كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة السابعة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2365 – 2376
قال له آخر : يا طاهر الاعتقاد لم تمر بي لحظة واحدة وفق المراد ، فقد قضيت عمري كله في غم دائم كما كنت بائساً في هذا العالم ،
وكم أنا مهموم إذ غص قلبي بالأحزان وأعيش في مأتم دائم بسبب هذه الأحزان ،
وعشت على الدوام في عجز وحيرة وأكون كافراً لو أني شعرت بالسرور لحظة وبسبب كل هذا عشت أسير المشقة ، وسيصيبني الفناء والضياع إن تقدمت في الطريق خطوة ،
فإن لم تكن هذه الهموم قدري لكان القلب غاية في السرور بهذا السفر ، ولكن إذا كان قلبي مفعماً بالأحزان فماذا أفعل ؟
وقد قصصت عليك حالي فماذا أفعل ؟
قال الهدهد : أيها المغرور لقد أقبلت مفتوناً ولهاً وغرقت من أولك إلى آخرك في الهوى ، عليك بالتخلي لحظة عن كل ما هو مرغوب ومكروه في هذه الدنيا ، فكل من يتخلى عن هذه الأشياء لحظة فإنه يتخلى عن عمره بدون ذلك الجنون .
إن تتخل عنك الدنيا فتخل عنها أنت أيضاً واتركها دون أن تعيرها اهتمامك أبداً ، وكل من يربط قلبه بشيء غير باق فلن يظل قلبه حياً على الإطلاق ..
المقالة السابعة والعشرون حكاية 1
الأبيات من 2377 – 2391
كان أحد السالكين عالي الهمة لم يشرب قط من يد مخلوق أي شربة ،
فسأله سائل : يا من ينتسب إلى الحضرة العلية لم لم تتولد لديك في الشرب أي رغبة ؟!
قال : إنني أرى الموت يقف متأهباً فإن أشرب فسرعان ما ينقض ، ومع هذا الموت الموكل بي يوجد سمي إن أشرب ،
وكيف تكون شربتي عذبة مع هذا الموكل بي ؟
إنها ليست من ماء الورد بل من نار ..
كل شيء لا يبقى إلا لحظة لا يساوي نصف دانق حتى ولو كان هذا الشيء هو العالم ، لا يكون الوصال من أجل ساعة فكيف أقيم بنياناً بغير أساس ؟؟!
إن كنت سيء الحال لعدم تحقيق المراد فإن البعيد عن النوال يكون في لحظة قريب المنال ،
وإن يصبك مكروه أو ألم فهذا مجال فخر لك لا مجال حسرة وتألم ،
وكل ما أصاب الأنبياء من بلاء لا وجه شبه بينه وبين ما حدث في كربلاء ،
ما يبدو لك في صورة ألم يعد في نظر ذوي العقول كنز والعناية تحرسك في كل لحظة ،
كما يملأ إحسانه عالمك كلية ولكن لا نستطيع تذكر إحسانه وإنما ترى القليل من إيلامه فأين دليل المحبة في هذه الحال ؟؟!
فامض يا عديم اللب ويا من كلك قشور ، إن كانت المحبة تلزمك في طريق العشق فيلزم أيضاً الاضطراب والدوار لروحك ورأسك كذلك .
المقالة السابعة والعشرون حكاية 2
الأبيات من 2392 – 2405
كان يوجد ملك حسن الطوية وقد أنعم ذات يوم على غلام بفاكهة فكان الغلام يأكل فاكهته بنهم
وقال : لم آكل ما هو أفضل منها وأطعم ، ولحسن ما كان يأكل الغلام تولدت لدى الملك رغبة في الاقتسام
فقال : أيها الغلام أعطني نصفها فما أطيب ما تأكله من طعام .
أعطى الغلام الفاكهة للملك وعندما تذوقها ذلك الملك وجدها مرة فقطب الجبين وقال : إن ما فعلته لا يمكن حدوثه مطلقاً إذ كيف يصبح هذا الشيء المر حلواً يؤكل ؟؟!
قال الغلام : يا ملك الملوك لقد أتحفتني بآلاف التحف من يدك ، فإذا كانت الفاكهة جاءتني من يدك مرة فلا أستسيغ إعادتها ثانية ،
إن كنت تنعم علي بالكنوز في كل لحظة فكيف يصيبني شيء واحد مر بأي غصة ؟
وإن كنت أعيش في كنفك فكيف أشعر بالمرارة من يدك ؟
إن أصابتك مكاره كثيرة في طريقه فاعلم يقيناً بأن ذلك كنز وكفى ، وأمره نافذ من البداية إلى النهاية فماذا أنت صانع إذا نفذ أمره ؟!
وما أن عزم المحنكون على المسير فما طعموا لقمة دون غصة أو ألم ، وكلما جلسوا ليطعموا خبزاً أو ملحاً فما كسروا كسرة خبز قفار بلا حزن أو ألم .
المقالة السابعة والعشرون حكاية 3
الأبيات من 2406 – 2413
قال أحد العظماء لصوفي : كيف تمضي أيامك يا أخي ؟
قال : كنت أقيم في موقد حمام وقد أقمت فيه صادي الشفة مضطرباً ، ولكنني ما قضمت رغيفاً واحداً بالموقد حتى لا تقطع رقبتي .
إن كنت باحثاً عن السعادة في هذا العالم أو مستسلماً للنوم فكلاهما سواء ، ولكن إن تبحث عن السعادة فعليك بالاحتياط حتى تصل كالرجال إلى هذا الصراط ،
لا وجه للمسرة في هذا العالم كله إذ لا تساوي المسرة قيمة شعرة واحدة ،
أي نفس موجودة شبيهة بالنار ومن ذا عاش سعيداً في كنفها ؟؟!
فإن تطف بالدنيا كالفرجار تجد السعادة نقطة واحدة لم يلحظها أحد .
المقالة السابعة والعشرون حكاية 4
الأبيات من 2414 – 2419
قالت تلك العجوز لشيخ ميهنة : ادع لي بالسعادة لقد تحملت المكاره قبل هذا ولم تعد لي طاقة أكثر من هذا ، فإن تعلمني دعاء السعادة فسيكون بلا ريب ورداً لي كل يوم .
قال لها الشيخ : لقد انقضت فترة من الزمن وأنا راكع على هذا الحال ، وكثيراً ما أسرعت إلى ما تطلبين فلم أر ذرة واحدة ولم أجد ما تطلبين ،
فإن لم يظهر دواء لهذا الداء فكيف تبدو السعادة للمرء ؟!
المقالة السابعة والعشرون حكاية 5
الأبيات من 2420 – 2431
جلس سائل أمام الجنيد وقال : يا من أصبح صيداً لله بلا أدنى قيد كيف يحصل الإنسان على السعادة ؟؟!
قال : في نفس الساعة التي يكون فيها واصلاً ، وطالما لم تمتد إليك يد السلطان بالوصل فجزاؤك عدم التوفيق .
إنني لا أرى ذرة هائمة تنعم بالاستقرار إذ لا طاقة لها بوصل الشمس ، وإن تغرق الذرة في بحار الدم فمتى تتحرر من هذا الهم ؟؟!
الذرة ذرة مهما كان نوعها وكل من يقول بغير ذلك مغرور ، فإن يقلبوها لا تبق على حالها فهي ذرة وليست عيناً لامعة ،
وكل من ينشأ من الذرة أولاً يكون أصله في الحقيقة الذرة نفسها ، وإن لم تفن كلية في شمسها فأي ذرة حظيت بخلودها ؟؟!
إنها ذرة سواء أكانت غاية في الحسن أو غاية في القبح ولو تركت عمراً ما خرجت عن أصلها ،
وأنت أيتها الذرة تسيرين كالثمل على أمل أن تصبحي في دورانك كالشمس ، ولكنني أتذرع بالصبر ،
فيا من لا يقر لك قرار كالذرة متى ترى عجزك واضحاً جلياً ؟؟!
المقالة السابعة والعشرون حكاية 6
الأبيات من 2432 – 2445
قال الخفاش ذات ليلة : إن شعاع الشمس لا ينفذ إلي من أي منفذ وأعيش عمري مشوباً بالذلة وكأني أنهيه دفعة واحدة ،
فهل أقضي السنين والشهور مطبق العينين حتى أصل في النهاية إلى ذلك المكان ؟؟! ( أي حيث توجد الشمس ) .
قال له من يتمتع بقوة الإبصار : أيها الثمل المفتون ، إن الطريق بينك وبينه يحتاج إلى آلاف السنين ،
وكيف يكون الوصول في هذا الطريق أمراً هيناً بالنسبة لك ؟
وكيف تستطيع النملة القابعة في بئر الوصول ولو إلى القمر ؟؟!
فقال الخفاش : لا خوف يعتريني وسأواصل السير حتى تتضح لي نتيجة هذا العمل .
قضى الخفاش سنوات ثملاً فاقد الوعي وقد عدم القوة والجناح والريش حتى أصبح في النهاية ذابل الجسد محترق الروح وألم به الضعف والوهن ،
ولما لم يصله أي خبر من الشمس قال : ربما أنني تجاوزت الشمس .
قال له أحد العقلاء : إنك في سبات عميق فكيف تخطو وأنت لا ترى الطريق ؟؟!
والآن تقول : لقد تجاوزتها ، لذا أبدو ضعيفاً عاجزاً .
أشعر هذا الكلام الخفاش بالذلة وهذا كل ما تبقى منه ثم اتجه إلى الشمس معترفاً بعجزه ،
وفي الحال بدأ يتكلم بلسان الروح حبث قال : لعلك أدركت طائراً بصره حديد فلا تبتعدي عنه قيد أنملة بعد هذا .
قال هذا الكلام مما به من حرقة وألم فجادت الشمس عليه بتحقيق الأمل وأصبح الضياء من نصيب الضرير وأقبل الحظ فأحال المسكين غنياً .
المقالة السابعة والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 2365 – 2376
قال له آخر : يا طاهر الاعتقاد لم تمر بي لحظة واحدة وفق المراد ، فقد قضيت عمري كله في غم دائم كما كنت بائساً في هذا العالم ،
وكم أنا مهموم إذ غص قلبي بالأحزان وأعيش في مأتم دائم بسبب هذه الأحزان ،
وعشت على الدوام في عجز وحيرة وأكون كافراً لو أني شعرت بالسرور لحظة وبسبب كل هذا عشت أسير المشقة ، وسيصيبني الفناء والضياع إن تقدمت في الطريق خطوة ،
فإن لم تكن هذه الهموم قدري لكان القلب غاية في السرور بهذا السفر ، ولكن إذا كان قلبي مفعماً بالأحزان فماذا أفعل ؟
وقد قصصت عليك حالي فماذا أفعل ؟
قال الهدهد : أيها المغرور لقد أقبلت مفتوناً ولهاً وغرقت من أولك إلى آخرك في الهوى ، عليك بالتخلي لحظة عن كل ما هو مرغوب ومكروه في هذه الدنيا ، فكل من يتخلى عن هذه الأشياء لحظة فإنه يتخلى عن عمره بدون ذلك الجنون .
إن تتخل عنك الدنيا فتخل عنها أنت أيضاً واتركها دون أن تعيرها اهتمامك أبداً ، وكل من يربط قلبه بشيء غير باق فلن يظل قلبه حياً على الإطلاق ..
المقالة السابعة والعشرون حكاية 1
الأبيات من 2377 – 2391
كان أحد السالكين عالي الهمة لم يشرب قط من يد مخلوق أي شربة ،
فسأله سائل : يا من ينتسب إلى الحضرة العلية لم لم تتولد لديك في الشرب أي رغبة ؟!
قال : إنني أرى الموت يقف متأهباً فإن أشرب فسرعان ما ينقض ، ومع هذا الموت الموكل بي يوجد سمي إن أشرب ،
وكيف تكون شربتي عذبة مع هذا الموكل بي ؟
إنها ليست من ماء الورد بل من نار ..
كل شيء لا يبقى إلا لحظة لا يساوي نصف دانق حتى ولو كان هذا الشيء هو العالم ، لا يكون الوصال من أجل ساعة فكيف أقيم بنياناً بغير أساس ؟؟!
إن كنت سيء الحال لعدم تحقيق المراد فإن البعيد عن النوال يكون في لحظة قريب المنال ،
وإن يصبك مكروه أو ألم فهذا مجال فخر لك لا مجال حسرة وتألم ،
وكل ما أصاب الأنبياء من بلاء لا وجه شبه بينه وبين ما حدث في كربلاء ،
ما يبدو لك في صورة ألم يعد في نظر ذوي العقول كنز والعناية تحرسك في كل لحظة ،
كما يملأ إحسانه عالمك كلية ولكن لا نستطيع تذكر إحسانه وإنما ترى القليل من إيلامه فأين دليل المحبة في هذه الحال ؟؟!
فامض يا عديم اللب ويا من كلك قشور ، إن كانت المحبة تلزمك في طريق العشق فيلزم أيضاً الاضطراب والدوار لروحك ورأسك كذلك .
المقالة السابعة والعشرون حكاية 2
الأبيات من 2392 – 2405
كان يوجد ملك حسن الطوية وقد أنعم ذات يوم على غلام بفاكهة فكان الغلام يأكل فاكهته بنهم
وقال : لم آكل ما هو أفضل منها وأطعم ، ولحسن ما كان يأكل الغلام تولدت لدى الملك رغبة في الاقتسام
فقال : أيها الغلام أعطني نصفها فما أطيب ما تأكله من طعام .
أعطى الغلام الفاكهة للملك وعندما تذوقها ذلك الملك وجدها مرة فقطب الجبين وقال : إن ما فعلته لا يمكن حدوثه مطلقاً إذ كيف يصبح هذا الشيء المر حلواً يؤكل ؟؟!
قال الغلام : يا ملك الملوك لقد أتحفتني بآلاف التحف من يدك ، فإذا كانت الفاكهة جاءتني من يدك مرة فلا أستسيغ إعادتها ثانية ،
إن كنت تنعم علي بالكنوز في كل لحظة فكيف يصيبني شيء واحد مر بأي غصة ؟
وإن كنت أعيش في كنفك فكيف أشعر بالمرارة من يدك ؟
إن أصابتك مكاره كثيرة في طريقه فاعلم يقيناً بأن ذلك كنز وكفى ، وأمره نافذ من البداية إلى النهاية فماذا أنت صانع إذا نفذ أمره ؟!
وما أن عزم المحنكون على المسير فما طعموا لقمة دون غصة أو ألم ، وكلما جلسوا ليطعموا خبزاً أو ملحاً فما كسروا كسرة خبز قفار بلا حزن أو ألم .
المقالة السابعة والعشرون حكاية 3
الأبيات من 2406 – 2413
قال أحد العظماء لصوفي : كيف تمضي أيامك يا أخي ؟
قال : كنت أقيم في موقد حمام وقد أقمت فيه صادي الشفة مضطرباً ، ولكنني ما قضمت رغيفاً واحداً بالموقد حتى لا تقطع رقبتي .
إن كنت باحثاً عن السعادة في هذا العالم أو مستسلماً للنوم فكلاهما سواء ، ولكن إن تبحث عن السعادة فعليك بالاحتياط حتى تصل كالرجال إلى هذا الصراط ،
لا وجه للمسرة في هذا العالم كله إذ لا تساوي المسرة قيمة شعرة واحدة ،
أي نفس موجودة شبيهة بالنار ومن ذا عاش سعيداً في كنفها ؟؟!
فإن تطف بالدنيا كالفرجار تجد السعادة نقطة واحدة لم يلحظها أحد .
المقالة السابعة والعشرون حكاية 4
الأبيات من 2414 – 2419
قالت تلك العجوز لشيخ ميهنة : ادع لي بالسعادة لقد تحملت المكاره قبل هذا ولم تعد لي طاقة أكثر من هذا ، فإن تعلمني دعاء السعادة فسيكون بلا ريب ورداً لي كل يوم .
قال لها الشيخ : لقد انقضت فترة من الزمن وأنا راكع على هذا الحال ، وكثيراً ما أسرعت إلى ما تطلبين فلم أر ذرة واحدة ولم أجد ما تطلبين ،
فإن لم يظهر دواء لهذا الداء فكيف تبدو السعادة للمرء ؟!
المقالة السابعة والعشرون حكاية 5
الأبيات من 2420 – 2431
جلس سائل أمام الجنيد وقال : يا من أصبح صيداً لله بلا أدنى قيد كيف يحصل الإنسان على السعادة ؟؟!
قال : في نفس الساعة التي يكون فيها واصلاً ، وطالما لم تمتد إليك يد السلطان بالوصل فجزاؤك عدم التوفيق .
إنني لا أرى ذرة هائمة تنعم بالاستقرار إذ لا طاقة لها بوصل الشمس ، وإن تغرق الذرة في بحار الدم فمتى تتحرر من هذا الهم ؟؟!
الذرة ذرة مهما كان نوعها وكل من يقول بغير ذلك مغرور ، فإن يقلبوها لا تبق على حالها فهي ذرة وليست عيناً لامعة ،
وكل من ينشأ من الذرة أولاً يكون أصله في الحقيقة الذرة نفسها ، وإن لم تفن كلية في شمسها فأي ذرة حظيت بخلودها ؟؟!
إنها ذرة سواء أكانت غاية في الحسن أو غاية في القبح ولو تركت عمراً ما خرجت عن أصلها ،
وأنت أيتها الذرة تسيرين كالثمل على أمل أن تصبحي في دورانك كالشمس ، ولكنني أتذرع بالصبر ،
فيا من لا يقر لك قرار كالذرة متى ترى عجزك واضحاً جلياً ؟؟!
المقالة السابعة والعشرون حكاية 6
الأبيات من 2432 – 2445
قال الخفاش ذات ليلة : إن شعاع الشمس لا ينفذ إلي من أي منفذ وأعيش عمري مشوباً بالذلة وكأني أنهيه دفعة واحدة ،
فهل أقضي السنين والشهور مطبق العينين حتى أصل في النهاية إلى ذلك المكان ؟؟! ( أي حيث توجد الشمس ) .
قال له من يتمتع بقوة الإبصار : أيها الثمل المفتون ، إن الطريق بينك وبينه يحتاج إلى آلاف السنين ،
وكيف يكون الوصول في هذا الطريق أمراً هيناً بالنسبة لك ؟
وكيف تستطيع النملة القابعة في بئر الوصول ولو إلى القمر ؟؟!
فقال الخفاش : لا خوف يعتريني وسأواصل السير حتى تتضح لي نتيجة هذا العمل .
قضى الخفاش سنوات ثملاً فاقد الوعي وقد عدم القوة والجناح والريش حتى أصبح في النهاية ذابل الجسد محترق الروح وألم به الضعف والوهن ،
ولما لم يصله أي خبر من الشمس قال : ربما أنني تجاوزت الشمس .
قال له أحد العقلاء : إنك في سبات عميق فكيف تخطو وأنت لا ترى الطريق ؟؟!
والآن تقول : لقد تجاوزتها ، لذا أبدو ضعيفاً عاجزاً .
أشعر هذا الكلام الخفاش بالذلة وهذا كل ما تبقى منه ثم اتجه إلى الشمس معترفاً بعجزه ،
وفي الحال بدأ يتكلم بلسان الروح حبث قال : لعلك أدركت طائراً بصره حديد فلا تبتعدي عنه قيد أنملة بعد هذا .
قال هذا الكلام مما به من حرقة وألم فجادت الشمس عليه بتحقيق الأمل وأصبح الضياء من نصيب الضرير وأقبل الحظ فأحال المسكين غنياً .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin