..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:27 من طرف Admin

» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:25 من طرف Admin

» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:23 من طرف Admin

» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:20 من طرف Admin

» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:16 من طرف Admin

» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:09 من طرف Admin

» كتاب: رسالة فى التعلق بجنابه والوقوف على بابه صلى الله عليه وسلم ـ الشيخ رشيد الراشد
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:04 من طرف Admin

» كتاب: مطالع الأنوار شرح رشفات السادات الأبرار ـ الإمام عبدالرحمن بن عبدالله بن أحمد بلفقيه
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 18:54 من طرف Admin

» كتاب: المسألة التيمية فى المنع من شد الرحال للروضة النبوية صنفه دكتور بلال البحر
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 18:43 من طرف Admin

» كتاب: مختارات من رسائل الشيخ سيدي أحمد التجاني
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 18:40 من طرف Admin

» كتاب: سلَّم التيسير لليُسرى ـ عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله بن علي الكاف باعلوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 18:19 من طرف Admin

» كتاب: عمر السيدة عائشة رضى الله عنها يوم العقد والزواج الدكتور صلاح الإدلبي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:55 من طرف Admin

» كتاب: علماء سلكو التصوف ولبسو الخرقة ـ إدارة موقع الصوفية
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:52 من طرف Admin

» كتاب: روضة المحبين فى الصلاة على سيد الأحبة ـ الحبيب محمد بن عبدالرحمن السقاف
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:49 من طرف Admin

» كتاب: مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية ‫‬ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68463
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان Empty كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» ـ أحمد شريف النعسان

    مُساهمة من طرف Admin 1/10/2020, 13:29

    مع الحبيب المصطفى: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»
    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم



    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    108ـ «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ»

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فيا أيُّها الإخوة الكرام: الدُّورُ ثَلاثَةٌ، دَارُ الدُّنيا، ودَارُ البَرزَخِ، ودَارُ الآخِرَةِ، فَدَارُ الدُّنيا يَقولُ اللهُ تعالى فيها: ﴿وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين﴾.ودَارُ البَرزَخِ يَقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فيها: «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ. ودَارُ الآخِرَةِ هيَ دَارُ المَقَرِّ التي يَقومُ فيها النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمينَ، وهيَ الدَّارُ الحَقيقِيَّةُ، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون﴾.

    لذلكَ كانَ لِزاماً على كُلِّ عَاقِلٍ لَبيبٍ أن يَتَفَكَّرَ في دَارِ البَرزَخِ ودَارِ الآخِرَةِ، لأنَّ المَوتَ لا بُدَّ منهُ، وكَأسُ المَنِيَّةِ تَذَوُّقُهُ حَتْمٌ على كُلِّ حَيٍّ، فهل يَنتَظِرُ الصَّحيحُ إلا السَّقَمَ، والكَبيرُ إلا الهَرَمَ، والمَوجودُ إلا العَدَمَ، كُلُّ هذا جُعِلَ في الحَياةِ الدُّنيا، قال تعالى: ﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِير﴾. وقال تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَام﴾. وقال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُور﴾.

    أيُّها الإخوة الكرام: أكثِروا من ذِكْرِ هاذِمِ اللَّذَّاتِ، وتَذَكَّروا المَوتَ، ولا يَكُنْ تَذَكُّرُ المَوتِ من أجلِ فِراقِ نَعيمِ الدُّنيا، أو من أجلِ فِراقِ الأحِبَّةِ، ولْيَكُنْ من أجلِ فِراقِ العَمَلِ إلى دَارِ القَرارِ، من أجلِ فِراقِ الزَّادِ إلى المُنقَلَبِ والمَصيرِ.

    ثِمَارُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وخاصَّةً عِندَ المَوتِ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لقد كانَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من حُبِّهِ للنَّاسِ يأمُرُهُم أن يَقولوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَقولُ: «يا أيُّها النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفلِحوا، فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا مِرَاراً وَالنَّاسُ مُتَصَفُّونَ عَلَيْهِ يَتَّبِعُونَهُ، وَإِذَا وَرَاءَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ ذُو غَدِيرَتَيْنِ ـ ضَفَائِر الشَّعر ـ وَضِيءُ الْوَجْهِ ـ من الحُسن والجَمَال ـ، يَقُولُ : إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ، مَرَّتَيْنِ فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا ، فَقَالُوا : هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ. رواه الإمام أحمد والطبراني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

    لأنَّ كَلِمَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ في الحَياةِ الدُّنيا تَرفَعُ قَائِلَها، وفي البَرزَخِ تَجعَلُ قَبرَهُ رَوضَةً من رِياضِ الجَنَّةِ، وفي الآخِرَةِ تُنقِذُهُ من نارِ جَهَنَّمَ.

    ومن صُوَرِ حُبِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لأُمَّتِهِ أنَّهُ كانَ يَأمُرُهُم أن يُلَقِّنوا مَوتاهُم هذهِ الكَلِمَةَ.

    روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ».

    وفي رِوايَةٍ للطَّبَرَانِيِّ في الكَبيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَمَنْ قَالَهَا عِنْدَ مَوْتِهِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ».

    قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، فَمَنْ قَالَهَا فِي صِحَّةٍ؟

    قَالَ: «تِلْكَ أَوْجَبُ وَأَوْجَبُ».

    ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ جِيءَ بِالسَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَا تَحْتَهُنَّ، فَوُضِعَتْ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ فِي الْكِفَّةِ الأُخْرَى لَرَجَحَتْ بِهِنَّ».

    وفي رِوايَةٍ أُخرى للطَّبَرَانِيِّ أيضاً في الكَبيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَقُولُوا: الثَّبَاتَ الثَّبَاتَ، وَلا قُوَّةَ إِلا بالله».

    وروى الحاكم والإمام أحمد وأبو داود عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ».

    وفي الحَديثِ المُتَّفَقِ عَلَيهِ عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَائِمٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدْ اسْتَيْقَظَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ.

    فَقَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

    قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟

    قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ».

    قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟

    قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ـ ثَلَاثًا ـ».

    ثُمَّ قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: «عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ».

    قَالَ: فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُولُ: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي ذَرٍّ.

    الحِرصُ على كَلِمَةِ التَّوحيدِ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لقد كانَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَريصاً كُلَّ الحِرصِ على أُمَّتِهِ أن يَقولوا كَلِمَةَ التَّوحيدِ في حَالِ حَياتِهِم، وعِندَ مَوتِهِم، أن تَكونَ بِدَايَتُهُم عَلَيها ونِهايَتُهُم عَلَيها، لأنَّ هذهِ الكَلِمَةَ هيَ عُنوانُ التَّوحيدِ، وضِدُّ الشِّركِ، فإذا قالَها المُسلِمُ من أعماقِ قَلبِهِ مَعَ الإخلاصِ فيها لله تعالى تَطَايَرَت عنهُ ذُنوبُهُ، فهيَ الكَلِمَةُ التي تَجُبُّ ما قَبلَها.

    كَلِمَةُ التَّوحيدِ أعظَمُ كَلِمَةٍ، والشِّركُ أخطَرُ ذَنبٍ، وتَدَبَّروا قَولَ الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين * بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِين﴾.

    إنَّها أعظَمُ آيَةٍ تَدُلُّ على عِظَمِ كَلِمَةِ التَّوحيدِ، وخُطورَةِ ضِدِّها، فالخِطابُ لِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ولمن سَبَقَهُ من الأنبِياءِ والمُرسَلينَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، ولكن لِنَعلَمْ قَولَ القَائِلِ:

    مـا كانَ في الـقُرآنِ من نَــذَارَةٍ *** إلى الـنَّـبِـيِّ صَـاحِـبِ البِشَارَة

    فَـكُـنْ لَـبـيـباً وافـهَمِ الإشارَةَ *** إيَّاكَ أعني واسمَعي يـا جَارَة

    أيُّها الإخوة الكرام: لقد أكَّدَتِ الآيَةُ الكَريمَةُ على خُطورَةِ الإشراكِ بالله تعالى، لأنَّ الشِّركَ يُضَيِّعُ ويُفسِدُ ويُبطِلُ جَميعَ الأعمالِ من صَلاةٍ وصِيامٍ وزَكاةٍ وحَجٍّ وعُمرَةٍ وصَدَقَةٍ وتَربِيَةٍ وأمرٍ بِالمَعروف ونَهْيٍ عن المُنكَرِ، ومن الشِّركِ بالله تعالى أن يَستَحِلَّ الإنسانُ ما حَرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ، أو أن يُحَرِّمَ ما أحَلَّ اللهُ عزَّ وجلَّ.

    خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

    أيُّها الإخوة الكرام: اِتَّقوا اللهَ، واتَّقوا يَوماً تُرجَعونَ فيهِ إلى الله، واتَّقوا يَوماً تَأتي كُلُّ نَفسٍ تُجادِلُ عن نَفسِها، ثمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفسٍ ما عَمِلَت وهُم لا يُظلَمونَ.

    وتَذَكَّروا قَولَ الله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً﴾. لقد كُنَّا أمواتاً فأحيانا اللهُ عزَّ وجلَّ، ثمَّ سَوفَ يُميتُنا وإلَيهِ يُرجِعُنا.

    حُـكْمُ الْمَنِيَّةِ فِي الْبَرِيَّةِ جَارِي *** مَـا هَـذِهِ الـدُّنْيَا بِـدَارِ قَـرَارِ

    فمَا يُرَى الْإِنْسَانُ فِيهَا مُخْبِراً *** حَتَّى يُرَى خَبَراً مِن الْأَخْبَارِ

    أيُّها الإخوة الكرام: حافِظوا على كَلِمَةِ التَّوحيدِ، وذلكَ بِتَحليلِ ما أحَلَّ اللهُ تعالى، وبِتَحريمِ ما حَرَّمَ اللهُ تعالى، ولَقِّنوها مَوتاكُم، فالسَّعيدُ من عاشَ عَلَيها وماتَ عَلَيها، وقولوا: جَزَى اللهُ عنَّا سَيِّدَنا مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَيرَ ما جَزَى نَبِيَّاً عن أُمَّتِهِ.

    لقد أتعَبَ نَفسَهُ الشَّريفَةَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حتَّى يُعَلِّمَها للنَّاسِ ويَموتوا عَلَيها لِيَفوزوا بِسَعادَةِ الدَّارَينِ، فهل نُلزِمُ أنفُسَنا بهذهِ الكَلِمَةِ ونُلزِمُ من أحبَبْناهُ بها؟

    اللَّهُمَّ اختُم لنا بِخَاتِمَةٍ حَسَنَةٍ حتَّى نَلقاكَ وأنتَ رَاضٍ عنَّا يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.

    وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 19:30