..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية Empty 15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.ـ شرح ابن عجيبة للحكم العطائية

    مُساهمة من طرف Admin 29/1/2020, 21:28

    15 - مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس بموجب معه.
    كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي أظهر كل شيء،
    كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر بكل شيء،
    كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر في كل شيء،
    كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر لكل شيء،
    كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الظاهر قبل كل شيء،
    كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو أظهر من كل شيء،
    كيف يتصور أن يحجبه شيء و لولاه ما كان وجود كل شي ..
    يا عجبا كيف يظهر الوجود في العدم، أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف في القدم.
    كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
    مما يدلك على وجود قهره سبحانه إن حجبك عنه بما ليس بموجود معه قلت من أسمائه تعالى القهار ومن مظاهر قهره إحتجابه في ظهوره وظهوره في بطونه وبطونه في ظهوره ومما يدلك أيضاً على وجود قهره إن إحتجب بلا حجاب وقرب بلا إقتراب بعيد في قربه قريب في بعده إحتجب عن خلقه في حال ظهوره لهم وظهر لهم في حال إحتجابه عنهم فاحتجب عنهم بشيء ليس بموجود وهو الوهم والوهم أمر عدمي مفقود فما حجبه إلا شدة ظهوره وما منع الأبصار من رؤيته إلا قهارية نوره فتحصل إنفراد الحق بالوجود وليس مع الله موجود قال تعالى كل شيء هالك إلا وجهه وأسم الفاعل حقيقة في الحال وقال تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن وقال تعالى فأينما تولوا فثم وجه الله وقال تعالى وهو معكم أينما كنتم وقال تعالى وإذ قلنا لك أن ربك أحاط بالناس وقال تعالى " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " وقال تعالى " أن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " الآية وقال صلى الله عليه وسلم أفضل كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد، ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وكل نعيم لا محالة زائل، وقال صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا عبدي مرضت فلم تعدني فيقول يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول الله إما أنه مرض عبدي فلان فلم تعده فلو عدته لوجدتني عنده ثم يقول يا عبدي إستطعمتك فلم تطعمني ثم يقول أستسقيتك فلم تسقني الحديث فدل الحديث على أن هذه الهياكل والأشخاص خيالات لا حقيقة لها فهي أشبه شيء بالظلال قال الششتري رضي الله عنه
    الخلق خلقكم والأمر أمركم ... فأي شيء أنا لكنت من ظلل
    ما للحجاب مكان في وجودكم ... إلا بسر حروف أنظر إلى الجبل
    أنتم دللتم عليكم منكم ولكم ... ديمومة عبرت عن غامض الأزل
    عرفتم بكم هذا الخبير بكم ... أنتم هم يا حياة القلب يا أملي
    قوله الخلق خلقكم ألخ المراد بالخلق صور الأشباح وبالأمر سر الأرواح أي الأشباح حكمتكم والأرواح سر من أسراركم فأنا لا وجود لي أصلاً فأي شيء قدرت نفسي وجدتها لكم ومظهراً من مظاهركم وإنما أنا ظلل من ظلل وجودكم ثم قال ما للحجاب مكان في وجودكم أي لا موضع للحجاب الحسي في وجودكم إذ لو كان للحجاب مكان في وجودكم لكان أقرب إلينا منكم وهو محال لأنك قلت ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وقوله إلا بسر حروف إلخ الإستثناء منقطع أي موضعه للحجاب الحسي بيننا وبينكم لكن حجاب القهرية ورداء العزة والكبرياء هو الذي منع الأبصار من رؤية نوركم الأصلي الجبروتي إذ لو ظهر ذلك النور لأضمحلت المكونات ولا أحترقت من نور السبحات ولهذا السر أمر الله سيدنا موسى عليه السلام حين طلب الرؤية بالنظر إلى الجبل لما أراد الله تعالى أن يتجلى له بشيء من ذلك النور فلما لم يثبت الجبل لشيء قليل منه علمناً أنه لا طاقة للعبد الضعيف في هذه الدار على الرؤية الواحد القهار إلا بواسطة الأكوان الكثيفة بعد أن نشر عليها الأردية المعنوية وهذا معنى قوله إلا بسر حروف أنظر إلى الجبل أي الأبحجاب القهرية المفهوم من سر قوله تعالى أنظر إلى الجبل أو إلا حجاباً ملتبساً بسر الحكمة المفهوم من قوله تعالى أنظر إلى الجبل وكأنه تعالى يقول يا موسى لن تقدر أن تراني من غير حجاب الحكمة ولكن أنظر إلى الجبل فإن أطاق ذلك فسوف تراني أنت فلما تجلى له الحق تعالى من غير واسطة الحس جعله دكاء والله تعالى أعلم وقال أيضاً في هذا المعنى
    لقد أنا شيء عجيب ... لمن رآني
    أنا المحب والحبيب ... ليس ثم ثاني
    يا قاصداً عين الخبر ... غطاه أينك
    الخمر منك والخبر ... والسر عندك
    أرجع لذاتك وأعتبر ... ما ثم غيرك

    فقوله يا قاصداً عين الخبر أي عين خبر التحقيق وقوله غطاه أينك أي مكان وجودك الوهمي إذ لو غبت عن وجودك لوقعت على عين التحقيق وقوله الخمر منك أي شربة خمرة المحبة منك وهذا كما قال، مني علي دارت كؤسي، وقوله والخبر أي والخبر عن عين التحقيق منك أيضاً وسر الربوبية عندك لأنك كنز مطلسم فإذا أردت أن تعرفه فأرجع لذاتك وأعتبر تجد الوجود كله واحداً وأنت ذلك الواحد قال الشاعر
    هذا الوجود وإن تعدد ظاهراً ... وحياتكم ما فيه إلا أنتم
    وقال أيضاً رضي الله عنه، لقد فشي سري بلا مقال، وقد ظهر عني في ذا المثال، نرى وجود غيري من المحال، وكلما دوني خيال في، متحد في كل شيء، أنا هو المحبوب وأنا الحبيب، والحب لي مني شيء عجيب، وحدي أنا فافهم سري غريب، فمن نظر ذاتي رآني شيء، وفي حلا ذات طواني طي، صفاتي لا تخفي لمن نظر، وذاتي معلومة تلك الصور أفن عن الإحساس تري عبر، في السر والمعنى خفيت كي، لأنه مني ستر على، وقد أتفقت على هذا المعني وهو سر الوحدة مقالات العارفين ومواجيد المحبين وأشعارهم كل على قدر ذوقه وشربه جزاهم الله عنا وعن المسلمين خيراً ولا يفهم هذه العبارات إلا أهل الأذواق والإشارات وحسب من لم يبلغ لها فهمه ولم يحط بها علمه أن يسلم ويكل فهمها إلى أربابها وليعتقد كمال التنزيه وبطلان التشبيه لأن هذه المعاني أذواق لا تنال إلا بصحبة أهل الأذواق ثم أستدل على بطلان وجود الحجاب في حقه تعالى بعشرة أمور متعجباً من كل واحد لظهوره مع خفائه أي لشدة ظهوره عند العارفين وشدة خفائه عند الغافلين الجاهلين فأشار إلى الأول بقوله كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي أظهر كل شيء والظاهر هو الباطن ما بطن في عالم الغيب هو الذي ظهر في عالم الشهادة فحياض الجبروت متدفقة بأنوار الملكوت، أنظر جمالي شاهداً في كل إنسان، الماء يجري نافداً، في أس الأغصان، تجده ماء واحداً، والزهر ألوان، يا عجباً كيف يعرف بالمعارف من به عرفت المعارف، عجبت لمن يبغي عليك شهادة، وأنت الذي أشهدته كل شاهد، ثم ذكر الثاني فقال كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء بباء الجر أي تجلي بكل شيء فلا وجود لشيء مع وجوده فكيف يحجبه شيء والغرض أن لاشيء قال صاحب العينية رضي الله عنه
    تجليت في الأشياء حين خلقتها ... فها هي ميطت عنك فيها البراقع
    ثم ذكر الثالث فقال كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر في كل شيء بقدرته وحكمته القدرة باطنة والحكمة ظاهرة فالوجود كله بين قدرة وحكمة وبين جمع وفرق وقد تقدم قول بعضهم ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله فيه أي بقدرته وحكمته فلولا ظهور أنوار الصفات ما عرفت الذات ولا الحس ما قبضت المعني ولولا الكثيف ما عرفت اللطيف وللششتري رحمه الله، محبوبي قد عم الوجود، وقد ظهر في بيض وسود، وفي النصاري مع اليهود، وفي الخنازير مع القرود، وفي الحروف مع النقط، أفهمني قط أفهمني قط، ثم قال، عرفته طول الزمان، ظهر لي في كل أوان، وفي المياه وفي الدلوان، وفي الطلوع وفي الهبوط، أفهمني قط أفهمني قط، ثم ذكر الرابع فقال كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر لكل شيء بلام الجر أي المتجلي لكل شيء بأسرار ذاته وأنوار صفاته ولما تجلى لكل شيء وعرفه في الباطن كل شيء وسبح بحمده كل شيء فلم يجبه شيء عن شيء قال الله تعالى " وأن من شيء إلا يسبح بحمده " يقول بلسان حاله سبحان المتجلي لكل شيء الظاهر بكل شيء يفقهه العارفون ويجهله الغافلون ثم ذكر الخامس فقال كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء فكل ما ظهر فمنه وإليه فكان في أزله ظاهراً بنفسه ثم تجلى لنفسه بنفسه فهو الغني بذاته عن أن يظهر بغيره أو يحتاج إلى من يعرفه غيره فالكون كله مجموع والغير عندنا ممنوع ثم ذكر السادس فقال كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء إذ لا وجود للأشياء مع وجوده ولا ظهور لها مع ظهوره وعلى تقدير ظهورها فلا وجود لها من ذاتها فلولا ظهوره في الأشياء ما وقع عليها أبصار
    من لا وجود لذاته من ذاته ... فوجوده لولاه عين محال

    فالعبد في حالة الحجاب تكون نفسه وجودها عنده ضرورياً ووجود الحق تعالى عنده نظرياً فإذا عرف الحق وفني عن نفسه وتحقق بزوالها صار عنده وجود الحق ضرورياً ووجود نفسه نظرياً بل محال ضروري قال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه أنا لننظر إلى الله ببصر الإيمان والإيقان فأغنانا عن الدليل والبرهان وأنا لا نري أحداً من الخلق فهل في الوجود أحد سوي الملك الحق وأن كان ولا بد فكالهباء في الهواء إن فتشتهم لم تجدهم شيئاً اه زاد في لطائف المنن ومن أعجب العجب أن تكون الكائنات موصلة إلى الله فليت شعري هل لها وجود معه حتي توصل إليه أو هل لها من الوضوح ما ليس له حتى تكون هي المظهرة له وإن كانت الكائنات موصلة له فليس ذلك لها من حيث ذاتها لكن هو الذي ولاها رتبة التوصيل فوصلت فما وصل إليه غير إلهيته ولكن الحكيم هو واضع الأسباب وهي لمن وقف معها ولا ينفذ إلى قدرته عين الحجاب فظهور الحق أجلي من كل ما ظهر إذ هو السبب في ظهور كل ما ظهر وما أختفى إلا من شدة ما ظهر ومن شدة الظهور الخفاء وإلى هذا المعني أشار الرفاعي بقوله
    يا من تعاظم حتى رق معناه ... ولا تردى رداء الكبر إلا هو
    أي يا من تعاظم في ظهوره حتى خفي معناه ثم ذكر السابع فقال كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الواحد الذي ليس معه شيء لتحقق وحدانيته أزلاً وأبداً كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان أإله مع الله تعالى الله عما يشركون أفي الله شك فكل ما ظهر للعيان فإنما هو مظاهر الرحمن قال صاحب العينية رضي الله عنه
    تجلى حبيبي في مرائي جماله ... ففي كل مرءاً للحبيب طلائع
    فلما تجلى حسنه متنوعاً ... تسمى بإسماء فهن مطالع

    فالحق تعالى واحد في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله فلا شيء قبله ولا شيء بعده ولا شيء معه ثم ذكر الثامن فقال كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء قال تعالى " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " وقال تعالى " ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون " وقال تعالى " وكان الله على كل شيء رقيباً وأن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى " وقربه تعالى قرب علم وإحاطة وشهود لأقرب مسافة إذ لا مسافة بينك وبينه وتقدم في الحديث وأن الله ما حل في شيء ولا غاب عن شيء وقال سيدنا علي كرم الله وجهه الحق تعالى ليس من شيء ولا في شيء ولا فرق شيء ولا تحت شيء إذ لو كان من شيء لكان مخلوقاً ولو كان فوق شيء لكان محمولاً ولو كان في شيء لكان محصوراً ولو كان تحت شيء لكان مقهوراً اه وقيل له يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أين كان ربنا أو هل له مكان فتغير وجهه وسكت ساعة ثم قال قولكم أين الله سؤال عن مكان وكان الله ولا مكان ثم خلق الزمان والمكان وهو الآن كما كان دون مكان ولا زمان اه وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه قيل لي يا علي بي قل وعلى دل وأنا الكل اه هذا كما في حديث البخاري يقول الله تعالى بسب ابن آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر وتفسيره ما في الحديث قبله والله تعالى أعلم ثم ذكر التاسع فقال كيف يتصور أن يحجبه شيء ولولاه لما ظهر وجود كل شيء قال تعالى " وخلق كل شيء فقدره تقديراً " وقال تعالى " إنا كل شيء خلقناه بقدر " فكل ما ظهر في عالم الشهادة فهو فائض من عالم الغيب وكل ما برز في عالم الملكوت فهو فائض من بحر الجبروت فلا وجود للأشياء إلا منه ولا قيام لها إلا به ولا نسبة لها معه إذ هي عدم محض وعلى توهم وجودها فهي حادثة فانية ولا نسبة للعدم مع الوجود ولا للحادث مع القديم ولذلك تعجب الشيخ من إجتماعهما فقال يا عجباً كيف يظهر الوجود في العدم أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم قلت وهذا هو العاشر فالوجود والعدم ضدان لا يجتمعان والحادث والقديم متنافيان لا يلتقيان وقد تقرر أن الحق واجب الوجود وكل ما سواه عدم على التحقيق فإذا ظهر الوجود أنتفي ضده وهو العدم فكيف يتصور أن يحجبه وهو عدم فالحق لا يحجبه الباطل قال تعالى " فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال " فلا وجود للأشياء مع وجوده فأنتفي القول بالحلول إذ الحلول يقتضي وجود السوي حتى يحل فيه معنى الربوبية والفرض أن السوي عدم محض فلا يتصور الحلول وإلى هذا أشار في العينية بقوله
    ونزهه في حكم الحلول فما له ... سوى وإلى توحيده الأمر راجع
    والقديم والحادث لا يلتقيان فإذا قرن الحادث بالقديم تلاشي الحادث وبقي القديم قال رجل بين يدي الجنيد رضي الله عنه الحمد لله ولم يقل رب العالمين فقال له الجنيد كمله يا أخي فقال له الرجل وأي قدر للعالمين حتى يذكروا معه فقال الجنيد قله يا أخي فإن الحادث إذا قرن بالقديم تلاشي الحادث وبقي القديم اه فقد تقرر أن الأشياء كلها في حيز العدم إذ لا يثبت الحادث مع من له وصف القدم فأنتفى القول بالإتحاد إذ معنى الإتحاد هو إقتران القديم مع الحادث فيتحدان حتى يكونا شيئاً واحداً وهو محال إذ هو مبني أيضاً على وجود السوي ولا سوي وقد يطلقون الإتحاد على الوحدة كقول ابن الفارض
    وهامت بها روحي بحيث تمازجا ... إتحاداً ولا جرم تخلله جرم
    فأطلق الإتحاد على إتصال الروح بأصلها بعد صفائها ولذلك قال بعده ولا جرم تخلله إلخ فتحصل أن الحق سبحانه واحد في ملكه قديم أزلي باق أبدي منزه عن الحلول والإتحاد مقدس عن الشركاء والأضداد كان ولا أين ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ومما ينسب لسيدنا علي كرم الله وجهه
    رأيت ربي بين قلبي ... فقلت لا شك أنت أنت
    أنت الذي حزت كل أين ... بحيث لا أيبن ثم أنت
    فليس للأين منك أين ... فيعلم الأين أين أنت
    وليس للوهم فيك وهم ... فيعلم الوهم كيف أنت
    أحطت علماً بكل شيء ... فكل شيء أراه أنت
    وفي فنائي فنا فنائي ... وفي فنائي وجدت أنت

    وسئل أبو الحسن النوري رضي الله عنه أين الله من مخلوقاته فقال كان الله ولا أين والمخلوقات في عدم فكان حيث هو وهو الآن حيث كان إذ لا أين ولا مكان فقال له السائل وهو علي بن ثور القاضي في قصة محنة الصوفية فما هذه الأماكن والمخلوقات الظاهرة فقال عز ظاهر وملك قاهر ومخلوقات ظاهرة به وصادرة عنه لا هي متصلة به ولا منفصلة عنه فرغ من الأشياء ولم تفرغ منه لأنها تحتاج إليه وهو لا يحتاج إليها قال له صدقت فأخبرني ماذا أراد الله بخلقها قال ظهور عزته وملكه وسلطانه قال صدقت فأخبرني ما مراده من خلقه قال ما هم عليه قال أو يريد من الكفرة الكفر قال أفيكفرون به وهو كاره ثم قال أخبرني ماذا أراد الله بإختلاف الشيع وتفريق الملل قال أراد إبلاغ قدرته وبيان حكمته وإيجاب لطفه وظهور عدله وإحسانه اه المراد منه وفيه إشارة إلى أن تجليات الحق على ثلاثة أقسام قسم أظهرهم ليظهر فيهم كرمه وإحسانه وهم أهل الطاعة والإحسان وقسم أظهرهم ليظهر فيهم عفوه وحلمه وهم أهل العصيان من أهل الإيمان وقسم أظهرهم ليظهر فيهم نقمته وغضبه وهم أهل الكفر والطغيان فهذا سر تجليه تعالى في الجملة والله تعالى أعلم فذلكة حاصل ما اشتمل عليه هذا الباب من أول الكتاب ثلاثة أمور عمل الشريعة والطريقة والحقيقة أو تقول عمل الإسلام والإيمان والإحسان وهي البداية والوسط والنهاية ومن علامة النجح في النهاية الرجوع إلى الله في البداية فأمرك بالرجوع إليه والإعتماد عليه دون الأعتماد على العمل مع وجود العمل ثم ذلك على الأدب في حال التجريد والأسباب ثم نهاك في حالة المسير عن شغل باطنك بكد التدبير فإنه سبب التكدير ثم أنهضك إلى الإجتهاد في الأعمال المطلوبة منك مع التقصير فيما هو مضمون لك ليكون سبباً في فتح بصيرتك ومن جملة ما هو مضمون ما تطلبه بدعائك فلا تستعجل ما تأخر عن وقته ولا تيأس من رحمته وإذا وعدك بشيء فلا تشك في وعده ولا تتهمه فيما ينزل بك من تعرفاته وقهره فهذه أعمال أهل البدايات أختلفت أجناسها بإختلاف أحوالهم فقوله من علامة الإعتماد على العمل إلى قوله الأعمال صور قائمة كله من عمل الشريعة الذي هو مقام الإسلام وقوله الأعمال صور قائمة إلى قوله الكون كله ظلمة هو من عمل الطريقة الذي هو مقام الإيمان ومداره على تخليص الباطن وتهذبيه فأمرك بالإخلاص والصدق وهو سر الإخلاص والخمول لأنه محله ومظهره والعزلة لتتمكن من الفكرة وتصفية مرآة القلب من صور الأكوان لتتهيأ لأشراق شموس العرفان ثم فتح لك الباب ورفع عنك الحجاب وقال لك ها أنت وربك وهو قوله الكون كله ظلمة إلى آخر الباب فقد قطع لك توهم الحجاب من جميع الوجوه فجزاه الله أحسن جزائه ومتعه برضوانه مع أنبيائه وأحبائه وخرطنا في سلكهم مع كافة الأحباب أمين ولما أدخلك الحضرة دلك على آدابها فقال في أول الباب الثاني مترجماً عنها من بعض التلامذة بقوله وقال رضي الله عنه وجملة أبوابه خمسة وعشرون باباً وثلاث رسائل وجواب ثم مناجات

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/11/2024, 07:52