إلهي كيف أعزم وأنت القاهر أم كيف لا أعزم وأنت الآمر
المناجاة السادسة عشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت محبة الطاعة والعزم عليها والعمل بها ليس هو من قدرة العبد وفعله في الحقيقة وهو مأمور به من جهة الشريعة لتقوم الحجة وتظهر الحجة قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين أن الله لا يظلم مثقال ذرة فمن نظر إلى الباطن وجد العبد مجبورا ومن نظر إلى الظاهر وجده غير معذور فالواجب على الإنسان وخصوصاً العارف أن ينظر بعين الحقيقة لبواطن الأمور فيعذر الخلق لأنهم مجبورون في قوالب المختار وينظر بعين الشريعة لظواهر الأمور فينفذ الحقوق ويقيم الحدود ستر السر الربوبية واظهاراً لوظائف العبودية لكن ذلك بلطف ولين قلبه يحن عليه وظاهره يغلظ عليه كالعبد يؤدب ابن سيده وهذا مضمن هذه المناجاة أي كيف أعزم على الطاعة وأعقد عليها وأنت القاهر لي فلا طاقة لي على فعلها وأنت تقهرني عنها وهذه هي الحقيقة وكيف لا أعزم عليها وأنت الآمر لي بها فإن لم أعزم عليها عذبتني وهذه هي الشريعة فالواجب ا، أزم وننظر ما تفعل فإن وفقتني للعمل فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة وأن لم توفقي فأنت أهل العفو والمعذرة وأنت الفاعل المختار فالأمر والعبيد عبيدك ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ولو شاء ربك لهدى الناس جميعاً قال الشطيبي رحمه الله أراد المؤلف أن يدل المريدين على مقام الجمع بين الحقيقة والشريعة لأن عزم العبد ملطوب منه شريعة ونتيجته مسلوبة منه في الحقيقة ولا يثبت بينهما إلا من ثبته الله فلهذا تعجب الشيخ رحمه الله من تضاد الطالبين لأنه خارج عن مقدور البشر لكن لما كان الإنسان نسخة الوجود واشرف كل موجود أودع فيه من أسرار حكمته ما يؤلف بين الضدين ويجمع بني الكفؤين قال تعالى مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فمن ظهر أثر البرزخية على جوارحه عمل أعمال الدنيا وأعمال الآخرة ومن ظهر أثر البرزخية على قلبه جمع بين آمال الآخرة ومشاهدة الحضرة وأشرق نورها عليه ومن ظهر أثر البرزخية على روحه جمع بين المشاهدة والمحبة ثم قال واعلم أن الأجسام تموت وتبعث وتنشر وكذلك النفوس والأرواح فأما موت الأجسام فهو عند الخروج من الدنيا وتبدل القصور بالقبور وأما موت النفوس فهي عند الخروج من الخطوط وتبدلها بالحقوق وأما موت الأرواح فهو رجوعها لعالمها النوراني وصفحة الملأ الأعلى على الهاجس النفساني فإذا لم يبق للنفس نظر إلا لله ولا للروح تعلق إلا بالله وفنى من لم يكن وبقي من لم يزل أن نجمع الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر وتعينت المشاهدة من كل وجهة وخوطب من سوى الحق بقوله تعالى كل شئ هالك إلا وجهه وحينئذ يهتف هاتف التجريد من مقام التفريد لمن الملك اليوم فلم يجبه من عوالم البشرية والصور الأثرية مجيب فيجيب نفسه بنفسه لله الواحد القهار اه المراد منه مختصراً وإنما أمر الله تعالى بالطاعة والعزم عليها لأنها سبب الوصول إليه حسبما جعلها الحق تعالى حكمة وشريعة كما بين ذلك في المناجاة السابعة عشرة بقوله
المناجاة السادسة عشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت محبة الطاعة والعزم عليها والعمل بها ليس هو من قدرة العبد وفعله في الحقيقة وهو مأمور به من جهة الشريعة لتقوم الحجة وتظهر الحجة قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين أن الله لا يظلم مثقال ذرة فمن نظر إلى الباطن وجد العبد مجبورا ومن نظر إلى الظاهر وجده غير معذور فالواجب على الإنسان وخصوصاً العارف أن ينظر بعين الحقيقة لبواطن الأمور فيعذر الخلق لأنهم مجبورون في قوالب المختار وينظر بعين الشريعة لظواهر الأمور فينفذ الحقوق ويقيم الحدود ستر السر الربوبية واظهاراً لوظائف العبودية لكن ذلك بلطف ولين قلبه يحن عليه وظاهره يغلظ عليه كالعبد يؤدب ابن سيده وهذا مضمن هذه المناجاة أي كيف أعزم على الطاعة وأعقد عليها وأنت القاهر لي فلا طاقة لي على فعلها وأنت تقهرني عنها وهذه هي الحقيقة وكيف لا أعزم عليها وأنت الآمر لي بها فإن لم أعزم عليها عذبتني وهذه هي الشريعة فالواجب ا، أزم وننظر ما تفعل فإن وفقتني للعمل فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة وأن لم توفقي فأنت أهل العفو والمعذرة وأنت الفاعل المختار فالأمر والعبيد عبيدك ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ولو شاء ربك لهدى الناس جميعاً قال الشطيبي رحمه الله أراد المؤلف أن يدل المريدين على مقام الجمع بين الحقيقة والشريعة لأن عزم العبد ملطوب منه شريعة ونتيجته مسلوبة منه في الحقيقة ولا يثبت بينهما إلا من ثبته الله فلهذا تعجب الشيخ رحمه الله من تضاد الطالبين لأنه خارج عن مقدور البشر لكن لما كان الإنسان نسخة الوجود واشرف كل موجود أودع فيه من أسرار حكمته ما يؤلف بين الضدين ويجمع بني الكفؤين قال تعالى مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فمن ظهر أثر البرزخية على جوارحه عمل أعمال الدنيا وأعمال الآخرة ومن ظهر أثر البرزخية على قلبه جمع بين آمال الآخرة ومشاهدة الحضرة وأشرق نورها عليه ومن ظهر أثر البرزخية على روحه جمع بين المشاهدة والمحبة ثم قال واعلم أن الأجسام تموت وتبعث وتنشر وكذلك النفوس والأرواح فأما موت الأجسام فهو عند الخروج من الدنيا وتبدل القصور بالقبور وأما موت النفوس فهي عند الخروج من الخطوط وتبدلها بالحقوق وأما موت الأرواح فهو رجوعها لعالمها النوراني وصفحة الملأ الأعلى على الهاجس النفساني فإذا لم يبق للنفس نظر إلا لله ولا للروح تعلق إلا بالله وفنى من لم يكن وبقي من لم يزل أن نجمع الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر وتعينت المشاهدة من كل وجهة وخوطب من سوى الحق بقوله تعالى كل شئ هالك إلا وجهه وحينئذ يهتف هاتف التجريد من مقام التفريد لمن الملك اليوم فلم يجبه من عوالم البشرية والصور الأثرية مجيب فيجيب نفسه بنفسه لله الواحد القهار اه المراد منه مختصراً وإنما أمر الله تعالى بالطاعة والعزم عليها لأنها سبب الوصول إليه حسبما جعلها الحق تعالى حكمة وشريعة كما بين ذلك في المناجاة السابعة عشرة بقوله
اليوم في 19:59 من طرف Admin
» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
اليوم في 19:56 من طرف Admin
» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
اليوم في 19:51 من طرف Admin
» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
اليوم في 19:47 من طرف Admin
» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
اليوم في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
اليوم في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
اليوم في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
اليوم في 19:35 من طرف Admin
» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
اليوم في 19:33 من طرف Admin
» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
اليوم في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
اليوم في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
اليوم في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
اليوم في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
اليوم في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
اليوم في 19:09 من طرف Admin