الباب الثاني والعشرون في البصر
بصر الإله محلّ ما هو عالم ويرى سواء نفسه والعالم
فجميع معلوم له عين له وعيانه لجميع ذلك دائم
فيشاهد المعلوم منه كذاته وشهوده هو علمه المتعاظم
فالعلم علم باعتبار بروزه عند الشهود وذاك أمر لازم
وهما له وصفان هذا غير ذا إذ ما البصير بواحد والعالم
اعلم، وفّقنا الله وإياك، أن بصر الحق سبحانه وتعالى عبارة عن ذاته فيحل علمه محلّ عينه وهما صفتان، وإن كنا على الحقيقة شيئاً واحداً، فليس المراد ببصره إلاَّ تجلي علمه له في هذا المشهد العياني، وليس المراد بعلمه إلاَّ الإدراك بنظره له في العلم الغيبي.
فهو يرى ذاته بذاته، ويرى مخلوقاته أيضا بذاته ، فرؤياه لذاته عين رؤياه للمخلوقات، لأن البصر وصف واحد، وليس الفرق الا في المرائي، فهو سبحانه وتعالي لا يزال يبصر الأشياء لكنه لا ينتظر الى شيء إلا اذا شاء.وهنا نكته شريفة لا يفهمها إلا الغرباء، فالأشياء غير محجوبة عنه أبدا ، ولكن لا يوقع نظره إلا اذا شاء ذلك.
ومن هذا القبيل ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم الله تعالي عليه وسلم أنه قال: "إن لله كذا و كذا نظرة للقلب في كل يوم" أو ما في معنى ذلك، وقوله سبحانه وتعالى: { وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ } 77 سورة آل عمران.
ليس من هذا القبيل، بل النظر هنا عبارة عن الرحمة الإلهية التي رحم الله بها من قرّبه إليه، بخلاف النظر الذي له إلى القلب، فإنه على ما ورد وليس هذا الأمر مخصوصاً في الصفة النظرية وحدها، بل سار في غيرها من الأوصاف.
ألا ترى إلى قوله سبحانه وتعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ }. ولا تظن أنه يجهلهم قبل الابتلاء تعالى الله، وكذلك في النظر، فهو لا يغفل القلب الذي ينظر إليه كل يوم كذا وكذا نظرة، لكن تحت ذلك أسرار لا يمكن كشفها بغير هذا التنبيه، فمن عرف فليلزم، ومن ذهب إلى التأويل إنه لا بد أن يقع في نوع من التعطيل فافهم.
وإعلم أن البصر في الإنسان هو المدركة البصرية الناظرة من شحمة كانت مرآة مسماة بالبصيرة، وهي نفسها بنسبتها إلى الله تعالى ببصره القديم.
وإذا كشف لك سرّ ذلك لا يكشفها إلاَّ الله لرأيت حقائق الأشياء على ما هي عليه،لا يحتجب إذ كذا عن بصرك. فافهم هذا السر العجيب الذي أشرت إليك في هذه الكلمات، وارفع عن عروش معانيها ذيول الستارات، وردّ أمرك إلى الله ، وكن أنت بلا أنت ولا أنت، بل يكون الله هو المدبر لك كيف ما شاء، أعني كما تقتضيه أوصافه والأسماء.
فارم هذا القشر الساتر، وكل اللباب الزاهر، وافهم حقيقة {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(79)} سورة الأنعام .
بصر الإله محلّ ما هو عالم ويرى سواء نفسه والعالم
فجميع معلوم له عين له وعيانه لجميع ذلك دائم
فيشاهد المعلوم منه كذاته وشهوده هو علمه المتعاظم
فالعلم علم باعتبار بروزه عند الشهود وذاك أمر لازم
وهما له وصفان هذا غير ذا إذ ما البصير بواحد والعالم
اعلم، وفّقنا الله وإياك، أن بصر الحق سبحانه وتعالى عبارة عن ذاته فيحل علمه محلّ عينه وهما صفتان، وإن كنا على الحقيقة شيئاً واحداً، فليس المراد ببصره إلاَّ تجلي علمه له في هذا المشهد العياني، وليس المراد بعلمه إلاَّ الإدراك بنظره له في العلم الغيبي.
فهو يرى ذاته بذاته، ويرى مخلوقاته أيضا بذاته ، فرؤياه لذاته عين رؤياه للمخلوقات، لأن البصر وصف واحد، وليس الفرق الا في المرائي، فهو سبحانه وتعالي لا يزال يبصر الأشياء لكنه لا ينتظر الى شيء إلا اذا شاء.وهنا نكته شريفة لا يفهمها إلا الغرباء، فالأشياء غير محجوبة عنه أبدا ، ولكن لا يوقع نظره إلا اذا شاء ذلك.
ومن هذا القبيل ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم الله تعالي عليه وسلم أنه قال: "إن لله كذا و كذا نظرة للقلب في كل يوم" أو ما في معنى ذلك، وقوله سبحانه وتعالى: { وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ } 77 سورة آل عمران.
ليس من هذا القبيل، بل النظر هنا عبارة عن الرحمة الإلهية التي رحم الله بها من قرّبه إليه، بخلاف النظر الذي له إلى القلب، فإنه على ما ورد وليس هذا الأمر مخصوصاً في الصفة النظرية وحدها، بل سار في غيرها من الأوصاف.
ألا ترى إلى قوله سبحانه وتعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ }. ولا تظن أنه يجهلهم قبل الابتلاء تعالى الله، وكذلك في النظر، فهو لا يغفل القلب الذي ينظر إليه كل يوم كذا وكذا نظرة، لكن تحت ذلك أسرار لا يمكن كشفها بغير هذا التنبيه، فمن عرف فليلزم، ومن ذهب إلى التأويل إنه لا بد أن يقع في نوع من التعطيل فافهم.
وإعلم أن البصر في الإنسان هو المدركة البصرية الناظرة من شحمة كانت مرآة مسماة بالبصيرة، وهي نفسها بنسبتها إلى الله تعالى ببصره القديم.
وإذا كشف لك سرّ ذلك لا يكشفها إلاَّ الله لرأيت حقائق الأشياء على ما هي عليه،لا يحتجب إذ كذا عن بصرك. فافهم هذا السر العجيب الذي أشرت إليك في هذه الكلمات، وارفع عن عروش معانيها ذيول الستارات، وردّ أمرك إلى الله ، وكن أنت بلا أنت ولا أنت، بل يكون الله هو المدبر لك كيف ما شاء، أعني كما تقتضيه أوصافه والأسماء.
فارم هذا القشر الساتر، وكل اللباب الزاهر، وافهم حقيقة {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(79)} سورة الأنعام .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin