إحسانك لجارك المسيء إليك،

بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ صل على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
إحسانك لجارك المسيء إليك،
يكمن في تحمّلك إذايته وعدم التّشكّي للخلق من بغيه عليك،
فإن حاولت تحمّله بالصّبر عليه،
ستنفجر حتما يوما ما وتسيء إليه.
وإن احتسبت تحمّل تعدّيه غليك طاعة لله،
يكون صبرك أيسر وأطول في تحمّل أذاه.
وإن نظرت في نفسك ولاحظت ما يعتريها من تشنّج واضطراب،
عند حصول الإساءة ومحاولتها الظّهور بحسن الخلق والآداب،
أدركت أنّ جارك عطيّة من مولاك،
يريد بها خلاصك من رعونة نفسك وهواك.
وعلمت أنّ إساءة جارك وجوره عليك،
هي عين رعاية مولاك وإحسانه إليك.
قال الله تعالى:" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(35).فصّلت."
من استفزّك بسوء أدبه بلا سبب،
ونظرت في نفسك لترى ما أثاره فيك من عطب.
فقد فضح سريرتك بين يديك،
ونصح ضميرك ليثيره عليك.
فعد على نفسك ولا تغضب،
وخذها هديّة من مولاك بها تكسب ومنه تّقَرَّب.
حاول لعلّك تكون بفضله لنفسك طبيب،
وإن نَجَحت فقل لي نجحتُ لعلّي أفعل مثلك وأصيب.
اللّهم اهدنا ويسّر الهدى لنا. اللّهم ردّنا إليك ردّاً جميلاً. اللّهم يسّرنا لليسرى وجنّبنا العسرى".
أه