29 - أهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه والواصلون لهم أنوار المواجهة فالأولون للأنوار,
وهؤلاء الأنوار لهم لأنهم لله لا لشيء دونه قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون.
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
قلت أنوار التوجيه هي أنوار الإسلام والإيمان وأنوار المواجهة هي أنوار الأحسان أو تقول أنوار التوجيه أنوار الطاعة الظاهرة والباطنة وأنوار المواجهة هي أنوار الفكرة والنظرة أو تقول أنوار التوجه أنوار الشريعة والطريقة وأنوار المواجهة أنوار الحقيقة أو تقول أنوار التوجه أنوار المجاهدة والمكابدة وأنوار المواجهة هي أنوار المشاهدة والمكالمة وبيان ذلك أن الحق سبحانه إذا أراد أن يوصل عبده إليه توجه إليه أو لا بنور حلاوة العمل الظاهر وهو مقام الأسلام فيهتدي إلى العمل ويفني فيه ويذوق حلاوته ثم يتوجه إليه بنور حلاوة العمل الباطن وهو مقام الإيمان من الأخلاص والصدق والطمأنينة والأنس بالله والتوحش مما سواه فيهتدي إليه ويفني فيه ويذوق حلاوته ويتمكن من المراقبة وهذا النور أعظم من الأول وأكمل ثم يتوجه إليه بنور حلاوة المشاهدة وهو عمل الروح وهو أول نور المواجهة فتأخذه الدهشة والحيرة والسكرة فإذا أفاق من سكرته وصحا من جذبته وتمكن من الشهود وعرف الملك المعبود ورجع إلى البقاء كان الله وبالله فأستغني عن النور بمشاهد نور النور لأنه صار عين النور فصار مالكاً للأنوار بعد أن كانت مالكة له لأفتقاره لها قبل وصوله إلى أصلها فلما وصل صار عبداً لله حراً مما سواه ظاهره عبودية وباطنه حرية والحاصل أن المريد ما دام في السير فهو يهتدي بأنوار التوجه مفتقراً إليها لسيره بها فإذا وصل إلى مقام المشاهدة حصلت له أنوار المواجهة فلم يفتقر إلى شيء لأنه لله لا لشيء دونه.
فالراحلون وهم السائرون للأنوار لأفتقارهم إليها وفرحهم بها وهؤلاء الواصلون الأنوار لهم لأستغنائهم عنها بالله فهم لله وبالله لا لشيء دونه ثم تلي الشيخ هذه الآية على طريق أهل الأشارة قل الله بقلبك وروحك وغب عما سواه ثم ذر الناس أي أتركهم في خوضهم يلعبون أي يخوضون في السوي لاعبين في الهوى وقد أعترض بعض المفسرين على الصوفية أستشهادهم بهذه الآية ولم يفهم مرادهم قد علم كل أناس مشربهم وكان الشيخ ابن عباد يقول لا تجعلوا أهل الظاهر حجة على أهل الباطن اه أي لأن أهل الباطن نظرهم دقيق وغزلهم رقيق لا يفهم أشارتهم غيرهم نفعنا الله بهم وخرطنا في سلكهم آمين هذا آخر الباب الثاني وحاصلها آداب العرف وعلاماته فالآداب ثمانية والعلامات أربع الرجوع إليه في كل شيء والأعتماد عليه في كل حال والغيبة فيه عن كل شيء والأستدلال به على كل شيء وأتساع أرزاق العلوم وفتح مخازن الفهوم والوصل إلى مواجهة الأنوار والغيبة عنها بشهود الواحد القهار
وهؤلاء الأنوار لهم لأنهم لله لا لشيء دونه قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون.
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
قلت أنوار التوجيه هي أنوار الإسلام والإيمان وأنوار المواجهة هي أنوار الأحسان أو تقول أنوار التوجيه أنوار الطاعة الظاهرة والباطنة وأنوار المواجهة هي أنوار الفكرة والنظرة أو تقول أنوار التوجه أنوار الشريعة والطريقة وأنوار المواجهة أنوار الحقيقة أو تقول أنوار التوجه أنوار المجاهدة والمكابدة وأنوار المواجهة هي أنوار المشاهدة والمكالمة وبيان ذلك أن الحق سبحانه إذا أراد أن يوصل عبده إليه توجه إليه أو لا بنور حلاوة العمل الظاهر وهو مقام الأسلام فيهتدي إلى العمل ويفني فيه ويذوق حلاوته ثم يتوجه إليه بنور حلاوة العمل الباطن وهو مقام الإيمان من الأخلاص والصدق والطمأنينة والأنس بالله والتوحش مما سواه فيهتدي إليه ويفني فيه ويذوق حلاوته ويتمكن من المراقبة وهذا النور أعظم من الأول وأكمل ثم يتوجه إليه بنور حلاوة المشاهدة وهو عمل الروح وهو أول نور المواجهة فتأخذه الدهشة والحيرة والسكرة فإذا أفاق من سكرته وصحا من جذبته وتمكن من الشهود وعرف الملك المعبود ورجع إلى البقاء كان الله وبالله فأستغني عن النور بمشاهد نور النور لأنه صار عين النور فصار مالكاً للأنوار بعد أن كانت مالكة له لأفتقاره لها قبل وصوله إلى أصلها فلما وصل صار عبداً لله حراً مما سواه ظاهره عبودية وباطنه حرية والحاصل أن المريد ما دام في السير فهو يهتدي بأنوار التوجه مفتقراً إليها لسيره بها فإذا وصل إلى مقام المشاهدة حصلت له أنوار المواجهة فلم يفتقر إلى شيء لأنه لله لا لشيء دونه.
فالراحلون وهم السائرون للأنوار لأفتقارهم إليها وفرحهم بها وهؤلاء الواصلون الأنوار لهم لأستغنائهم عنها بالله فهم لله وبالله لا لشيء دونه ثم تلي الشيخ هذه الآية على طريق أهل الأشارة قل الله بقلبك وروحك وغب عما سواه ثم ذر الناس أي أتركهم في خوضهم يلعبون أي يخوضون في السوي لاعبين في الهوى وقد أعترض بعض المفسرين على الصوفية أستشهادهم بهذه الآية ولم يفهم مرادهم قد علم كل أناس مشربهم وكان الشيخ ابن عباد يقول لا تجعلوا أهل الظاهر حجة على أهل الباطن اه أي لأن أهل الباطن نظرهم دقيق وغزلهم رقيق لا يفهم أشارتهم غيرهم نفعنا الله بهم وخرطنا في سلكهم آمين هذا آخر الباب الثاني وحاصلها آداب العرف وعلاماته فالآداب ثمانية والعلامات أربع الرجوع إليه في كل شيء والأعتماد عليه في كل حال والغيبة فيه عن كل شيء والأستدلال به على كل شيء وأتساع أرزاق العلوم وفتح مخازن الفهوم والوصل إلى مواجهة الأنوار والغيبة عنها بشهود الواحد القهار
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin