كتاب عقلة المستوفز الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي
المدخل الشيخ ابن العربي
بسم اللّه الرحمن الرحيم
وبه التوفيق الحمد للَّه الواجب الّذي افتتح وجود السوي بالأرواح المهيّمة المخلوقة بل المبدعة من فيض السّبحات وعيّن منهم العنصر الأعظم بالمقام الّذي لا يقبل الحركات الحكيم الّذي فتح وجود عالم التكوين والتدبير بايجاد القلم الأعلى واللوح المحفوظ مظهرى عالم التدوين والتسطير
موجد محلّ الظلّ والمقدار والغشيان والإيلاج والتكوين مظهر أعيان الأشخاص الفلكيّة والأملاك ومعيّن مقاماتهم في الأركان والأفلاك مسخّر الأنوار ومحرّك الأكوار بضروب الأدوار واختلاف الأحوال والأطوار:" يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ ويُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ" .
على عالم الانشقاق والانفطار لإيجاد الإنسان الّذي خلقه اللّه فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .
وأبرزه نسخة كاملة جامعة لصور حقائق المحدث وأسماء القديم أقامه سبحانه معنى رابطا للحقيقتين
وأنشأه برزخا جامعا للطرفين والرقيقتين أحكم بيديه صنعته وحسّن بعنايته صبغته فكانت مضاهاته للأسماء الإلهيّة بخلقه ومضاهاته للأكوان العلويّة والسّفليّة بخلقه
فتميّز عن جميع الخلائق بالخلقة المستقيمة والخلائق عيّن سبحانه سرّه مثالا في حضرة الأسرار وميّز نوره من بين سائر الأنوار
ونصب له كرسيّ العناية بين حضرتيه وصرّف نظر الولاية والنيابة فيه وإليه
فلمّا أقامه تعالى بهذا المقام الأكمل وردّاه برداء المعلّم الأجمل فنظرت إليه الروحانيّات العلّى بعين التعظيم وذلك قبل وجود مركّبه البهيم
فلم يزل عالي الكلمة وبعلم الأسماء مميّزا لتفاصيل الأشياء إلى أن أخذت مقاماتها الأملاك ودارت بأشواقها الأفلاك وانفعلت الأكوان لذلك الدّور وانعطاف المكوّر عليها بعد الكور
وظهرت المولّدات الجسمانيّات والجسميّات ذوات الكمّيّات والكيفيّات كالمعدن والنبات والحيوان وليس للإنسان وجود في الأعيان
حتّى إذا بلغت الدورة المخصوصة وتوجّهت الكلمة المنصوصة من الحضرة العليّة المأنوسة بايجاد هذه الكلمة الهويّة المحروسة قبض الحقّ سبحانه كما روى من الأرض قبضة من حيث لا يعلمون
وخمّر طينته بيديه من غير تشبيه ولا تكييف وهم لا يشعرون
وسوّاه متجاور الأضداد وميّزه بالحركة المستقيمة من بين سائر الأولاد وأعطته قوى هذه البنية التصرّف بالحركة المنكوسة الأفقيّة
ثمّ أنطق الفهوانيّة في الروحانيّات بخلافته فطعنت من فورها في نيابته
ولو عاينوا تشريف اليدين ما حجبتهم مجاورة الضدّين
فلمّا نفخ فيه الرّوح الأنزه والسرّ المتألّه عرفت الملائكة حينئذ قدر هذا البيت الأعلى والمحلّ الأشرف الأسنى
فأوقفهم الحقّ بين يديه طالبين وأمرهم فوقعوا له ساجدين والصلاة على ما المخصوص بهذه المكانة الشريفة والمرتبة المقدّسة المنيفة الظاهر بها من غير طعن ولا إنكار محمّد صلّى اللّه عليه وعلى آله وصحبه ما اندرجت الأنوار في الأنوار واتّحدت الأسرار بالأسرار وسلّم تسليما كثيرا
باب في نظم ما يحتوي عليه هذا الكتاب من ذكر العالم العلوىّ والسفلىّ وترتيبه ونضده
وهو هذا الحمد للَّه الّذي بوجوده * ظهر الوجود وعالم الهيمان
والعنصر الأعلى الّذي بوجوده * ظهرت ذوات عوالم الإمكان
من غير ترتيب فلا متقدّم * فيه ولا متأخّر بالآن
حتّى إذا شاء المهيمن أن يرى * ما كان معلوما من الأكوان
فتح القدير عوالم الديوان * بوجود روح ثمّ روح ثان
ثمّ الهباء وثمّ جسّم قابل * لعوالم الأفلاك و الأركان
فأداره فلكا عظيما واسمه * العرش الكريم ومستوى الرحمن
يتلوه كرسىّ انقسام كلامه * فيلوح من تقسيمه القدمان
من بعده فلك البروج وبعده * فلك الكواكب مصدر الأزمان
ثمّ النزول مع الخلاء لمركز * ليقيم فيه قواعد البنيان
فأدار أرضا ثمّ ماء فوقه * كرة الهواء وعنصر النيران
من فوقه فلك الهلال وفوقه * فلك يضاف لكاتب الديوان
من فوقه فلك لزهرة فوقه * فلك الغزالة مصدر الملوان
من فوقه المرّيخ ثمّ المشترى * ثمّ الّذي يعزى إلى كيوان
ولكلّ جسم ما يشاكل طبعه * خلق يسمّى العالم النوراني
فهم الملائكة الكرام شعارهم * حفظ الوجود من اسمه المحسان
فتحرّكت نحو الكمال فولّدت * عند التحرّك عالم الشيطان
ثمّ المعادن والنبات وبعده * جاءت لنا بعوالم الحيوان
والغاية القصوى ظهور جسومنا * في عالم التركيب والأبدان
لمّا استوت وتعدّلت أركانه * نفخ الإله لطيفة الإنسان
وكساه خلعته فكان خليفة * تعنو له الأفلاك والثّقلان
وبدورة الفلك المحيط وحكمه * أبدىّ لنا في عالم الحدثان
في جوف هذه الأرض ماء أسودا * نتنا لأهل الشرك والطغيان
يجرى على متن الرياح وعندها * ظلمات سخط القاهر الدّيّان
دارت بصخرة مركز سلطانه الروح الالهىّ العظيم الشأن
باب الكمال الإنسانىّ
أمّا بعد فإنّ اللّه تعالى علم نفسه فعلم العالم فلذلك خرج على الصورة وخلق اللّه الإنسان مختصرا شريفا جمع فيه معاني العالم الكبير وجعله نسخة جامعة لما في العالم الكبير ولما في الحضرة الإلهيّة من الأسماء
وقال فيه رسول اللّه صلعم إنّ اللّه خلق آدم على صورته
فلذلك قلنا خرج العالم على الصورة وفي هذا الضمير الّذي في صورته خلاف لمن يعود لأرباب العقول
وفي قولنا علم نفسه فعلم العالم غنية لمن تفطّن وكان حديد القلب بصيرا ولكون الإنسان الكامل على الصورة الكاملة صحّت له الخلافة والنيابة عن اللّه تعالى في العالم
فلنبيّن في هذا المنزل نشأة هذا الخليفة ومنزلته وصورته على ما هي عليه ولسنا نريد الإنسان بما هو إنسان حيوان فقطّ بل بما هو إنسان وخليفة وبالإنسانيّة والخلافة صحّت له الصورة على الكمال
وما كلّ إنسان خليفة فإنّ الإنسان الحيوان ليس بخليفة عندنا
وليس المخصوص بها أيضا الذكوريّة فقط فكلامنا إذا في صورة الكامل من الرجال والنساء فإنّ الإنسانيّة تجمع الذّكر والأنثى والذكوريّة والأنوثيّة إنّما هما عرضان ليستا من حقائق الإنسانيّة لمشاركة الحيوان كلّها في ذلك
وإن كان يستدعيهما حقائق أخر ثمّ من حيث النتاج فذلك أمر آخر قد ذكرناه في كتاب النكاح وقد شهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالكمال للنساء
كما شهد به للرجال فقال في الصحيح كمل من الرجال كثيرون وكلمت من النساء مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون
وسئل بعض الأولياء عن الأبدال كم يكونون
فقال رضى الله عنه: أربعون نفسا
فقال له السائل: لم لا تقول أربعون رجلا
فقال : قد يكون فيهم النساء
وغرضنا إنّما هو الكمال ظهر فيمن ظهر
وللرّجال عليهنّ درجة وتلك الدرجة الأصليّة
فإنّ حوّاء وجدت من آدم فله عليها درجة في الإيجاد وكذلك العقل مع النفس والقلم مع اللوح
فلما كانت المرأة منفعلة عن الرجل بالأصالة لذلك كانت الدرجة
باب في خلق الأرواح المهيّمة والعنصر الأعظم
اعلم أنّ للَّه سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه . بصر من خلقه.
فلذلك نرى الحقّ من غير الوجه الّذي يرانا وإنّما يقع الاحتراق والأثر إذا وقعت الرؤية من وجه واحد وهو وقوع البصر منك على البصر منه .
وقد أوجد اللّه تعالى في هذه الدار مثالا لهذا المقام على عزّته وعلوّه
فخلق دابّة تسمّى الصلّ إذا وقع بصر الإنسان عليها
ووقع بصرها عليه على خطّ واحد فاجتمعت النظرتان مات الإنسان من ساعته بالخاصيّة .
واعلم أنّ اللّه كان ولا شيء معه هذا نصّ الخبر النبوىّ وزاد علماء الشريعة فيه وهو الآن على ما عليه كان .
فهذه الزيادة مدرجة في كلام رسول اللّه صلعم ولا يعرفها كلّ واحد وقد سبق في علمه أن يكمل الوجود العرفانىّ بظهور آثار الأسماء الإلهيّة والنسب والإضافات لا أن يكمل هو بذلك تعالى اللّه علوّا كبيرا فهو الكامل على الإطلاق
ومعنى قولي ليكمل الوجود فنعطيك لذلك مثالا واحدا وبه تستدلّ على ما بقي
وذلك أنّ العقل والحقيقة تقسّم الوجود إلى ماله أوّل وإلى ما لا أوّل له وهو كمال الوجود فإذا كان ما لا أوّل له موجودا.
وهو اللّه تعالى والّذي لم يكن ثمّ كان ويقبل الأوّليّة الحادثة ليس بموجود فما كمل الوجود ما لم يكن هذا موجودا .
ولذلك قوله تعالى لبعض أنبيائه وقد سأله لم خلقت الخلق
فقال كنت كنزا مخفيّا لم أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق وتعرّفت إليهم فعرّفونى .
وذلك أنّ العلم باللّه ينقسم إلى قديم وإلى محدث فعلم اللّه نفسه وألوهيّته بالعلم القديم ونقص من مراتب الوجود العلمىّ العلم المحدث فخلق الخلق فتعرّف إليهم فعرفوه بقدر ما يعطيه استعدادهم .
فوجد العلم المحدث فكملت مراتب العلم باللّه في الوجود لا أنّ اللّه تعالى يكمل علم العباد وبعد أن تقرّر هذا وثبت فلنقل أنّ اللّه كان ولا شيء معه
وهو يعلم ويريد بقاء المعدوم في العدم أي موصوفا بالعدم ويكلّم نفسه بنفسه ويسمع كلامه ويرى ذاته وهو الحىّ بذاته سبحانه .
فهذه الأسماء والنسب وهو الحىّ العالم السميع البصير المتكلّم المريد هي الّتي لم يزل حكمها أزلا وأمّا كونه قادرا ورازقا وخالقا ومبدعا فبالصلاحيّة والقوّة وما بين الوجودين من امتداد زمانىّ
ولكنّ الارتباط بين الوجودين ارتباط المحدث بالقديم على الوجه الّذي يليق بالجلال فتجلّى الحقّ سبحانه بنفسه لنفسه بأنوار السبحات الوجهيّة من كونه عالما ومريدا،
فظهرت الأرواح المهيّمة بين الجلال والجمال
وخلق في الغيب المستور الّذي لا يمكن كشفه لمخلوق العنصر الأعظم
وكان هذا الخلق دفعة واحدة من غير ترتيب سببىّ ولا على لا سبيل إلى ذلك
وما منهم روح يعرف أنّ ثمّ سواه لفنائه في الحقّ بالحقّ واستيلاء سلطان الجلال عليه.
ثمّ إنّه سبحانه وتعالى أوجد دون هؤلاء الأرواح بتجلّ آخر من غير تلك المرتبة فخلق أرواحا متحيّزة في أرض بيضاء خلقهم عليها وهيّمهم فيها بالتسبيح والتقديس لا يعرفون أنّ اللّه خلق سواهم ولاشتراكهم مع الأوّل في نعت الهيمان
لذلك لم نفصّل بل قلنا الأرواح المهيّمة على الإطلاق وكلّ منهم على مقام من العلم باللّه والحال وهذه الأرض خارجة عن عالم الطبيعة وسمّيت أرضا لنسبة مكانيّة لهذه الأرواح المتحيّزة لا يجوز عليها الانحلال ولا التبدّل
فلا تزال كذلك أبد الآباد كما سبق في العلم والإنسان في هذه الأرض مثال وله حظّ فيهم وله في الأرواح الأول مثال آخر
وهو في كلّ عالم على مثال ذلك العالم ثمّ نقول إنّا ما أوردنا شيئا ممّا ذكرناه أو نذكره من جزئيّات العالم إلّا واستنادنا فيه إلى خبر نبوىّ يصحّحه الكشف
ولو كان ذلك الخبر ممّا تكلّم في طريقه فنحن لا نعتمد فيه إلّا على ما يخبر به رجال الغيب رضي الله عنهم
ثمّ نرجع ونقول إنّ هذا العنصر الأعظم المخزون في غيب الغيب له التفاتة مخصوصة إلى عالم التدوين والتسطير ولا وجود لذلك العالم في العين وهذا العنصر أكمل موجود في العالم
ولولا عهد الستر الّذي أخذ علينا في بيان حقيقته لبسطنا الكلام فيه وبيّنّا كيفيّة تعلّق كلّ ما سوى اللّه به .
فأوجد سبحانه على ما قال الوارد الشاهد عند تلك الالتفاتة العقل الأوّل وقيل فيه أوّل لأنّه أوّل عالم التدوين والتسطير والالتفاتة
إنّما كانت للحقيقة الإنسانيّة من هذا العالم فكان المقصود فخلق العقل وغيره إلى أسفل عالم المركز أسبابا مقدّمة لترتيب نشأته
كما سبق في العلم ترتيبه ومملكة ممهّدة قائمة القواعد فإنّه عند ظهوره يظهر بصورة الخلافة والنيابة عن اللّه
فلا بدّ من تقدّم وجود العالم عليه وأن ويكون هو « آخر موجود بالفعل وإن كان أوّل موجود
بالقصد كمن طلب الاستظلال والاستكنان فوقعت فكرته على السقف ثمّ انحدر إلى الأساس فكان الأساس آخر مقصود بالعلم وأوّل موجود بالفعل .
وكان السقف أوّل معلوم بالقصد وآخر موجود بالفعل فعين الإنسان هي المقصودة وإليه توجّهت العناية الكلّيّة فهو عين الجمع والوجود والنسخة العظمى والمختصر الشريف الأكمل في مبانيه
باب في خلق العقل الأوّل وهو القلم الأعلى
فأوّل ما أوجد اللّه من عالم العقول المدبّرة جوهر بسيط ليس بمادّة ولا في مادّة عالم بذاته في ذاته علمه ذاته لا صفة له مقامه الفقر والذلّة والاحتياج إلى باريه وموجوده ومبدعه .
له نسب وإضافات ووجوه كثيرة لا يتكثّر في ذاته بتعدّدها فيّاض بوجهين من الفيض فيض ذاتىّ وفيض إرادىّ
فما هو بالذات مطلقا لا يتّصف بالمنع في ذلك وما هو بالإرادة .
فإنّه يوصف فيه بالمنع وبالعطاء وله افتقار ذاتىّ لموجده سبحانه الّذي استفاد منه وجوده وسمّاه الحقّ سبحانه وتعالى في القرآن حقّا وقلما وروحا وفي السنّة عقلا وغير ذلك من الأسماء
قد ذكرنا أكثرها في كثير من كتبنا قال اللّه تعالى "وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ" وهو أوّل عالم التدوين والتسطير
وهو الخازن الحفيظ العليم الأمين على اللطائف الإنسانيّة الّتي من أجلها وجد ولها قصد ميّزها في ذاته عن سائر الأرواح تمييزا إلهيّا علم نفسه فعلم موجده فعلم العالم فعلم الإنسان.
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من عرف نفسه عرف ربه لسان إجمال والحديث الآخر أعرفكم بنفسه أعرفكم بربّه لسان تفصيل فهو العقل من هذا الوجه
وهو القلم من حيث التدوين والتسطير
وهو الروح من حيث التصرّف
وهو العرش من حيث الاستواء
وهو الإمام المبين من حيث الإحصاء ورقائقه الّتي تمتدّ إلى النفس إلى الهباء إلى الجسم إلى الأفلاك الثابتة إلى المركز إلى الأركان بالصعود إلى الأفلاك المستحيلة
إلى الحركات إلى المولّدات إلى الإنسان إلى انعقادها في العنصر الأعظم وهو أصلها ستّة وأربعون ألف ألف رقيقة وستّمائة ألف رقيقة وستّة وخمسون ألف رقيقة
ولا يزال هذا العقل متردّدا بين الإقبال والإدبار يقبل على باريه مستفيدا
فيتجلّى له فيكشف في ذاته من بعض ما هو عليه
فيعلم من باريه قدر ما علم من نفسه فعلمه بذاته لا يتناهى فعلمه بربّه لا يتناهى
وطريقة علمه به التجليّات وطريقة علمه بربّه علمه به ويقبل على من دونه مفيدا هكذا أبد الآباد في المزيد
فهو الفقير الغنىّ العزيز الذليل العبد السيّد
ولا يزال الحقّ يلهمه طلب التجلّيات لتحصيل المعارف واستواء هذا الاسم عليه كان من أحد العرش فأذكر العرش
المدخل الشيخ ابن العربي
بسم اللّه الرحمن الرحيم
وبه التوفيق الحمد للَّه الواجب الّذي افتتح وجود السوي بالأرواح المهيّمة المخلوقة بل المبدعة من فيض السّبحات وعيّن منهم العنصر الأعظم بالمقام الّذي لا يقبل الحركات الحكيم الّذي فتح وجود عالم التكوين والتدبير بايجاد القلم الأعلى واللوح المحفوظ مظهرى عالم التدوين والتسطير
موجد محلّ الظلّ والمقدار والغشيان والإيلاج والتكوين مظهر أعيان الأشخاص الفلكيّة والأملاك ومعيّن مقاماتهم في الأركان والأفلاك مسخّر الأنوار ومحرّك الأكوار بضروب الأدوار واختلاف الأحوال والأطوار:" يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ ويُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ" .
على عالم الانشقاق والانفطار لإيجاد الإنسان الّذي خلقه اللّه فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .
وأبرزه نسخة كاملة جامعة لصور حقائق المحدث وأسماء القديم أقامه سبحانه معنى رابطا للحقيقتين
وأنشأه برزخا جامعا للطرفين والرقيقتين أحكم بيديه صنعته وحسّن بعنايته صبغته فكانت مضاهاته للأسماء الإلهيّة بخلقه ومضاهاته للأكوان العلويّة والسّفليّة بخلقه
فتميّز عن جميع الخلائق بالخلقة المستقيمة والخلائق عيّن سبحانه سرّه مثالا في حضرة الأسرار وميّز نوره من بين سائر الأنوار
ونصب له كرسيّ العناية بين حضرتيه وصرّف نظر الولاية والنيابة فيه وإليه
فلمّا أقامه تعالى بهذا المقام الأكمل وردّاه برداء المعلّم الأجمل فنظرت إليه الروحانيّات العلّى بعين التعظيم وذلك قبل وجود مركّبه البهيم
فلم يزل عالي الكلمة وبعلم الأسماء مميّزا لتفاصيل الأشياء إلى أن أخذت مقاماتها الأملاك ودارت بأشواقها الأفلاك وانفعلت الأكوان لذلك الدّور وانعطاف المكوّر عليها بعد الكور
وظهرت المولّدات الجسمانيّات والجسميّات ذوات الكمّيّات والكيفيّات كالمعدن والنبات والحيوان وليس للإنسان وجود في الأعيان
حتّى إذا بلغت الدورة المخصوصة وتوجّهت الكلمة المنصوصة من الحضرة العليّة المأنوسة بايجاد هذه الكلمة الهويّة المحروسة قبض الحقّ سبحانه كما روى من الأرض قبضة من حيث لا يعلمون
وخمّر طينته بيديه من غير تشبيه ولا تكييف وهم لا يشعرون
وسوّاه متجاور الأضداد وميّزه بالحركة المستقيمة من بين سائر الأولاد وأعطته قوى هذه البنية التصرّف بالحركة المنكوسة الأفقيّة
ثمّ أنطق الفهوانيّة في الروحانيّات بخلافته فطعنت من فورها في نيابته
ولو عاينوا تشريف اليدين ما حجبتهم مجاورة الضدّين
فلمّا نفخ فيه الرّوح الأنزه والسرّ المتألّه عرفت الملائكة حينئذ قدر هذا البيت الأعلى والمحلّ الأشرف الأسنى
فأوقفهم الحقّ بين يديه طالبين وأمرهم فوقعوا له ساجدين والصلاة على ما المخصوص بهذه المكانة الشريفة والمرتبة المقدّسة المنيفة الظاهر بها من غير طعن ولا إنكار محمّد صلّى اللّه عليه وعلى آله وصحبه ما اندرجت الأنوار في الأنوار واتّحدت الأسرار بالأسرار وسلّم تسليما كثيرا
باب في نظم ما يحتوي عليه هذا الكتاب من ذكر العالم العلوىّ والسفلىّ وترتيبه ونضده
وهو هذا الحمد للَّه الّذي بوجوده * ظهر الوجود وعالم الهيمان
والعنصر الأعلى الّذي بوجوده * ظهرت ذوات عوالم الإمكان
من غير ترتيب فلا متقدّم * فيه ولا متأخّر بالآن
حتّى إذا شاء المهيمن أن يرى * ما كان معلوما من الأكوان
فتح القدير عوالم الديوان * بوجود روح ثمّ روح ثان
ثمّ الهباء وثمّ جسّم قابل * لعوالم الأفلاك و الأركان
فأداره فلكا عظيما واسمه * العرش الكريم ومستوى الرحمن
يتلوه كرسىّ انقسام كلامه * فيلوح من تقسيمه القدمان
من بعده فلك البروج وبعده * فلك الكواكب مصدر الأزمان
ثمّ النزول مع الخلاء لمركز * ليقيم فيه قواعد البنيان
فأدار أرضا ثمّ ماء فوقه * كرة الهواء وعنصر النيران
من فوقه فلك الهلال وفوقه * فلك يضاف لكاتب الديوان
من فوقه فلك لزهرة فوقه * فلك الغزالة مصدر الملوان
من فوقه المرّيخ ثمّ المشترى * ثمّ الّذي يعزى إلى كيوان
ولكلّ جسم ما يشاكل طبعه * خلق يسمّى العالم النوراني
فهم الملائكة الكرام شعارهم * حفظ الوجود من اسمه المحسان
فتحرّكت نحو الكمال فولّدت * عند التحرّك عالم الشيطان
ثمّ المعادن والنبات وبعده * جاءت لنا بعوالم الحيوان
والغاية القصوى ظهور جسومنا * في عالم التركيب والأبدان
لمّا استوت وتعدّلت أركانه * نفخ الإله لطيفة الإنسان
وكساه خلعته فكان خليفة * تعنو له الأفلاك والثّقلان
وبدورة الفلك المحيط وحكمه * أبدىّ لنا في عالم الحدثان
في جوف هذه الأرض ماء أسودا * نتنا لأهل الشرك والطغيان
يجرى على متن الرياح وعندها * ظلمات سخط القاهر الدّيّان
دارت بصخرة مركز سلطانه الروح الالهىّ العظيم الشأن
باب الكمال الإنسانىّ
أمّا بعد فإنّ اللّه تعالى علم نفسه فعلم العالم فلذلك خرج على الصورة وخلق اللّه الإنسان مختصرا شريفا جمع فيه معاني العالم الكبير وجعله نسخة جامعة لما في العالم الكبير ولما في الحضرة الإلهيّة من الأسماء
وقال فيه رسول اللّه صلعم إنّ اللّه خلق آدم على صورته
فلذلك قلنا خرج العالم على الصورة وفي هذا الضمير الّذي في صورته خلاف لمن يعود لأرباب العقول
وفي قولنا علم نفسه فعلم العالم غنية لمن تفطّن وكان حديد القلب بصيرا ولكون الإنسان الكامل على الصورة الكاملة صحّت له الخلافة والنيابة عن اللّه تعالى في العالم
فلنبيّن في هذا المنزل نشأة هذا الخليفة ومنزلته وصورته على ما هي عليه ولسنا نريد الإنسان بما هو إنسان حيوان فقطّ بل بما هو إنسان وخليفة وبالإنسانيّة والخلافة صحّت له الصورة على الكمال
وما كلّ إنسان خليفة فإنّ الإنسان الحيوان ليس بخليفة عندنا
وليس المخصوص بها أيضا الذكوريّة فقط فكلامنا إذا في صورة الكامل من الرجال والنساء فإنّ الإنسانيّة تجمع الذّكر والأنثى والذكوريّة والأنوثيّة إنّما هما عرضان ليستا من حقائق الإنسانيّة لمشاركة الحيوان كلّها في ذلك
وإن كان يستدعيهما حقائق أخر ثمّ من حيث النتاج فذلك أمر آخر قد ذكرناه في كتاب النكاح وقد شهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالكمال للنساء
كما شهد به للرجال فقال في الصحيح كمل من الرجال كثيرون وكلمت من النساء مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون
وسئل بعض الأولياء عن الأبدال كم يكونون
فقال رضى الله عنه: أربعون نفسا
فقال له السائل: لم لا تقول أربعون رجلا
فقال : قد يكون فيهم النساء
وغرضنا إنّما هو الكمال ظهر فيمن ظهر
وللرّجال عليهنّ درجة وتلك الدرجة الأصليّة
فإنّ حوّاء وجدت من آدم فله عليها درجة في الإيجاد وكذلك العقل مع النفس والقلم مع اللوح
فلما كانت المرأة منفعلة عن الرجل بالأصالة لذلك كانت الدرجة
باب في خلق الأرواح المهيّمة والعنصر الأعظم
اعلم أنّ للَّه سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه . بصر من خلقه.
فلذلك نرى الحقّ من غير الوجه الّذي يرانا وإنّما يقع الاحتراق والأثر إذا وقعت الرؤية من وجه واحد وهو وقوع البصر منك على البصر منه .
وقد أوجد اللّه تعالى في هذه الدار مثالا لهذا المقام على عزّته وعلوّه
فخلق دابّة تسمّى الصلّ إذا وقع بصر الإنسان عليها
ووقع بصرها عليه على خطّ واحد فاجتمعت النظرتان مات الإنسان من ساعته بالخاصيّة .
واعلم أنّ اللّه كان ولا شيء معه هذا نصّ الخبر النبوىّ وزاد علماء الشريعة فيه وهو الآن على ما عليه كان .
فهذه الزيادة مدرجة في كلام رسول اللّه صلعم ولا يعرفها كلّ واحد وقد سبق في علمه أن يكمل الوجود العرفانىّ بظهور آثار الأسماء الإلهيّة والنسب والإضافات لا أن يكمل هو بذلك تعالى اللّه علوّا كبيرا فهو الكامل على الإطلاق
ومعنى قولي ليكمل الوجود فنعطيك لذلك مثالا واحدا وبه تستدلّ على ما بقي
وذلك أنّ العقل والحقيقة تقسّم الوجود إلى ماله أوّل وإلى ما لا أوّل له وهو كمال الوجود فإذا كان ما لا أوّل له موجودا.
وهو اللّه تعالى والّذي لم يكن ثمّ كان ويقبل الأوّليّة الحادثة ليس بموجود فما كمل الوجود ما لم يكن هذا موجودا .
ولذلك قوله تعالى لبعض أنبيائه وقد سأله لم خلقت الخلق
فقال كنت كنزا مخفيّا لم أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق وتعرّفت إليهم فعرّفونى .
وذلك أنّ العلم باللّه ينقسم إلى قديم وإلى محدث فعلم اللّه نفسه وألوهيّته بالعلم القديم ونقص من مراتب الوجود العلمىّ العلم المحدث فخلق الخلق فتعرّف إليهم فعرفوه بقدر ما يعطيه استعدادهم .
فوجد العلم المحدث فكملت مراتب العلم باللّه في الوجود لا أنّ اللّه تعالى يكمل علم العباد وبعد أن تقرّر هذا وثبت فلنقل أنّ اللّه كان ولا شيء معه
وهو يعلم ويريد بقاء المعدوم في العدم أي موصوفا بالعدم ويكلّم نفسه بنفسه ويسمع كلامه ويرى ذاته وهو الحىّ بذاته سبحانه .
فهذه الأسماء والنسب وهو الحىّ العالم السميع البصير المتكلّم المريد هي الّتي لم يزل حكمها أزلا وأمّا كونه قادرا ورازقا وخالقا ومبدعا فبالصلاحيّة والقوّة وما بين الوجودين من امتداد زمانىّ
ولكنّ الارتباط بين الوجودين ارتباط المحدث بالقديم على الوجه الّذي يليق بالجلال فتجلّى الحقّ سبحانه بنفسه لنفسه بأنوار السبحات الوجهيّة من كونه عالما ومريدا،
فظهرت الأرواح المهيّمة بين الجلال والجمال
وخلق في الغيب المستور الّذي لا يمكن كشفه لمخلوق العنصر الأعظم
وكان هذا الخلق دفعة واحدة من غير ترتيب سببىّ ولا على لا سبيل إلى ذلك
وما منهم روح يعرف أنّ ثمّ سواه لفنائه في الحقّ بالحقّ واستيلاء سلطان الجلال عليه.
ثمّ إنّه سبحانه وتعالى أوجد دون هؤلاء الأرواح بتجلّ آخر من غير تلك المرتبة فخلق أرواحا متحيّزة في أرض بيضاء خلقهم عليها وهيّمهم فيها بالتسبيح والتقديس لا يعرفون أنّ اللّه خلق سواهم ولاشتراكهم مع الأوّل في نعت الهيمان
لذلك لم نفصّل بل قلنا الأرواح المهيّمة على الإطلاق وكلّ منهم على مقام من العلم باللّه والحال وهذه الأرض خارجة عن عالم الطبيعة وسمّيت أرضا لنسبة مكانيّة لهذه الأرواح المتحيّزة لا يجوز عليها الانحلال ولا التبدّل
فلا تزال كذلك أبد الآباد كما سبق في العلم والإنسان في هذه الأرض مثال وله حظّ فيهم وله في الأرواح الأول مثال آخر
وهو في كلّ عالم على مثال ذلك العالم ثمّ نقول إنّا ما أوردنا شيئا ممّا ذكرناه أو نذكره من جزئيّات العالم إلّا واستنادنا فيه إلى خبر نبوىّ يصحّحه الكشف
ولو كان ذلك الخبر ممّا تكلّم في طريقه فنحن لا نعتمد فيه إلّا على ما يخبر به رجال الغيب رضي الله عنهم
ثمّ نرجع ونقول إنّ هذا العنصر الأعظم المخزون في غيب الغيب له التفاتة مخصوصة إلى عالم التدوين والتسطير ولا وجود لذلك العالم في العين وهذا العنصر أكمل موجود في العالم
ولولا عهد الستر الّذي أخذ علينا في بيان حقيقته لبسطنا الكلام فيه وبيّنّا كيفيّة تعلّق كلّ ما سوى اللّه به .
فأوجد سبحانه على ما قال الوارد الشاهد عند تلك الالتفاتة العقل الأوّل وقيل فيه أوّل لأنّه أوّل عالم التدوين والتسطير والالتفاتة
إنّما كانت للحقيقة الإنسانيّة من هذا العالم فكان المقصود فخلق العقل وغيره إلى أسفل عالم المركز أسبابا مقدّمة لترتيب نشأته
كما سبق في العلم ترتيبه ومملكة ممهّدة قائمة القواعد فإنّه عند ظهوره يظهر بصورة الخلافة والنيابة عن اللّه
فلا بدّ من تقدّم وجود العالم عليه وأن ويكون هو « آخر موجود بالفعل وإن كان أوّل موجود
بالقصد كمن طلب الاستظلال والاستكنان فوقعت فكرته على السقف ثمّ انحدر إلى الأساس فكان الأساس آخر مقصود بالعلم وأوّل موجود بالفعل .
وكان السقف أوّل معلوم بالقصد وآخر موجود بالفعل فعين الإنسان هي المقصودة وإليه توجّهت العناية الكلّيّة فهو عين الجمع والوجود والنسخة العظمى والمختصر الشريف الأكمل في مبانيه
باب في خلق العقل الأوّل وهو القلم الأعلى
فأوّل ما أوجد اللّه من عالم العقول المدبّرة جوهر بسيط ليس بمادّة ولا في مادّة عالم بذاته في ذاته علمه ذاته لا صفة له مقامه الفقر والذلّة والاحتياج إلى باريه وموجوده ومبدعه .
له نسب وإضافات ووجوه كثيرة لا يتكثّر في ذاته بتعدّدها فيّاض بوجهين من الفيض فيض ذاتىّ وفيض إرادىّ
فما هو بالذات مطلقا لا يتّصف بالمنع في ذلك وما هو بالإرادة .
فإنّه يوصف فيه بالمنع وبالعطاء وله افتقار ذاتىّ لموجده سبحانه الّذي استفاد منه وجوده وسمّاه الحقّ سبحانه وتعالى في القرآن حقّا وقلما وروحا وفي السنّة عقلا وغير ذلك من الأسماء
قد ذكرنا أكثرها في كثير من كتبنا قال اللّه تعالى "وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ" وهو أوّل عالم التدوين والتسطير
وهو الخازن الحفيظ العليم الأمين على اللطائف الإنسانيّة الّتي من أجلها وجد ولها قصد ميّزها في ذاته عن سائر الأرواح تمييزا إلهيّا علم نفسه فعلم موجده فعلم العالم فعلم الإنسان.
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من عرف نفسه عرف ربه لسان إجمال والحديث الآخر أعرفكم بنفسه أعرفكم بربّه لسان تفصيل فهو العقل من هذا الوجه
وهو القلم من حيث التدوين والتسطير
وهو الروح من حيث التصرّف
وهو العرش من حيث الاستواء
وهو الإمام المبين من حيث الإحصاء ورقائقه الّتي تمتدّ إلى النفس إلى الهباء إلى الجسم إلى الأفلاك الثابتة إلى المركز إلى الأركان بالصعود إلى الأفلاك المستحيلة
إلى الحركات إلى المولّدات إلى الإنسان إلى انعقادها في العنصر الأعظم وهو أصلها ستّة وأربعون ألف ألف رقيقة وستّمائة ألف رقيقة وستّة وخمسون ألف رقيقة
ولا يزال هذا العقل متردّدا بين الإقبال والإدبار يقبل على باريه مستفيدا
فيتجلّى له فيكشف في ذاته من بعض ما هو عليه
فيعلم من باريه قدر ما علم من نفسه فعلمه بذاته لا يتناهى فعلمه بربّه لا يتناهى
وطريقة علمه به التجليّات وطريقة علمه بربّه علمه به ويقبل على من دونه مفيدا هكذا أبد الآباد في المزيد
فهو الفقير الغنىّ العزيز الذليل العبد السيّد
ولا يزال الحقّ يلهمه طلب التجلّيات لتحصيل المعارف واستواء هذا الاسم عليه كان من أحد العرش فأذكر العرش
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin