..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: ينابيع المودة ـ الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:59 من طرف Admin

» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:56 من طرف Admin

» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:51 من طرف Admin

» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:47 من طرف Admin

» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:35 من طرف Admin

» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:33 من طرف Admin

» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:27 من طرف Admin

» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:25 من طرف Admin

» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:23 من طرف Admin

» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:20 من طرف Admin

» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:16 من طرف Admin

» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Emptyاليوم في 19:09 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68472
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Empty كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20

    مُساهمة من طرف Admin 22/7/2020, 21:54

    الصفحة 16 من 20
    الباب التاسع - فيما قاله من الشعر أو قيل في حضرته

    فيما قاله من الشعر أو قيل في حضرته أو قيل فيه مِمَّا يتضمن ذكر خصوصيته
    قال }: أَطْلَعَنِي الله على الملائكة ساجدة لآدم، فأخذت بقسطي من ذلك، فإذا أنا أقول:

    ذَابَ رَسْمِي وَصَحَّ صِدْقُ فَنَائِي





    * وَتَجَلَّتْ لِلسِّرِّ شَمْسُ سَمَائِي

    وَتَنَزَّلْتُ فِي الْعَوَالِمِ أُبْدِي

    * مَا انْطَوَى فِي الصِّفَاتِ بَعْدَ صَفَائِي

    فَصِفَاتِي كَالشَّمْسِ تُبْدِي صَفَاهَا

    * وَوُجُودِي كَاللَّيْلِ يُخْفِي سَوَائِي

    أَنَا مَعْنَى الْوُجُودِ أَصْلًا وَفَصْلًا

    * مَنْ رَآنِي فَسَاجِدٌ لِبَهَائِي

    أَيُّ نُورٍ لِأَهْلِهِ مُسْتَبِينٌ

    * اشْهَدُونِي فَقَدْ كَشَفْتُ غِطَائِي

    وسئل } عن الروح والنفس، فقال شعرًا:

    إِنْ كُنْتَ سَائِلَنَا عَنْ خَالِصِ الْمِنَنِ

    * وَعَنْ تَأَلُّفِ ذَاتِ النَّفْسِ بِالْبَدَنِ

    وَعَنْ تَشَبُّثِهَا بِالْحَظِّ قَدْ أَلِفَتْ

    * أَدْرَانَهَا فَغَدَتْ تَشْكُو مِنَ الطَّعَنِ

    وَعَنْ بَوَاعِثِهَا بِالطَّبْعِ مَائِلَةٌ

    * تَهْوِي بِشَهْوَتِهَا فِي ظُلْمَةِ الشَّجَنِ

    وَعَنْ حَقِيقَتِهَا فِي أَصْلِ مَعْدِنِهَا

    * لَا يَنْثَنِي وَصْفُهَا مِنْهَا إِلَى وَثَنِ

    وَعَنْ تَنَزُّلِهَا فِي حُكْمِهَا وَلَهَا

    * عِلْمٌ يُفَرِّقُهَا فِي الْقُبْحِ وَالْحَسَنِ

    فَاسْمَعْ هُدِيتَ عُلُومًا عَزَّ سَالِكُهَا

    * عَلَى الْعِيَانِ وَلَا يَغْرُرْكَ ذُو بَدَنِ

    قَصْدًا إِلَى الْحَقِّ لَا تَخْفَى شَوَاهِدُهَا

    * قَامَتْ حَقَائِقُهَا بِالأَصْلِ وَالْفَنَنِ

    يَا سَائِلِي عَنْ عُلُومٍ لَيْسَ يُدْرِكُهَا

    * ذُو فِكْرَةٍ بِفُهُومٍ لَا وَلَا فِطَنِ

    لَكِنْ بِنُورِ عَلِيٍّ جَامِعٍ خَمَدَتْ

    * لَهُ الْعُقُولُ وَكُلُّ الْخَلْقِ فِي وَسَنِ

    خُذْهَا إِلَيْكَ بِحَقٍّ لَسْتَ جَاهِلَهُ

    * وَالْأَمْرُ مُطَّلِعٌ وَالْأَمْرُ قَيَّدَنِي

    عَلَى الْحَقِيقَةِ خُذْ عِلْمَ الْأُمُورِ وَلَا

    * يَحْجُبْكَ صُورَتُهَا فِي عَالَمِ الْوَطَنِ

    تَطَوُّرُ النَّفْسِ سِرٌّ لَا يُحِيطُ بِهِ

    * عَقْلٌ تَقَيَّدَ بِالْأَوْهَامِ وَالدَّرَنِ

    لَكِنَّهَا بَرَزَتْ بِالْحِلْمِ قَائِمَةً

    * حَتَّى تَآلَفَهَا السُّكَّانُ بِالسَّكَنِ

    وَكَيْ يُقَالُ عَبِيدٌ قَائِمُونَ بِمَا

    * أَلْقَى مِنَ الْأَمْرِ قَبْلَ الْخَلْقِ وَالْمِحَنِ

    وَالنَّفْسُ بَيْنَ نُزُولٍ فِي عَوَالِمِهَا

    * كَآدَمٍ وَلَهُ حَوَّاءُ فِي قَرَنِ

    وَالرُّوحُ بَيْنَ تَرَقٍّ فِي مَعَارِجِهَا

    * وَهْيَ الْمُوَافِقُ لِلتَّعْرِيفِ وَالْمِنَنِ

    مِثَالُهَا فِي الْعُلَى مِرْآةُ مَعْدِنِهَا

    * أَلْطَافُهَا خَفِيَتْ كَالسِّرِّ فِي الْعَلَنِ

    زَيْتُونَةٌ زَيْتُهَا نُورٌ لِشَارِبِهَا

    * مَدَّتْ هِدَايَتَهَا فِي الْكَوْنِ وَالْكِيَنِ




    وَالْكُلُّ أَنْتَ بِمَعْنَى الْإِخْفَاءِ بِهِ

    * وَالنُّورُ يَحْجُبُهُ كَالْمَاءِ فِي اللَّبَنِ

    وَالْعَبْدُ مُحْتَجِبٌ فِي عِزِّ مَالِكِهِ

    * دَقَّتْ مَعَارِفُهُ فِي الدَّهْرِ وَالزَّمَنِ

    وكان ينشد:

    لَوْ عَايَنَتْ عَيْنَاكَ يَوْمَ تَزَلْزَلَتْ

    * أَرْضُ النُّفُوسِ وَدُكَّتِ الْأَجْبَالُ

    لَرَأَيْتَ شَمْسَ الْحَقِّ يَسْطَعُ نُورُهَا

    * حِينَ التَّزَلْزُلِ وَالرِّجَالُ رِجَالُ

    وقال: «الأرض أرض النفوس، والجبال جبال العقل، والشمس شمس المعرفة».

    وكان ينشد:

    وَقَفْتُ عَلَى التُّوبَاذِ حِينَ رَأَيْتُهُ

    * فَكَبَّرَ لِلرَّحْمَنِ حِينَ رَآنِي

    فَقُلْتُ لَهُ أَيْنَ الَّذِينَ عَهِدْتَهُمْ

    * حَوَالَيْكَ فِي أَمْنٍ وَخَفْضِ زَمَانِ

    فَقَالَ مَضَوْا وَاسْتَوْدَعُونِي دِيَارَهُمْ

    * وَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْقَى عَلَى الْحَدَثَانِ

    وكان ينشد:

    لَسْتُ مِنْ جُمْلَةِ الْمُحِبِّينَ إِنْ لَمْ

    * أَجْعَلِ الْقَلْبَ بَيْتَهُ وَالْمَقَامَا

    وَطَوَافِي إِجَالَةَ السِّرِّ فِيهِ

    * وَهْوَ رُكْنِي إِذَا أَرَدْتُ اسْتِلَامَا

    وكان ينشد:

    قَدْ بَقِينَا مُذَبْذَبِينَ حَيَارَى

    * نَطْلُبُ الْوَصْلَ مَا إِلَيْهِ وُصُولُ

    فَدَوَاعِي الْهَوَى تَحُفُّ عَلَيْنَا

    * وَخِلَافُ الْهَوَى عَلَيْنَا ثَقِيلُ

    وكان ينشد للسُّهْرَوَرْدِي نزيل دمشق:

    أَبَدًا َتَحِنُّ إِلَيْكُمُ الْأَرْوَاحُ

    * وَوِصَالُكُمْ رَيْحَانُهَا وَالرَّاحُ

    وَقُلُوبُ أَهْلِ وِدَادِكُمْ تَشْتَاقُكُمْ

    * وَإِلَى كَمَالِ جَمَالِكُمْ تَرْتَاحُ

    يَا رَحْمَةً لِلْعَاشِقِينَ تَحَمَّلُوا

    * ثِقَلَ الْمَحَبَّةِ وَالْهَوَى فَضَّاُح

    بِالسِّرِّ إِنْ بَاحُوا تُبَاحُ دِمَاؤُهُمْ

    * وَكَذَا دِمَاءُ الْبَائِحِينَ تُبَاحُ

    وكان ينشد:

    مَرَّتْ لَنَا بِمِنًى وَالخَيْفِ أَوْقَاتُ

    * وَطِيبُ عَيْشٍ قَطَعْنَاهُ وَلَذَّاتُ

    لَأَسْلُكَنَّ وَلَوْ أَنَّ الْأُسُودَ بِهَا

    * قَوَافِلٌ وَرِمَاحُ الْخُطِّ غَابَاتُ

    وكان ينشد قول امرئ القيس:

    بَكَى صِحَابِي لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ دُونَهُ

    * وَأَيْقَنَ أَنَّا لَاحِقَانِ بِقَيْصَرَا

    فَقُلْتُ لَهُ لَا تُبْكِ عَيْنَيْكَ إِنَّمَا

    * تُحَاوِلُ مُلْكًا أَوْ تَمُوتُ فَتُعْذَرَا



    فكان يقول: «تحاول ملكًا بالبقاء، أو تموت فتعذر بوجود الفناء».

    وكان ينشد من قصيدة ابن العطار:

    رَفَعَتْ مَقَامَاتُ الْوُصُولِ حِجَابِي

    * حَتَّى احْتَجَبْتُ بِكُمْ عَنِ الْحُجَّابِ

    وَلَزِمْتُ مِحْرَابِي لُزُومَ مُجَمِّعٍ

    * فَرَأَيْتُ وَجْهَ الْحَقِّ فِي الْمِحْرَابِ

    وَقَتَلْتُ مِنْ نَفْسِي غُلَامًا قَتْلُهُ

    * سَبَبُ النَّجَاةِ وَأَعْظَمُ الْأَسْبَابِ

    وَخَرَقْتُ لَوْحَ سَفِينَتِي لِأَعِيبَهَا

    * فَنَجَوْتُ مِنْ مَلِكٍ لَهَا غَصَّابِ

    وَكَشَفْتُ عَنْ قَلْبِي جِدَارَ حِجَابِهِ

    * عَنْ كَنْزِهِ الْبَاقِي بِنَيْرِ ذَهَابِ

    وَرَقِيتُ فِي السَّبْعِ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى

    * حَتَّى دَنَوْتُ فَكُنْتُ مِثْلَ الْقَابِ

    وأنشد بين يديه وأنا أسمع:

    خُذْ مِنْ كَلَامِي مَا يِلِذُّ جَنَاهُ

    * وَيَنِمُّ كَالْمِسْكِ الْعَبِيقِ شَذَاهُ

    ذِكْرَ الْإِلَهِ الْزَمْ هُدِيتَ لِذِكْرِهِ

    * فِيهِ الْقُلُوبُ تَطِيبُ وَالْأَفْوَاهُ

    وَاجْعَلْ حَلَاكَ تُقَاهَ إِنَّ أَخَا الحَجَى


    * يَا صَاحِ مَنْ كَانَتْ حِلَاهُ تُقَاهُ

    وَلْتُعْمِلِ الْأَفْكَارَ فِي مَلَكُوتِهِ

    * مُسْتَغْرِقًا فِي الْكَشْفِ عَنْ مَعْنَاهُ

    وَلْتَخْلَعِ النَّعْلَيْنِ خَلْعَ مُحَقِّقٍ

    * خَلَّى مِنَ الْكَوْنَيْنِ فِي مَسْرَاهُ

    وَلتَفْنَ حَتَّى عَنْ فَنَائِكَ إِنَّهُ

    * عَيْنُ الْبَقَاءِ فَعِنْدَ ذَاكَ تَرَاهُ

    وَإِذَا بَدَا فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَسْتَ هُوْ

    * كَلَّا وَلَا أَيْضًا تَكُونُ سِوَاهُ

    سِيَّانِ مَا اتَّحَدَا وَلَكِنْ هَا هُنَا

    * سِرٌّ يَضِيقُ نِطَاقُنَا عَمَّا هُوْ

    يَا سَامِعًا مَا قَدْ أَشَرْتُ لَهُ أَلَا

    * قَلْبٌ تَفَكَّرَ مَا وَعَتْ أُذُنَاهُ

    أَزِلِ الْحِجَابَ حِجَابَ حِسِّكَ يَنْكَشِفْ

    * لَكَ سِرُّ مَا قَدْ غَابَ عَنْكَ سَنَاهُ

    إِنَّ الإِلَهَ أَجَلُّ مَا مُتَعَرَّفٍ

    * مَنْ لَمْ يَرَاهُ قَدِ اسْتَبَانَ عَمَاهُ

    وَإِذَا بَدَا فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ لَسْتَ هُوْ

    * كَلَّا وَلَا أَيْضًا تَكُونُ سِوَاهُ

    سِيَّانِ مَا اتَّحَدَا وَلَكِنْ هَا هُنَا

    * سِرٌّ يَضِيقُ نِطَاقًا عَمَّا هُوْ

    قال الشيخ: ولا نستطيع أن نبينه أبدًا. وقرأت عليه القصيدة المنسوبة لابن الفرس:

    اللهُ رَبِّي لَا أُرِيدُ سِوَاهُ

    * هَلْ فِي وُجُودِ الْحَقِّ إِلَّا اللهُ

    ذَاتُ الْإِلَهِ بِهَا قِوامُ ذَاتِنَا

    * هَلْ كَانَ يُوجَدُ غَيْرُهُ لَوْلَاهُ

    لَا غَرْوَ فِي أَنَّا رَأَيْنَاهُ بِهِ

    * فَالنُّورُ يُظْهِرُ ذَاتَهُ فَتَرَاهُ

    فَالسَّالِكُونَ مُشَاهِدُونَ لِصُنْعِهِ

    * مُسْتَغْرِقُونَ بِفِكْرِهِمْ إِيَّاهُ

    وَالْعَارِفُونَ شَاهِدُونَ لِذَاتِهِ

    * حَتَّى كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ مَثْوَاهُ




    يَا غَائِبًا وَالْحَقُّ فِيهِ حَاضِرُ

    * أَتَغِيبُ عَنْهُ وَمَا شَهِدْتَ سِوَاهُ

    مَنْ لَمْ يُشَاهِدْ بِالْبَصِيرَةِ ذَاتَهُ

    * فَلَقَدْ أَحَاطَ بِهِ حِجَابُ عَمَاهُ

    مَنْ لَا يَرَى فِي كُلِّ حَالٍ غَيْرَهُ

    * فَمِنَ الْمُحَالِ عَلَيْهِ أَنْ يَنْسَاهُ

    مَنْ كَانَ فِي الْمَلَكُوتِ يَسْرِي فِكْرُهُ

    * فَالْفَوْزُ بِالْحُسْنَى ثَوَابُ سُرَاهُ

    سُبْحَانَ مَنْ خَرَقَ الْحِجَابَ لِعَبْدِهِ

    * وَهَدَاهُ مَنْهَجَ قَصْدِهِ فَرَآهُ

    سُبْحَانَ مَنْ مَلَأَ الْوُجُودَ أَدِلَّةً

    * لِيَلُوحَ مَا أَخْفَى بِمَا أَبْدَاهُ

    سُبْحَانَ مَنْ لَوْ لَمْ تَلُحْ أَنْوَارُهُ

    * لَمْ تُعْرَفِ الْأَضْدَادُ وَالْأَشْبَاهُ

    مَوْلَايَ أَنْتَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ الَّذِي

    *
    فِي حَضْرَةِ الْمَلَكُوتِ شَاهَدْنَاهُ




    مَوْلَايَ أُنْسُكَ لَمْ يَدَعْ لِي وَحْشَةً

    * إِلَّا مَحَا ظُلُمَاتِهَا بِسَنَاهُ

    مَوْلَايَ عَبْدُكَ لَا يَخَافُ تَعَطُّشًا

    * أَيَخَافُهُ وَالْحَقُّ قَدْ رَوَّاهُ

    مَوْلَايَ لَا آوِي لِغَيْرِكَ إِنَّهُ

    * حُرِمَ الْهُدَى مَا لَمْ تَكُنْ مَأْوَاهُ

    أَنْتَ الَّذِي خَصَّصْتَنَا بِوُجُودِنَا

    * أَنْتَ الَّذِي عَرَّفْتَنَا مَعْنَاهُ

    لَمْ أُفْشِ مَا أَوْدَعْتَنِيهِ فَإِنَّهُ

    * مَا ذَاقَ سِرَّ الْحَقِّ مَنْ أَفْشَاهُ

    مَنْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّكَ الْفَرْدُ الَّذِي

    * بَهَرَ الْعُقُولَ فَحَسْبُهُ وَكَفَاهُ

    فقال الشيخ: «كل هذا تحويم وليس هو عين القصد»، ووجدت بخط ابن باشا قال: كتبت إلى سيدي وشيخي أبي العباس المرسي، وكان قد ورد سلامه عليَّ وقال:

    وَرَدَ السَّلَامُ مِنَ الْإِمَامِ فَسَرَّنِي

    * أَنِّي مَرَرْتُ بِخَاطِرٍ لَمْ يَنْسَنِي

    إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ يَا رَسُولُ بِأَنَّهُ

    * بَاقٍ عَلَى الْعَهْدِ الْقَدِيمِ فَهَنِّنِي

    شَيْخِي أَبُو الْعَبَّاسِ وَاحِدُ وَقْتِهِ

    * خَضِرُ الزَّمَانِ وَرَبُّ عَيْنِ الْأَعْيُنِ

    أَسَفِي عَلَى وَقْتٍ لَدَيْكَ قَطَعْتُهُ

    * بِالْبَاطِنِ الرَّبِّيِّ قَدْ رَبَّيْتَنِي

    مَا كُنْتُ إِلَّا حَائِرًا فَرَدَدْتَنِي

    * وَإِلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ هَدَيْتَنِي

    وَسَقَيْتَ لِي مَاءَ الْحَيَاةِ وَكُنْتَ لِي

    * كَالْخِضْرِ لَمَّا أَنْ رُوِيتُ سَقَيْتَنِي

    وَلَوِ اسْتَطَعْتُ قَطَعْتُ عُمِرْي عِنْدَهُ

    * لِأَعِيشَ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي عَيْشٍ هَنِي

    يَا أَيُّهَا الْمُرْسِي بِبَحْرِ مَعَارِفٍ

    * سَافِرْ إِلَى الْمُرِسي بِرِيحٍ لَيِّنِ

    فَهْوَ الطَّرِيقُ إِلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى

    * إِنْ كُنْتَ يَوْمًا بِالْإِرَادَةِ تَعْتَنِي

    صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ مَا ذُكِرَ اسْمُهُ

    * فِي عَالَمٍ مِنْ عَالَمٍ مُتَفَنِّنِ



    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68472
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20 Empty رد: كتاب: لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن الشاذلي ـ 16 من 20

    مُساهمة من طرف Admin 22/7/2020, 21:55

    ومدحه الأديب الفاضل شرف الدين البوصيري بقصيدة منها:

    أَمَّا الْمَحَبَّةُ فَهْي بَذْلُ نُفُوسِ

    * فَتَنَعَّمِي يَا مُهْجَتِي بِالْبُوسِ

    بَذْلُ الْمُحِبِّ لِمَنْ أَحَبَّ دُمُوعَهُ

    * وَطَوَى حَشَاهُ عَلَى أَحَرِّ رَسَيسِ

    صَدِّقْ وَقُلْ مَنْ لَمْ يُقِيمُ قِيَامَهُ

    * لَمْ يَنْتَفِعْ مِنْهُ امْرُؤٌ بِجُلُوسِ

    قَبِلَ الْإِلَهُ تَقَرُّبِي بِمَدِيحِهِ

    * وَتَوَجُّهِي لِجَنَابِهِ الْمَحْرُوسِ

    رُمْتُ الْمَسِيرَ إِلَيْهِ أَعْجَزَنِي السُّرَى

    * وَأَبَاحَنِي مَرْآهُ غَيْرَ بَئَوسِ

    أَكْرِمْ بِيَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ زِيَارَةً

    * فَكَأَنَّهُ عِنْدِي كَأَلْفِ خَمِيسِ

    كُلُّ اتِّصَالَاتِ السَّعِيدِ سَعِيدَةٌ

    * بِمَثَابَةِ التَّثْلِيثِ وَالتَّسْدِيسِ

    شَرَفًا لِشَاذِلَةٍ وَمُرْسِيَةٍ سَرَتْ

    * لَهُمَا الرِّئَاسَةُ مِنْ أَجَلِّ رَئِيسِ

    مِا إِنْ نَسَبْتُ إِلَيْهِمَا شَيْخَيْهِمَا

    * إِلَّا جَلَوْتُهُمَا جَلَاءَ عَرُوسِ

    وكنت في مبدأ التشبيه عملت قصيدة فيه، وأنشدت بين يديه، فلما فرغ من إنشادها قال: «أيدك الله بروح» القدس وهي هذه:

    بَرَزَتْ سَلْمَى بِأَثْنَاءِ الْخِيَمْ

    * فَأَرَتْنَا الْبَدْرَ مِنْ تَحْتِ اللَّمَمْ

    وَحَدَا الْحَادُونَ لَمَّا أَبْصَرُوا

    * وَجْهَهَا فِي اللَّيْلِ صُبْحًا قَدْ أَلَمْ

    وَعَذَرْنَاهُمْ وَمَاذَا عَجَبِي

    * أَنْ يُرَى وَجْهٌ لِسَلْمَى فِي الظَّلَمْ

    كَضِياءِ الصُّبْحِ أَوْ بَدْرِ الدُّجَا

    * وَجْهُهَا أَكْمَلُ نُورًا وَأَتَمْ

    لَوْ رَآهَا الْبَدْر أَثْنَى رَاجِعًا

    * خَجِلًا مِنْ وَجْهِهَا وَمُحْتَشِمْ

    أَوْ رَأَتْهَا الشَّمْسُ لَمْ تَطْلُعْ ضُحى

    * ثُمَّ صَارَتْ خَدْنَ هَمٍّ وَنَدَمْ

    عَذَّبَتْ قَلْبِي بِهِجْرَانٍ بِهِ

    * عُذِّبَ العُشَّاقُ قَبْلِي فِي الْقِدَمْ

    وَكَسَتْنِي ثَوْبَ هَمٍّ وَضَنى

    * صِرْتُ بَيْنَ النَّاسِ فِيهِ كَالْعَلَمْ

    وَأَبتْ إِلَّا صُدُودًا دَائِمًا

    * فَأَبَى دَمْعِي إِلَّا أَنْ يَتِمْ

    فَسَهِرْتُ اللَّيْلَ أَرْعَى نَجْمَهُ

    * أَذْكُرُ الوَصْلَ الَّذِي قَدْ انْصَرَمْ

    كُلَّمَا رُمْتُ لِعَيْنِي هَجْعَةً

    * قَالَ لِي الْقَلْبُ رُوَيْدًا لَا تَنَمْ

    تَدَّعِي الْعِشْقَ وَتأْتِي ضِدَّهُ

    * إِنَّمَا الْعِشْقُ سُهَادٌ وَسَقَمْ

    لَازِمِ الْبَابَ بِذُلٍّ وَأُسًى

    * فَهُمَا فِي الْحُبِّ شَرْطٌ يُلْتَزَمْ

    وَدَعِ التَّقْصِيرَ فِي خِدْمَتِهِ

    * شَمِّرِ الذَّيْلَ وَلَا تَخْشَ الْألَمْ

    وَاجْتَهِدْ عَلَّكَ أَنْ تَنْجُو غَدًا

    * مِنْ عَذَابِ اللهِ خَلَّاقِ الْأُمَمْ

    لَا تَقُولَنَّ إِنَّ هَذَا زَمَنٌ

    * عَسِرٌ فِيهِ وُجودُ مَنْ سَلِمْ




    أَوْلِيَاءُ اللهِ لَمْ يَنْقَرِضُوا

    * إِنَّ حِزْبَ اللهِ غَيْرُ مُنْهَزِمْ

    قَدْ رَأَيْنَا كُلَّهُمْ فِي وَاحِدٍ

    * ذِي بَهَاءٍ وَوَفَاءٍ وَهِمَمْ

    فَي أَبِي الْعَبَّاسِ مَجْمُوعُ الَّذِي

    * مَنَحُوهُ مِنْ عُلُومٍ وَحِكَمْ

    بِأَبِي الْعَبَّاسِ زَالَتْ كُرْبَةٌ

    * عَنْ قُلُوبِ الْخَلْقِ وَانْجَابَتْ ظُلَمْ

    وَبِهِ شَمْسُ الْهُدَى قَدْ ظَهَرَتْ

    * وَبِهِ دُرُّ الْعُلُومِ قَدْ نُظِمْ

    أَيُّ نُورٍ قَدْ بَدَا لِأَهْلِهِ

    * أَيُّ عِلْمٍ قَدْ بَدَا لِمَنْ فَهِمْ

    وَلَقَدْ فَضَّلَهُ رَبُّ الْعُلَا

    * وَكَسَاُه حُلَلًا مِنَ النِّعَمْ

    قُلْ لِأَقْوَامٍ أَرَادُوا شَأْوَهُ

    * أَقْصِرُوا إِنَّ الْإِلَهَ قَدْ قَسَمْ

    لَيْسَ هَذَا الْأَمْرُ أَمْرًا هَيِّنًا

    * فَتَنَالُوهُ بِجِدٍّ وَهِمَمْ

    نَازَعُوا اللهَ تَعَالَى حُكْمَهُ

    * إِذْ أَرَادُوا سِتْرَ ذَا النُّورِ الْأَعَمْ

    إِنْ يَكُونُوا أَنْكَرُوا شَمْسَ الضُّحَى

    * إِذْ تَبَدَّى النُّورُ مِنْهَا وَاسْتَتَمْ

    فَهُمُو إِخْوَانُ جَهْلٍ وَهَوًى

    * وَهُمُو أَخْدَانُ هَمٍّ وَنَدَمْ

    وَقَدِيمًا قَالَ فِيهِ شَيْخُهُ

    * وَهْوَ قُطْبُ الْأَرْضِ وَالْعَلَمُ الْأَعَمْ

    إِنَّمَا أَنْتَ أَنَا فَاعْلَمْ بِذَا

    * أَنَّ هَذَا لَيْسَ أَمْرًا مُكْتَتَمْ

    وَحَدِيثُ الشَّيْخِ عَنْهُ شَائِعٌ

    * ذَائِعٌ مَا بَيْنَ عُرْبٍ وَعَجَمْ

    لَوْ بَسَطْنَاهُ لَطَالَ بَسْطُهُ

    * وَلَزَادَ الشَّرْحُ فِيهِ وِعَظُمْ

    إِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَطِيعٌوا جَحْدَهُ

    * فَتَرَاهُمْ مَازِجِي شَهْدًا بِسَمْ

    فَلْيَدُمْ غَيْظُهُمُو وَحِقْدُهُمْ

    * وَلْيَمُوتُوا كُلُّهُمْ مَوْتَةَ غَمْ

    دُمْتَ فِي عِزٍّ عَلَى رَغْمِ الْعِدَا

    * مَا رَقَى الْقُمْرِيُّ فِي غُصْنٍ سَلَمْ

    ولما انتهى في الإرشاد إلى قولنا: «قد رأينا كلهم في واحد...» إلى قولنا: «...من علوم وحكم»، قال الشيخ }: واللهِ لقد قال لي الشيخ أبو الحسن: «يا أبا العباس، فيك»، ولَمَّا انتهى في الإرشاد إلى قولنا: «وقديمًا قال فيه شيخه...» البيتين.

    قال الشيخ }: واللهِ لقد قال الشيخ أبو الحسن: «يا أبا العباس، ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا وأنا أنت»، ومكث بعد ذلك مدة سنين ثم أتى الشيخ } من الصعيد، فلما اجتمعت به أراني قصيدة عملها فيه إنسان من أهل أخميم، وقال لي: «أَجِبْهُ»، فذهبت فتوقف عليَّ القول، فقلت: عجبًا! يأمرني الشيخ ويتوقف عليَّ القول، هذا -واللهِ- من عدم صدقي.

    فلما قلت ذلك فتح الله عَلَيَّ باب القول حتى كأنها كانت سيلًا يَدَّفَّقُ إلى أن تكلمت قصيدة، فلما قرئت عليه وقعت منه بموقع الرضى حتى كان يمكث المدة من الزمان ويستعيدها، وقال: لَمَّا قرأت عليه هذا الفقيه صاحبني وبه



    مرضان، وقد عافاه الله منهما، يعني وجعًا برأسي والوسوسة في الطهارة ولا بد أن يجلس ويتحدث في العلمين، وهي هذه القصيدة:

    قِفْ بِالدَّيَارِ فَقَدْ بَدَا مَعْنَاهَا

    * فَلِمَنْ تَسِيرُ وَمَا الْمُرَادُ سِوَاهَا

    وَأَرِحْ فَلَاحَكَ قَدْ بَلَغْتَ المُنْحَنَى

    * فَلَطَالَمَا جَهِزَتْ وَدَامَ سُرَاهَا

    وَلَطَالَمَا قَطَعَتْ مَهَامِهَ وَاغْتَدَتْ

    * أَرْسَاغُهَا مَخْضُوبَةً بِدِمَاهَا

    تُمْسِي وَتُصْبِحُ لَا تَمَلُّ مِنْ السُّرَى

    * حَتَّى تَشَكَّتْ أَنَّهَا وَوِجَاهَا

    رِفْقًا بِهَا يَا أَيُّهَا الْحَادِيُّ لَا

    * تُغْرِي بِهَا فَالشَّوْقُ قَدْ أَغْرَاهَا

    يَكْفِي الَّذِي لَاقَتْهُ مِنْ أَلَمِ السُّرَى

    * وَكَفَى بِهَا وَجْدًا بِهَا وَكَفَاهَا

    أَوَ مَا تَرَاهَا كَيْفَ تُجْرِي دَمْعَهَا

    * حَتَّى تَبُلَّ مِنَ الدُّمُوعِ سُرَاهَا

    يَحْدُو بِهَا نَحْوَ الدِّيَارِ غَرَامُهَا

    * وَيَقُودُهَا نَحْوَ الْحَبِيبِ هَواهَا

    فَازَتْ بِأَنْ وَصَلَتْ إِلَى أَحْبَابِهَا

    * فَتَمَايَلَتْ وَالشَّوْقُ حَشْوُ حَشَاهَا

    حَنَّتْ وَأَنَّتْ إِذْ رَأَتْ وَادِي النَّقَا

    * وَاسْتَبْشَرَتْ مِنْهُ بِنَيْلِ مُنَاهَا

    فَسُرُورُهَا كَسُرُورِ أَيَّامٍ غَدَا

    *
    فِيهَا أَبُو الْعَبَّاسِ شَمْسَ ضُحَاهَا



    تَاهَتْ بِأَحْمَدَ إِذْ أَتَاهَا رَحْمَةً

    * وَغَدَتْ بِهِ بَيْنَ الْوَرَى تَتَبَاهَى

    وَتَشَرَّفَتْ أَوْقَاتُهَا بِمَجِيئِهِ

    * وَتَحَلَّتِ الْأَيَّامُ مِنْهُ حَلَاهَا

    وَغَدَا يُسَدِّدُ أَمْرَ دِينِ مُحَمَّدٍ

    * فَأَزَاحَ عَنْهَا كُرْبَةً وَجَلَاهَا

    إِنْ تَلْقَهُ تَلْقَى إِمَامًا رَاسِخًا

    * حَبْرًا مُنِيبًا صَادِقًا أَدَّاهَا

    قَدْ كُمِّلَتْ فِيهِ الْفَضَائِلُ كُلُّهَا

    * وَتَجَمَّعَتْ فِيهِ عَلَى أُخْرَاهَا

    كَمْ سُنَّةٍ مَاتَتْ فَأَحْيَا رَسْمَهَا

    * كَمْ بِدْعَةٍ عُقِدَتْ فَحَلَّ عُرَاهَا

    كَمْ مَنْ أَتَاهُ وَالْمَعَاصِي دَأْبُهُ

    * قَدْ قَيَّدَتْهُ نَفْسُهُ بِهَوَاهَا

    فَأَزَالَ عَنْهُ مَا بِهِ فَتَقَشَّعَتْ

    * عَنْهُ سَحَائِبُ ظُلْمَةٍ بِدُجَاهَا

    كَمْ مِنْ قُلُوبٍ قَدْ أُمِيتَتْ بِالْهَوَى

    * أَحْيَا بِهَا مِنْ بَعْدِ مَا أَحْيَاهَا

    أَحْيَيْتَ عِلْمَ َالْقَوْم فِي زَمَنٍ بِهِ

    * قَلَّ الْمُسَاعِدُ فَانْجَلَتْ ظُلْمَاهَا

    وَأَتَيْتَ غَوْثًا لِلْأَنَامِ وَقَبْلَ ذَا

    * رُكِبَتْ مَحَارِمُ وَاسْتُبِيحَ حِمَاهَا

    وَغَدَوْتَ تَرْفُلُ فِي ثِيَابِ مَعَارِفٍ

    * وَلَبَسْتَ مِن حُلَلٍ التُّقَى أَسْنَاهَا

    مَا زِلْتَ حَتَّى طَاوَعَتْكَ نُفُوسُنَا

    * فَأَزَلْتَ عَنْهَا جَهْلَهَا وَعَمَاهَا

    مِنْ بَعْدِمَا ظَفِرَتْ بِهَا وَتَحَكَّمَتْ

    * فِينَا وَزَلَّتْ عَنْ سَبِيلِ هُدَاهَا

    ذَلَّلْتَهَا حَتَّى أَتَتْ مُنْقَادَةً

    * مِنْ بَعْدِمَا جَمَحَتْ وَعَزَّ شِفَاهَا

    فَلِذَاكَ أَضْحَى وِدُّهَا لَكَ خَالِصًا

    * بُشْرَى لَهَا فِي وِدِّهَا بُشْرَاهَا

    فَغَدَوتَ أَعْلَى هَمِّهَا فِي جَهْرِهَا

    * وَكَذَاك أَيْضًا أَنْتَ فِي نَجْوَاهَا





    مَا زِلْتُمُ تَهْدُونَ أُمَّةَ أَحْمَدٍ

    * فَبِكُمْ تَكَمَّلَ بِرُّهَا وَتُقَاهَا

    قَدْ كَانَ قِدْمًا بِالْبَرِيَّةِ خَيْرُهُ

    * حَتَّى أَتَى قُطْبُ الْوَرَى فَهَدَاهَا

    بِالشَّاذِلِيِّ تَقَشَّعَتْ ظُلُمَاتُهَا

    * وَتَنَوَّرَتْ بِمَجِيئِهِ أُفْقَاهَا

    كَنْزِ التُّقَى عَلَمِ الْهُدَى بَحْرِ النَّدَى

    * قُطْبِ الْبَرِيَّةِ غَوْثِهَا مَلْجَاهَا

    مَنْ كَانَ -إِنْ خَطْبٌ أَلَمَّ- حِمَاهَا

    * وَزَوَى بِهَا عَنْ صَرْفِهِ وَوَفَاهَا

    كَهْفٌ تَلُوذُ بِهِ الْبَرِيَّةُ كُلُّهَا

    * تَرْجُوهُ فِي لَأْوَائِهَا وَرَخَاهَا

    حَتَّى تَوَفَّاهُ الْإِلَهُ فَيَا لَهَا

    * مِنْ نَعْيَةٍ قَدْ حَازَهَا وَحَوَاهَا

    وَخَلَفْتَهُ فِي حَالِهِ وَمَقَامِهِ

    * بِالْإِرْثِ مِنْهُ فَارْتَقَيْتَ عُلَاهَا

    اللهُ أَبْقَى لِلْبَرِيَّةِ أَحْمَدًا

    * وَأَقَامَهُ فِيهَا لِكَي يَرْعَاهَا

    إِنَّ الَّذِينَ تَعَرَّضُوا لِفَخَارِهِ

    * طَبَقَتْ جُفُونُهُمُ عَلَى أَقْذَاهَا

    إِنْ تُنْكِرُوا الْآيَاتِ وَهْيَ ظَوَاهِرٌ

    * فَلَقَدْ تَبَدَّتْ وَاسْتَنَارَ سَنَاهَا

    هُمْ يَعْلَمُونَ ِبِأَنَّهُ قُطْبُ الْوَرَى

    * لَكِنَّهُ غَلَبَ النُّفُوسَ شِفَاهَا

    أَوَ مَا تَرَى قَوْمَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ



    * جَحَدُوا وَلَحُّوا فِي الْجُحُودِ شِفَاهَا

    مَعَ عِلْمِهِمْ أَنَّ النَّبِيَّ مُحَمَّدًا

    * كَانَ الرَّسُولَ أَتَى لَهَا بِهُدَاهَا

    فَأَنَامَ غَيْظَهُمُ الْمَلِيكُ وَلَمْ تَزَلْ

    * فِي حَالَةٍ يَرْضَى بِهَا مَوْلَاهَا

    يُهْدِي إِلَيْكَ الْمَكْرُمَاتِ بِأَسْرِهَا

    * وَتَنَالُ مِنْ رُتَبِ الْعُلَى أَقْصَاهَا

    وكان يعجبه منها: «كم من قلوب قد أميتت...» [البيت]؛ فكان يعيد القصيدة إلى هذا البيت، فإذا انتهى في الإنشاد إليه استعادَهَا.

    جعل الله مدحَنا هذا موضوعًا في الميزان، موجبًا للرضوان، بمنه وكرمه

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 21:22