الصفحة 23 من 61
تنبيه وإعلام
اعلم أنَّ الحق -سبحانه وتعالى- بسط إبراهيم عليه السلام بنور الرضا وأعطاه روح الاستسلام، وصان قلبه عن النظر إلى الأنام، فما كانت([1]) النار عليه بردًا وسلامًا إلا لما كان قلبه مفوضًا إلى الله استسلامًا، فمن الاستسلام كان عليه السلام، وعن تصحيح باطن المقام([2]) كان ما ظهر عليه من الإجلال والإعظام، فافهم من ذلك أيها المؤمن أن من استسلم إلى الله في واردات الامتحان أعاد الله عليه شوكها ريحانًا وخوفها أمانًا.
فإذا قذفك الشيطان في منجنيق الامتحان، فعرضت لك الأكوان قائلة: «ألك حاجة؟»، فقل: «أما إليك فلا، وأما إلى الله فبلى»، فإن قالت لك: «سله»؛ فقل: «حسبي من سؤالي علمه بحالي»، فإن الله يعيد عليك نار الدنيا بردًا وسلامًا، ويعطيك منة وإكرامًا؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- فتح بالأنبياء والرسل سبيل الهدى، فسلك وراءهم المقتدون، والتزم اتباعهم المؤمنون، كما قال -سبحانه وتعالى-: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾([3])، وقال في شأن يونس([4]) عليه السلام: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ﴾([5]).
أي كذلك ننجى المؤمنين المتبعين لأنواره، الطالبين من الله بالذلة والافتقار، واللابسين شعار المسكنة والانكسار.
([1]) وفي نسخة: فما عادت النار.
([2]) وفي نسخة (1): باطن القيام.
([3]) الآية: 108 من سورة يوسف.
([4]) هو نبي الله يونس ابن متى عليه السلام الذي بعثه الله إلى أهل قرية (نِيْنَوى) وهي قرية من أرض الموصل بالعراق.
([5]) الآية: 88 من سورة الأنبياء، ولهذه الآية مع نبي الله يونس مناسبة يقصها لنا هذا الحديث التالي عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة: سمعت أبا هريرة } يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله إلى الحوت: ولا تخدش له لحمًا، ولا تكسر له عظمًا. فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسًّا فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحي الله إليه وهو في بطن الحوت أن هذا تسبيح دواب البحر، قال: وسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبيحه؛ فقالوا: يا ربنا، إنا نسمع صوتًا ضعيفًا بأرض غريبة! قال: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، قالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟! قال: نعم. قال: فشفعوا له عند ذلك؛ فأمر الحوت فقذفه في الساحل كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ [الصَّافات:145]» [رواه ابن جرير ورواه البزار في مسنده].
تنبيه وإعلام
اعلم أنَّ الحق -سبحانه وتعالى- بسط إبراهيم عليه السلام بنور الرضا وأعطاه روح الاستسلام، وصان قلبه عن النظر إلى الأنام، فما كانت([1]) النار عليه بردًا وسلامًا إلا لما كان قلبه مفوضًا إلى الله استسلامًا، فمن الاستسلام كان عليه السلام، وعن تصحيح باطن المقام([2]) كان ما ظهر عليه من الإجلال والإعظام، فافهم من ذلك أيها المؤمن أن من استسلم إلى الله في واردات الامتحان أعاد الله عليه شوكها ريحانًا وخوفها أمانًا.
فإذا قذفك الشيطان في منجنيق الامتحان، فعرضت لك الأكوان قائلة: «ألك حاجة؟»، فقل: «أما إليك فلا، وأما إلى الله فبلى»، فإن قالت لك: «سله»؛ فقل: «حسبي من سؤالي علمه بحالي»، فإن الله يعيد عليك نار الدنيا بردًا وسلامًا، ويعطيك منة وإكرامًا؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- فتح بالأنبياء والرسل سبيل الهدى، فسلك وراءهم المقتدون، والتزم اتباعهم المؤمنون، كما قال -سبحانه وتعالى-: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾([3])، وقال في شأن يونس([4]) عليه السلام: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ﴾([5]).
أي كذلك ننجى المؤمنين المتبعين لأنواره، الطالبين من الله بالذلة والافتقار، واللابسين شعار المسكنة والانكسار.
([1]) وفي نسخة: فما عادت النار.
([2]) وفي نسخة (1): باطن القيام.
([3]) الآية: 108 من سورة يوسف.
([4]) هو نبي الله يونس ابن متى عليه السلام الذي بعثه الله إلى أهل قرية (نِيْنَوى) وهي قرية من أرض الموصل بالعراق.
([5]) الآية: 88 من سورة الأنبياء، ولهذه الآية مع نبي الله يونس مناسبة يقصها لنا هذا الحديث التالي عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة: سمعت أبا هريرة } يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت، أوحى الله إلى الحوت: ولا تخدش له لحمًا، ولا تكسر له عظمًا. فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسًّا فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحي الله إليه وهو في بطن الحوت أن هذا تسبيح دواب البحر، قال: وسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبيحه؛ فقالوا: يا ربنا، إنا نسمع صوتًا ضعيفًا بأرض غريبة! قال: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، قالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟! قال: نعم. قال: فشفعوا له عند ذلك؛ فأمر الحوت فقذفه في الساحل كما قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ [الصَّافات:145]» [رواه ابن جرير ورواه البزار في مسنده].
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin