..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty25/11/2024, 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty25/11/2024, 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty25/11/2024, 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty25/11/2024, 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty25/11/2024, 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty25/11/2024, 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3)

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3) Empty كتاب التجليات الإلهية الشيخ محيي الدين ابن عربي ـ خطبة الشارح رضي الله عنه (3)

    مُساهمة من طرف Admin 17/10/2020, 08:33


    الألف المقدر بين الباء والسين والميم
    35 - هذا الألف في الحقيقة همزة وصل، لكن سميناه ألفا لسكونها الميت وسقوط حركتها بالدرج.
    ولما كان الألف من حيث قوته ، سكونة ميتا لم يكن معه شيء، ولم تقبل في سكونه شؤونه المكنونة حركة الظهور وأثر الإيجاد، قام عنه الباء قيام مثل يتفصل من عموم صفاته ؛ لقيامه أعني الألف الفائت ثوبا سابغة.
    يبطن قيامه كنها ويظهره فيما تفصل من عموم انبساطه وجودة.
    فاستبطن الباء بقيامه مقام حقيقة ، هي العالم بالكل : الهمزة ، لتكون الظاهر له ، ويكون هو الباطن لها .
    وهي مع كونها حد فوت لألف ، وبدء إحاطته ، وظاهر تعينه الذاتي المنطوي على شؤونه المكنونة في سكونه الميت ، لم تقم في تحقيق المطلوب قيام الباء ، إذ لا صورة لها في سلسلة الحروف رقمة، كما لا ظهور لأحدية حقيقتها في عين الكثرة ، من حيث كونها كثرة ؛ فلم تكن ، لقيام الألف ، القائمة حركته بالكل ، ثوبا سابغة، لا سيما عن تحققها بالفوت في سقوط حركتها بالدرج، فإنها بسقوط الحركة مفقودة .

    36 - فلما ظهرت مكنونات سكون الألف ومستودعات فوته ، تنزة وتفصيلا ، بالباء المتنزل المشعر بتنزله حركته ونقطته السفلية ، ظهرت على ثلاثة أنحاء : نحو يختص بما هو حظ السمع ؛ ونحو يختص بما هو حظ العين ، ونحو يختص بما هو حظ الفؤاد فما ظهرت منها بـ "الباء" على النحو الأول ، فهو حروف كتابه المنطوق ، التي بناء مجموعها في نفس الإنسان السين .
    فـ "السين" بناء كلية حس لطيف هو منال السمع .
    ولذلك قال المحقق الحرالي : الميم هو تمام ما ينتهي إليه الظهور في الأعيان ، والسين تمام ما ينتهي إليه الظهور في الأسماع واتصال الباء بالسين» أولا لتصدر ما هو حظ السمع في عموم الإيجاد .
    وما ظهرت منها به على النحو الثاني ، فهي حروف كتابه المرقوم والمسطور، التي بناء مجموعها في نفس الرحمن آدم ، وفي نفس الإنسان الميم ، فـ "الميم" تمام أظهر منال حس هو حظ العين.
    فأما كتاب الباء إنما تفضل إلى السين بما في سلسلة المقولات وإلى الميم بما في سلسلة المفعولات ، فانتهى إليهما ظهور الباء وتطوره الكلي ، في دائرة اسم الاسم.
    فـ "الباء" بنقطته نسخة جامعة، وألف الدرج كذلك ؛ والسين والميم معا كذلك.
    ثم انتهى هذا التنزل البائي إلى الميم ، وهو حرف دوري ينعطف آخره على أوله ، وكذلك نون السين ، كما ينعطف التجلي البائي من منتهي هذه الدائرة إلى أصله ، فتتم بذلك حيطتها .
    وما ظهرت منها به على النحو الثالث هو معاني حروف کتابه المذكورة في النحوين الأولين ، وما اختص بها من الأسرار الوجودية ؛ إذ من شأن الفؤاد أن يدركها إما تعقلا أو كشفا أو شهودة جمعة أو تفصيلا.

    37 - ولما كان الألف ذات الحروف الجمة التي هي وما يتألف منها حظ السمع ؛ والسين بسناته الثلاث المشعرة بتثليث النقطات الألفية بناءه وقع السين ساكنا ليطابق الدال المدلول سكونة. غير أن سكون المدلول میت ، وسكون الدال حي ، إذ المقصود من دلالة الدال ظهور المدلول ووضوحه ، فلو كان سكون السين ميتة لاجتمع في الدال والمدلول ساکنا موت ، فلم يتحقق المقصود بالدلالة.

