..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: شفاء الصدور الحرجة بشرح القصيدة المنفرجة ـ الشيخ حسنين محمد مخلوف
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty26/9/2024, 22:47 من طرف Admin

» كتاب: اللآلي السنية في مشروعية مولد خير البرية ـ العلامة عثمان بن الشيخ عمر بن الشيخ داود
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty26/9/2024, 22:37 من طرف Admin

» كتاب: بشائر الأخيار في مولد المختار صلى الله عليه وآله وسلم ـ السيد محمد ماضي أبو العزائم
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty26/9/2024, 22:35 من طرف Admin

» كتاب: البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي ـ الشيخ محمود بن أحمد الزين
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty26/9/2024, 21:58 من طرف Admin

» كتاب: الهدي التام في موارد المولد النبوي وما اعتيد فيه من القيام الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty26/9/2024, 21:55 من طرف Admin

» كتاب: مولد النبي صلي الله عليه و سلم ـ العلامة عبد الرحمن بن عبد المنعم الخياط
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty26/9/2024, 21:53 من طرف Admin

» كتاب: عرف التعريف بالمولد الشريف للإمام ابن الجزري
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty26/9/2024, 21:51 من طرف Admin

» كتاب: المورد الهني في المولد السني ـ الإمام زين الدين الحسين بن عبدالرحيم العراقي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty26/9/2024, 21:48 من طرف Admin

» النفحة الوردية في نظم قصة الميلاد المحمدية الإمام ابن كثير
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty24/9/2024, 23:48 من طرف منصور احسان

» كتاب: ينابيع المودة ـ الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty23/9/2024, 19:59 من طرف Admin

» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty23/9/2024, 19:56 من طرف Admin

» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty23/9/2024, 19:51 من طرف Admin

» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty23/9/2024, 19:47 من طرف Admin

» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty23/9/2024, 19:42 من طرف Admin

» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty23/9/2024, 19:39 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68480
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ Empty من كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره (1) ـ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ

    مُساهمة من طرف Admin 27/7/2020, 15:14

    عناية الله به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ صغره

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ:

    حَدِيثُهُ، أَوحَدِيثٌ عَـنْهُ يُطْرِبُني *** هَذَا إِذَا غَابَ، أَوْ هَذَا إِذَا حَضَرَا

    كِـلَاهُمَا حَـسَنٌ عِـنْدِي أُسَرُّ بِهِ *** لَكِنَّ أَحْلَاهُمَا مَا وَافَقَ الـــنَّظَرَا

    يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

    ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ عِنَايَتَهُ بِحَبِيبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ صِغَرِ سِنِّهِ، وَتَعَهُّدَهُ إِيَّاهُ، وَرِعَايَتَهُ لَهُ، تَنْبِيهَاً إلى أَنَّ اللهَ تعالى الذي تَوَلَّاهُ بِعِنَايَتِهِ مُنْذُ صِغَرِهِ، وَأَتْحَفَهُ بِنِعَمِهِ سُبْحَانَهُ، سَوْفَ يُوَاصِلُ إِلَيْهِ بِرَّهُ وَإِكْرَامَهُ، وَيُدِيمُ عَلَيْهِ فَضْلَهُ وَإِنْعَامَهُ، وَيُحَقِّقَ لَهُ مَا وَعَدَهُ بِهِ، وَيُحِيطَهُ بِعِنَايَتِهِ وَيَكْلَأُهُ بِرِعَايَتِهِ أَبَدَ الأَبَدِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمَاً فَآوَى﴾؟ وَذَلِكَ أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ اللهِ تُوُفِّيَ وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَمْلٌ في بَطْنِ أُمِّهِ، وَقِيلَ بَعْدَ وِلَادَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَلَهُ مِنَ العُمُرِ سِتُّ سِنِينَ، ثُمَّ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ في كَفَالَةِ جَدِّهِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، إلى أَنْ تُوُفِّيَ وَلَهُ مِنَ العُمُرِ ثَمَانِ سِنِينَ، فَكَفِلَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَتَرَبَّى وَيَنْشَأُ في عِنَايَةٍ مِنَ اللهِ تعالى، مُحَاطَاً مَحْفُوفَاً مَحْفُوظَاً مُوَقَّرَاً، إلى أَنْ أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى بِالنُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

    ﴿وَوَجَدَكَ ضَالَّاً فَهَدَى﴾. اعْلَمْ أَنَّ الضَّلَالَ قَدْ يُرَادُ مِنْهُ ضَلَالُ المَعْصِيَةِ، وَهُوَ الضَّلَالُ عَنِ الحَقِّ وَالخَيْرِ وَالصَّلَاحِ، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ المَعَانِي المُخْتَلِفَةِ، حَسْبَ المُنَاسَبَةِ التي جَاءَ فِيهَا، كَمَا سَيَتَّضِحُ مَعَنَا قَرِيبَاً إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، فَأَمَّا الضَّلَالُ عَنِ الحَقِّ وَالصَلَاحِ فَهُوَ غَيْرُ مُرَادٍ في هَذِهِ الآيَةِ قَطْعَاً، لِأَنَّ اللهَ تعالى نَفَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في قَوْلِهِ: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾. فَنَفَى سُبْحَانَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الضَّلَالَةَ التي هِيَ ضِدُّ الهُدَى، وَالغِوَايَةَ التي هِيِ ضِدُّ الرَّشَادِ، وَنَزَّهَهُ عَنْ ذَلِكَ بَعْدَ التَّأْكِيدِ بِالقَسَمِ، وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ شَهَادَةَ اللهِ تعالى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالهُدَى وَالرَّشَادِ في عِلْمِهِ وَعَمَلِهِ، وَقَالِهِ وَحَالِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِضَالٍّ، بَلْ هُوَ عَلَى هُدَىً وَعِلْمٍ بِالحَقِّ، وَلَيْسَ بِغَاوٍ بَلْ هُوَ رَاشِدٌ في عِلْمِهِ وَقَصْدِهِ، لَمْ يَلْتَفِتْ لِشَيْءٍ سِوَى الهُدَى وَالحَقِّ.

    فَإِنَّ الضَّالَّ هُوَ الجَاهِلُ الذي يَمْشِي عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ، فَلَا يَهْتَدِي السَّبِيلَ، وَالغَاوِي هُوَ الذي عَلِمَ الحَقَّ فَكَتَمَهُ وَقَصَدَ غَيْرَهُ.

    فَالهُدَى وَالرَّشَادُ هُمَا أَصْلُ الكَمَالِ في الإِنْسَانِ.

    وَلَقَدِ امْتَنَّ اللهُ تعالى عَلَى خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِأَنَّهُ آتَاهُ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلِ النُّبُوَّةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ﴾. فَإِذَا كَانَ الخَلِيلُ كَذَلِكَ، فَالحَبِيبُ الأَكْرَمُ أَوْلَى وَأَجْدَرُ بِذَلِكَ، فَإِنَّ اللهَ تعالى آتَاهُ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلِ النُّبُوَّةِ، وَلِذَا نَبَّهَ اللهُ تعالى قَوْمَهُ الذينَ عَانَدُوهُ فَقَالَ لَهُمْ: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾. أَيْ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي تَرَبَّى بَيْنَكُمْ، وَنَشَأَ فِيكُمْ، فَأَنْتُمْ أَعْرَفُ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ، لَمْ تَعْثُرُوا لَهُ عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَا غِوَايَةٍ، بَلْ أُمُورُهُ كُلُّهَا سَدَادٌ وَرَشَادٌ.

    فَلَيْسَ الضَّلَالُ الوَارِدُ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالَّاً فَهَدَى﴾. لَيْسَ هُوَ الضَّلَالُ عَنِ الحَقِّ، وَالمَيْلُ إلى الفَسَادِ وَالشَّرِّ، فَإِنَّهُ مَنْفِيٌّ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَصَّاً في قَوْلِهِ تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾. وَلِذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لَمْ تَكُنْ لَهُ ضَلَالَةُ مَعْصِيَةٍ.

    خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِذَاً: فَقَدْ يَقُولُ القَائِلُ: فَمَا المُرَادُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالَّاً فَهَدَى﴾؟

    قُلْنَا في الجَوَابِ: قَدْ ذَكَرَ عُلَمَاءُ السَّلَفِ وُجُوهَاً مِنَ المَعَانِي لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالَّاً فَهَدَى﴾.

    الوَجْهُ الأَوَّلُ: إِنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالَّاً فَهَدَى﴾. أَيْ: وَجَدَكَ غَيْرَ عَالِمٍ بِالنُّبُوَّةِ وَعُلُومِهَا، وَالكِتَابِ المُبِينِ وَمَا حَوَاهُ، فَهَدَاكَ لِذَلِكَ، وَعَلَّمَكَ جَمِيعَ مَا هُنَالِكَ، وَيَشْهَدُ لِهَذَا المَعْنَى قَوْلُهُ تعالى: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ المُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنَاً عَرَبِيَّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ﴾.

    فَلَيْسَتْ هَذِهِ الغَفْلَةُ غَفْلَةً مُطْلَقَةً، وَلَا غَفْلَةَ ضَلَالَةٍ أَو غِوَايَةٍ، وَإِنَّمَا هِيَ عَدَمُ دِرَايَةٍ بِتَفَاصِيلِ الكِتَابِ وَعُلُومِهِ، قَالَ تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحَاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ . .﴾. الآيَةَ ـ أَيْ: مَا كُنْتَ تَدْرِي بِتَفَاصِيلِ الإِيمَانِ العَمَلِيِّ وَوَاجِبَاتِهِ، حَتَّى عَلَّمْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمَاً﴾.

    اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِاتِّبَاعِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

    ** ** **

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/10/2024, 23:30