إلهي كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقانني منها فضلك
المناجاة الرابعة عشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت لا ينبغي للعبد أن ينظر إلى شيء من طاعته وأن عظمت ولا أن يستحسن شيئاً من أحواله وأن حسنت فالناقد بصير والرقيب على الضمائر خبير فكم من طاعة تعظم في عين صاحبها كأمثال الجبال لا تساوي عند الله جناح بعوضة وكم من أحوال تصفوا عند صاحبها وهي عند الله مدخولة وقد تقدم قوله لا كبيرة إذا قابلك فضله ولا صغيرة إذا واجهك عدله فمن قابله بفضله عادت كبائره صغائر ومن واجهة بعدله رجعت صغائره كبائر ولذلك قال هنا كم من طاعة بنيتها أي نميتها وكثرتها هدم اعتمادي عليها عدلك أي نظرى إلى عدلك فلما نظرت إلى عدلك تلاشت أعمالي واضمحلت أحوالي وكم من حالة شيدتها ورفعتها فلما نظرت إلى عدلك وشدة مناقشتك انهدمت وتلاشت بل أقالني منها بأن زالت نسبتها عني فضلك وهدايتك وتوفيقك فلم تبق لي طاعة ولا حال ورجع ذلك إلى الفاعل المختار الكبير المتعالي فالواجب على العبد أن ينسلخ من علمه وعمله وحاله ونفسه وروحه وحوله وقوته ويبقى فقيراً بين يدي سيده عبداً مملوكاً لا يقدر على شئ قال بعضهم والله ما غاص في بحر الفناء إلا من باع نفسه من الله أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة كيف يخوض في بحر الحقائق من لم يخلص علمه وعمله من الزيف وصيارفة الحق بالمحك المحمدي على الساحل يردون من لا يخلص يردون من لا يخلص وأين الإخلاص هذا لمن وصل إلى ساحل ذلك البحر فكيف بمن ينكره ولا يصدق به أو يسير إليه منحرفاً دون استقامة كما قيل
ليس من بات قريراً عينه ... مثل من أصبح قفرادا رسا
ليس من أكرم بالوصل كمن ... ظل يهذى بلعل وعسى
ليس من ألبس أثواب التقى ... مثل الذي ألبس ثوباً دنسا
ليس من سير به مثل الذي ... بات يرعى الحمى مبتئساً
ليس من شاهد صبحاً واضحاً ... مثل الذي شاهد ليلاً غلسا
ليس من بوئ روضات الحمى ... مثل الذي أسكن قفراً يابساً
ليس من أشبه غصناً يانعاً ... مثل من أشبه عوداً يابساً
ثم أن عدم الاعتماد على العمل لا يقتضي ترك العمل بل يجب على العبد أن يداوم على العمل ولا يتكل عليه فإنه لم يقدر على مداومته بالفعل فبالمحبة والعزم كما بين ذلك في المناجاة الخامسة عشرة
المناجاة الرابعة عشرة
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
قلت لا ينبغي للعبد أن ينظر إلى شيء من طاعته وأن عظمت ولا أن يستحسن شيئاً من أحواله وأن حسنت فالناقد بصير والرقيب على الضمائر خبير فكم من طاعة تعظم في عين صاحبها كأمثال الجبال لا تساوي عند الله جناح بعوضة وكم من أحوال تصفوا عند صاحبها وهي عند الله مدخولة وقد تقدم قوله لا كبيرة إذا قابلك فضله ولا صغيرة إذا واجهك عدله فمن قابله بفضله عادت كبائره صغائر ومن واجهة بعدله رجعت صغائره كبائر ولذلك قال هنا كم من طاعة بنيتها أي نميتها وكثرتها هدم اعتمادي عليها عدلك أي نظرى إلى عدلك فلما نظرت إلى عدلك تلاشت أعمالي واضمحلت أحوالي وكم من حالة شيدتها ورفعتها فلما نظرت إلى عدلك وشدة مناقشتك انهدمت وتلاشت بل أقالني منها بأن زالت نسبتها عني فضلك وهدايتك وتوفيقك فلم تبق لي طاعة ولا حال ورجع ذلك إلى الفاعل المختار الكبير المتعالي فالواجب على العبد أن ينسلخ من علمه وعمله وحاله ونفسه وروحه وحوله وقوته ويبقى فقيراً بين يدي سيده عبداً مملوكاً لا يقدر على شئ قال بعضهم والله ما غاص في بحر الفناء إلا من باع نفسه من الله أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة كيف يخوض في بحر الحقائق من لم يخلص علمه وعمله من الزيف وصيارفة الحق بالمحك المحمدي على الساحل يردون من لا يخلص يردون من لا يخلص وأين الإخلاص هذا لمن وصل إلى ساحل ذلك البحر فكيف بمن ينكره ولا يصدق به أو يسير إليه منحرفاً دون استقامة كما قيل
ليس من بات قريراً عينه ... مثل من أصبح قفرادا رسا
ليس من أكرم بالوصل كمن ... ظل يهذى بلعل وعسى
ليس من ألبس أثواب التقى ... مثل الذي ألبس ثوباً دنسا
ليس من سير به مثل الذي ... بات يرعى الحمى مبتئساً
ليس من شاهد صبحاً واضحاً ... مثل الذي شاهد ليلاً غلسا
ليس من بوئ روضات الحمى ... مثل الذي أسكن قفراً يابساً
ليس من أشبه غصناً يانعاً ... مثل من أشبه عوداً يابساً
ثم أن عدم الاعتماد على العمل لا يقتضي ترك العمل بل يجب على العبد أن يداوم على العمل ولا يتكل عليه فإنه لم يقدر على مداومته بالفعل فبالمحبة والعزم كما بين ذلك في المناجاة الخامسة عشرة
اليوم في 19:59 من طرف Admin
» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
اليوم في 19:56 من طرف Admin
» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
اليوم في 19:51 من طرف Admin
» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
اليوم في 19:47 من طرف Admin
» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
اليوم في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
اليوم في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
اليوم في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
اليوم في 19:35 من طرف Admin
» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
اليوم في 19:33 من طرف Admin
» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
اليوم في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
اليوم في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
اليوم في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
اليوم في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
اليوم في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
اليوم في 19:09 من طرف Admin