    38 - وقد تحرك الميم بالحركة السفلية ليشعر بأن الإحاطة البائية في التنزل والظهور مع انعطافها على مقتضى دور الميم في مرتبة الاسم إلى مبدئها لم تنته إلى الغاية بل لا بد لعملها في التنزل والظهور من تنزلات : منها تنزلها إلى مرتبة الاسم القائم مقام المسمى ، وهكذا حكم تعريفه .

    39 - وقد طلب الباء ألف الدرج تنزلا وظهورة في مرتبة اسم الاسم، لا يثار شفعه بباطن له السوائية الحاكمة بعدلها على ما ظهر من الحيطة البائية على اثنين ، كالغيب والشهادة ، والأعلى والأسفل ، والجمع والتفصيل، والنور والظلمة ، ونحوهما ، ولا تتم الإحاطة البائية إلا بالثالث الموتر شفعها ، إذ التثليث شعار الباطن والظاهر والجامع . فبهذه الثلاث تمت الإحاطة وعمت .

    40 - وألف الدرج طلب السين ليخرج ذخائر تثلیث نقطه، في تثليث ذات السين من كمون الفوت وسكون الموت . وطلب السين الميم ، وذلك كطلب الشيء نفسه .
    إذ الميم في كونه حرفا دوريا أربعة ميمات :
    میمان بطرد اسمه ، وميمان بعكس اسمه ؛ والقائم من المجموع عددا مائة وستون . فالماية هي غاية مبلغ الميم ، فإن أربعين بما تضمن من العقود ماية ، فما بقي من المجموع ستون، وهو مطلوب السين من الميم.

    41 - فـ"الباء" في «بسم» دیوان الإحاطة والاشتمال ؛ وله العمل في ديوان الإحصاء؛ فإن الوجود العام المنبسط في الكون الذي هو في المرتبة الثانية من الغيب المطلق ، مشتمل على جميع ما هو بصدد التفصيل إلى لا غاية .

    42 - و«الميم» فيه هو ديوان الإحصاء، فإن قسم الوجود الماية بتمامها منتهية إليه؛ فإن أربعين كما ذكر آنفا يتضمن ماية ، فآدم عليه السلام في منتهى دور الإيجاد الموازي رتبة الميم في بسم ، واجعين الوجود في الأسماء المعروضة بحسبها . ومحمد صلى الله عليه وسلم في منتهى سير الوجود الموازي رتبة ميم الرحيم، واجد الأسماء في عين المسمى بحسبه .

    43 - بل آدم واجد الأسماء عن المسمى الغايب . إذ لا حكم لخلافته إلا في غيبة المستخلف عنه . ومحمد صلى الله عليه وسلم واجد المسمى مع الأسماء الجمة ، ولذلك كانت وطأته ورميه وبيعته للحق المتجلي له جلاء واستجلاء.
    ولهذا السر وصف صلى الله عليه وسلم بالرؤوف الرحيم
    وهو المقول فيه :
    رحیم بین رحمانين …. كنهر بين بستانين
    وتلميذ حديد القلب …. ملقى بين أستاذين
    فقل للحاذق النحرير …. إن السر في هذين

    فـ "الرحیم" بكونه بين الرحمانية المطلقة الذاتية وبين الرحمانية الإحاطية الصفاتية ، هو كنهر ينشئ بقوته الذاتية كمال ظهور الجمعين المعبر عنهما بالبستانين .
    وهو أيضا كتلميذ يستدعي منهما بألسنة ما في قابليته الأولى ، مدد الوجود جلاء واستجلاء، ليتحقق بذلك من فاتحته المقول عليها "کنت نبيا" ،
    ""الحديث : "کنت نبيا وآدم بين الروح والجسد " . انظر تخريجه في كتاب الشريعة للآجري"".
    ومن خاتمته المقول عليها : « لا نبي بعدي»حظ عموم الكون من الوجود .
    ""انظر الأحاديث الخاصة بختم محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء جميعا في كتاب الشريعة للآجري ص 456""

    44 - فـ "الرحيم" في بينونة الجمعين الأخذ والعطاء مطلقا، وجودة وظهورة وسرهذا الإيماء بين رحمن البسملة وبين الرحمن .علم القرآن [الرحمن:1-2] فافهم.
    فإن نور الوضوح من منصة جلاء الروح تنفس بأنفس أجناس الفتوح ؛ ودام فيض ديمها للجنان حتى ظهرت ينابيعها منه إلى القلم واللسان.

    الله
    45 - اعلم أن الاسم كل تكل ظهر من غيب الوجود وتميز عنه ، أي تميز و ظهور کان .
    فهو علامة على مسماه ليعرف بحسبها واللفظ الدال على الظاهر المتميز الدال على المسمی هو اسم الاسم. فالاسم الله هو الظاهر المتميز عن الحق باعتبار تعينه في شأن کلي ، تحكم فيه على شؤونه القابلة منه أحكامه وآثاره .
    وهذا الشأن الكلي هو حقيقة جامعة ، هي كيفية تعينه تعالی في علمه بنفسه .

    46 - والملحوظ في التسمية بالله ، الوجود مع المرتبة ؛ وبالرحمن الوجود من حيث انبساطه على العموم؛ وبالرحيم من حيثية انقسام الوجود حسب تخصيص الاستعدادات هذا نص كلام أهل التحقيق.

    47 - ولما انتهى تنزل الباء بعمله في الاسم الاسم إلى غاية انعطفت في المعنى إلى أولها، ظهر بعمله أيضا في الاسم الذي قام مقام المسمى ، حيث كان انبساط الوجود العام البائي قاضية بظهور عموم الإلهية .
    فحصل بسراية عمله في نظم البسملة التي هي المنزل الجامع والمدون المحيط بالمحيطات جميعا ، كمال الاتصال بين الاسم واسم الاسم، بل بين الميم واللام.
    فإن الميم بهذا الاتصال طلب مقامه في مستوى سلك اللام الذي هو نظير مسافة ملك الظهور، ونظير مواقع تفصيل الوجود ، أجناسة وأنواعة وأصنافا وأفرادا، غيبة وشهادة .
    فإن الميم هو بناء كمال الصورة التي هي مطلوب عموم الإلهية في منتهی مسافة ملك الظهور، أو قل : في منتهى سلك اللام .
    فهذا المنتهى المختص بكمال الصورة ، مقام هو مطلوب الميم من اللام ومخرجه .

    49 - والهمزة الدارجة في اتصال الميم واللام ، هي شاهد الحق باعتبار تعينه أولا في شأنه الكلي الجامع للشؤون الجمة .
    وقد أخفيت بالدرج، لتعود بخفائها وسقوط حركتها إلى فوتها الأصلي وانقطاعها عن اللام ، المشعر بتفصيل ماقدر وجوده في مسافة ملك الظهور، وذلك لتحقيق سر: "كان الله وليس معه شيء" مع ظهوره في كل ماظهر وتميز وتعدد .
    ""حديث : "كان الله ولا شيء معه"، وقد أخرجه البخاري في باب : التوحيد وبدء الخلق ، وابن حنبل في مسنده""
    ولذلك اتصل الألف باللام لفظا بعده ، ليترتب على السر المذكور سر. والآن كما كان.

    49 - واللام بناء ملك الظهور مطلقا. وهو حد فاصل يستجمع في مستوى سلکه التطورات الألفية النفسية في صور الحروف الجمة . ويشعر أيضا بتطورات الوجود في مسافة ملك الظهور جمعة وتفصيلا .
    واللام لامان : مدغم ومدغم فيه . فإن ملك الظهور الذي هو مساق التنزلات البائية ، غيب وشهادة .
    والغيب مدغم في الشهادة ، إذ لا تقوم الصور إلا بحقائقها الباطنة ، فكما أن الشهادة بصورها معرفة وموضحة للمستبصر عن أحوال الحقائق الغيبية وأحكامها، فكذلك الحقائق معرفة وموضحة للأسرار الوجودية المستجنة فيها.
    والأسرار الوجودية شاهدة بظهور الحقيقة المطلقة في اختفائها بتعينات الأسرار الوجودية والحقائق الغيبية والصور الشهادية .
    وقد حرك اللام بالحركة السوائية الفتحية ليشعر بأن القيومية الظاهرة في ملك الظهور اللامي القائمة بعدلها السماوات والأرض ، إنما هي من معدن فوت الجمع والوجود: فإن الحركة السوائية مادة الألف الذي له قيومية الحروف الجمة .
    ولما كان اللام في مستوى مد الألف النفسي بين حدي الهمزة والميم ، كان من مستوى اللام إلى حد الهمزة من معارج الغيب ومنه إلى حد الميم من مدارج الشهادة.

    ولذلك صار اللام بوسطيته الجامعة، وسادة ظهور الألف الذي له أحدية الجمع في موقع الالتفاف والتعانق

    50 - فإذا ظهر الألف من معدن من الوجود في القوة المنطقية على اللام بالتقدم والحكم تعينت باجتماعهما تطورات الوجود في الأعيان الوجودية في مسافة الظهور وتحققت.
    وإذا ظهر اللام بانضغاط التجلي الكلامي بين نقطتي الجوزهر بين الرأس والذنب في القوة النطقية على الألف بالتقدم والحكم، كان التفافهما لإذهاب التطورات الوجودية وطيها مطلقا.
    وإليه إيماء المحقق حيث قال :
    تعانق الألف العلام واللام مثل الحبيبين فالأعوام أحلام والتفت الساق بالساق التي عظمت فجاءني منهما في اللف إعلام
    إن الفؤاد إذا معناه عانقه بداله فيه إيجاد وإعدام فلما كان للاسم «الله» بتضخيمه وتضعيف لامه وتحركه بالحركة العلوية ، ظهور لا يدانيه الخفاء عصم عن التنكير ولذلك من تحقق بعبودية الله لزمته الشهرة .
    وحيث أخلى الإله عن التضعيف والتضخيم، لم يعصم عن ذلك.
    فالمتحقق بعبوديته بعبودية الإله ، وقد يكون ظاهرة وقد يكون خامة مجهولا لا يعبأ به .

    51 - فأحدية الاسم التي هي مدلول ألفه المتصل، قاطعة تعلقه بالكون فمسماه من هذا الوجه أول لا يقبل الثاني ، ومطلق لا يقبل التقييد ، وواحد لا يقبل الكثرة. فهو اسم قاطع نسب الشركة في تسمية الخلق به بحق أو باطل .
    وحيث كانت التسمية به باعتبار تعين مسماه بالشأن الكلي الجامع الذي بعض وجوهه عموم الإلهية القاضية بوجود المألوهات وظهورها رجعت الأسماء السائلة ، بالسنة المحاضرة ، وجود مظاهرها من الأعيان الإمكانية إلى حضرته العليا وحيطته الوسعی وهكذا الأعيان السائلة منها ظهور الأسماء لوجودها فمن هذه الحضرة إجابة السائلين .
    ألا ترى أن العائل والسقيم إذا سألا الكفاية والشفاء من حضرتي الكافي والشافي ليست قبلة سؤالهم إلا الله؟
    فيقول أحدهما عند ابتهاله إليه : يا الله ! والمقصود بذكره الكافي والشافي.

    52 - وأما الألف المتصل باللام ، الذي هو محل تفصيل ما ظهر وتميز عن كل ما بطن، فشاهد بصحة هذه المحاضرة الأسمائية ، وبتعلق الاسم الله بإنشاء الكون على مقتضى السؤال الاسمائي ، بألسنتها المعنوية عند المحاضرة.
    فإن تحقيق الإجابة إنما هو باقتران الوجود والمرتبة أولا وليس ذلك إلا بالتجلي المختص بالاسم الله .
    والاقترانات التفصيلية بين الوجود والمراتب إلى لا غاية ، إنما هي منتشئة من الاقتران الأول فيه فانفصال الألف من اللام أولا، واتصاله به ثانيا، هو بناء انطلاق الاسم في انحصاره وانحصاره في انطلاقه، فهو في رتبته العليا الجمعاء باطن مستبين ، متصل في انفصاله ، منفصل في اتصاله .

    53 - وأما اتصال الهاء به «اللام» رقما فمشعر بأن الظهورات التفصيلية اللامية بعد انتهائها إلى غاية تقتضي كمال الصورة ، تنتهي إلى غيب ، أنبأ عن إحاطته الوسعی هاء الاسم.
    وهو باطن مغيب في الظاهر المشهود کجوامع أحوال الوجود وأحكامه الآجلة إلى الأبد.
    ولذلك ينقلب في مبتدأ دولة هاء الاسم وهو ظهور أشراط ختام أمر العاجل، ما في قبضة كمون الهوية وطيها الآن، ظاهرة وجليا .
    وهو المقول فيه :"يوم تبلى السرائر" [الطارق:9] .
    فيطرأ إذ ذاك على الظاهر الآن سواد الخفاء ، وعلى الباطن الآن شعشعة كمال الوضوح والظهور : طريان الليل على النهار والنهار على الليل . ""يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ"" [الزمر : 5].
    ألا ترى غيب الهاء آجلا كيف ينقسم على الدارين انقسام الهاء في الكلمات على القوسين؟

    54 - فدولة هاء الاسم إنما تحفظ بالهوية المطلقة الكامنة في الكون العاجل أصول العوالم الخمس عليه .
    وهي الغيبان : المطلق والمضاف ؛ والحستان : المطلق والمضاف ؛ والجامع المحيط بالجميع. ولا حكم لعدده في الكون الآجل .
    فإن الكشف المطلق يبدي فيه الكثرة بلا عدد ، ويظهر في كل شيء كل شيء، حتى يظهر كل فرد من أفراد شؤون مجموع الأمر كله بصورة الجميع ووصفه وحكمه ، بحيث يضاهي كل شأن من الشؤون الشأن الكلي الجامع، الذي به تسمى الحق بالاسم الله . فافهم .
    و«الهاء» بكونه حرفة إحاطية، دارت أحدية الاسم بالتجلي من نفسها إلى نفسها ؛ وبحركته السفلية من نفسها إلى الغير.
    ولذلك اتصل في التلفظ بالراء» المشعر بانقسام عالم الظهور الرحماني بالكون العلوي والسفلي فللعلوي ، من الرحمة الرحمانية ، الدرجات الماية ؛ وللسفلي منها ، الدركات الماية .

    55 - ولما كان عدد حروف الاسم بعد إسقاط حروفه المكررة ستة وثلاثين حكم الاسم بتجليه على الدهر أن يكون منه لرفيع الدرجات ، في كل دور سنوي ثلاثمائة وستون دورة يوميا طبق عدد الرفيع ويكون عشر ذلك مطمح تجليه الوحداني القائم بتفصيل مراتب التوحيد وهو ستة من شوال و " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان " [البقرة:185] ، المشتمل على ستة وثلاثين آية ، توضح مراتب التوحيد طبق عدده المذكور.

    56 - فمنها توحيد الهوية كقوله تعالى: " الله لا إله إلا هو" [البقرة :200]
    ومنها توحيد "أنا" كقوله تعالى : "إني أنا الله لا إله إلا أنا " [طه:14]
    ومنها توحيد «أنت» كقوله تعالی :" فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت " [الأنبياء:78].
    ومنها توحيد الاسم نفسه كقوله تعالی "إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون " [الصافات /30].
    ومنها توحيد الصلة كقوله تعالی : "قال، أمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل" [يونس:90].

    57 - و"الألف" الذي هو فاتحة الاسم، مع اقتضائه في أوليته كمال الانقطاع عن غيره ، إذ لا نسبة بين الذات والسوي إلا العناية ولا زمان إلا الأزل ، كان من حيث معنى يرجع باعتبار منه إلى ظهوراته في مصادر النطق ، يطلب اللام طلب الذات المطلقة شأنا كليا فيه أفراد مجموع الأمر كله .
    ولذلك جمع اللام في اسمه حرفي مبتدأ سلسلة المصادر ومنتهاها ، ليكون ما بينهما مستواه .
    كما حاز الشأن الكلي المنبه عليه في كماله الوسطى ، كمال فاتحة الظهور المقول عليها : «کنت نبيا»، وكمال خاتمته المقول عليها : «لا نبي بعدي»، ليختص به حاق وسط الكمالين المقول عليه من وجه : "أوتيت جوامع الكلم ". رواه مسلم واحمد والبيهقي وابي يعلى وابن ابي شيبة وغيرهم
    ومن وجه آخر: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» الموطأ والمقاصد الحسنة و ومسند البزار و البيهقي والسيوطي فى الجامع الكبير
    و" اليوم أكملت لكم دينكم " [المائدة : 3] .

    58 - وطلب اللام الظاهر اللام المدغم فيه طلب الشيء نفسه ، ولكن بصفة تقابل صفة ظهوره كما طلبت الشهادة الملكية غيب الملكوت المدغم فيها لتنبعث الآثار والأحكام الوجودية من الحقائق الباطنة إلى الصور القابلة لها .
    وطلب اللام الألف المتصل به تلفظة ليعم حكم اللام في تقدمه عليه ، حكمه في تأخره عنه ، بإذهاب الموضوعات الوجودية ، وبتعينها وتحققها كما عم حكم الاسم بالمشيئة في المحو والإثبات : "يمحو الله مايشاء ويثبت " [الرعد: 39] .

    59 - وطلب الألف الهاء طلب الشيء إحاطته العليا، فإن الهوية المطلقة التي هي باطن الهاء ، إليها المنتهى مع اختفائها في لبس الأنيات ظاهرة وكمال ظهور ألف الذات في حجاب نفس الرحمن في العوالم الخمس المنبه عليها من قبل والدال عليها من الاسم عدد الهاء فافهم وحاول من سوانح الكرم، في حيطة هذا الاسم الشريف ، نقد ما لا يجهل ولا يعلم وحاصل كل معرب ومعجم.

      الوقت/التاريخ الآن هو 28/11/2024, 01:36