بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قصّة وعبرة.
استقلّ زوجان القطار، و صادف أن كان يجلس قبالتهما شيخ يحاذيه بجانب نافذة القطار شابّ في العشرينات. وكانت تبدو على تصرّفات الشّاب كثرة البهجة والفضول ، فجأة أخرج يده مشيرا وصارخا؟ أنظر يا أبي جميع الأشجار تجري وراءنا؟فتبسم الشيخ مجاريا فرحة الشاب، ثم أعاد الشاب الكرّة أنظر يا أبي إلى تلك الحيوانات في البركة، وانظر إ لى السّماء كيف تسير الغيوم معنا. فشعر الزوجان بشيء من الحرج، شابّ في العشرينات يتصرّف مثل الصّبيان؟ ثمّ بدأ المطر ينهمر، وتساقطت قطرات من الماء على الشابّ فصاح؟:إنّها تمطر يا أبي أنظر الماء على يدي. هنا لم يستطع الزّوجان السّكوت على الأمر، و سألوا الشّيخ: لماذا لم تعرض ابنك على الطّبيب و تعالجه؟. فأجابهم: إنّنا قادمون من المستشفى حيث أجرى إبني عمليّة جراحيّة على عينيه، و أصبح مبصرا لأوّل مرّة في حياته. فبهت الزّوجان وأجهشت الزّوجة بالبكاء.
إنّ الحياة و حركة الموجودات لا معنى لها عندنا لأنّنا ألفناها،
وسائر معاملاتنا مع بعضنا البعض شبه ميّتة لأنّنا لا نحياها.
إنّها الغفلة (العادة و "الرّوتين" ) بلا انفكاك،
أفقدتنا السّمع والإبصار والتّمييز والإدراك.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور. الحج.46 .
فحالتنا شبيهة بالحالة التي كان عليها هذا الشّاب قبل أن تفتح عيناه .
فلم يكن يعرف سرّ الحياة من جهة شهودها ولا يراه،
ولمّا تفتّحت عيناه أحسّ بمعنى الحياة من أعماقه،
فهو يرى ما لا نرى بمهجته وأحداقه.
وتلقّته الحياة بأحضانها لأنّه أحسّ بها فأحسّت به
وناجاها فناجته وتقرّب منها فأسعدته بقربه.
قال أحد العارفين :"من نظر إلى الأشياء بعين التّعظيم استمدّ منها وكان عند الله عظيم. و من نظر إلى الأشياء بعين التّحقير استمدّت منه و كان عند الله حقير."
فلنأخذ العبرة ونجاهد أنفسنا بالتّوجّه لله وطاعنه ،
و نتّبع رسوله صلّى الله عليه وسلّم بإيثاره ومحبّته،
حتّى تلامس هذه المحبّة قلوبنا فيقرّبنا منه،
ونستشعر قربه وقرب بارئنا فلا نغفل عنه.
وفي الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ.) صحيح مسلم.
اللهمّ ألهمنا رشدنا وافتح بصائرنا و وفّقنا لما تحبّه و ترضاه.
أه.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
قصّة وعبرة.
استقلّ زوجان القطار، و صادف أن كان يجلس قبالتهما شيخ يحاذيه بجانب نافذة القطار شابّ في العشرينات. وكانت تبدو على تصرّفات الشّاب كثرة البهجة والفضول ، فجأة أخرج يده مشيرا وصارخا؟ أنظر يا أبي جميع الأشجار تجري وراءنا؟فتبسم الشيخ مجاريا فرحة الشاب، ثم أعاد الشاب الكرّة أنظر يا أبي إلى تلك الحيوانات في البركة، وانظر إ لى السّماء كيف تسير الغيوم معنا. فشعر الزوجان بشيء من الحرج، شابّ في العشرينات يتصرّف مثل الصّبيان؟ ثمّ بدأ المطر ينهمر، وتساقطت قطرات من الماء على الشابّ فصاح؟:إنّها تمطر يا أبي أنظر الماء على يدي. هنا لم يستطع الزّوجان السّكوت على الأمر، و سألوا الشّيخ: لماذا لم تعرض ابنك على الطّبيب و تعالجه؟. فأجابهم: إنّنا قادمون من المستشفى حيث أجرى إبني عمليّة جراحيّة على عينيه، و أصبح مبصرا لأوّل مرّة في حياته. فبهت الزّوجان وأجهشت الزّوجة بالبكاء.
إنّ الحياة و حركة الموجودات لا معنى لها عندنا لأنّنا ألفناها،
وسائر معاملاتنا مع بعضنا البعض شبه ميّتة لأنّنا لا نحياها.
إنّها الغفلة (العادة و "الرّوتين" ) بلا انفكاك،
أفقدتنا السّمع والإبصار والتّمييز والإدراك.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور. الحج.46 .
فحالتنا شبيهة بالحالة التي كان عليها هذا الشّاب قبل أن تفتح عيناه .
فلم يكن يعرف سرّ الحياة من جهة شهودها ولا يراه،
ولمّا تفتّحت عيناه أحسّ بمعنى الحياة من أعماقه،
فهو يرى ما لا نرى بمهجته وأحداقه.
وتلقّته الحياة بأحضانها لأنّه أحسّ بها فأحسّت به
وناجاها فناجته وتقرّب منها فأسعدته بقربه.
قال أحد العارفين :"من نظر إلى الأشياء بعين التّعظيم استمدّ منها وكان عند الله عظيم. و من نظر إلى الأشياء بعين التّحقير استمدّت منه و كان عند الله حقير."
فلنأخذ العبرة ونجاهد أنفسنا بالتّوجّه لله وطاعنه ،
و نتّبع رسوله صلّى الله عليه وسلّم بإيثاره ومحبّته،
حتّى تلامس هذه المحبّة قلوبنا فيقرّبنا منه،
ونستشعر قربه وقرب بارئنا فلا نغفل عنه.
وفي الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ.) صحيح مسلم.
اللهمّ ألهمنا رشدنا وافتح بصائرنا و وفّقنا لما تحبّه و ترضاه.
أه.
27/4/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
27/4/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
27/4/2024, 16:58 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
27/4/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
27/4/2024, 16:54 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
27/4/2024, 16:52 من طرف Admin
» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
27/4/2024, 16:47 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:58 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:57 من طرف Admin
» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:55 من طرف Admin
» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:54 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:52 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:51 من طرف Admin
» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
24/4/2024, 15:43 من طرف Admin
» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:42 من طرف Admin