كتاب: مفتاح باب الدخول لحضرة اللة والرسول ـ الشيخ إسماعيل بن عبد الله ـ ج4
بإشارة منه صلى الله عليه وسلم وهو سبع يوم الثلاثاء المبارك وقد صدرنا في أوله بالصلاة المسماة بكاشفة الحجاب من حضرة الأواب ودرجنا معها غيرها وختمنا ذلك بوصل الوصال إلى حضرة القرب والكمال وهو هذا:
اللهم إنى أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة يطرف بها أهل السموات والأرض وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان وأقدم إليك بين يدي ذلك كله، اللهم صلى وسلم على من إنجلت بصيرته وذابت في لذة الشهود سريرته وترشحت بنسيم الشهادة غيبوبته وإمتزجت بتحمل التجليات كليته فتجلت له الذات ليظهر بمظهر الأسماء والصفات فناجيته بلا حجاب وأسمعته لذيذ الخطاب، إذ نار تجليه أضرمت وعيون تحمله إنفجرت وسيوف عصمته برقت وصافنات همته عرضت وآبار حواسه إنفتحت وأمواج مواهبه تلاطمت وأشجار إيمانه نبتت وشموس معارفه بزغت وبروج إسعاده طلعت فالقديم تجلى والحبيب تملى فلذ الشهود وطاب الورود فكيف تميزه وإتحاده وجمعيته وإنفراده وإتصاله وإنفصاله وتعظيمه وإجلاله فغاب وأفاق وتحمل فأطاق وظهر بمظهر الأحدية والصمدية، فنيت ذاته فإنعدم وبهر نوره وإنكتم وكان في الحال الذي يعجز عنه المقال ففيه يكن سرك ويغيبه نورك فيدركه صبرك ولا يسعه غيرك، قصر اللسان ومل ووقف القلم وكل فطال الكلام وقل وسعى الساعي فضل وإشتد الربط وإنحل وكثر الإدكار وجل فصعد المنعت وتدلى فهناك الفضل إكتمل والكلى إتصل والبعض قد إنفصل والفؤاد قد إنغسل والنور قد إشتعل فلولاه لما حصل فلا كلي ولا إتصال ولا بعض ولا إنفصال ولا فؤاد ولا إنغسال ولا نور ولا إشتعال ولا سعى ولا إضلال ولا ربط ولا إنحلال ولا كلام ولا إقلال، ظهر بمظهر القوة فإستعان به على تأييد النبوة وبمظهر القهار لسطوة الفجار فإن سطا أرعب وإن بطش أرهب وإن عورك غلب وإن وعظ رغب وإن جولس هذب وإن بشر أطرب، أمين أسرار الربوبية والألوهية وكنز مستور الهوية، وحيد الرب، فريد الحب، حمد الحميد ومجد المجيد، دليل العبيد إلى التوحيد، مظهر الظهور ورحمة الدهور، سر الطور والبيت المعمور والكتاب المسطور، البحر المسجور، الشهيد الشاهد، الخاضع العابد، الراكع الساجد لتقديس الواحد، بحر التعريف ونهر التشريف ومطلع التأليف، الدرع الكثيف الفيض المنيف، وابل الخريف إمام التصريف، المعصوم عن التبديل والتحريف، مجمع أسرار اللطيف الفاني في الحب المغيب في القرب، نهاية الفضائل وأمجد الأفاضل، قريب العهد وفى الوعد، كاشف الغطاء لجزيل العطاء، السراج الوهاج مضيء الدياجى، ملك الملوك نظم السلوك، مزيل الشكوك عن طريق السلوك، حليم الأمة وكاشف الغمة، عز العرب رفيع الرتب، السقف المرفوع مجمع الجموع، مسك الطروس وبهجة النفوس، كافور الصحائف ومأمن الخائف، زهرة الطوالع العبد الخاشع، الحبر البارع في إبداع البدائع، الحكيم الجامع لجمل المنافع، المشفع الشافع، الطلسم الغميض والبرزخ العريض والبحر المفيض الذي لا يغيض، غيب الغيب سر السر، طلسم الكنز رمز الرمز، سراج الكل إمام الجل، صلى الله عليه وسلم ومجد وكرم وأحب وعظم وجلل وفخم وبدأ وختم عدد القطر والحصى ومن أطاع ومن عصى صلاة لا تعد ولا تحصى ولا تنحاش ولا تستقصى وعدد ما كان وما يكون وما في علمك مكنون قدر عظمة ذاتك وتقديس صفاتك إلى منتهى الآباد بلا إنصرام ولا نفاذ.
اللهم أنت الرب المسئول ذو العطاء والطول، لا قوة إلا بك ولا حول، سألتك بكنه قدسك وعظمة نفسك أن تصلى على ذاتك وصفاتك لا من حيث إنه هما بل بحسب تجليك له بهما حتى ظهر بمظهرهما فكان ذاتك ونعتك وصفاتك حيث إستغرق منه البطن والظهر والسمع والبصر والجسم والشعر في غيب غيبك ونور قربك حتى كنت في ذاته بغير حلول وإتصل بك إتصالا غير معقول وبات عندك فأطعمته وسقيته وإعتنيت به وربيته ودعوته وقربته وظهرت له وعرفته فرآك ورأيته وخاطبك وخاطبته وسألك فأعطيته وأطاعك فرضيته وجاءك فقبلته ونبأته وأرسلته وإصطفيته وباركته وخصصته وإجتبيته وقابلته بالوجه الخاص وإخترته للإختصاص فإستغرقت ذاته ونعمت حياته وفاضت بركاته وقبلت مقالاته فلا ينطق إلا بذكرك ولا يتفكر إلا في أمرك، صدعت رنات العلوم لفؤاده بالتجليات من حضرة الترقيات في شهود المكالمات فنار التجلي أضرمت وأسرار المفهوم إنكتمت فلولا ماء تحمله اللطيف لأحرقت نار التجلي أهل الشهود الكثيف، سراج الذات ومرآة الصفات، رمز الآيات جميل التجليات، عيون الرحمة منه إنبجست وأنوار العوالم منه إنفلقت ونار العشق فيه إشتعلت، ضاق الصدر فإنشرح وإنطبق القلب وإنفتح وعجزت الخلائق لظهور الحقائق، لا نور إلا من نوره ولا فرح إلا لسروره ولا تعظيم إلا لتكريمه ولا علوم إلا من تعليمه، الأمي العالم أسطوانة عرش المعالم، العظيم المربى المرسول المنبأ، الرسول الفائق على كل الخلائق، أول السابق وآخر اللاحق، من فيضه إمتد في سيرة جد وأمره أشتد وطالبه صد وركنه إنهد، تغيب فغاب ومضى فآب وإهتز إضطراب وجاز الحجاب وقال الصواب وأيد الكتاب وهزم الأحزاب ونصر الأصحاب وفرح الأحباب وضم من آب وقبل من تاب ففضل الأنبياء وساد الأصفياء وقاد الأتقياء وأغضب الأعداء، مختار الرب ناموس الحب جليل القرب، أعلى الأنبياء مكانا وأعظمهم شأنا وأوضحهم تبيانا وأجزلهم إمتنانا وأكملهم إيمانا وأكثرهم إحسانا وأسلمهم لبا وأطهرهم قلبا وأظهرهم حبا وأفرطهم قربا وأوسعهم سعادة وأعمهم سيادة وأعدلهم شهادة وأخلصهم عبادة وأغزرهم علما وأعطفهم حلما وأضوأهم نورا وأجلهم سرورا، النبي سر الله الرسول حبيب الله، الصديق خليل الله الذي شرح صدره ورفع ذكره ووضع عنه وزره الذي أنقض ظهره فصلى اللهم وسلم على إنسانك الكامل ورسولك الفاضل وأجزه عنا أفضل ما جزيت به أحدا من أحبابك كما إصطفيته وجعلته مفتاحا لبابك، دعوناك ياالله به أن تجمعنا معه كما آمنا به ولم نره فلا تحرمنا يوم القيامة نظر ذاته ولذيذ مخاطباته وشفاعته العامة فشفعه فينا بقدره عندك يا رحيم يا ذا الفضل العميم وصلى وسلم على الكاتبين الكرام والبررة الأعلام وعلى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وحملة العرش ورضوان ومالك وعلى جميع الملائكة والمقربين والأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين وجميع عباد الله المؤمنين وعلينا معهم أجمعين.
اللهم أنت الرب الحليم الرءوف الرحيم نقسم عليك بعظمتك وقهرك وعزتك أن تقينا شر كل حاسد وماكر وكائد وباغ ومعاند وفاجر وعابد إنك على كل شيء شاهد وأن ترحم ضعفنا وتؤمن خوفنا وتعفو زللنا وتصلح عملنا فإرتكبنا مانهيت وتركنا ما أمرت وأسأنا وظلمنا أنفسنا فلا يسعنا إلا عفوك ورحمتك فأرحمنا وأنت خير الراحمين.
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى غيرك ولا تخيب سعينا ولا تحرمنا معاطف برك إنك تعلم ولا نعلم وأنت علام الغيوب غفار الذنوب ستار العيوب. اللهم إن محمدا حبيبك ونجيك وقريبك، دعوناك بجاهه عندك أن تصلى وتسلم عليه أفضل صلاة صليت بها على حبيب لك وتضاعفها له عدد ما وسعه علمك وقدر عظمتك وأجمع آله معه وأصحابه وخلفاءه وأحبابه وعترته وعميه وأزواجه وسبطيه وشيعته وأصهاره ومهاجريه وأنصاره وأسبل لنا بها نورا في قبورنا وتسهيلا لأمورنا وزيادة لسرورنا وتفريجا لكروبنا ونيلا لمطلوبنا وغفرانا لذنوبنا وسترا لعيوبنا وجوارا معه في تلك الدار وشرابا من حوضه في دار القرار ومشاهدة للرب الغفار وألحق بنا آباءا وأجدادا وأزواجا وأولادا وأتباعا وأصحابا وأخوانا وأحبابا ومشايخ وأرحاما وجلساء وخداما والمسلمات والمسلمين والمؤمنات والمؤمنين الأحياء منهم والميتين يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين.
اللهم صلى وسلم بعظمة إسمك القيوم وبحقيقة سره المرسوم على أرض مدينة الإدراك، الهائم في ذكرك فكان لا يفتر عنه كالأملاك، روح روحانية الأفلاك بيتك المعمور، أحمدك ذي المدد المنشور، زهرة الأديان وعين الفضائل، يمين القبضتين وروح سر الأواخر والأوائل، الملك المقدم في خيمة العزلة البارز في موكب التأييد بتاج الصولة، من إذا هاج شوق أهل العشق في ذاته هاموا وإن عرضت عليهم كنوز الدنيا صدوا عنها وقاموا حتى يتأدب قلب اللبيب لتلقى حقائق كلام الحبيب فعند ذلك يصير كل شخص منهم مجنونا وبحبه مفتونا فهناك يتوقد مصباح النور الأعظم في الزجاج المرخم فينفتح له باب التجلي ويصير عالما بطرق التملي والتدلي وكل ذلك بواسطته المأمونة وأفياضة المدخورة المكنونة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزوجه وذريته وأحبابه. اللهم أمنح عبدك السائل ووقيعك مقاما لا يضاهيه غيره من مقامات الأواخر والأوائل وأجعل بينه بين الأكوان القاطعة حجابا عظيما وجميع أولاده وأصاحبه مثله قد يجد كل منهم من ذلك حظا وافرا فخيما وصلى الله وسلم على ذخيرتنا المعدودة في جميع كرب الدنيا والآخرة سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أهل الحظوظ الفاخرة.
اللهم صلى وسلم وعظم وفخم لعالم الشهادة المختفي في حضرة الأبصار، سنا برق سر قاب قوسين الظاهر في عالم الأنوار، باطن عرش الرحمانية المتجلي في سماء ظاهر القيومية سيدنا ومولانا محمد المناجى بأخص مقام، وجه الإختصاص الذي قابله به مولاه حيث لم يقابل به سواه من الخواص فتفتقت له أزهار المعارف وإنكشفت له أسرار اللطائف حتى صار ينادى في حضرة الحق الخالصة عن شوائب الظنون والخيالات، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير موجد الأرضيين والسماوات، ثم إنفجرت له عيون حقائق الصور البهموتية وتفجرت على قلبه مياه الحقائق البرموتية فعند ذلك ناداه مناد الحق بيا أيها الأمي العالم بتنزل صور الأكوان ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الأيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم إذ لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم فمن ثم إنتقل من محوة ورجع إلى صحوه فصار يشهد بوجود الفرد القديم ويتقلب بسر حقيقة بسم الله الرحمن الرحيم، إذ هو طرة صبح الأفكار وأنبوب المدد والأنوار، المحيط بعلم آدم وشيت وإبراهيم والفائق بكل وجه على إسماعيل وعيسى إبن مريم وموسى الكليم، بل من قطرة بحر كماله أقبل كل إمام بما هو عليه من أحواله، جبرائيل الأمانة الحقية وميكائيل التصرفات الخلقية، إسرافيل صور مجامع الأسرار الإنسية وعزرائيل قبض أرواح معاني أسرار الأشباح الحسية سيدنا ومولانا محمد الهاشمي العدنان صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أهل الفرقان. اللهم صلى وسلم على من قيل في يوم ولادته حضرت الحور المقصورات ومريم إبنة عمران وقد خرج معه نور ساطع ريئت به نواحي مكة المشرقة ثم إلى قصور الروم وكنعان وطردت الجن بالشهب النارية من السماء ونكست الأصنام وخمدت نيران فارس وغاض نهر ساوة وتعطلت به عبادة الأنصاب والأزلام فجذلت به جميع الأملاك وتشرفت بوضعه الأراضي ومطلق الأفلاك وإهتز العرش وزهى الكرسي طربا وضجت العوالم بالتسبيح والتهليل من عظمته ونادته بأهلا وسهلا ومرحبا سيدنا مولانا محمد الكامل صلى الله عليه وعلى جميع آله وأصحابه الأفاضل.
اللهم صلى وسلم على فاتح الوجود الكوني، السابق الخاتم في سابق العلم الأزلي، عين كنوز العما في حضرة الشهود المقصود من عالم الرتق قبل فتق الوجود، روح حياة اللاهوت ومكنون سر الناسوت، يمين القبضتين من حضرة الحق في عالم السبق والخلق، أصل دقائق الملكوت ورياض دقائق الجبروت، من منه مدد الأرواح وعنه قوة الأشباح، سطوة سلطان الإنس وعروس ديوان القدس، سر برنامج الغيوب ومشكاة القلوب، القائد جيوش أهل الوصال إلى فضاء شهود الجمال صلاة أزلية الكمال ديمومية الوصال تليق بجنابه الأقدس وتحيط بسر ذاته الأطلس. اللهم أذقنا لذة شهوده وعرفنا طريق سلوكه حتى نتخلص من عقال الأطبعة وننفك من رياح الأهوية وإستخرجنا من لذة ملاحظة سواك إلى مشاهدة جمال علاك وهب لي من نور جمالك هيبة وأرزقني من سر جلالك سطوة أتصرف بها في جميع الأرواح وأتمكن من جذب القلوب والأشباح وأجعل اللهم نصرتي بتوحيدك وإستهلكني في فناء شهودك وأفض على من روحانية رسولك الأكرم فيضا متصلا بنواله الأعظم مع بقائي في شهوده أبدا وتلذذي بخطاباته سرمدا.
اللهم صلى عليه وعلى آله وصحبه خزائن أسرار حضرته ومطالع أنوار طلعته وسلم تسليما إلى يوم الدين، ربنا آمنا بما أنزلت وإتبعنا الرسول فأكتبنا مع الشاهدين وصلى وسلم على سيدنا ومولانا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته أجمعين في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله المبين وسلام على جميع الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين.
بإشارة منه صلى الله عليه وسلم وهو سبع يوم الثلاثاء المبارك وقد صدرنا في أوله بالصلاة المسماة بكاشفة الحجاب من حضرة الأواب ودرجنا معها غيرها وختمنا ذلك بوصل الوصال إلى حضرة القرب والكمال وهو هذا:
اللهم إنى أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة يطرف بها أهل السموات والأرض وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان وأقدم إليك بين يدي ذلك كله، اللهم صلى وسلم على من إنجلت بصيرته وذابت في لذة الشهود سريرته وترشحت بنسيم الشهادة غيبوبته وإمتزجت بتحمل التجليات كليته فتجلت له الذات ليظهر بمظهر الأسماء والصفات فناجيته بلا حجاب وأسمعته لذيذ الخطاب، إذ نار تجليه أضرمت وعيون تحمله إنفجرت وسيوف عصمته برقت وصافنات همته عرضت وآبار حواسه إنفتحت وأمواج مواهبه تلاطمت وأشجار إيمانه نبتت وشموس معارفه بزغت وبروج إسعاده طلعت فالقديم تجلى والحبيب تملى فلذ الشهود وطاب الورود فكيف تميزه وإتحاده وجمعيته وإنفراده وإتصاله وإنفصاله وتعظيمه وإجلاله فغاب وأفاق وتحمل فأطاق وظهر بمظهر الأحدية والصمدية، فنيت ذاته فإنعدم وبهر نوره وإنكتم وكان في الحال الذي يعجز عنه المقال ففيه يكن سرك ويغيبه نورك فيدركه صبرك ولا يسعه غيرك، قصر اللسان ومل ووقف القلم وكل فطال الكلام وقل وسعى الساعي فضل وإشتد الربط وإنحل وكثر الإدكار وجل فصعد المنعت وتدلى فهناك الفضل إكتمل والكلى إتصل والبعض قد إنفصل والفؤاد قد إنغسل والنور قد إشتعل فلولاه لما حصل فلا كلي ولا إتصال ولا بعض ولا إنفصال ولا فؤاد ولا إنغسال ولا نور ولا إشتعال ولا سعى ولا إضلال ولا ربط ولا إنحلال ولا كلام ولا إقلال، ظهر بمظهر القوة فإستعان به على تأييد النبوة وبمظهر القهار لسطوة الفجار فإن سطا أرعب وإن بطش أرهب وإن عورك غلب وإن وعظ رغب وإن جولس هذب وإن بشر أطرب، أمين أسرار الربوبية والألوهية وكنز مستور الهوية، وحيد الرب، فريد الحب، حمد الحميد ومجد المجيد، دليل العبيد إلى التوحيد، مظهر الظهور ورحمة الدهور، سر الطور والبيت المعمور والكتاب المسطور، البحر المسجور، الشهيد الشاهد، الخاضع العابد، الراكع الساجد لتقديس الواحد، بحر التعريف ونهر التشريف ومطلع التأليف، الدرع الكثيف الفيض المنيف، وابل الخريف إمام التصريف، المعصوم عن التبديل والتحريف، مجمع أسرار اللطيف الفاني في الحب المغيب في القرب، نهاية الفضائل وأمجد الأفاضل، قريب العهد وفى الوعد، كاشف الغطاء لجزيل العطاء، السراج الوهاج مضيء الدياجى، ملك الملوك نظم السلوك، مزيل الشكوك عن طريق السلوك، حليم الأمة وكاشف الغمة، عز العرب رفيع الرتب، السقف المرفوع مجمع الجموع، مسك الطروس وبهجة النفوس، كافور الصحائف ومأمن الخائف، زهرة الطوالع العبد الخاشع، الحبر البارع في إبداع البدائع، الحكيم الجامع لجمل المنافع، المشفع الشافع، الطلسم الغميض والبرزخ العريض والبحر المفيض الذي لا يغيض، غيب الغيب سر السر، طلسم الكنز رمز الرمز، سراج الكل إمام الجل، صلى الله عليه وسلم ومجد وكرم وأحب وعظم وجلل وفخم وبدأ وختم عدد القطر والحصى ومن أطاع ومن عصى صلاة لا تعد ولا تحصى ولا تنحاش ولا تستقصى وعدد ما كان وما يكون وما في علمك مكنون قدر عظمة ذاتك وتقديس صفاتك إلى منتهى الآباد بلا إنصرام ولا نفاذ.
اللهم أنت الرب المسئول ذو العطاء والطول، لا قوة إلا بك ولا حول، سألتك بكنه قدسك وعظمة نفسك أن تصلى على ذاتك وصفاتك لا من حيث إنه هما بل بحسب تجليك له بهما حتى ظهر بمظهرهما فكان ذاتك ونعتك وصفاتك حيث إستغرق منه البطن والظهر والسمع والبصر والجسم والشعر في غيب غيبك ونور قربك حتى كنت في ذاته بغير حلول وإتصل بك إتصالا غير معقول وبات عندك فأطعمته وسقيته وإعتنيت به وربيته ودعوته وقربته وظهرت له وعرفته فرآك ورأيته وخاطبك وخاطبته وسألك فأعطيته وأطاعك فرضيته وجاءك فقبلته ونبأته وأرسلته وإصطفيته وباركته وخصصته وإجتبيته وقابلته بالوجه الخاص وإخترته للإختصاص فإستغرقت ذاته ونعمت حياته وفاضت بركاته وقبلت مقالاته فلا ينطق إلا بذكرك ولا يتفكر إلا في أمرك، صدعت رنات العلوم لفؤاده بالتجليات من حضرة الترقيات في شهود المكالمات فنار التجلي أضرمت وأسرار المفهوم إنكتمت فلولا ماء تحمله اللطيف لأحرقت نار التجلي أهل الشهود الكثيف، سراج الذات ومرآة الصفات، رمز الآيات جميل التجليات، عيون الرحمة منه إنبجست وأنوار العوالم منه إنفلقت ونار العشق فيه إشتعلت، ضاق الصدر فإنشرح وإنطبق القلب وإنفتح وعجزت الخلائق لظهور الحقائق، لا نور إلا من نوره ولا فرح إلا لسروره ولا تعظيم إلا لتكريمه ولا علوم إلا من تعليمه، الأمي العالم أسطوانة عرش المعالم، العظيم المربى المرسول المنبأ، الرسول الفائق على كل الخلائق، أول السابق وآخر اللاحق، من فيضه إمتد في سيرة جد وأمره أشتد وطالبه صد وركنه إنهد، تغيب فغاب ومضى فآب وإهتز إضطراب وجاز الحجاب وقال الصواب وأيد الكتاب وهزم الأحزاب ونصر الأصحاب وفرح الأحباب وضم من آب وقبل من تاب ففضل الأنبياء وساد الأصفياء وقاد الأتقياء وأغضب الأعداء، مختار الرب ناموس الحب جليل القرب، أعلى الأنبياء مكانا وأعظمهم شأنا وأوضحهم تبيانا وأجزلهم إمتنانا وأكملهم إيمانا وأكثرهم إحسانا وأسلمهم لبا وأطهرهم قلبا وأظهرهم حبا وأفرطهم قربا وأوسعهم سعادة وأعمهم سيادة وأعدلهم شهادة وأخلصهم عبادة وأغزرهم علما وأعطفهم حلما وأضوأهم نورا وأجلهم سرورا، النبي سر الله الرسول حبيب الله، الصديق خليل الله الذي شرح صدره ورفع ذكره ووضع عنه وزره الذي أنقض ظهره فصلى اللهم وسلم على إنسانك الكامل ورسولك الفاضل وأجزه عنا أفضل ما جزيت به أحدا من أحبابك كما إصطفيته وجعلته مفتاحا لبابك، دعوناك ياالله به أن تجمعنا معه كما آمنا به ولم نره فلا تحرمنا يوم القيامة نظر ذاته ولذيذ مخاطباته وشفاعته العامة فشفعه فينا بقدره عندك يا رحيم يا ذا الفضل العميم وصلى وسلم على الكاتبين الكرام والبررة الأعلام وعلى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وحملة العرش ورضوان ومالك وعلى جميع الملائكة والمقربين والأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين وجميع عباد الله المؤمنين وعلينا معهم أجمعين.
اللهم أنت الرب الحليم الرءوف الرحيم نقسم عليك بعظمتك وقهرك وعزتك أن تقينا شر كل حاسد وماكر وكائد وباغ ومعاند وفاجر وعابد إنك على كل شيء شاهد وأن ترحم ضعفنا وتؤمن خوفنا وتعفو زللنا وتصلح عملنا فإرتكبنا مانهيت وتركنا ما أمرت وأسأنا وظلمنا أنفسنا فلا يسعنا إلا عفوك ورحمتك فأرحمنا وأنت خير الراحمين.
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى غيرك ولا تخيب سعينا ولا تحرمنا معاطف برك إنك تعلم ولا نعلم وأنت علام الغيوب غفار الذنوب ستار العيوب. اللهم إن محمدا حبيبك ونجيك وقريبك، دعوناك بجاهه عندك أن تصلى وتسلم عليه أفضل صلاة صليت بها على حبيب لك وتضاعفها له عدد ما وسعه علمك وقدر عظمتك وأجمع آله معه وأصحابه وخلفاءه وأحبابه وعترته وعميه وأزواجه وسبطيه وشيعته وأصهاره ومهاجريه وأنصاره وأسبل لنا بها نورا في قبورنا وتسهيلا لأمورنا وزيادة لسرورنا وتفريجا لكروبنا ونيلا لمطلوبنا وغفرانا لذنوبنا وسترا لعيوبنا وجوارا معه في تلك الدار وشرابا من حوضه في دار القرار ومشاهدة للرب الغفار وألحق بنا آباءا وأجدادا وأزواجا وأولادا وأتباعا وأصحابا وأخوانا وأحبابا ومشايخ وأرحاما وجلساء وخداما والمسلمات والمسلمين والمؤمنات والمؤمنين الأحياء منهم والميتين يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين.
اللهم صلى وسلم بعظمة إسمك القيوم وبحقيقة سره المرسوم على أرض مدينة الإدراك، الهائم في ذكرك فكان لا يفتر عنه كالأملاك، روح روحانية الأفلاك بيتك المعمور، أحمدك ذي المدد المنشور، زهرة الأديان وعين الفضائل، يمين القبضتين وروح سر الأواخر والأوائل، الملك المقدم في خيمة العزلة البارز في موكب التأييد بتاج الصولة، من إذا هاج شوق أهل العشق في ذاته هاموا وإن عرضت عليهم كنوز الدنيا صدوا عنها وقاموا حتى يتأدب قلب اللبيب لتلقى حقائق كلام الحبيب فعند ذلك يصير كل شخص منهم مجنونا وبحبه مفتونا فهناك يتوقد مصباح النور الأعظم في الزجاج المرخم فينفتح له باب التجلي ويصير عالما بطرق التملي والتدلي وكل ذلك بواسطته المأمونة وأفياضة المدخورة المكنونة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزوجه وذريته وأحبابه. اللهم أمنح عبدك السائل ووقيعك مقاما لا يضاهيه غيره من مقامات الأواخر والأوائل وأجعل بينه بين الأكوان القاطعة حجابا عظيما وجميع أولاده وأصاحبه مثله قد يجد كل منهم من ذلك حظا وافرا فخيما وصلى الله وسلم على ذخيرتنا المعدودة في جميع كرب الدنيا والآخرة سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أهل الحظوظ الفاخرة.
اللهم صلى وسلم وعظم وفخم لعالم الشهادة المختفي في حضرة الأبصار، سنا برق سر قاب قوسين الظاهر في عالم الأنوار، باطن عرش الرحمانية المتجلي في سماء ظاهر القيومية سيدنا ومولانا محمد المناجى بأخص مقام، وجه الإختصاص الذي قابله به مولاه حيث لم يقابل به سواه من الخواص فتفتقت له أزهار المعارف وإنكشفت له أسرار اللطائف حتى صار ينادى في حضرة الحق الخالصة عن شوائب الظنون والخيالات، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير موجد الأرضيين والسماوات، ثم إنفجرت له عيون حقائق الصور البهموتية وتفجرت على قلبه مياه الحقائق البرموتية فعند ذلك ناداه مناد الحق بيا أيها الأمي العالم بتنزل صور الأكوان ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الأيمان ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم إذ لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم فمن ثم إنتقل من محوة ورجع إلى صحوه فصار يشهد بوجود الفرد القديم ويتقلب بسر حقيقة بسم الله الرحمن الرحيم، إذ هو طرة صبح الأفكار وأنبوب المدد والأنوار، المحيط بعلم آدم وشيت وإبراهيم والفائق بكل وجه على إسماعيل وعيسى إبن مريم وموسى الكليم، بل من قطرة بحر كماله أقبل كل إمام بما هو عليه من أحواله، جبرائيل الأمانة الحقية وميكائيل التصرفات الخلقية، إسرافيل صور مجامع الأسرار الإنسية وعزرائيل قبض أرواح معاني أسرار الأشباح الحسية سيدنا ومولانا محمد الهاشمي العدنان صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أهل الفرقان. اللهم صلى وسلم على من قيل في يوم ولادته حضرت الحور المقصورات ومريم إبنة عمران وقد خرج معه نور ساطع ريئت به نواحي مكة المشرقة ثم إلى قصور الروم وكنعان وطردت الجن بالشهب النارية من السماء ونكست الأصنام وخمدت نيران فارس وغاض نهر ساوة وتعطلت به عبادة الأنصاب والأزلام فجذلت به جميع الأملاك وتشرفت بوضعه الأراضي ومطلق الأفلاك وإهتز العرش وزهى الكرسي طربا وضجت العوالم بالتسبيح والتهليل من عظمته ونادته بأهلا وسهلا ومرحبا سيدنا مولانا محمد الكامل صلى الله عليه وعلى جميع آله وأصحابه الأفاضل.
اللهم صلى وسلم على فاتح الوجود الكوني، السابق الخاتم في سابق العلم الأزلي، عين كنوز العما في حضرة الشهود المقصود من عالم الرتق قبل فتق الوجود، روح حياة اللاهوت ومكنون سر الناسوت، يمين القبضتين من حضرة الحق في عالم السبق والخلق، أصل دقائق الملكوت ورياض دقائق الجبروت، من منه مدد الأرواح وعنه قوة الأشباح، سطوة سلطان الإنس وعروس ديوان القدس، سر برنامج الغيوب ومشكاة القلوب، القائد جيوش أهل الوصال إلى فضاء شهود الجمال صلاة أزلية الكمال ديمومية الوصال تليق بجنابه الأقدس وتحيط بسر ذاته الأطلس. اللهم أذقنا لذة شهوده وعرفنا طريق سلوكه حتى نتخلص من عقال الأطبعة وننفك من رياح الأهوية وإستخرجنا من لذة ملاحظة سواك إلى مشاهدة جمال علاك وهب لي من نور جمالك هيبة وأرزقني من سر جلالك سطوة أتصرف بها في جميع الأرواح وأتمكن من جذب القلوب والأشباح وأجعل اللهم نصرتي بتوحيدك وإستهلكني في فناء شهودك وأفض على من روحانية رسولك الأكرم فيضا متصلا بنواله الأعظم مع بقائي في شهوده أبدا وتلذذي بخطاباته سرمدا.
اللهم صلى عليه وعلى آله وصحبه خزائن أسرار حضرته ومطالع أنوار طلعته وسلم تسليما إلى يوم الدين، ربنا آمنا بما أنزلت وإتبعنا الرسول فأكتبنا مع الشاهدين وصلى وسلم على سيدنا ومولانا محمد الأمين وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته أجمعين في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله المبين وسلام على جميع الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين.
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin