كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة التاسعة والعشرون سؤال طائر آخر الأبيات من 2516 – 2530
قال طائر آخر : كيف يكون الطير في طريق الحق يا طاهر الرأي ؟
إن قلبي مشغول دائماً وهو علي حرام وكل ما أملكه أنثره على الدوام وكل ما يصل إلى يدي أضيعه وأصيره كالعقرب في اليد ولا أربط نفسي بربقة شيء مطلقاً وأنثر كل ما يقع في حوزتي وأتطهر في محرابه فمتى أرى وأنا في طهري هذا وجهه ؟
قال الهدهد : إذا تقدم إنسان في الطريق وجب أن يكون الزهد زاده وكل من تطهر من كل ما يملك مضى مستريحاً في طهره ،
أيها الأخ لا تخط مرقعة بل أحرق كل ما تملك حتى شعر الرأس ،
وعندما تحرق كل شيء بآهة محرقة ، فاجمع رماده واجلس عليه ،
إذا فعلت ذلك تخلصت من الكل وإلا فتحمل الشدائد طالما تعلقت بالكل ،
إن كنت لا تموت وتنفصل عن كل شيء فمتى تضع قدمك في هذا البهو ؟
إذا لم يكن في الإمكان البقاء طويلاً في هذا السجن فعليك بتخليص نفسك من الكل فما أن يقبل وقت الموت حتى يصبح جميع ما تملك سافكاً لدمائك قاتلاً لك ، فاقصر يدك عن نفسك أولاً ثم اعقد العزم على المسير ثانياً ،
وإن لم يتم لك في البداية التطهر فلست أهلاً لهذا السفر .
المقالة التاسعة والعشرون حكاية 1
الأبيات من 2531 – 2537
تحدث شيخ الترك عن نفسه فقال : إنني أوثر شيئين أحدهما حصان أبلق أما الثاني فهو ابني ، فإذا جاءني نعي ولدي أهب فرسي شكراً لهذا الخبر ،
ذلك لأني أرى الاثنين كمعبودين أمام عين روحي .
وحتى لا تحترق وتصبح كالشمع فلا تتفوه بالطهر أمام الجمع ،
وكل من يكثر القول عن التطهر يتسم أمره بالاضطراب حتى يتطهر ،
والمتطهر الذي يأكل بنهم جزاؤه في تلك الساعة الضرب على القفا .
المقالة التاسعة والعشرون حكاية 2
الأبيات من 2538 – 2552
الشيخ الخرقاني الذي كان العرش له مقراً تشوق ذات يوم للباذنجان فتبرمت أمه برغبته الملحة وأعطته نصف باذنجانة بعد جهد ومشقة،
وما أن أكل نصف الباذنجانة حتى قطعت رأس ابنه في التو والحال ، وعندما أقبل الليل وضع القاتل رأس ذلك الابن الطاهر على أعتابه،
فقال الشيخ : ألم أقل ألف مرة بأنني منحوس ، فما أن أكل هذا المسكين نصف باذنجانة حتى وجهت ضربة قاصمة لفلذة روحه وكم كانت الروح مشبوبة في كل أوقاتي وما كان أمره معي سهلاً ميسوراً وكل من يزامله في العمل لا يستطيع أن يحادثه لحظة .
أمر شاق ذلك الذي وقع على كواهلنا فقد وقع أشد قسوة من الحرب والنزال ولم يبق لدى متعلم علمه وراحته فقد سقط أمره مع كل هذا العلم ،
وفي كل زمان يقبل أحد الضيوف وتصل قافلة لأداء الامتحان ، فإذا كانت مئات الهموم تصيب الروح العزيزة فماذا سيحدث بعد ذلك ؟
لقد ظهر كل ما كان في طي الكتمان وستسفك الدماء بكل شدة وعنفوان ، وقد تحمل آلاف العشاق الآلام من أجله ونثروا الأرواح إيثاراً لقطرة دم منه وتصاب الأرواح جميعها بهذا حيث تسفك أرواحها متألمة متأوهة .
المقالة التاسعة والعشرون حكاية 2
الأبيات من 2553 – 2569
قال ذو النون : كنت أتجول في البادية أتجول متوكلاً بلا عصاة ولا راوية فرأيت في الطريق أربعين من لابسي الخرقة وقد أسلم الجميع أرواحهم في بقعة واحدة ،
فثار الاضطراب في عقلي الولهان وثارت النار في روحي المضطربة
فقلت : إلهي ما نهاية هذه الحال ؟
وما أكثر ما جندلت العظماء !
فقال هاتف : إننا ندرك هذا الأمر فنحن نقتلهم وندفع ما يستحقون من دية ، فقلت : وكم ستقتل في النهاية ؟
قال : ما دمت أملك دية فسأفعل هذا الأمر وطالما بقيت في خزانتي دية فسأقتل حتى تبقى لي التعزية ،
ومن أقتله أسحبه مدرجاً وسط دمائه وأطوف به العالم منكسة رأسه وبعد أن تفنى جميع أوصاله وتفنى رأسه وجميع أجزائه أظهر شمس طلعته ومن جمالي أخلع عليه خلعته
وأجعل من دمه حمرة تزين خده وأدفعه إلى الاعتكاف على تراب تلك المحلة فأجعله ظلاً في محلته بعد ذلك أظهر شمس وجهه وعندما تشرق شمس وجهه فكيف يبقى ظل في محلته ؟
وإذا انمحى الظل في الشمس فقد سار كلا والله أعلم بالصواب .
كل من فنى في الحق تخلص من نفسه لذا لا يستطيع أن يكون عابداً لنفسه ،
فامض إلى الفناء دون الحديث عن الفناء كثيراً وتخل عن الروح ولا تبحث عن التخلي كثيراً ،
ولا أعلم سعادة لأي إنسان أكثر من أن يفنى عن نفسه .
المقالة التاسعة والعشرون حكاية 3
الأبيات من 2570 – 2574
لا أعرف إنساناً في الكون وجد حظ سحرة فرعون فقد أدركوا هذا الحظ في ذلك الزمان لإيمان الناس بهم أعظم إيمان
وقد استطاعوا التخلي عن الروح لحظة وما أدرك إنسان قط مثل هذا الحظ فقد وضعوا قدماً في طريق الدين وأخرجوا الثانية من طريق الدنيا
فلم ير شخص قط ما هو أفضل من هذا الغدو والرواح وما رأى أحد غصناً أعظم ثمرة من هذا ..
المقالة التاسعة والعشرون سؤال طائر آخر الأبيات من 2516 – 2530
قال طائر آخر : كيف يكون الطير في طريق الحق يا طاهر الرأي ؟
إن قلبي مشغول دائماً وهو علي حرام وكل ما أملكه أنثره على الدوام وكل ما يصل إلى يدي أضيعه وأصيره كالعقرب في اليد ولا أربط نفسي بربقة شيء مطلقاً وأنثر كل ما يقع في حوزتي وأتطهر في محرابه فمتى أرى وأنا في طهري هذا وجهه ؟
قال الهدهد : إذا تقدم إنسان في الطريق وجب أن يكون الزهد زاده وكل من تطهر من كل ما يملك مضى مستريحاً في طهره ،
أيها الأخ لا تخط مرقعة بل أحرق كل ما تملك حتى شعر الرأس ،
وعندما تحرق كل شيء بآهة محرقة ، فاجمع رماده واجلس عليه ،
إذا فعلت ذلك تخلصت من الكل وإلا فتحمل الشدائد طالما تعلقت بالكل ،
إن كنت لا تموت وتنفصل عن كل شيء فمتى تضع قدمك في هذا البهو ؟
إذا لم يكن في الإمكان البقاء طويلاً في هذا السجن فعليك بتخليص نفسك من الكل فما أن يقبل وقت الموت حتى يصبح جميع ما تملك سافكاً لدمائك قاتلاً لك ، فاقصر يدك عن نفسك أولاً ثم اعقد العزم على المسير ثانياً ،
وإن لم يتم لك في البداية التطهر فلست أهلاً لهذا السفر .
المقالة التاسعة والعشرون حكاية 1
الأبيات من 2531 – 2537
تحدث شيخ الترك عن نفسه فقال : إنني أوثر شيئين أحدهما حصان أبلق أما الثاني فهو ابني ، فإذا جاءني نعي ولدي أهب فرسي شكراً لهذا الخبر ،
ذلك لأني أرى الاثنين كمعبودين أمام عين روحي .
وحتى لا تحترق وتصبح كالشمع فلا تتفوه بالطهر أمام الجمع ،
وكل من يكثر القول عن التطهر يتسم أمره بالاضطراب حتى يتطهر ،
والمتطهر الذي يأكل بنهم جزاؤه في تلك الساعة الضرب على القفا .
المقالة التاسعة والعشرون حكاية 2
الأبيات من 2538 – 2552
الشيخ الخرقاني الذي كان العرش له مقراً تشوق ذات يوم للباذنجان فتبرمت أمه برغبته الملحة وأعطته نصف باذنجانة بعد جهد ومشقة،
وما أن أكل نصف الباذنجانة حتى قطعت رأس ابنه في التو والحال ، وعندما أقبل الليل وضع القاتل رأس ذلك الابن الطاهر على أعتابه،
فقال الشيخ : ألم أقل ألف مرة بأنني منحوس ، فما أن أكل هذا المسكين نصف باذنجانة حتى وجهت ضربة قاصمة لفلذة روحه وكم كانت الروح مشبوبة في كل أوقاتي وما كان أمره معي سهلاً ميسوراً وكل من يزامله في العمل لا يستطيع أن يحادثه لحظة .
أمر شاق ذلك الذي وقع على كواهلنا فقد وقع أشد قسوة من الحرب والنزال ولم يبق لدى متعلم علمه وراحته فقد سقط أمره مع كل هذا العلم ،
وفي كل زمان يقبل أحد الضيوف وتصل قافلة لأداء الامتحان ، فإذا كانت مئات الهموم تصيب الروح العزيزة فماذا سيحدث بعد ذلك ؟
لقد ظهر كل ما كان في طي الكتمان وستسفك الدماء بكل شدة وعنفوان ، وقد تحمل آلاف العشاق الآلام من أجله ونثروا الأرواح إيثاراً لقطرة دم منه وتصاب الأرواح جميعها بهذا حيث تسفك أرواحها متألمة متأوهة .
المقالة التاسعة والعشرون حكاية 2
الأبيات من 2553 – 2569
قال ذو النون : كنت أتجول في البادية أتجول متوكلاً بلا عصاة ولا راوية فرأيت في الطريق أربعين من لابسي الخرقة وقد أسلم الجميع أرواحهم في بقعة واحدة ،
فثار الاضطراب في عقلي الولهان وثارت النار في روحي المضطربة
فقلت : إلهي ما نهاية هذه الحال ؟
وما أكثر ما جندلت العظماء !
فقال هاتف : إننا ندرك هذا الأمر فنحن نقتلهم وندفع ما يستحقون من دية ، فقلت : وكم ستقتل في النهاية ؟
قال : ما دمت أملك دية فسأفعل هذا الأمر وطالما بقيت في خزانتي دية فسأقتل حتى تبقى لي التعزية ،
ومن أقتله أسحبه مدرجاً وسط دمائه وأطوف به العالم منكسة رأسه وبعد أن تفنى جميع أوصاله وتفنى رأسه وجميع أجزائه أظهر شمس طلعته ومن جمالي أخلع عليه خلعته
وأجعل من دمه حمرة تزين خده وأدفعه إلى الاعتكاف على تراب تلك المحلة فأجعله ظلاً في محلته بعد ذلك أظهر شمس وجهه وعندما تشرق شمس وجهه فكيف يبقى ظل في محلته ؟
وإذا انمحى الظل في الشمس فقد سار كلا والله أعلم بالصواب .
كل من فنى في الحق تخلص من نفسه لذا لا يستطيع أن يكون عابداً لنفسه ،
فامض إلى الفناء دون الحديث عن الفناء كثيراً وتخل عن الروح ولا تبحث عن التخلي كثيراً ،
ولا أعلم سعادة لأي إنسان أكثر من أن يفنى عن نفسه .
المقالة التاسعة والعشرون حكاية 3
الأبيات من 2570 – 2574
لا أعرف إنساناً في الكون وجد حظ سحرة فرعون فقد أدركوا هذا الحظ في ذلك الزمان لإيمان الناس بهم أعظم إيمان
وقد استطاعوا التخلي عن الروح لحظة وما أدرك إنسان قط مثل هذا الحظ فقد وضعوا قدماً في طريق الدين وأخرجوا الثانية من طريق الدنيا
فلم ير شخص قط ما هو أفضل من هذا الغدو والرواح وما رأى أحد غصناً أعظم ثمرة من هذا ..
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin