مع الحبيب المصطفى: «إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ»
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
179ـ «إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ من حِكمَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ في خَلْقِهِ أنْ جَعَلَهُم مُتَفَاوِتِينَ في الأَرزَاقِ، قَالَ تعالى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيَّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. ومَا جَعَلَهُم كذلكَ إلا لِيَخدِمَ بَعضُهُم بَعضَاً، ومن أَجلِ الاختِبَارِ، لِكَيلا يَطغَى صَاحِبُ النِّعمَةِ، ولِكَيْ يَستَعْفِفَ مُفتَقِرُ النِّعمَةِ.
أيُّها الإخوة الكرام: الإسلامُ رَبَّى أَتبَاعَهُ على خُلُقِ الكَمَالِ، فَرَبَّى الأَغنِيَاءَ على الجُودِ والكَرَمِ، ورَبَّى الفُقَرَاءَ على العِفَّةِ والاستِغنَاءِ، وحَثَّ الجَمِيعَ على التَّكَسُّبِ والسَّعْيِ في الأَرضِ لِطَلَبِ الرِّزقِ الحَلالِ، وجَعَلَ السَّعْيَ على الأَهلِ والأَولادِ ومن يَعُولُ من أَفضَلِ القُرُبَاتِ والأَعمَالِ التي يُثَابُ عَلَيهَا العَبدُ، واعتَبَرَهَا عِبَادَةً من العِبَادَاتِ إذا نَوَى العَبدُ بذلكَ التَّقَرُّبَ إلى اللهِ تعالى.
قَالَ تعالى حَثَّاً على التَّكَسُّبِ: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ﴾.
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُرَغِّبَاً في النَّفَقَةِ على العِيَالِ: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْراً الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ».
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَبَدَأَ بِالْعِيَالِ؛ ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ يُعِفُّهُمْ أَوْ يَنْفَعُهُمُ اللهُ بِهِ وَيُغْنِيهِمْ.
طَائِفَتَانِ مُنحَرِفَتَانِ:
أيُّها الإخوة الكرام: عِندَمَا ابتَعَدَ النَّاسُ عن الهُدَى الذي جَاءَ بِهِ سَيِّدُنا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَفُقِدَ المَالُ الصَّالِحُ من يَدِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ ـ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى ـ بُلِيَتِ الأُمَّةُ بِطَائِفَتَينِ مُنحَرِفَتَينِ.
الطَّائِفَةُ الأُولَى المُنحَرِفَةُ:
الطَّائِفَةُ الأُولَى المُنحَرِفَةُ هيَ طَائِفَةُ الأَثرِيَاءِ المُترَفِينَ، الذينَ ضَعُفَ عِندَهُمُ الخُلُقُ والدِّينُ، فَلَم يَعرِفُوا للهِ تعالى في المَالِ حَقَّاً، ولم يَصِلُوا فِيهِ رَحِمَاً، ولم يُؤتِهِمُ اللهُ تعالى العِلْمَ النَّافِعَ، فهؤلاءِ في أَخبَثِ المَنَازِلِ يَومَ القِيَامَةِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ ـ وعَدَّ مِنهُم ـ: وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْماً، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقَّهُ، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ».
هذهِ الطَّائِفَةُ كَانَت سَبَبَاً في دَمَارِ العِبَادِ والبِلادِ، لأنَّهُم لا يَتَعَامَلُونَ مَعَ النَّاسِ إلا على أَسَاسِ الدِّينَارِ والدِّرهَمِ الذي يَدخُلُ جُيُوبَهُم، فَفِي سَبِيلِهِ نَافَقُوا، وفي سَبِيلِهِ سَفَكُوا الدِّمَاءَ، وفي سَبِيلِهِ رَفَعُوا الأَسعَارَ في الأَزَمَاتِ، ونُزِعَتِ الرَّحمَةُ من قُلُوبِهِم ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ لذلكَ لا غَرَابَةَ أن يَكُونُوا يَومَ القِيَامَةِ في أَخبَثِ المَنَازِلِ، ويُعَذَّبُونَ بالمَالِ الذي جَمَعُوهُ، قَالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾.
الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ المُنحَرِفَةُ:
أمَّا الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ المُنحَرِفَةُ، فَهِيَ طَائِفَةُ البَطَّالِينَ المُتَسَوِّلِينَ، الذينَ يَسأَلُونَ وَهُم أَغنِيَاءُ، أو الذينَ يَسأَلُونَ وهُم أَقوِيَاءُ ولا يَعمَلُونَ، هؤلاءِ مَعَ الطَّائِفَةِ الأُولَى، شَوَّهُوا حَقِيقَةَ الإسلامِ الوَضَّاءَةَ، وشَوَّهُوا صُورَةَ الإسلامِ المُضِيئَةَ.
التَّحذِيرُ من المَسأَلَةِ من غَيرِ حَاجَةٍ:
أيُّها الإخوة الكرام: لقد حَذَّرَ سَيِّدُنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ من المَسأَلَةِ من غَيرِ حَاجَةٍ.
روى الإمام مسلم عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ ـ أي: قِطْعَةُ ـ لَحْمٍ».
وروى الإمام مسلم أيضاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّراً، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْراً، فَلْيَسْتَقِلَّ، أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ».
وروى النَّسَائِيُّ عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، فَأَعْطَاهُ.
فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى أُسْكُفَّةِ الْبَابِ ـ هِيَ الْعَتَبَةُ السُّفْلَى ـ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ، مَا مَشَى أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ يَسْأَلُهُ شَيْئاً».
وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَفْتَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، يَأْخُذُ الرَّجُلُ حَبْلَهُ فَيَعْمِدُ إِلَى الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَأْكُلُ بِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ مُعْطىً أَوْ مَمْنُوعاً».
وروى الإمام أحمد وأبو داود عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا باللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى، إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ، أَوْ غِنىً عَاجِلٍ».
وروى الترمذي عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَأَخَذَ بِطَرَفِ رِدَائِهِ، فَسَأَلَهُ إِيَّاهُ، فَأَعْطَاهُ وَذَهَبَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَرُمَتِ الْمَسْأَلَةُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ، إِلَّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِيَ بِهِ مَالَهُ كَانَ خُمُوشاً ـ أي: عَبَساً ـ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَضْفاً ـ أَيْ: حَجَراً مَحْمِيَّاً ـ يَأْكُلُهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ».
خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: المَالُ يَغدُو ويَرُوحُ، ويُقبِلُ ويُدبِرُ، ومَا هوَ إلا وَسِيلَةٌ للإنفَاقِ والبَذْلِ، ولا يَلِيقُ بالرَّجُلِ القَادِرِ أن يَرضَى لِنَفسِهِ أن يَكُونَ كَلَّاً على المُجتَمَعِ، وأن يَكُونَ بِدُونِ عَمَلٍ، يَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ: هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟
فَإِنْ قَالُوا: لا؛ سَقَطَ مِنْ عَيْنِي.
العَمَلُ مَهمَا كَانَ حَقِيرَاً فَهُوَ خَيرٌ من البَطَالَةِ والتَّسَوُّلِ والسُّؤَالِ، فالسُّؤَالُ ذُلٌّ في كُلِّ صُوَرِهِ، إنْ أُعطِيَ فَقَد حَمَلَ ثِقَلَ المِنَّةِ، وإنْ مُنِعَ رَجَعَ بِذُلِّ الخَيبَةِ.
عِزَّةُ الإنسَانِ المُؤمِنِ بِلا سُؤَالٍ، خَيرٌ وأَلَذُّ من كُلِّ لَذَّةٍ بِسُؤَالٍ، وسَفُّ التُّرَابِ خَيرٌ من ذِلَّةِ المِنَّةِ بَعدَ العَطَاءِ، يَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَكْسَبةٌ فِيهَا بَعضُ الرِّيبَةِ خَيرٌ من المسْأَلَةِ.
وفي رِوَايَةٍ: مَكْسَبَةٌ في دَنَاءَةٍ خَيرٌ من سُؤَالِ النَّاسِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ من العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وغَلَبَةِ الدَّينِ، وقَهْرِ الرِّجَالِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ من الجُوعِ، فإنَّهُ بِئسَ الضَّجِيعُ، اللَّهُمَّ ارزُقْنَا رِزقَاً حَلالاً وَاسِعَاً طَيِّبَاً مُبَارَكَاً فِيهِ من جُودِكَ وفَضْلِكَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
179ـ «إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ من حِكمَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ في خَلْقِهِ أنْ جَعَلَهُم مُتَفَاوِتِينَ في الأَرزَاقِ، قَالَ تعالى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيَّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. ومَا جَعَلَهُم كذلكَ إلا لِيَخدِمَ بَعضُهُم بَعضَاً، ومن أَجلِ الاختِبَارِ، لِكَيلا يَطغَى صَاحِبُ النِّعمَةِ، ولِكَيْ يَستَعْفِفَ مُفتَقِرُ النِّعمَةِ.
أيُّها الإخوة الكرام: الإسلامُ رَبَّى أَتبَاعَهُ على خُلُقِ الكَمَالِ، فَرَبَّى الأَغنِيَاءَ على الجُودِ والكَرَمِ، ورَبَّى الفُقَرَاءَ على العِفَّةِ والاستِغنَاءِ، وحَثَّ الجَمِيعَ على التَّكَسُّبِ والسَّعْيِ في الأَرضِ لِطَلَبِ الرِّزقِ الحَلالِ، وجَعَلَ السَّعْيَ على الأَهلِ والأَولادِ ومن يَعُولُ من أَفضَلِ القُرُبَاتِ والأَعمَالِ التي يُثَابُ عَلَيهَا العَبدُ، واعتَبَرَهَا عِبَادَةً من العِبَادَاتِ إذا نَوَى العَبدُ بذلكَ التَّقَرُّبَ إلى اللهِ تعالى.
قَالَ تعالى حَثَّاً على التَّكَسُّبِ: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ﴾.
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُرَغِّبَاً في النَّفَقَةِ على العِيَالِ: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْراً الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ».
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَبَدَأَ بِالْعِيَالِ؛ ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ يُعِفُّهُمْ أَوْ يَنْفَعُهُمُ اللهُ بِهِ وَيُغْنِيهِمْ.
طَائِفَتَانِ مُنحَرِفَتَانِ:
أيُّها الإخوة الكرام: عِندَمَا ابتَعَدَ النَّاسُ عن الهُدَى الذي جَاءَ بِهِ سَيِّدُنا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَفُقِدَ المَالُ الصَّالِحُ من يَدِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ ـ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى ـ بُلِيَتِ الأُمَّةُ بِطَائِفَتَينِ مُنحَرِفَتَينِ.
الطَّائِفَةُ الأُولَى المُنحَرِفَةُ:
الطَّائِفَةُ الأُولَى المُنحَرِفَةُ هيَ طَائِفَةُ الأَثرِيَاءِ المُترَفِينَ، الذينَ ضَعُفَ عِندَهُمُ الخُلُقُ والدِّينُ، فَلَم يَعرِفُوا للهِ تعالى في المَالِ حَقَّاً، ولم يَصِلُوا فِيهِ رَحِمَاً، ولم يُؤتِهِمُ اللهُ تعالى العِلْمَ النَّافِعَ، فهؤلاءِ في أَخبَثِ المَنَازِلِ يَومَ القِيَامَةِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ ـ وعَدَّ مِنهُم ـ: وَعَبْدٌ رَزَقَهُ اللهُ مَالاً وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْماً، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ للهِ فِيهِ حَقَّهُ، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ».
هذهِ الطَّائِفَةُ كَانَت سَبَبَاً في دَمَارِ العِبَادِ والبِلادِ، لأنَّهُم لا يَتَعَامَلُونَ مَعَ النَّاسِ إلا على أَسَاسِ الدِّينَارِ والدِّرهَمِ الذي يَدخُلُ جُيُوبَهُم، فَفِي سَبِيلِهِ نَافَقُوا، وفي سَبِيلِهِ سَفَكُوا الدِّمَاءَ، وفي سَبِيلِهِ رَفَعُوا الأَسعَارَ في الأَزَمَاتِ، ونُزِعَتِ الرَّحمَةُ من قُلُوبِهِم ـ والعِيَاذُ باللهِ تعالى ـ لذلكَ لا غَرَابَةَ أن يَكُونُوا يَومَ القِيَامَةِ في أَخبَثِ المَنَازِلِ، ويُعَذَّبُونَ بالمَالِ الذي جَمَعُوهُ، قَالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾.
الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ المُنحَرِفَةُ:
أمَّا الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ المُنحَرِفَةُ، فَهِيَ طَائِفَةُ البَطَّالِينَ المُتَسَوِّلِينَ، الذينَ يَسأَلُونَ وَهُم أَغنِيَاءُ، أو الذينَ يَسأَلُونَ وهُم أَقوِيَاءُ ولا يَعمَلُونَ، هؤلاءِ مَعَ الطَّائِفَةِ الأُولَى، شَوَّهُوا حَقِيقَةَ الإسلامِ الوَضَّاءَةَ، وشَوَّهُوا صُورَةَ الإسلامِ المُضِيئَةَ.
التَّحذِيرُ من المَسأَلَةِ من غَيرِ حَاجَةٍ:
أيُّها الإخوة الكرام: لقد حَذَّرَ سَيِّدُنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ من المَسأَلَةِ من غَيرِ حَاجَةٍ.
روى الإمام مسلم عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ ـ أي: قِطْعَةُ ـ لَحْمٍ».
وروى الإمام مسلم أيضاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّراً، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْراً، فَلْيَسْتَقِلَّ، أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ».
وروى النَّسَائِيُّ عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، فَأَعْطَاهُ.
فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى أُسْكُفَّةِ الْبَابِ ـ هِيَ الْعَتَبَةُ السُّفْلَى ـ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِي الْمَسْأَلَةِ، مَا مَشَى أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ يَسْأَلُهُ شَيْئاً».
وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَفْتَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، يَأْخُذُ الرَّجُلُ حَبْلَهُ فَيَعْمِدُ إِلَى الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَأْكُلُ بِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ مُعْطىً أَوْ مَمْنُوعاً».
وروى الإمام أحمد وأبو داود عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا باللهِ أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى، إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ، أَوْ غِنىً عَاجِلٍ».
وروى الترمذي عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَأَخَذَ بِطَرَفِ رِدَائِهِ، فَسَأَلَهُ إِيَّاهُ، فَأَعْطَاهُ وَذَهَبَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَرُمَتِ الْمَسْأَلَةُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ، إِلَّا لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ، وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِيَ بِهِ مَالَهُ كَانَ خُمُوشاً ـ أي: عَبَساً ـ فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَرَضْفاً ـ أَيْ: حَجَراً مَحْمِيَّاً ـ يَأْكُلُهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ».
خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: المَالُ يَغدُو ويَرُوحُ، ويُقبِلُ ويُدبِرُ، ومَا هوَ إلا وَسِيلَةٌ للإنفَاقِ والبَذْلِ، ولا يَلِيقُ بالرَّجُلِ القَادِرِ أن يَرضَى لِنَفسِهِ أن يَكُونَ كَلَّاً على المُجتَمَعِ، وأن يَكُونَ بِدُونِ عَمَلٍ، يَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: إِنِّي لَأَرَى الرَّجُلَ فَيُعْجِبُنِي، فَأَقُولُ: هَلْ لَهُ حِرْفَةٌ؟
فَإِنْ قَالُوا: لا؛ سَقَطَ مِنْ عَيْنِي.
العَمَلُ مَهمَا كَانَ حَقِيرَاً فَهُوَ خَيرٌ من البَطَالَةِ والتَّسَوُّلِ والسُّؤَالِ، فالسُّؤَالُ ذُلٌّ في كُلِّ صُوَرِهِ، إنْ أُعطِيَ فَقَد حَمَلَ ثِقَلَ المِنَّةِ، وإنْ مُنِعَ رَجَعَ بِذُلِّ الخَيبَةِ.
عِزَّةُ الإنسَانِ المُؤمِنِ بِلا سُؤَالٍ، خَيرٌ وأَلَذُّ من كُلِّ لَذَّةٍ بِسُؤَالٍ، وسَفُّ التُّرَابِ خَيرٌ من ذِلَّةِ المِنَّةِ بَعدَ العَطَاءِ، يَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: مَكْسَبةٌ فِيهَا بَعضُ الرِّيبَةِ خَيرٌ من المسْأَلَةِ.
وفي رِوَايَةٍ: مَكْسَبَةٌ في دَنَاءَةٍ خَيرٌ من سُؤَالِ النَّاسِ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ من العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وغَلَبَةِ الدَّينِ، وقَهْرِ الرِّجَالِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ من الجُوعِ، فإنَّهُ بِئسَ الضَّجِيعُ، اللَّهُمَّ ارزُقْنَا رِزقَاً حَلالاً وَاسِعَاً طَيِّبَاً مُبَارَكَاً فِيهِ من جُودِكَ وفَضْلِكَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin