،
إلى درجة استشعار عداوتها في الأنفاس، وفي كلّ الحركات وما يصحبها من إحساس،
فيلجأ إلى الله لجوء المضطرّ، ليجيره من نفسه وما أصابته به من ضرّ.
هنا فقط تنطلق الهمّة من عقالها، وتفيض على كيان المسكين من حالها،
فتنشط الأعضاء في الطاعة، وتعجّ أرض السّجين بالضّراعة.
[أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهٌ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَ يَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأرْضِ أإلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً مَا تَذَكّرُونَ]النّمل .62.
فيُقبل الشّفيع بالأحضان ويغمّ السّجن والسّجّان
ويُسِرٌ للمرحوم بالرّحيل، أنا السّبيل والدّليل ،
هاجر مع المهاجرين، سألقاكم بدار الهجرة بعد حين .
هذه مدينة الأنوار وهذه منازل الأنصار، يحبّون من هاجر إليهم و يوثرونهم على أنفسهم.
فينطلق الغازي في مغازيه، وتنحصر في الشّهادة كلّ أمانيه
وتتتالى الانتصارات والفتوحات والعين على مكّة باللّحظات .
وأخيرا هذه مكّة وهذا يوم الفتح المبين،
وهذا الأمين ماحي دابر الشّرك و المشركين.
ألا تسمع دويّ التّوحيد، في سائر بقاع أرض المريد .
رحم الله عبدا مسكينا تداركته العناية الرّبّانيّة، وأخرجته من دنياه بهذه الجذبة الرّوحانيّة،
فأدرك بأنّ ما كان يعتقده قيودا شرعّية، إنّما هي مفاتيح الانعتاق والحرّيّة.
ووقف أمام مرآة الذّاكرين، فلم يرى في نفسه إلّا حبيب المساكين.
فالنّبيّ أولى بالمؤمين... صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم في كلّ وقت وحين.
"اللّهم اهدني وسدّدني،اللّهم إني أسألك الهدى والسّداد"
أه
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin