كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة الحادية والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1940 – 1954
قال آخر له : إن نفسي لي خصيم فكيف أقطع الطريق ورفيقي لص زنيم ؟
النفس كالكلب لم تطع لي أمراً مطلقاً ولا أعلم متى أحرر روحي من ربقتها ،
إن ذئب الصحراء معروف لدي ولكن لا علم لي بهذا الكلب المدلل لدي ،
ولقد تملكني العجب من عديمة الوفاء والصحبة فإلى متى تظل جاثمة في طريق المعرفة ؟!
أجابه الهدهد خير جواب حيث قال : يا من استمرأت فلكك بالنوم ويا من خدعك الكلب أشد خداع حيث وطئك كالتراب تحت أقدامه ،
نفسك حولاء وعوراء وهي كلب وكذلك عاجزة وكافرة ،
فإذا مدحك إنسان وأطراك فهذا كذب ولكن نفسك تسر بهذا الكذب فلا داعي لأن تهتم بشبيهة الكلب إذ أنها تسمن هكذا بالكذب .
في البداية يكون الجميع بلا حاصل فهم إما طفل وإما عديم القلب وإما غافل ، وفي الوسط يكون الجميع عديمي المعرفة ففي الشباب شعبة الجنون ،
وفي النهاية عندما يكون الرجل المسن خليقاً بالأعمال تكون روحه قد أصبحت خرفة وجسده أسير الهزال ،
إن كنت تزين عمرك هكذا بالجهل فكيف تزدان هذه النفس الشبيهة بالكلب ؟
وإذا كانت الغفلة من البداية إلى النهاية فلا جرم أن تخرج منها بلا حاصل .
ما أكثر عبيد هذا الكلب في هذا العالم ولعل نهاية كل شخص أن يكون عبداً لهذا الكلب ، لقد ماتت آلاف القلوب من الغم دائماً وهذا الكلب الكافر لم يمت لحظة .
المقالة الحادية والعشرون حكاية 1
الأبيات من 1955 – 1958
عاش حفار قبور عمراً مديداً فسأله سائل : لتقل لنا أي نادرة لقد قضيت دهراً طويلاً في حفر القبور أما رأيت شيئاً من العجائب تحت الثرى ؟
قال : ما رأيته عجيب كل العجب وهو أن نفسي الشبيهة بالكلب عاشت سبعين عاماً ويا للعجب ترى حفر القبور ولم تمت ساعة كما لم تطع لي أمراً لحظة .
المقالة الحادية والعشرون حكاية 2
الأبيات من 1959 – 1972
ذات ليلة قالت العباسة : أيها الحاضرون إن الدنيا تغص بالكافرين ، كما أن جمعاً من الكافرين الفضوليين يدعون الإيمان عن طريق التصديق ، فإن كان حدوث هذا في حيز الإمكان فلم كان بعث الأنبياء العديدين ؟
فإما أن تتبع هذه النفس الكافرة الإسلام ذات لحظة وإما أن يصيبها الفناء ، وما استطاعوا فعل هذا وهذا جائز وإلا فلم نشأ هذا التفاوت بين الناس ؟
طالما نظل في حكم النفس الكافرة فإننا نربي هذه الكافرة في داخلنا .
هذه النفس الكافرة التي لا تطيع أمراً متى يمكن أن يكون قتلها ميسوراً ؟
وإذا كانت النفس تجد العون من كل جانب فلن يكون عجيباً أن تزيد من المفاسد ، القلب فارس هذه المملكة ولكن النفس الشبيهة بالكلب نديمته طوال الليل والنهار ، ومهما يسرع الفارس في الصيد فإن الكلب يسرع في إثره ،
وكل ما استمده القلب من حضرة الأحباب قد استمدته النفس كذلك من القلب ، وكل من يوفق في قتل هذا الكلب فإنه يوقع الأسد في الشباك في كلا العالمين ، وكل من جعل هذا الكلب خاضعاً له لن يدرك أحد قط تراب حذائه ،
وكل من استطاع أن يقيد هذا الكلب بقيد متين يكون ترابه أفضل بكثير من دماء الآخرين .
المقالة الحادية والعشرون حكاية 3
الأبيات من 1973 – 1994
صار صاحب الثياب المهلهلة شيخ طريقة فرآه ذلك السلطان فجأة فقال : أينا أفضل أنا أم أنت يا مرتدي المرقعة ؟
فقال الشيخ : صه أيها الجاهل إن نمدح أنفسنا انعدم الطريق فمن يمدح نفسه انعدمت بصيرته ، ولكن إن وجبت الإجابة فأي فرد مثلي أفضل من مائة ألف مثلك بلا ريب ،
ذلك لأن روحك لم تذق طعم الدين كما جعلتك نفسك حماراً ثم سيطرت عليك أيها الأمير وأصبحت تحت وطأتها وكأنك أسير وألجمت رأسك آناء الليل والنهار ووقعت في الرغبة إطاعة لما تصدره إليك من أوامر ومهما أمرتك يا عديم المروءة فأنت تسارع بالقيام بأوامرها ونواهيها .
أما أنا فعندما أدركت ما للقلب من سر جعلت نفسي الشبيهة بالكلب حماري وعندما أصبحت نفسي حماري ركبتها فالنفس الشبيهة بالكلب تعلوك وأنا أعلوها ، وعندما يمتطيك حماري فمن على شاكلتي يفضل من على شاكلتك مائة ألف مرة .
يا من تطرب من نفسك الشبيهة بالكلب إنها ستلقي فيك نار الشهوة ونار تلك الشهوة تسلبك ماء وجهك كما تسلب نور قلبك وقوة بدنك ويصيبك العمى والصمم والشيخوخة وكذا نقصان العقل وضعف الذاكرة .
تسير مئات الجيوش والجند كعبيد خلف أمير الموت وطوال الليل والنهار يواصل الجيش المسير أي أنهم على الدوام في إثر هذا الأمير ،
وإذا كان الجيش يتقدم من كل صوب فستسقط من الطريق وكذا نفسك الشبيهة بالكلب ،
ولقد ربطت سعادتك بالنفس الشبيهة بالكلب وتقضي عمرك في عشرتها على الدوام فقيدت نفسك بهذه العشرة ووقعت كذلك تحت ربقتها،
وإن يلتف حولك سلطان وحشم فستنفصل عن الكلب وينفصل عنك هذا الكلب وإن تنفصلا عن بعضكما هنا فستبتلى بالفرقة ، ولكن لا تحزن إن لم تتصلا هنا سوياً وذلك لأنكما ستنعمان في النار سوياً .
المقالة الحادية والعشرون حكاية 4
الأبيات من 1995 – 1998
حين التقى هذان الثعلبان تزاوجا بعد طول عشرة ، ثم ذهب ملك إلى الصحراء مصطحباً فهداً وصقراً وألقى شباكه على هذين الثعلبين ،
فكانت الأنثى تسأل الذكر: أيها الباحث عن الثقوب لتقل إلى أين نصل في النهاية؟
قال : إن كنا لنا من العمر بقية ففي دكان الفراء بالمدينة .
المقالة الحادية والعشرون عذر طائر آخر الأبيات من 1940 – 1954
قال آخر له : إن نفسي لي خصيم فكيف أقطع الطريق ورفيقي لص زنيم ؟
النفس كالكلب لم تطع لي أمراً مطلقاً ولا أعلم متى أحرر روحي من ربقتها ،
إن ذئب الصحراء معروف لدي ولكن لا علم لي بهذا الكلب المدلل لدي ،
ولقد تملكني العجب من عديمة الوفاء والصحبة فإلى متى تظل جاثمة في طريق المعرفة ؟!
أجابه الهدهد خير جواب حيث قال : يا من استمرأت فلكك بالنوم ويا من خدعك الكلب أشد خداع حيث وطئك كالتراب تحت أقدامه ،
نفسك حولاء وعوراء وهي كلب وكذلك عاجزة وكافرة ،
فإذا مدحك إنسان وأطراك فهذا كذب ولكن نفسك تسر بهذا الكذب فلا داعي لأن تهتم بشبيهة الكلب إذ أنها تسمن هكذا بالكذب .
في البداية يكون الجميع بلا حاصل فهم إما طفل وإما عديم القلب وإما غافل ، وفي الوسط يكون الجميع عديمي المعرفة ففي الشباب شعبة الجنون ،
وفي النهاية عندما يكون الرجل المسن خليقاً بالأعمال تكون روحه قد أصبحت خرفة وجسده أسير الهزال ،
إن كنت تزين عمرك هكذا بالجهل فكيف تزدان هذه النفس الشبيهة بالكلب ؟
وإذا كانت الغفلة من البداية إلى النهاية فلا جرم أن تخرج منها بلا حاصل .
ما أكثر عبيد هذا الكلب في هذا العالم ولعل نهاية كل شخص أن يكون عبداً لهذا الكلب ، لقد ماتت آلاف القلوب من الغم دائماً وهذا الكلب الكافر لم يمت لحظة .
المقالة الحادية والعشرون حكاية 1
الأبيات من 1955 – 1958
عاش حفار قبور عمراً مديداً فسأله سائل : لتقل لنا أي نادرة لقد قضيت دهراً طويلاً في حفر القبور أما رأيت شيئاً من العجائب تحت الثرى ؟
قال : ما رأيته عجيب كل العجب وهو أن نفسي الشبيهة بالكلب عاشت سبعين عاماً ويا للعجب ترى حفر القبور ولم تمت ساعة كما لم تطع لي أمراً لحظة .
المقالة الحادية والعشرون حكاية 2
الأبيات من 1959 – 1972
ذات ليلة قالت العباسة : أيها الحاضرون إن الدنيا تغص بالكافرين ، كما أن جمعاً من الكافرين الفضوليين يدعون الإيمان عن طريق التصديق ، فإن كان حدوث هذا في حيز الإمكان فلم كان بعث الأنبياء العديدين ؟
فإما أن تتبع هذه النفس الكافرة الإسلام ذات لحظة وإما أن يصيبها الفناء ، وما استطاعوا فعل هذا وهذا جائز وإلا فلم نشأ هذا التفاوت بين الناس ؟
طالما نظل في حكم النفس الكافرة فإننا نربي هذه الكافرة في داخلنا .
هذه النفس الكافرة التي لا تطيع أمراً متى يمكن أن يكون قتلها ميسوراً ؟
وإذا كانت النفس تجد العون من كل جانب فلن يكون عجيباً أن تزيد من المفاسد ، القلب فارس هذه المملكة ولكن النفس الشبيهة بالكلب نديمته طوال الليل والنهار ، ومهما يسرع الفارس في الصيد فإن الكلب يسرع في إثره ،
وكل ما استمده القلب من حضرة الأحباب قد استمدته النفس كذلك من القلب ، وكل من يوفق في قتل هذا الكلب فإنه يوقع الأسد في الشباك في كلا العالمين ، وكل من جعل هذا الكلب خاضعاً له لن يدرك أحد قط تراب حذائه ،
وكل من استطاع أن يقيد هذا الكلب بقيد متين يكون ترابه أفضل بكثير من دماء الآخرين .
المقالة الحادية والعشرون حكاية 3
الأبيات من 1973 – 1994
صار صاحب الثياب المهلهلة شيخ طريقة فرآه ذلك السلطان فجأة فقال : أينا أفضل أنا أم أنت يا مرتدي المرقعة ؟
فقال الشيخ : صه أيها الجاهل إن نمدح أنفسنا انعدم الطريق فمن يمدح نفسه انعدمت بصيرته ، ولكن إن وجبت الإجابة فأي فرد مثلي أفضل من مائة ألف مثلك بلا ريب ،
ذلك لأن روحك لم تذق طعم الدين كما جعلتك نفسك حماراً ثم سيطرت عليك أيها الأمير وأصبحت تحت وطأتها وكأنك أسير وألجمت رأسك آناء الليل والنهار ووقعت في الرغبة إطاعة لما تصدره إليك من أوامر ومهما أمرتك يا عديم المروءة فأنت تسارع بالقيام بأوامرها ونواهيها .
أما أنا فعندما أدركت ما للقلب من سر جعلت نفسي الشبيهة بالكلب حماري وعندما أصبحت نفسي حماري ركبتها فالنفس الشبيهة بالكلب تعلوك وأنا أعلوها ، وعندما يمتطيك حماري فمن على شاكلتي يفضل من على شاكلتك مائة ألف مرة .
يا من تطرب من نفسك الشبيهة بالكلب إنها ستلقي فيك نار الشهوة ونار تلك الشهوة تسلبك ماء وجهك كما تسلب نور قلبك وقوة بدنك ويصيبك العمى والصمم والشيخوخة وكذا نقصان العقل وضعف الذاكرة .
تسير مئات الجيوش والجند كعبيد خلف أمير الموت وطوال الليل والنهار يواصل الجيش المسير أي أنهم على الدوام في إثر هذا الأمير ،
وإذا كان الجيش يتقدم من كل صوب فستسقط من الطريق وكذا نفسك الشبيهة بالكلب ،
ولقد ربطت سعادتك بالنفس الشبيهة بالكلب وتقضي عمرك في عشرتها على الدوام فقيدت نفسك بهذه العشرة ووقعت كذلك تحت ربقتها،
وإن يلتف حولك سلطان وحشم فستنفصل عن الكلب وينفصل عنك هذا الكلب وإن تنفصلا عن بعضكما هنا فستبتلى بالفرقة ، ولكن لا تحزن إن لم تتصلا هنا سوياً وذلك لأنكما ستنعمان في النار سوياً .
المقالة الحادية والعشرون حكاية 4
الأبيات من 1995 – 1998
حين التقى هذان الثعلبان تزاوجا بعد طول عشرة ، ثم ذهب ملك إلى الصحراء مصطحباً فهداً وصقراً وألقى شباكه على هذين الثعلبين ،
فكانت الأنثى تسأل الذكر: أيها الباحث عن الثقوب لتقل إلى أين نصل في النهاية؟
قال : إن كنا لنا من العمر بقية ففي دكان الفراء بالمدينة .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin