لقاء موسى وسماع النبي صريف الأقلام
أ.د. راغب السرجاني
ملخص المقال
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء المعراج إلى مستوى صريف الأقلام، والتقى موسى عليه السلام في السماء السابعة مرة أخرى! فلماذا تكرر القاء؟لقاء موسى وسامع النبي صريف الأقلام
من العجائب الكبرى في رحلة الإسراء والمعراج صعود رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مستوى صريف الأقلام، ولقاء موسى عليه السلام في السماء السابعة مرة أخرى!
قد يستغرب بعض القرَّاء من هذا اللقاء مع موسى عليه السلام؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قابله قبل ذلك في السماء السادسة، وكذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قابل في هذه السماء إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
لكن الواقع أنه ليس هناك شيء مستغرب، فتجدُّد اللقاء أمر طبيعي إذا دعت له الحاجة، وسنرى بعد قليل أن لموسى عليه السلام دورًا محوريًّا في الجزء المتبقِّي من زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنه سيُقابله مرارًا بعد عودته من فرض الصلاة كما هو مشهور.
وهذا اللقاء المتكرِّر تمَّ في السماء السابعة لا السادسة؛ لأنه لو عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من السادسة إلى السابعة لمراجعة ربِّه فإنه كان سيحكي عمَّا حدث له مع خازن السماء السابعة، وهو ما كان حريصًا على شرحه مع كل مرور على أي سماء، وهذا لم يحدث، فدلَّ هذا على حدوث حوار الصلاة القادم مع موسى عليه السلام في السماء السابعة.
لكن الذي نحتاج أن نقف عنده هو: لماذا أثبتنا مقابلة موسى عليه السلام في هذه المرحلة المتقدِّمة من الرحلة، وهذا المستوى العالي من السماء السابعة؟ فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد صعد إلى سدرة المنتهى، ورأى عندها الأنهار، ورفع له البيت المعمور! نحن هنا في مكان لا يصل إليه أحد!
مكانة موسى عليه السلام
الواقع أننا بمراجعة بعض الأمور نُدرك المكانة العالية الهائلة التي وصل إليها موسى عليه السلام، التي قابله عندها -وتخطَّاه- رسولُنا صلى الله عليه وسلم!
أولاً: جاء في رواية الرؤيا عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلاَمِ اللهِ، فَقَالَ مُوسَى: رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ، ثُمَّ عَلاَ بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللهُ، حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ المُنْتَهَى".
فهذه الرواية تُثْبِتُ عدَّة أمور تُؤَكِّد علوَّ درجة موسى عليه السلام، فهو في السابعة تصريحًا، ثم إن أنس رضي الله عنه يُعلِّل ذلك بتفضيل كلام الله له، فهو في مكانة خاصة لم يُحَقِّقها نبي آخر، كما أن الله كلَّمه في الدنيا ولم يكلِّم نبيًّا غيره، وفوق ذلك فإن موسى عليه السلام قال عند مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه: "رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ". وهذا معناه أن موسى عليه السلام يعلم أنه حتى هذه اللحظة ليس هناك في العالم الأخروي مَنْ هو أرفع مكانة منه!
وهذا العالم الأخروي ليس فيه عمل واكتساب حسنات جديدة، فمعنى هذا أن المكانة التي وصل إليها موسى عليه السلام هي مكانة نهائية، وليس من المفترض أن يتفوَّق عليه أحد من الموتى عليه، غير أنه فُوجئ بعلوِّ الرسول صلى الله عليه وسلم فوقه، فقال كلمته هذه.
كلُّ هذا يعني أن موسى عليه السلام في مكانة عالية في السماء السابعة، وهذه المكانة أعلى من مكانة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهي في الوقت نفسه قريبة من سدرة المنتهى، ولهذا أثبتنا اللقاء الثاني لموسى عليه السلام في هذه المرحلة،
ومِن الملاحظ أن هذا اللقاء غير اللقاء الأول الذي تمَّ في السماء السادسة، الذي تعرَّف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على موسى عليه السلام للمرَّة الأولى، وبكى فيه موسى عليه السلام لأن مَنْ يدخلون الجنَّة من أُمَّته أقل من أُمَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم، وهذا البكاء لا نراه في هذا اللقاء الثاني.
ثانيًا: روى الحاكم بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في تفسير قوله تعالى: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52]، قَالَ: "سَمِعَ صَرِيفَ الْقَلَمِ حِينَ كَتَبَ فِي اللَّوْحِ" [1]. والآية تتحدَّث عن موسى عليه السلام، وهذا معناه أنه اقترب إلى مستوًى لا يقترب منه أحد، وهو ما سيحدث مع رسولنا صلى الله عليه وسلم بعد قليل.
فهذا يُثبت أن موسى عليه السلام في درجة لم يصل إليها الأنبياء السابقون، وليس معنى هذا أن استقرار موسى عليه السلام سيكون في هذا المكان، فنحن قد رأيناه في رحلة الإسراء قائمًا يُصَلِّي في قبره؛ ولكن هذا القدوم كان لاستقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: عند عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقاء ربِّه عز وجل عند فرض الصلاة فإنه يُقابل موسى عليه السلام مباشرة، ولا يبدو في السياق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقابل غيره في الطريق، أو يمرُّ على شيء يحتاج إلى تعليق، إنما هو لقاء موسى عليه السلام وفقط؛ مما يدعم علو المكانة جدًّا قريبًا من المستوى الذي صعد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاء ربِّه سبحانه.
إذن كل ما سبق يُؤَكِّد المكانة الرفيعة التي حقَّقها النبي العظيم موسى عليه السلام، التي تُؤَكِّدها كذلك شواهد كثيرة من القرآن والسُّنَّة لا يتَّسع المجال هنا للتفصيل فيها، وهذا كلُّه سيدعم اختيار ربِّ العالمين له ليُقابل نبيَّنا صلى الله عليه وسلم ليُراجعه في أمر الصلاة كما سيأتي.
الصعود إلى مستوى صريف الأقلام!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ" [2]. وصريف الأقلام هو صوت أقلام الملائكة وهي تكتب أقضية الله تعالى!
والملائكة لهم دفاتر يكتبون فيها بأقلام! والكتابة تكون تسجيلاً حسيًّا للأمر، فلا يُنكره أحد، لا من الملائكة ولا من البشر؛
ومع أن الله يفعل ما يريد، ويحكم بما شاء، فإنه سبحانه قَدَّر أن يكون هذا التسجيل شاهدًا على الجميع، وهكذا تكتب الملائكة في الأرض كما تكتب الملائكة في السماء، ومن أمثلة كتابة الملائكة في الأرض ما يحدث يوم الجمعة من تسجيل أسماء الحضور للصلاة.
فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ.." [3].
فهذه ملائكة تكتب في صحف، وكذلك في السماء تكتب الملائكة ما أمرها الله به، وصوت أقلامها -التي لا يعلم كنهها إلا الله- مسموع، وهو الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "صريف الأقلام".
وهذا المكان الذي يُسْمَع فيه أصوات الأقلام قريبٌ من سدرة المنتهى، ولا يصل إليه في العادة بشر، ولقد وصل إليه -فيما نعلم- اثنان فقط! وهما موسى عليه السلام ورسولنا صلى الله عليه وسلم، وقريبًا من هذا المكان سيتمُّ المشهد المهيب، وهو لقاء الله ربِّ العزَّة سبحانه وتعالى!
_________________
[1] الحاكم (3414)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
[2] البخاري: كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، (342)، مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، (163).
[3] البخاري: كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، (3039)، ومسلم: كتاب الجمعة، باب فضل التهجير يوم الجمعة، (850)، واللفظ له.
أ.د. راغب السرجاني
ملخص المقال
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء المعراج إلى مستوى صريف الأقلام، والتقى موسى عليه السلام في السماء السابعة مرة أخرى! فلماذا تكرر القاء؟لقاء موسى وسامع النبي صريف الأقلام
من العجائب الكبرى في رحلة الإسراء والمعراج صعود رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مستوى صريف الأقلام، ولقاء موسى عليه السلام في السماء السابعة مرة أخرى!
قد يستغرب بعض القرَّاء من هذا اللقاء مع موسى عليه السلام؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قابله قبل ذلك في السماء السادسة، وكذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قابل في هذه السماء إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
لكن الواقع أنه ليس هناك شيء مستغرب، فتجدُّد اللقاء أمر طبيعي إذا دعت له الحاجة، وسنرى بعد قليل أن لموسى عليه السلام دورًا محوريًّا في الجزء المتبقِّي من زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنه سيُقابله مرارًا بعد عودته من فرض الصلاة كما هو مشهور.
وهذا اللقاء المتكرِّر تمَّ في السماء السابعة لا السادسة؛ لأنه لو عاد الرسول صلى الله عليه وسلم من السادسة إلى السابعة لمراجعة ربِّه فإنه كان سيحكي عمَّا حدث له مع خازن السماء السابعة، وهو ما كان حريصًا على شرحه مع كل مرور على أي سماء، وهذا لم يحدث، فدلَّ هذا على حدوث حوار الصلاة القادم مع موسى عليه السلام في السماء السابعة.
لكن الذي نحتاج أن نقف عنده هو: لماذا أثبتنا مقابلة موسى عليه السلام في هذه المرحلة المتقدِّمة من الرحلة، وهذا المستوى العالي من السماء السابعة؟ فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد صعد إلى سدرة المنتهى، ورأى عندها الأنهار، ورفع له البيت المعمور! نحن هنا في مكان لا يصل إليه أحد!
مكانة موسى عليه السلام
الواقع أننا بمراجعة بعض الأمور نُدرك المكانة العالية الهائلة التي وصل إليها موسى عليه السلام، التي قابله عندها -وتخطَّاه- رسولُنا صلى الله عليه وسلم!
أولاً: جاء في رواية الرؤيا عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِتَفْضِيلِ كَلاَمِ اللهِ، فَقَالَ مُوسَى: رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ، ثُمَّ عَلاَ بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللهُ، حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ المُنْتَهَى".
فهذه الرواية تُثْبِتُ عدَّة أمور تُؤَكِّد علوَّ درجة موسى عليه السلام، فهو في السابعة تصريحًا، ثم إن أنس رضي الله عنه يُعلِّل ذلك بتفضيل كلام الله له، فهو في مكانة خاصة لم يُحَقِّقها نبي آخر، كما أن الله كلَّمه في الدنيا ولم يكلِّم نبيًّا غيره، وفوق ذلك فإن موسى عليه السلام قال عند مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه: "رَبِّ لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ". وهذا معناه أن موسى عليه السلام يعلم أنه حتى هذه اللحظة ليس هناك في العالم الأخروي مَنْ هو أرفع مكانة منه!
وهذا العالم الأخروي ليس فيه عمل واكتساب حسنات جديدة، فمعنى هذا أن المكانة التي وصل إليها موسى عليه السلام هي مكانة نهائية، وليس من المفترض أن يتفوَّق عليه أحد من الموتى عليه، غير أنه فُوجئ بعلوِّ الرسول صلى الله عليه وسلم فوقه، فقال كلمته هذه.
كلُّ هذا يعني أن موسى عليه السلام في مكانة عالية في السماء السابعة، وهذه المكانة أعلى من مكانة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهي في الوقت نفسه قريبة من سدرة المنتهى، ولهذا أثبتنا اللقاء الثاني لموسى عليه السلام في هذه المرحلة،
ومِن الملاحظ أن هذا اللقاء غير اللقاء الأول الذي تمَّ في السماء السادسة، الذي تعرَّف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على موسى عليه السلام للمرَّة الأولى، وبكى فيه موسى عليه السلام لأن مَنْ يدخلون الجنَّة من أُمَّته أقل من أُمَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم، وهذا البكاء لا نراه في هذا اللقاء الثاني.
ثانيًا: روى الحاكم بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في تفسير قوله تعالى: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم: 52]، قَالَ: "سَمِعَ صَرِيفَ الْقَلَمِ حِينَ كَتَبَ فِي اللَّوْحِ" [1]. والآية تتحدَّث عن موسى عليه السلام، وهذا معناه أنه اقترب إلى مستوًى لا يقترب منه أحد، وهو ما سيحدث مع رسولنا صلى الله عليه وسلم بعد قليل.
فهذا يُثبت أن موسى عليه السلام في درجة لم يصل إليها الأنبياء السابقون، وليس معنى هذا أن استقرار موسى عليه السلام سيكون في هذا المكان، فنحن قد رأيناه في رحلة الإسراء قائمًا يُصَلِّي في قبره؛ ولكن هذا القدوم كان لاستقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: عند عودة رسول الله صلى الله عليه وسلم من لقاء ربِّه عز وجل عند فرض الصلاة فإنه يُقابل موسى عليه السلام مباشرة، ولا يبدو في السياق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقابل غيره في الطريق، أو يمرُّ على شيء يحتاج إلى تعليق، إنما هو لقاء موسى عليه السلام وفقط؛ مما يدعم علو المكانة جدًّا قريبًا من المستوى الذي صعد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم للقاء ربِّه سبحانه.
إذن كل ما سبق يُؤَكِّد المكانة الرفيعة التي حقَّقها النبي العظيم موسى عليه السلام، التي تُؤَكِّدها كذلك شواهد كثيرة من القرآن والسُّنَّة لا يتَّسع المجال هنا للتفصيل فيها، وهذا كلُّه سيدعم اختيار ربِّ العالمين له ليُقابل نبيَّنا صلى الله عليه وسلم ليُراجعه في أمر الصلاة كما سيأتي.
الصعود إلى مستوى صريف الأقلام!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ" [2]. وصريف الأقلام هو صوت أقلام الملائكة وهي تكتب أقضية الله تعالى!
والملائكة لهم دفاتر يكتبون فيها بأقلام! والكتابة تكون تسجيلاً حسيًّا للأمر، فلا يُنكره أحد، لا من الملائكة ولا من البشر؛
ومع أن الله يفعل ما يريد، ويحكم بما شاء، فإنه سبحانه قَدَّر أن يكون هذا التسجيل شاهدًا على الجميع، وهكذا تكتب الملائكة في الأرض كما تكتب الملائكة في السماء، ومن أمثلة كتابة الملائكة في الأرض ما يحدث يوم الجمعة من تسجيل أسماء الحضور للصلاة.
فقد روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ.." [3].
فهذه ملائكة تكتب في صحف، وكذلك في السماء تكتب الملائكة ما أمرها الله به، وصوت أقلامها -التي لا يعلم كنهها إلا الله- مسموع، وهو الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "صريف الأقلام".
وهذا المكان الذي يُسْمَع فيه أصوات الأقلام قريبٌ من سدرة المنتهى، ولا يصل إليه في العادة بشر، ولقد وصل إليه -فيما نعلم- اثنان فقط! وهما موسى عليه السلام ورسولنا صلى الله عليه وسلم، وقريبًا من هذا المكان سيتمُّ المشهد المهيب، وهو لقاء الله ربِّ العزَّة سبحانه وتعالى!
_________________
[1] الحاكم (3414)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
[2] البخاري: كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، (342)، مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، (163).
[3] البخاري: كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، (3039)، ومسلم: كتاب الجمعة، باب فضل التهجير يوم الجمعة، (850)، واللفظ له.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin