الصفحة 31 من 61
التدبير عند أولي البصائر
التدبير عند أولي البصائر(*)
انعطاف: اعلم أنَّ التدبير مع الله عز وجل عند أولي البصائر إنما هو مخاصمة للربوبية؛ وذلك لأنَّه إذا نزل بك أمر تريد رفعه، أو رفع عنك أمر تريد وضعه، أو تَهَمَّمْتَ بأمر أنت عالم أنه متكفل بذلك، وقائم به إليك، كان ذلك منازعة للربوبية، وخروجًا عن حقيقة العبودية واذكر ها هنا قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾([1]).
ففي هذه الآية توبيخ للإنسان لما غفل عن أصل نشأته، وخاصم منشأه وغفل عن سر بدايته، ونازع مبدأه، وكيف يصلح لمن خلق من نطفة أن ينازع الله في أحكامه، وأن يضاده في نقضه وإبرامه! فاحذر -رحمك الله- التدبير مع الله.
واعلم أنَّ التدبير من أشد حجب القلوب عن مطالعة الغيوب، وإنَّما التدبير للنفس ينبع من وجود الموادة لها ولو غبت عنها فناء، وكنت بالله بقاء لَغَيَّبَكَ ذلك التدبير عن نفسك أو بنفسك، وما أقبح عبدًا جاهلًا بأفعال الله، غافلًا عن حسن نظر الله! ألم تسمع قوله تعالى: ﴿قُلْ كَفَى بِاللهِ﴾([2])! فأين الاكتفاء بالله لعبد مدبر مع الله!([3]) ولو اكتفى بتدبير الله له لاقتطعه ذلك عن التدبير مع الله.
([1]) الآية: 77 من سورة يس.
([2]) الآية 43 من سورة الرعد.
([3]) وفي نسخة أخرى: فلو اكتفى.
(*) العنوان من عمل المحقق.
التدبير عند أولي البصائر
التدبير عند أولي البصائر(*)
انعطاف: اعلم أنَّ التدبير مع الله عز وجل عند أولي البصائر إنما هو مخاصمة للربوبية؛ وذلك لأنَّه إذا نزل بك أمر تريد رفعه، أو رفع عنك أمر تريد وضعه، أو تَهَمَّمْتَ بأمر أنت عالم أنه متكفل بذلك، وقائم به إليك، كان ذلك منازعة للربوبية، وخروجًا عن حقيقة العبودية واذكر ها هنا قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾([1]).
ففي هذه الآية توبيخ للإنسان لما غفل عن أصل نشأته، وخاصم منشأه وغفل عن سر بدايته، ونازع مبدأه، وكيف يصلح لمن خلق من نطفة أن ينازع الله في أحكامه، وأن يضاده في نقضه وإبرامه! فاحذر -رحمك الله- التدبير مع الله.
واعلم أنَّ التدبير من أشد حجب القلوب عن مطالعة الغيوب، وإنَّما التدبير للنفس ينبع من وجود الموادة لها ولو غبت عنها فناء، وكنت بالله بقاء لَغَيَّبَكَ ذلك التدبير عن نفسك أو بنفسك، وما أقبح عبدًا جاهلًا بأفعال الله، غافلًا عن حسن نظر الله! ألم تسمع قوله تعالى: ﴿قُلْ كَفَى بِاللهِ﴾([2])! فأين الاكتفاء بالله لعبد مدبر مع الله!([3]) ولو اكتفى بتدبير الله له لاقتطعه ذلك عن التدبير مع الله.
([1]) الآية: 77 من سورة يس.
([2]) الآية 43 من سورة الرعد.
([3]) وفي نسخة أخرى: فلو اكتفى.
(*) العنوان من عمل المحقق.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin